الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفقر لايمنع السعاده

هاجر محمد أحمد

2019 / 10 / 11
حقوق الانسان


ما أسعد الذين لا يملكون شيئا يستحق أن يوصدوا عليه الأبواب بالأقفال
صدق "دوستويفسكي" عندما وجد بإن الفقراء هم اسعد الناس لأنهم لايخافوا على ضياع شيء لإنهم لايملكون شيئا ولإن السعاده في امان النفس فإن الخوف الدائم للأغنياء من المستقبل وضياع اموالهم او سرقتهم هو السبب الرئيسي لعدم شعورهم بالسعاده فلايشعروا بسعاده الحاضر ولديهم قلق من المستقبل ,حيث نادى "دستويفسكي"تلك المخاوف في كتاب الفقراء ووصفها بأنواع السراب وكأن تلك المخاوف مجموعه من الخيالات التى تظهر للإنسان وهو مصاب بالحمى اووهو يشعر بالظمأ في الصحراء وكما يتخيل الإنسان بحيرات الماء في الصحراء من شدة العطش فإن اصحاب الأموال من الأثرياء دائمى المخاوف الوهمية متناسيين بإن الحياة موجوده
كما قال بديع الزمان الهمذاني: يا حريصاً على الغنى قاعداً بالمراصدِ لست في سعيك الذي خضت فيه بقاصد إن دنياك هذه لستَ فيها بخالد بعض هذا فإنما أنت ساع لقاعدِ.
حيث اصبحت الماديات تتطغى على العقل البشري لإبعد الحدود فيصبح الإنسان عبدا لمادياته يسعى دوما لإكثار امواله حتى ينافس اقرانه وكلما وصل الى شيء تتطلع لشيء اخر حتى اصبحت الحياه بكل وسائلها من سيارات فارهه وبيوت واسعة ووسائل تكنولوجية تجعله على مدار اليوم يتابع حركة البورصه والاموال على وسائل التواصل الإجتماعي فتحول الإنسان الى اله لجلب وضخ الاموال حتى اصبح الفرد لا يكاد يبتسم في وجه اسرته او اصدقائه حتى ابسط الأشياء اصبح يقياسها ماديا فإذا ذهب للتنزه فأنه يجلس في غلى " الأماكن " ظنا منه بإنه حقق الحلم المادي فيما كان يطلق عليه منذ سنوات في امريكا بالحلم الأمريكي اصبح ايضا هناك الحلم المصري لأبناء الطبقه المتوسطه وطبقة اأثرياء ولا يجهل على الجميع ماهية "الحلم المصري" الذي يتلخص بسياره فارهة ومنزل في حي راقي وعدة الاف شهريا كدخلا له ومجموعه مقتنيات اخرى من ضمنها "اجهزة مجمول" واجهزه كمبيوتر" وملابس من افخم الماركت العالميه بالإضافة الى رصيد مرتفع في البنك.
فأن وصل المصري لذلك لا يشبع لأنه يحاول ان يضيف "فيلا" او شالية" امام مدينه ساحليه لينافس بذلك النجوم والمشاهير ولايكتفي بذلك لأن مخاوف المصري في الاموال لا تنتهي
فإذا قمنا بالمقارنه مع فقراء المصريين ممن يسكنون العشوائيات والمناطق الشعبية وممن يعملون وظائف يعتبر دخلها اقل من خط الفقراء او ممن يمارسون حرف يدويه سنجدهم وللمفاجأة لديهم كم من السعاده يتعجب له صاحب الأموال وماهي إلاسعاده الرضا كما قال ابن الرومي: وما الفقرُ عيباً ما تَجمَّلَ أهلُهُ ولم يسألوا إلا مُداواة َ دائِهِ
الرضا هو مايجعلهم يشعروا بسعاده من اقل " كسرة الخبز" او من قطعه لحم في الاعياد ويكادون يتراقصون فرحا إذا استطاعوا شراء " جهاز كهربي" او الاستدانه لتزويج اولادهم حتى تجد الفرد منهم يوم العيد ينتظر حبيبته بجلباب او بيجامه مزركشه ويطير إذا شاهدها بعباءه جديده غير مباليين بإي ضغوط او ماديات او حاملين هم المستقبل ,حتى تجد الصيادين في منطقة نائيه مثل "المكس" بالإسكندريه" يجعلوا ابناءهم لايذهبوا للمدارس ويمارسوا حرفه الصيد منذ الطفوله ويأكلوا من رزق السمك إذا باعوه وإذا لم يبيعوه يأكلوه وتجدهم يسكنون بيوتا من الطوب غير مباليين بالأمواج او العواصف فالشتاء حتى المراكب القديمه قاموا بجعلها "بيوتا وبلكونات " محاكاه للأثرياء حيث المواهب يصقلها الفقر وتخنقها الرفاهية
كل ذلك ولا يقتنص من سعادتهم شيئا وكان السعاده غير مرتبطه باموال بل هي قرار داخلي تعززه إراده إنسان يريد ان يحيا اليوم وكأنه اخر ايامه ويحيا للأبد وكانه يعيش ابدا لإنه ليس الثراء والفقر هو ما يجعلنا سعداء أو تعساء، بل إننا كثيراً ما نلاحظ العكس معادله لم افهمها يوما ولكنى ابحث عنها يوميا في عيون البسطآء لعل سعادتهم تصل الى روحي وروح كل الشباب في مثل سنى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال طلاب مؤيدين لفلسطين تظاهروا في جامعة جنوب كاليفورنيا


.. -الأونروا- بالتعاون مع -اليونسيف- تعلن إيصال مساعدات إلى مخي




.. عنف خلال اعتقال الشرطة الأميركية لطلاب الجامعة في تكساس


.. تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني




.. برنامج الأغذية العالمي يحذر من خطر حدوث مجاعة شاملة في غزة