الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التجربة الثورية الفيتنامية : تأسيس جيش - في اتجاه الكفاح المسلح - 2

امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)

2019 / 10 / 11
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


بعد ثمانية أو تسعة أيام من المسيرة، تجاوزنا شو را ووصلنا نقطة الالتقاء بأسفل جبل فيا بووك. بعض المناضلين الذين رافقوا الوحدة العسكرية حملوا معهم حجرة من الليتوغرافيا، ورق و مداد، من أجل نشر جريدة في الحال بعد أن يتم التواصل مع تنظيماتنا بالقواعد، دمج الحركة بالمنطقة وتأسيس الحزب الشيوعي. وبالتالي كسر العياء، غمرنا الحماس، بدل أن نستريح، شرعنا في قطع الأشجار لبناء مأوى، خلال هذا الفترة، كلفت الرفيق تهانه كوانغ، الذي توجد عائلته بشو را، بالذهاب للقاء المنظمات المحسومة بالمنطقة. رجع في المساء حاملا معه أخبار محزنة : بالقرى المجاورة، تم تشتيت جميع منظماتنا، العديد من منازل مناضلينا تم إحراقها. أنذره السكان أن يكون حذرا، اكتساح كبير يتقدم، القناصة يحرقون الغابات. قمنا بنشر حراسة مشددة من حول إقامتنا المؤقتة، وبعد ساعات من النوم، واصلنا طريقنا في اتجاه كاو بانغ. بحكم أننا لم نفترض احتمال الانسحاب، وجب علينا أن نتناول شيئا من حساء الروز في طريقنا. خلال هذا السفر، سقطنا جميعا مرضى.

هذه الحملة الكبير للقمع سببت لنا متاعب كثيرة، لكن عملت على تصليب مناضلينا والجماهير، وغرست فيهم روح تضحية جد متقدمة. حيث توفرت هناك شروط أساسية للانتفاضة.

في شهر يونيو 1944، بلغ القمع الأبيض الذي نشره الفرنسيون ذروته. تصلنا كل يوم أصداء التثفية الجسدية رميا بالرصاص. مع نفاذ صبره، وصل الشعب حدود الطلقات الأولى لنار الثورة. لم تكن جميع مناطق كاوـ باك ـ لانغ سوى مسحوق البارود القابل للانفجار.

في نفس الوقت، على المستوى العالمي، سارت الفاشية نحو الإفلاس. بأوروبا، بعد ستالينغراد والهجوم المضاد العام للقوات السوفييتية، فتح الحلفاء الجبهة الثانية. في الباسفيك، محاولات العمليات العسكرية تنفلت من أيدي اليابانيين في أهم القواعد البحرية بالمياه، الخارجية تسقط واحدة تلو الأخرى.

في بداية يوليوز 1944، سقطت حكومة بيتان. رجع دوغول إلى فرنسا في حماية الفرق العسكرية الإنجليزية ـ الأمريكية وتشكلت الحكومة الجديدة. في أندونيسيا، عمقت هذه الوضعية التناقضات بين الفاشية اليابانية والاستعمار الفرنسي. احتمال انقلاب عسكري باليابان مطروح.
سيطرت الحركة على الوضع في كل بقاع البلاد. منظمة ال"عصبة فييت منه" تتوسع من يوم لآخر. الرأي العام يشعر ويتمنى قلب الأوضاع.

في نهاية يوليوز 1944، دعت اللجنة الإقليمية لكاو ـ باك ـ لانغ لانعقاد ندوة للأطر من أجل مناقشة مسألة الانتفاضة العسكرية. كل مسؤولي المنطقة شاركوا في الندوة. دلت مراجعة القوى العاملة لدينا، بوضوح أن جهود الإمبريالية لم تفلح كثيرا : جميع قياداتنا انفلتوا من الرهب الأبيض.

تمت أشغال الندوة بكهف واسع، في غابة. تم إعداد قاعة الاجتماع بكل عناية : قوس النصر، سارية كبيرة للراية، صفوف الطاولات للمدعوين، مطعم ومبيت. في كل مكان، بالممرات، هناك شبكة ثلاثية من الحرس، بجانب مناضلي مان المحليين، فرق عسكرية هناك بالقرى من أجل تقوية جهاز الأمن. بعد أشهر من النضال الغاضب، شهور مرت نلامس فيها الموت، في الأخير التقينا من أجل مناقشة المسألة التي ربطت قلوبنا كثيرا. عبرنا عن فرحتنا. اختلط معها قليل من الفخر، فخر من أجل شعبنا، من أجل حزبنا : بكل وضوح، لا يمكن أن يكون القمع على حق من الثورة.

ترجمة كتاب "سرد حول المقاومة الفيتنامية" 1925ـ 1945، (FM/petite collection maspero)
سرد فو نغوين جياب (الجنرال جياب) عن علاقته بالقائد هو شي منه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا