الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يثور الشرفاء

راغب الركابي

2019 / 10 / 6
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


ليس سراً  إن قلنا :  - إن هذه الثورة هي غيرها عن كل الثورات والإنتفاضات -  التي حدثت والتي ستحدث  ، لأنها عبرت بصدق ومن خلال  حناجر الشباب والشابات الأباء والأمهات في جميع الساحات والميدان والشوارع  عن معنى المظلومية والقهر والإستعباد  .
يقول مفكر عربي  : -  الشعب العراقي يتميز  عن غيره  في كل شيء  في ثوراته ووثباته وفي تطلعه  نحو االغد المشرق  - ، وضرب لنا مثلاً بالصحفي البطل    - منتظر الزيدي –  حين  رمى بحذائه هبل العصر جورج دبيلو بوش  في وقفة عز مثيلها  في جميع أرجاء الدنيا  ، حتى غدى فعله  وعمله  أهزوجة  و أمثولة  يتغنى  بها كل الشباب في العالم الأجمع  .
نعم هكذا هو حال  شعبنا  فهو من هذه الفئة وزيادة ،  لا يرضى بالذل  ويرفض الإنكسار ويؤمن بالعدل والحرية والسلام   ،  شعب لا يخشى الموت  بل ويتحدآه  ويتغنى به  ولا يعرف  الخوف إلى قلبه طريقا  ، شعب صادق في خياراته  وإنتماءه  لوطنه  رفض الإحتلال  وحاربه  وطرد المحتل  حينما  حسم أمره  وأقر خياراته  ، وإني وسائر ابناء الشعب فخورين  به  وبثورته  التي قام بها  في محافظات العراق جميعا ، ويشاركني هذه المسرة كل حر غيور يؤمن بالحق  والعدل  والديمقراطية الحقيقية .
إن الحلول الترقيعية التي طرحها مجلس الوزراء على عُجالة  لا تبدو  واقعية  إنما هي من أجل كسب الوقت  فقط   ، وإن كانت الحكومة  جادة في ذلك  فلماذا  كل هذه السنيين من غير معالجة  أو فعل في هذا الإتجاه  ؟  ، وأين كانت كل هذه الهمة والمشاعر لدى مسؤولي الزمن الأغبر ؟   ،  من قبل أن تزهق أرواح العراقيين بالمئات ،  ويقول الشعب : -  لقد ولى زمن الإحتيال والخديعة ومحاولة كسب الوقت  - ، ولهذا فهو  لن يترك الساحات  والميادين والشوارع  حتى تتحقق مطالبه الواحدة تلو الأخرى ،  والشعب يقول : -  ليس صحيحاً أن يستحوذ  على  دوائر الدولة أبناء المسؤولين وذويهم  -  ،  والشعب يقول : -   ليس صحيحاً  أن تباع المناصب والوظائف بهذه  الطريقة  التي  يندى لها الجبين ،  معبرة عن هزالة الحكومة  وردائتها  -  ، والشعب يقول : -  ليس صحيحاً أن يترك ذوي الإختصاص من الخريجين عاطلين عن العمل ، بينما يتولى العمل من ليس أهل الإختصاص  -  ،  ويقول الشعب : -  ليس صحيحاً أن تبدد ثروة العراق على المهاجرين من أبناء رفحا وغيرهم  ،  وتترك عوائل العراق من غير ما يسد رمقهم ويحمي كرامتهم  -  ،   ويقول الشعب  : -  ليس صحيحاً أن تترك عوائل الشهداء من غير راع  يؤمن لهم بعض الحقوق التي يستحقونها  -   ،   والشعب يقول : -  ممنوع جداً  أن نعطي أموال  العراق للأشقاء العرب بحجة إنهم كانوا هنا ذات مرة أو ذات يوم   -   ،   والشعب يقول  : -  ممنوع جداً  ليس أن تترك محافظات الجنوبية  والوسطى والغربية من غير رعاية ولا تعمير -   ، وتقوم الحكومة  والمحسوبين  عليها من المفسدين والفاسدين  بأفعال أقل ما يُقال عنها  ضد الشرف والناموس  ، وبعضها  للبهرجة والزينة والإدعاءات الفارغة .
نعم هذه المرة أضم صوتي للمنادين بتغيير الحال في الجملة والتفصيل ، وأخالني أطلب القليل في ظل هذا السيل من الدماء الطاهرة الشريفة ، وأقول بأسم المحرومين  : -  أنا معك ياشعبي العظيم مع كل هواجسك وخوفك على الحاضر والمستقبل ، ومعك في نضالك المستديم وأنت تطالب بحقوقك المشروعة ، وسأكون معك في كل الحالات مسانداً وداعماً وناشرا بلوآك في كل أرجاء الدنيا -  ، وثق إن الله معك وانت تصرخ بوجه الظلم وتطالب بالعدل والنزاهة وتحقيق الحقوق ، والله لن يترك الناس الصالحين مهما تكالبت عليهم قوى التآمر والتخلف والفساد .
إن أبسط الأشياء التي يجب أن يقوم بها رئيس الحكومة ، هو محاسبة من أطلق النار ومن أمر بذلك وسنه وتلذذ به  ، وعليه وعلى القضاء إنزال أشد العقوبة بمرتكبي  هذه  الجرائم مهما كان لونهم وحجمهم والطيف الذي ينتمون إليه ، فدم العراقي أغلى من كل غال  ولن يضيع حق وراءه مطالب .
لقد تبرأت محافظات العراق من كل الأحزاب التي نهبت وفرهدت العراق وكسرت أنفه وكرامته ، ليس فقط هذا بل طردتهم بعيداً عنها فلا مكان للخونة وبائعي الشرف والضمير بين أبناء الشعب هذا المضحي ، إنني أحيي شباب الناصرية رجالاً ونساءاً شباباً وشابات على هذا الموقف الذي يدل على شجاعة وإيمان وثقة بالمستقبل ، فأليهم أبعث كل التحايات والإحترام ، فلقد أثبتوا إن الحق لا يتجزأ وإن من دمر العراق لا مكان له بينهم  ، حياهم الله وحيا وثبتهم المُقدامة وأتمنى من الجميع أن يحذو حذوهم ، من اجل التغيير الناجز فليس هناك ثمة أنصاف حلول  ، وليَّ ولكم أسوة بمولانا علي بن أبي طالب في حربه و موقفه تجاه الظلم وسارقي قوت الشعب .
وسيظل العراق الشعب والدولة القدوة والأسوة لجميع الشعوب العربية والإسلامية ، وتلك التي تنكوي بنار الحقد والعنف والكراهية والظلم ، للعراق التحية والإجلال ولشهدائه الرحمة والرضوان  ، وعاش العراق ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عبد السلام العسال: حول طوفان الأقصى في تخليد ذكرى يوم الأرض


.. Britain & Arabs - To Your Left: Palestine | الاستعمار الكلاس




.. الفصائل الفلسطينية تسيطر على طائرة مسيرة إسرائيلية بخان يونس


.. مسيرة في نيويورك لدعم غزة والشرطة الأمريكية تعتقل المتظاهرين




.. قلق أوروبي من تزايد النفوذ الروسي داخل أحزاب اليمين المتطرف