الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التظاهرات وما رافقها من تداعيات !!

زهور العتابي

2019 / 10 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


كنّا نأمل بخطوة جريئة يصحو بها الشعب من غفلته وسباته ويغير الواقع المزري الذي نعيشه !! وكم من مرة كنّا ننعت أنفسنا بأننا شعب غير حي يغط في نوم عميق ولايبالي بما يدور حوله من فساد وظلم وضياع حقوق...فصحونا أخيرا واستبشرنا خيرا بتلك الجموع الشبابية الغفيرة التي خرجت بعفوية للتظاهر والمطالبة بالحقوق المشروعة لاسيما وان هؤلاء الشباب هم الشريحة الأكثر تضرّرا في العراق الجديد فلا تعينات ولافرص عمل ولا اهتمام ولو بأدنى درجاته ..فتوسمنا بتلك الصحوة خيرا...لكن سرعان ما انحرفت تلك التظاهرات عن مسارها الطبيعي السلمي لتستهدف الممتلكات العامة والخاصة والبنى التحتية للبلاد وتساهم بشكل كبير بتلوث البيئة حينما قام البعض منهم بأضرام النار بالبنايات العامة ومجالس المحافظات وحرق اطارات السيارات في الشوارع العامة لتتحول سماء بغداد وبعض المحافظات لدخان وسحب سوداء ..وهذا عمل غير مبرّر ولا مقبول أبدا لأننا كنّا ولازلنا نعاني الأمرّين من دخان المولدات المنتشرة في عموم العراق والتي أصبحت تشكل خطرا كبيرا وزيادةً عدد المصابين بأمراض السرطان !!! هناك سؤال يطرح نفسه...ترى ؟ .مالذي حدث ..من يقف وراء هذه الأفعال !؟ صحيح انّنا تعودنا في كل التظاهرات أن تحدث بعض الأمور كأعمال شغب وضرب و..ولكن أن تصل إلى ما وصلت إليه هذه التظاهرات وبتلك الاستمرارية !؟ فلا ...ذاك مبعث للشك والريبة والتساؤل !؟ مالذي يحدث ولماذا يُصِر البعض أن لايجعلها سلمية !؟ لماذا لا نكتفي بحمل الأعلام العراقية واللافتات التي تطالب بالحقوق المشروعة والهتافات التي تدعو لإدانة المقصّرين ومحاسبة الفاسدين !؟ ربّ قائل يقول كان هناك (مندسّين) ..نعم أنا معك فكل التظاهرات في اية بقعة من بقاع العالم لا تخلو أبدا من العابثين والمتصيدين بالماء العكر .. لكن أليس كان الأجدر بهذه الجموع الشبابية الكبيرة أن تتصدى لهؤلاء لاسيما وأنهم لايشكلون الاّ نسبة قليلة !؟..الذي حصل هو العكس تماما.. هذه الثلَّة القليلة هي من أثَّرت في الأغلبية وجرَّتها لذلك العبث وتللك الفوضى !! أغلب الشوارع قطِّعت وتضرّرت كثيرا من حرق تلك الإطارات. ومصالح الناس عطّلت والمدارس والامتحانات أُجِلَت وعمّت الفوضى في كل مكان..أهذا الذي كنا نريده !؟ أهذه الصحوة التي كنّا نأملها ونحلم بها !؟ لعل قائل يقول أنَّ الأزمة الحقيقية ابتدأت بمظاهرات حملة الشهادات العليا التي كانت سلمية بكل ما تحمل الكلمة من معنى لكنها جوبهت بعنف من قبل القوات الأمنية باستخدام خراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع!! أقول نعم هذا ما حصل فعلا لكن رغم قسوة الرد حافظت تلك التظاهرات على سلميَّتها ..لم يحرق المتظاهرون أو يعبثوا بالمممتلكات العامة ..كانوا بمنتهى الرقي والتحضّر وهذا ما جعل الحكومة تنظر بجد في مطالبهم فأوعز رئيس الوزراء بتعينهم ونأمل أن تكون وعوده صادقة هذه المرة....!!
أنا أرى ولعلَّ هناك من يتفق معي أنّ هناك أيدي خفيَّة تعمل بالخفاء للدفع بهؤلاء الشباب لتأجيج المظاهرات وخروجها عن السيطرة لتعم الفوضى في كل مكان لاسيما في وسط وجنوب العراق وكنا نتوقع أن يحدث هذا في يوم من الأيام وسبق وان حصل فعلا في بعض المحافظات الجنوبية وانتهت بالتهدئة والحمد لله...الان يتكرر السيناريو ولكن بشكل أخطر هذه المرَّة !! فمن حقنا أن نتسائل الان .من يقف وراء إشاعة الفوضى !؟ من يُدير هذه التظاهرات التي ما عادت (سلميّة)كما ابتدات أول الأمر !! نحن بالتأكيد قلباً وقالباً مع المتظاهرين لانّ المطالب مشروعة مائة بالمائة لكن ما رافق تلك التظاهرات من أمور هي من يجب أنْ نقف عندها.. وهي من تبعث التخوّف لما يحدث في الأيام المقبلة ...هناك أرواح زهقت...والآلاف من الجرحى والعدد في تصاعد كل يوم . ولاندري إلى أين نحن سائرووون ..ترى !؟..هل كان لأحد الاحزاب دورا في هذه التظاهرات أم كان للمحتل اليد الطولى بما يحدث !؟ لانعرف !! كل شيء وارد ...لعل الايام المقبلة تكشف لنا هذا....!!
الان وبعد الذي حصل وما رافق تلك التظاهرات من تداعيات ...على العقلاء من رجالات الحكومة الإسراع بتنفيذ الوعود التي قطعتها نحو الأصلاح والمضي قدماً لتلبية مطالب هؤلاء الشباب وانقاذ ما يمكن إنقاذه قبل تستغل هذه التظاهرات من قبل اعداء العراق وهم كثر وقبل أن تعم الفوضى في عموم العراق وتخرج الامور عن السيطرة وتتمزق ثانية وحدة الشعب ويضيع العراق .....!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التداعيات ليست حصرا على تضاهرات العراق!!!
سمير آل طوق البحراني ( 2019 / 10 / 8 - 06:22 )
كل ثورات العالم السلمية تدخلت فيها ايد تخريبية وهذا ليس حصرا على العراق ولكن ايتها الاخت الكريمة من هو الجاني والذي يجب محاكمته؟؟. ان الجرم يقع اولا واخيرا على نظام المحاصصة الذي اوصل العراق الى الحضيض وسمح بالتدخلات الخارجية بحجة نصرة المستضعفين او الدين او القومية وما هذه الحجة الا حجة تبريرية لاذلال شعب العراق الابي. لو ان الحكومة الحالية عندها ذرة من الغيرة لاعلنت استقالتها واقامت حكومة وطننية مؤقته لا علافة لها بدين ومذهب الى ان تهدا الامور وتعديل الدستور والغاء المحاصصة واعطاء الحرية للشعب لاختيار حكومته على اسس ديموقراطية بعيدا عن الدين والمذهب وفتاوى الفقهاء ولتكن الكفآءة هي المعيار.
المجد والخلود لشهداء الانتفاضة والذل والعار للمسببين متمنين مستقبل زاهر لبلاد الرافدين مهد الحضارت. كما نتمنى محاكمة الفاسدين وبالاخص من اوغلوا في ارواح الفقراء المطالبين بالعدالة الاجتماعية. نعم لقد لبى شعب العراق الابي نداء الحسين الشهيد (ع) (هل من ناصر) بتقديم ارواح ابنآئه البررة لنيل العزة والكرامة.

اخر الافلام

.. واشنطن تفرض عقوبات جديدة على طهران بعد الهجوم الإيراني الأخي


.. مصادر : إسرائيل نفذت ضربة محدودة في إيران |#عاجل




.. مسؤول أمريكي للجزيرة : نحن على علم بأنباء عن توجيه إسرائيل ض


.. شركة المطارات والملاحة الجوية الإيرانية: تعليق الرحلات الجوي




.. التلفزيون الإيراني: الدفاع الجوي يستهدف عدة مسيرات مجهولة في