الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


درس ثورة أكتوبر العراقية 2019

طارق حربي

2019 / 10 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


طارق حربي

1- بعد 16 سنة من الفساد والمحاصصة الحزبية الدينية والقومية، والنهب المنظم لثروات العراق، وبيع أجزاء عزيزة من أرضه إلى دول الجوار، وتدهور الخدمات وانقطاع التيار الكهربائي المستمر وبيع المياه في حاويات قابلة لنشر الأمراض، ومشاهد مقرفة للقمامة المنتشرة في كل المدن العراقية وانعدام فرص التعيين للخريجين وجيوش من العاطلين عن العمل وغيرها، ولد جيل جديد مقهور من الشبّان لا يخاف من الموت وليس لديه أي شيء يخسره في بلده الجريح!، بعدما أخرجت الأحزاب الدينية وخطابها الفاسد والوهمي الله من عقول الشبّان!

2- شبّان في عمر الورود غير منتمين إلى الأحزاب وبصدور عارية وأعلام عراقية لا غير، واجهوا في الميدان هستيريا حكومة بلا ضمير ومدججة بسلاح حديث، وميليشيا أحزاب ملثمة تقتل بدم بارد حتى المراهقين، وكان سلاحهم الوحيد هو رفع الأعلام العراقية!

3- أثبتت ثورة أكتوبر العظيمة أن الديمقراطية خدعة وحقوق الإنسان بدعة، وأن الحكومة وأحزابها معدن خسيس والثوار الشبّان معدن نفيس، والعملة الجيدة حتماً سوف تطرد العملة الرديئة من السوق، والأيام بيننا!

4- وفي المقابل أثبتت الحكومة أنها لا تستحق أن تحكم بلداً عظيماً مثل العراق، وليست خصماً شريفاً لشعبها ولها معه عقد اجتماعي بحمايته والدفاع عن مصالحه، فجاءت أولى خطواتها اللئيمة بقطع وسائل الاتصال (النت) حتى يسهل لها قمع المتظاهرين بعيداً عن أعين العالم ومنظماته الدولية والإنسانية، بالتزامن مع هجوم ميليشياتها على فضائيات لم تقم إلا بواجبها في نقل التظاهرات إلى العالم!

5- وليس مثل ملاحقة جرحى الثورة في المستشفيات وقتلهم أو اقتيادهم إلى جهات مجهولة، ما يعيد إلى الأذهان ما قام به البعثيون الفاشيست في 8 شباط، وما بعد انتكاسة آذار في سنة 1991 المجيدة.
وربما تُكتشفْ بعد سنوات مقابر جماعية بشباب أكتوبر الثائر .. من يدري؟!

6- وما اتهام التظاهرات الكبيرة في بغداد وبقية المدن العراقية بالبعثية وغيرها، إلّا لإعطاء ذريعة للرأي العام عسى أن يصدقها البعض من العراقيين أو الشعوب والحكومات!

7- لم يتوقف الشباب – بغرض امتصاص غضبهم التمردي العارم -عند أكاذيب رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب، بتوزيع الرواتب والأراضي وتشغيل العاطلين عن العمل، وتخصيص 5% من نثرية الرئاسات الثلاث للجياع والمحرومين!، فقد خبروا أكاذيب الحكومات المتعاقبة، واستمروا سلمياً في المطالبة بإقالة الحكومة الحالية وحل مجلس النواب.

8- أثبت الكثير من العراقيين المقيمين في الخارج ممن تظاهروا أمام السفارات ونشطوا في تغطية فعاليات الثورة في صفحات التواصل الاجتماعي، أنهم مخلصون لشعبهم وبلدهم حتى وهم بعيدون عن العراق بآلاف الأميال!

9- بعد سبعة أيام مشهودة في تاريخ العراق كُشِفَتْ فيها كل الأقنعة المزيفة، هدأت حدة التظاهرات بعد قمعها من قبل الحكومة والأحزاب بشكل دموي وإجرامي، لكن الثورة ستعود في قادم الأيام بزخم أقوى لأن الروح الحية لن تخمد في صدور الشباب.

10- الرحمة والطمأنينة والسلام الأبدي لأرواح المتظاهرين ال 104 (وربما أكثر من المعلن عنه؟!) ممن سقطوا في ساحات وشوارع المدن العراقية، وأكثر من ستة آلاف جريح!

عاش الشعب العراقي.
عاش العراق.

طارق حربي
8 أكتوبر 2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص


.. مسعف يفاجأ باستشهاد طفله برصاص الاحتلال في طولكرم




.. قوات الاحتلال تعتقل شبانا من مخيم نور شمس شرق طولكرم