الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ثوب السكون تختبئ الاحلام...!

نيرمين ماجد البورنو

2019 / 10 / 15
حقوق الانسان


لقد أمضينا طفولتنا نراقب الكبار, ونتمنى أن نكبر لنخوض تجربة الحياة و نحقق أحلامنا سريعا, ولكننا لم ندرك بأننا كنا نري الجانب الإيجابي فقط من حياتهم, لكنا عشنا طفولة سعيدة راسخة في ذاكرتنا أحلاما بريئة لا تساورها شكوك ولا تردد, نتصور أنفسنا تارة ببذلة زرقاء فضائية منفوخة تتلألأ أمام أنظارنا, وتارة طبيب ماهر يداوي ويطيب آلام الناس الموجوعين, وتارة مهندس يصمم أجمل بيوت ويهندس أجمل الطرقات والعمارات الشاهقة, وتارة نحلم بمصباح علاء الدين يحقق لنا الــ 3 أمنيات, وهناك من يحلم بأشياء أخرى لا تتسم سوي بالبراءة!
كبرنا وبدأت رحلتنا بالاستكشاف والاستيعاب حيث بات الواقع أصعب من مجرد أحلام طفولة, فهناك من شكل له الواقع إحباطا فاستسلم, وهناك من كافح وحارب ليسعي وراء طموحه وأمنياته, وهناك من تعلم وبذل مجهودا شاقا وصدم بأنه عاطل عن العمل حتى إشعار اخر, واقع مرير جعلة يتقبل بمكان لا يمت لطموحه بأي صلة حتى بات حلمه يتلاشى تدريجيا أمام عينيه, وهناك من تسلل اليأس اليه شيئا فشيئا حتى ظن أن أحلامه غير قابلة للتحقيق واستسلم, وهناك من يتذمر دوما بشكل سلبي حتى اذا ما سألته عن سبب شكواه فتجده ينسي الإجابة فقط يكتفي بالتذمر والسخط على شماعة الواقع والدنيا, وهناك من عاندته الدنيا فعاندها وأضحي مقاتلا مكافحا ساعيا لتحقيق حلمه وأهدافه, وهناك من فقد أطرافه وبات مقعد ومع ذلك تحدي الصعاب وطوع همته ليرسم وليعيش حياة كريمة, من أجمل ما كتب جبران خليل جبران «نصف شربة لن تروي ظمأك، ونصف وجبة لن تشبع جوعك، نصف طريق لن يوصلك إلى أي مكان، ونصف فكرة لن تعطي لك نتيجة... النصف هو لحظة عجزك وأنت لست بعاجز، لأنك لست نصف إنسان... أنت إنسان، وجدت كي تعيش الحياة، وليس كي تعيش نصف حياة».
كم من مرة حاول أحدهم اقناعك بأنك لن تستطيع تحقيق حلم واحد من أحلامك؟ وكم من مرة ابلغك بأنك انسان مجنون وفاشل تعيش بالخيال ويجب عليك أن تتحلي بالعقل؟ وكم من مرة أوشكت على الاستسلام والرضوخ للواقع ؟ وكم من مرة حدثتك نفسك بأنك ضعيف حقا ولن تتمكن من تحقيق حلمك؟ فهل نحتاج إلى سر لنحقق أحلامنا في الحياة؟ فيا ترى ما هو ذلك السر الخفي ؟ ولماذا تنتهي بعض الأحلام وتموت مكفنة بأفكارها ؟ في حين تعيش بعض الأحلام عمراً مديداً حتى تشيخ معنا لنكون منحناها الجزء الجميل من العمر الذي لا نرى من حياتنا سواه؟.
الحياة بمجملها عبارة عن موجات عالية تنقلنا من أعلى الى أسفل في طرفة عين , تتراكم الأحلام وتتبدل بأخرى وتظل الأحلام كما هي, فمهما كانت أحلامك صغيره في أعين الناس أو اتهموك بالجنون فلا تسمح لأحد أن يقلل من شأنك ويوسوس بكلمات مثل «أحلم على قدك» و" لا تحلم فالأحلام لا تأتي بخير ”عبارات قتلت فينا الطموح والأماني وتركتنا معلقين بين الوهم والخوف من المستقبل, فلندرك جميعا أن للأحلام خاصية أنّها لا تفنى مهما مر عليها الوقت, تجد دائماً طريقاً للعودة إلى القلب والذاكرة, أقسى أنواع الأحلام تلك التي لم ولن تتغير فهي لا تفارق القلب لحظة ولا ننفك نحلم بتحقيقها مهما طغت عليها أحلام أخرى, بمجرد ذكرها تلمع أعيننا مجدداً بنفس ذلك البريق القديم ودقات القلب ذاتها، كالفراشة الجميلة التي لا تستطيع أن تتوقف عن النظر إليها ولا تستطيع كذلك الإمساك بها, أحب كثيراً بريق أعين من يتحدثون عن أحلامهم, فبريق أعينهم يعكس حماستهم وجمال أروحهم, فلتكن السعادة محل ذاكرتنا تغنينا عن تذكر أشياء تزعجنا, وينبغي أن لا نفقد الأمل لكي لا يفقدنا بالمقابل , متأملين حياة جديدة فحتما ستشرق من جديد, فما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا! فلتكن أحلامنا أحلاما طفوليه مخملية مُزدانٌة بقلوبٍ كالدُرر، وأرواحٌ باذِخة الطُهر, ولتكن ارادتنا سيفا يحطم الاشواك التي تعترض طريقنا, وليكن الأمل سلما لنا نحو النجاح والتميز, ولنمنع طيور الهم والتشاؤم من أن تعشعش في رؤوسنا, ولندفع بأحلامنا الى الواقع لتكون حقيقه نعيشها!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. مجلس الأمن الدولي يفشل في منح العضوية الكاملة لفلسطين


.. رياض أطفال بمبادرات شخصية بمدينة رفح تسعى لإنقاذ صغار النازح




.. مندوب السعودية بمجلس الأمن: حصول فلسطين على عضوية كاملة في ا


.. فيتو أمريكي يسقط مشروع قرارا بمجلس الأمن لمنح فلسطين العضوية




.. السلطات الإسرائيلية تفرج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين من سجن