الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايران تنتصر مرة أخرى ، متى يتعلم العرب فن الانتصار ؟

خالد الصلعي

2019 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



فسواء سلمنا بأن الصواريخ انطلقت من ايران او لم نسلم بذلك ، حيث ان ايران تطالب امام أي ادعاء بضلوعها في هجوم أرامكو بالحجج والبراهين ، بينما تكتفي الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة السعودية بالاتهامات العشوائية غير المدعمة بالأدلة والحجج رغم ما تمتلكه واشنطن من أقمار اصطناعية ، وتجهيزات عسكرية جد متطورة ، الا انها عجزت عن اثبات مصدر الصواريخ الحقيقي ، كما انها عجزت عن رصدها والتصدي لها .
وما يزيد من غرابة الحدث ان الرئيس الايراني حسن روحاني كان نجم اللقاء الأخير للجمعية العامة للأمم المتحدة ، حيث سارع اليه كبار قادة العالم لأخذ صورة تذكارية معه ، رغم انهم جميعهم يتهمون ايران بالضلوع في حادثة أرامكو . ما يطرح أكثر من سؤال .
والملاحظة الأهم أن أسعار البترول لم ترتفع بالحدة التي تتأثر بها اقتصادات الكثير من الدول ، بل انها لم تتجاوز سقف السبعين دولارا . رغم أن االسعودية فقدت نصف انتاجها من هذه المادة الحيوية . ، وهو ملاحظة جديرة بالانتباه . ما يؤشر أن امدادات النفط لم تعد تعتمد على نفط السعودية ، بل ان الولايات المتحدة الأمريكية أمنت لنفسها حاجاتها النفطية ذاتيا ، كما يثبت ذلك أن السوق السوداء لهذه المادة تشتغل بطريقة جد سلسة . مع اضافة أن دولا أخرى بامكانها توفير النقص الناتج عن ضرب جزء هام من مجمع أرامكو .
وكأن السحر انقلب على الساحر ، فالمملكة السعودية التي طمأنت العالم مع اشتداد الحصار على ايران ، بتعويض حصة هذه الأخيرة ، أصبحت تشتري من العراق جزءا هاما من انتاجه النفطي للايفاء بتعاقداتها مع عملائها .
ويقدر الخبراء خسائر المملكة السعودية جراء النقص الكبير في منتوجها النفطي بأكثر من ثلاثمائة مليار ، وهو ما يضيف اشكالا حادا الى الأزمات الكبرى التي تمر منها المملكة السعودية في السنين الأخيرة من عجز في الميزانية ، وتقلص دخل البترول بانخفاض سعره ، والأموال الضخمة المرصودة لشراء الأسلحة ، وابتزازات ترامب المخجلة . ما يضعنا أمام الصورة الكاملة للصعوبات المالية التي تمر منها المملكة السعودية . وما زاد الطين بلة تورطها البشع في اغتيال الصحفي خاشقجي وتبعاته الأخلاقية والسياسية ، وانسحاب الكثير من الشركات العالمية من مشروع نيوم الذي كان يعول عليه محمد بنسلمان لتغيير وضع بلاده .
لكن ضربة أرامكو كانت القشة التي قصمت ظهر البعير ، حيث انتدبت الولايات المتحدة الأمريكية الرئيس الباكستاني عمران خان بضغط من المملكة السعودية لاصلاح ذات البين بين الخصم اللدود ، والتقريب بين الأعادء الشرسين .
وبعد الاستعراض الدعائي للحوثيين لعملية اعتقالهم لثلاثة ألوية تابعة للمملكة السعودية ، من بينهم جنود سعوديون ، شعر آل سعود ان الضربات الحوثية/الايرانية لن تقف عند هذا الحد . بل ان ضربة أخرى لأي هدف استراتيجي آخر سيزيد من اضعاف تشويه سمعة السعودية ، وهي المشتري الثالث للأسلحة عالميا ، وأكبر اقتصاد عربي وأثراه .
فلم يكن بد من خفض حدة صوت قادة المملكة السعودية ، وارسال الرسا ئل المشفرة والمباشرة لايران وللحوثيين ، ورفضهم المس عسكريا بايران ، وتفضيلهم للحل السياسي ، وهو انقلاب تام للموقف السعودي الذي لم تتخل عنه منذ سنوات ضد ايران .
بل انها باركت دعوة الحوثيين الى تهدئة وقابلتها بتهدئة جزيئة رفضها الحوثيون . في حين تشير مجموعة من وسائل الاعلام الدولية الى مفاوضات سرية بين السعودية والحوثيين من جانب وبين السعودية وايران من جانب آخر .
ويبدو أن لولايات المتحدة الأمريكية تتلاعب بحكام السعودية وتبتزهم الى آخر ريال كما وعد ترامب ، اذ لا يعقل ان كل تلك الأجهزة المتطورة التي تمتلكها الولايات المتحدة الأمريكية بدءا بمججموعة ضخمة من الأقمار الصناعية المرصودة تجاه ايران وجميع المنطقة لم تلتقط مصدر انطلاق الصواريخ . أو ان تكنولوجيا ايران أكثر تفوقا في هذا الميدان . كما ان الجيل الثالث لمنظومات باتريوت يعتبر متخلفا ، وهو ما يفرض على السعودية شراء الجيل الرابع .
يبدو أن المملكة السعودية قد استفاقت أخيرا بعد خسائر هائلة ، وتراجعات كبرى ، واستنزاف خطير للطاقات والجنود والسمعة والمكانة .
فمتى يستفيق العرب الاستفاقة الحقيقية ؟؟؟. وها نحن امام توغل تركي في أرض سورية عربية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا