الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى عادل عبد المهدي الذي كان صديقاً في يوم ما!

فالح مهدي

2019 / 10 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


قبل ان ابدأ بكتابة هذه الكلمات لك ، سألت نفسي هذا السؤال الذي ما انفك يراودني منذ العام 2003 ( من هو عادل عبد المهدي ؟) وكلما تعاقبت الأيام أصبح هذا السؤال لغزاً. لقد سبقني فضولي وتوجهت بهذا السؤال إلى صديقك لك ولي ولا ابيح بأسمه احتراماً لك وله. قبل بضعة اشهر من كتابات هده الكلمات،التقيت به مع صديقين عزيزين في احدى المطاعم الباريسية ، فسألته وبشكل عفوي نفس السؤال الذي اخاطب به نفسي ( من هو عادل عبد المهدي؟) فأجابني لا اعرف ! هذا الصديق المشترك من شرفاء العراق وكريم الطبع، لذا بادرته ( وكيف لا تعرف .؟ انه صديقك من بغداد وكنت على معرفة به اثناء انقلاب شباط الاسود في عام 1963 )، فقال لي ( عادل تبدل !) هكذا اختصر الموضوع وعندما تأكد من ان جوابه غير مقنع بالنسبة لي وللأصدقاء الذين يشاركوننا وجبة الغداء قال( لقد عاش في بيتي سنة كاملة بعد فصله من البعثة الدراسية،حيث ارسلته حكومة عبد الرحمن عارف للدراسة في المعهد الدولي للإدارة في باريس وعاش في بيت فلان سنتين ) ! فلان شخصية وطنية وعلمية لا يحق لي الكشف عن اسمه إنما أنت تعرفه حق المعرفة.

اكتب لك هذه الرسالة ياعادل لأنها وسيلتي الوحيدة للتعبير عما يدور في وجداني من احاسيس بعد ان سالت دماء هؤلاء الشباب الأبطال في بغداد ومعظم مدن الجنوب والوسط. حيث تجاوزت أعدادهم المائة عدا الجرحى والمعتقلين حيث بلغ عددهم أكثر من ستة الآف. لقد تم قتل هؤلاء الشباب وبدم بارد من قبل ملثمين فوق سطوح المباني، ويذهب البعض الى ان القناصة هم أيضا تحت إمرتك ، إضافة الى القوات المسلحة التي يفترض انها تتلقى الأوامر منك.
عرفتك في فرنسا منذ زمن بعيد وكنت والحق يقال دمث الأخلاق حسن المعشر، وبقيت كما كنت عندما هبطت عليك السلطة والمال من سماء لا تعرفها.
في العادة أطلق عليك عندما أكلمك عبارة ( ابو هاشم) انما احتراماً للقارئ وجدت ان ادعوك بأسمك الأول. وهذا الأمر لا ينطوي على رغبة التقليل من شأنك . انا واصدقائي هنا نلقب بعضنا البعض بالأسم الأول.
امام عبارة صديقنا المشترك عندما سألته عنك ( لا أدري!)، سأحاول الإجابة عن هذا اللغز بنفسي. وأذا سمحت سأبدأ بزيارتك الآولى الى فرنسا بعد الاحتلال الامريكي وفي عام 2003 . وقتذاك تم اللقاء بالجالية العراقية في حسينية الخوئي .وكنت والحق يقال متواضعاً لم تتغير. حضر ذلك اللقاء الشيوعيون ، والاسلاميون والمستقلون على شاكلتي . لقد قبلتني كما قبلت كل أصدقائك القدامى في فرنسا . بعد محاضرتك المتفائلة بمستقبل زاهر للعراق ، توجهنا لك بالأسئلة واذكر منها ( هل تعتقد ان الامريكان جادون في مساعدة العراق للخروج من وضعه المأزوم ، كيف يمكن بناء الديمقراطية مع هذا الحضور المرعب للأحزاب الإسلامية ؟) لقد كنت متفائلاً واذكر انك قلت هذه العبارة ( انها مسألة وقت ، لا يمكن بناء الديمقراطية بالتمنيات) بل دعوتنا للمشاركة في صناعة وتطوير هذه الديمقراطية.وعندما التقيت بك لاحقاً طلبت مني المساهمة في بناء عراق الغد!
انا اتمتع بحس غريزي احس عبره بمواطن الخطر . لم اساهم في دمار العراق لا من قريب ولا من بعيد ، بل في اللقاء التلفزيوني، الذي بثته القناة الخامسة الفرنسية ، مع السفير الامريكي في فرنسا قبل الغزو الامريكي بشهر قلت عندما سألني الصحفي الفرنسي ( هل ستعود وتساهم في بناء العراق؟) كان جوابي وعلى نحو عفوي ( لن أعود فوق دبابة امريكية). والسبب هو يقيني ان الأمريكان أذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً( النمل 34)
والان يا عادل وبعد مضي كل هذه السنوات العجاف جاء دورك ووافقت إيرن على اختيارك رئيساً للوزراء، ادعوك الى هذه الرحلة معي، فقد كنت انا بالذات مغفلاً عندما اقتنعت بعبارتك تلك ( المسألة تحتاج الى وقت ) والغريب هو أن نفس العبارة سمعتها من قائد شيوعي بارز !
من اللحظة الأولى|، كان الوقت يسير لغير صالح العراق . ففي تلك اللحظة التي أصبح فيها بريمر حاكم العراق بان الخيط الأبيض من الخيط الأسود. فقد قام هذا الرجل تلميذ هنري كيسنجر واحد أهم الكوادر الأمريكية ، ومثقف وكاتب وأستاذ جامعي، بخلق ديمقراطية
للعراق المنكوب لا مثيل لها في تاريخ الديمقراطيات، فقد أصبح السيد علي السيستاني مرجعاً لهذه الديمقراطية البائسة !
ليس هناك من هو أكثر دراية من برايمر ان النظام الديمقراطي يستمد شرعيته من الشعب وليس من رجل دين لم يخرج من عالم القرون الوسطى. وما أقوله لا يمثل شتيمة لهذا الرجل المسالم ، انما يكفي ان تلقي نظرة على كتابه ( منهاج الصالحين ) حتى تتأكد من صحة ما اقول . في الجزء الثالث من هذا الكتاب المخصص للنكاح وفي المسألة 23 نجد التالي ( يجوز اللمس والنظر من الرجل للصبية غير البالغة – ما عدا عورتها كما عرف مماّ مر- مع عدم التلذّذ الشهوي والريبة ، نعم الأحوط الأولى الأقتصار على المواضع التي لم تجرِ العادة بسترها بالملابس المتعارفة دون مثل الصدر والبطن والفخذ والأليتين ، كما انّ الاحوط عدم تقبيلها وعدم وضعها في الحجر إذا بلغت ستّ سنين). افعل كل شيء إنما لا تقترب من العورة، يجوز تقبيل الطفلة التي لم يتجاوز عمرها ست سنوات، أنما الأحوط" عدم تقبيلها !
هذا الكلام الذي ورد في كتاب السيستاتي يعاقب عليه القانون في الدول التي تحترم أبناءها. لم يقصد السيد السيستاني الاساءة ، ولكنه عّبر عن ثقافته والتي هي ثقافة القرون الوسطى. كيف يمكن يا سيدي العزيز لمس صبية مع عدم التلذذ الشهوي كما يقول؟ هذا القول ينطوي على جهل تام بالجانب النفسي للرجل. انه قول لرجل خرج لتوه من كهفه .
لن اتوقف طويلا أمام هده المسألة إذ سأعود اليها في كتابي القادم الذي يتضمن نقداً للفكر الشيعي، ولكني ذكرته للتدليل على ان هذا الرجل لم يخرج من ثقافة القرون الوسطى.
مع هذا الرجل تعامل برايمر حيث كان يرسل وفي كل يوم سمتية لأخذ رأيه في أمرِ من الأمور التي تتعلق بمستقبل بناء الديمقراطية ، والدولة .
من البداية بدت الأشياء واضحة ومن دخل هذه اللعبة السياسية القذرة بدعوى انه لم يكن يتصور ان الأمور ستؤول الى ماآلت اليه، أما مغفل ( واشك كثيرا بهذا العامل) أو صاحب مصلحة لا يهمه العراق وكيف ستتدهور الأحوال . هناك صنف ثالث دخل اللعبة وخرج منها بعد ان أنّبه ضميره , البعض اعتذر رسمياً والبعض الأخر خرج دون ان يجرؤ على الاعتذار. بل اصبح من كان محسوباً على يسار الحزب الشيوعي مستشارا للمالكي ليس هناك مغفلون في هذا العالم بالذات. روت لي الصديقة انعام كججي ، انها ذهبت للعراق بعد سقوط نظام صدام حسين مباشرة، مع مجموعة كبيرة من العراقيين كان بينهم الطيب الذكر محمد سعيد الصكار، واحد القياديين في الحزب الشيوعي العراقي. تقول ما ان وصلنا بغداد عن طريق الأردن ، اتصل ذلك القيادي بجهة ما وعندما عاد كاد ان يطير من الفرح وردد هذه العبارة بحبور ونشوة لا مثيل لهما ( دخلنا في مجلس الحكم ) ! البعض ومع انه اعتذر انما كان بحاجة الى فلوس ( دفع له بريمير 17 ألف دولار في الشهر ) قد يبدو هذا المبلغ كبيراً ولكنه ضئيل لمن تعز عليه نفسه ويفكر ان هناك بلدا ذبح على يد سلطة فاشية ولأكثر من ثلاثين عاماً. ذلك المستشار بعيد كل البعد عن عالم الغفلة والغباء، بيد ان النفس أمارة بالسوء!
من دخل في تلك اللعبة القذرة كان يعلم ان بريمر يبني ديمقراطية تستمد شرعيتها من عالم القرون الوسطى. كان يعلم ان معظم القادة الاكراد لا يعنيهم من امر العراق شئيا فهم يتصرفون كمرتزقة .البعض دخل مجلس الحكم كشيعي وليس شيوعيا.
هذه الديمقرطية التي تتحكم بها ايران الصفوية لا يمكن اعتبارها ديمقراطية بأي وجه من الوجوه.
وقبل ان اذهب بعيداً يا عادل أود ان تعلم انني لا استخدم عبارة ( صفوية) من باب الشتيمة كما فعل غلاة السنة عندما اتهموا انبل ما عرفه التاريخ السياسي العراقي عبر تاريخه الطويل واقصد هنا بالذات عبد الكريم قاسم، ذلك الرجل الذي لا تحبه انت كثيراً بل كنت ممن حمل رشاشته في ذلك الشهر المشؤوم لإجهاض تلك التجربة الأصيلة مع كل ما فيها من عيوب.
الصفوية التي قامت في القرن السادس عشر ،في إيران جيئ بها من اقوام تركمانية تشيعت بعد ان احتلت ايران وفرضت ذلك المذهب بحد السيف. وبمساعدة المجلسي تمكن ذلك النظام من صنع إيران المعاصرة لم تكن هناك دولة إيرانية قبل هذا التاريخ ومنذ الغزو الاسلامي كانت ايران ولاية أو اكثر من ولاية في عهد الامويين والعباسيين بل ان المأمون كان والياً على خرسان قبل ان يصبح خليفة .
الصفوية شكلت الهوية الايرانية حتى ان الشاه محمد رضا وقبله ابوه كانا صفويين .
الاسلام الشيعي المعاصر يا عادل اسلام صفوي لا علاقة له بعلي والحسين. انها الايديولوجية يا عادل ولا اظنك غافل عن ذلك .
لقد انتبه علي شريعتي بذكائه الفذ ونشر كتاباً بعنوان ( التشيع العلوي والتشيع الصفوي ). المؤسسة الشيعية برمتها مؤسسة صفوية هدفها حماية ايران من الاعداء مهما كلف الثمن .
ألم تتأمل ياعادل ان ليس هناك مسيرات مليونية في ايران، بل هناك تعليم فاق كثيراً ذلك الذي قام به الشاه رضا بهلوي( واعتذر للاختصار انما في كتابي القادم سأعود الى هذه المسألة). الصفويون في إيران حريصون كل الحرص على أنشاء امبراطورية في زمناً انتهت به الإمبراطوريات، على حساب الاخرين .
يا عادل انت تعلم ان لإيران اليد الطولى في الدمار الذي أصاب العراق .فقد ساهمت في تأجيج الحرب الطائفية وقتلت عشرات بل مئات العراقيين عبر عملائها في العراق. بل هناك قناعة عند كل الشرفاء العراقيين ان الاغتيالات التي طالت شخصيات علمية في العراق كانت إيران الصفوية وراءها. لقد بلغ الحقد انهم اغتالوا معظم الطياريين العراقيين ممن شارك في الحرب التي شنها صدام حسين وعادت بالنفع على الطغمة الحاكمة في إيران
يا عادل انك تعلم قبل غيرك ان من يعلن ولاءه للصفوي خامنئي، لا يعدو ان يكون حماراً يحمل اسفار قاسم سليماني !
وعندما اترك كل هذا وهو قليل واعود اليك واطرح نفس السؤال من انت يا عادل ؟
في عام 2001 التقينا في هولاندا للمشاركة في ندوة اقامتها مجلة الثقافة الجديدة مع التجمع الديمقراطي العراقي في ذلك البلد. منظمو تلك الندوة، اختاروا لكلينا فندقاً، واجتمع الرفاق في فندق آخر علماً ومع احترامي وتقديري لك فأنه لا يجمعنا جامع ، فأنت اسلامي ومن قادة المجلس الاسلامي الاعلى للثورة الاسلامية، وانا مستقل مع ان جل اصدقائي من الشيوعيين ، انما شأنهم شأن كل الايديولوجيين يرفضون النقد والكلام الصريح.
وأنا على يقين بأنك تتذكر تلك الندوة وشارك فيها من العراقيين الطيب الذكر فالح عبد الجبار، والصديق الرقيق الذي اغتالته ايران الصفوية، كامل شياع والصديق رائد فهمي وانت وأنا. ومن العرب الطيب الذكر نصر حامد ابو زيد ، اضافة الى باحثيين عرب لا اذكر اسماءهم الان .عندما انتهيت من محاضرتك، همس في اذني الصديق فالح عبد الجبار الذي كان يجلس بجنبي بهذه العبارة ( ماذا يريد ان يقول هذا الروزخون*؟ ) ومع اني التقيت بك عدة مرات بعد ذلك اللقاء انما لم اقل لك ما قاله لي المتمكن فالح . ربما كانت عبارة فالح عبد الجبار قاسية ولكن وعندما اهديتني نسخة من كتابك (الثوابت والمتغيرات في التاريخ الاقتصادي للبلاد الاسلامية) عندما التقيت بك في عام 2008 ، قرأته احتراماً لك ولكنني لم اخرج منه بأية نتيجة ولم تكن اطروحات ذلك الكتاب مقنعة . لذا لا اسمح لنفسي واقول انك روزخون ، بل غارق في ايديولوجية لا تسمح لك برؤية الاشياء على حقيتها.
يا عادل لقد بدأت حياتك برفع السلاح بوجهه اعظم تجربة في التاريخ العراقي المعاصر ، فقد كنت عضواً في الحرس القومي في عام 1963، وانهيت حياتك بموالاتك للحرس الثوري الصفوي الايراني ، فساهمت بقتل 120 أو اكثر من شباب بعمر الورد كانوا يبحثون عن وطن ، بعد ان ادركوا ان الصفويين في إيران أتوا على كل شيء . وأتذكر عندما سألتك عن تلك التجربة قلت ان حزب البعث حزب فاشي شوفيني . بيد انك وبدلا من ان تتعظ اتجهت الى اقصى اليسار فأصبحت ماوياً ( التجربة الصينية ) ومن ثم عدت الى اقصى اليمن فأصبحت قيادياً في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية!
والمجلس الاعلى صنيعة إيرانية يا عادل ، لقد ذهبت في اول زيارة لك لإيران الخميني وعدت محبطاً، انما موضوع التخادم هو من يدفعك الى تبديل قناعاتك واختياراتك وألا يا عادل ما الذي يجمعك بعزيز الحكيم الذي يطلق عليه أتباعه ( عزيز العراق)، هذا الرجل الذي سعى الى اذلال وتمزيق العراق فكان يحلم بأنشاء اقليم في جنوب ووسط العراق أي في قلب العراق منذ السومرين ولحد اللحطة الراهنة . واسمح لي ان اقول لك ولا تعتبر ما اقوله لك تجاوز وقلة ادب ، انني عندما شاهدت ذلك الرجل البعيد عن العزة والكرامة لأول مرة عبر شاشات التلفزيون ، خطر في ذهني شخصية الأبله بطل رواية الكبير دستويفسكي التي تحمل نفس الاسم.
لم تكتف بذلك بل اصبحت بعد رحيل ذلك الكائن خادماً لابنه عمار . قبل بضع سنين وفي بيت صديق عزيز في احدى ضواحي باريس دعيت للعشاء وكان من ضمن المدعوين صديق كان مستشاراً لك ، فتكلم عندما حانت لحظة الحديث عنك فقال ( ذهبت معه الى البصرة وكنا في سيارته نحن الاثنين ولا يوجد ثالث بيننا فقلت له وصل بك الامر ان تكون في خدمة هذا الزعطوط ؟) (*)
وكما اعلمنا فقد التزمت الصمت. وهنا وفي هذه النقطة بالذات أجد ان عادل كان وفياً لنفسه ، ففي اللحظات التي تسبب لك إحراجا لا تجيب .
انه التخادم الذي صنع شخصيتك وبناءك النفسي. فلولاه لما دخلت المجلس الاعلى واصبحت تابعاً لهذا الزعطوط عمار الحكيم ، ولولاه لما اصبحت رئيساً للوزراء ، فقد قبلت ايران بك التي تعمل بنفس المبدأ
حتى ان استقالتك من منصبك كنائب لرئيس الجمهورية ( وهو منصب طفيلي حيث تستلم مبالغ هائلة دون اي عمل تقدمه ) لم يكن تعففاً منك بل جرحت كرامتك عندما اصبح خضير الخزاعي نائباً مثلك! وانت على حق فالخزاعي تافه وبعيد عن عالم المعرفة والثقافة . انما لو تأملنا فسنجد ان نسبة تتجاوز التسعين بالمئة من الاسلاميين بعيدون عن عالم المعرفة والثقافة
وبما انني اتكلم عن تلك المرحلة الطفيلية حيث كنت نائباً لرئيس بعيد عن حب العراق ، اقول يا عادل وعلى ضوء ما صرحت رسمياً انك تقوم بتوزيع النثريات الشهرية والتي تبلغ حوالي مليون دولار الى الفقراء !
كيف يمكنك القيام بذلك الفعل الذي لا يتفق مع اخلاق وقوانين الدول المعاصرة ؟ انت جزء من دولة او هيكل عظمي اطلق عليه جمهورية العراق وفيها وزارة للشؤون الاجتماعية ووزارات تهتم بأمر الفقراء. كان الأولى بك ان لا تقبل بمنصب طفيلي يدر عليك تلك المبالغ الخيالية . ولو افترضنا ان ما تفضلت به صحيح اي تنفق المليون دولار على الفقراء ، انما اخبرني صديق وفيُ لك وهو رجل ثقافة واسعة وشريف في سلوكه انه اعطى صديق مشتركا لنا في فرنسا مبلغ 50 ألف دولار هدية منك له .وعندما سألت ذلك الصديق القريب منك قال لي ( من اجل ان يقيم ندوة في فرنسا)! ياعادل هذا الرجل يعمل في مؤسسة بحوث فرنسية شهيرة والمفروض ان تتبرع فرنسا للعراق المنهك وليس العكس ؟ ولدي معلومات اخرى كثيرة عن تلك النثريات انما لن اتوقف كثيراً أمامها .
انت حر في خياراتك ان صح تسمية ما تقوم به من قفزات بخيارات. في ذلك اللقاء الذي جمعني باصدقاء لك ولي قال صديق مشترك عبارة في غاية الاهمية (عادل يعمل من اجل عادل)! هذه العبارة من صديق يعرفك بسنوات قبل معرفتي بك في غاية الأهمية وفي غاية الصدق .
لو خرج ضميرك من غياهب الظلمات فسترى بأم عينك انك بدأت حياتك السياسية في محاولة لأجهاض اعظم تجربة في تاريخ العراق الذي تعيه الذاكرة وانهيت حياتك بقتل مستقبل العراق وما فيه من شرف ونقاء متمثلاً بانتفاضة الشباب .
ليس هناك فروقات كثيرة في بنيوية وايديولوجية الحرس الثوري القومي في عام 1963 والحرس الثوري الايراني يا عادل ، فهمايجتمعان في ان هدف الحرس الثوري اقامة وحدة عربية من الخليج الى المحيط وهدف الحرس الثوري الايراني الدفاع عن ايران وابعاد الاخطار المحدقة بها والسعي لقيام امبراطورية تشبه الامبراطورية الساسانية .بنيوية وثقافة كلا الحرسين متشابه ومتقاربة على نحو مثير للعجب.
يا عادل عليك ان تدرك في اعماقك ان العراق محاط بدول كلها عدوة له انما اكثرها خطورة واجراماً هي دولة الولي الفقيه !
وهل لي ان اعلمك يا عادل ان اعداء العراق في الداخل كثرُ انما اشدهم فتكاً مسعود البرزاني الذي تكن له حباً جماً .
في ذلك اللقاء الذي تحدثنا فيه كثيراً عنك ، ورد اسم احد الاصدقاء الذي كان في اقصى اليسار في يوم ما انما اصبح مستشاراً للمالكي ودخل في قائمة حيدر العبادي ولم يفز، فقال احدنا لقد تبدل هو ايضاً ، فأجاب صديق اخر ( لم يتبدل انما لم نعرفه) انا شخصياً مع هذا الجواب .
ثورة الشباب كانت بارقة امل لكل العراق، اذ أدرك هؤلاء الفتيان الشرفاء ان المسيرات المليونية باطلة وكان يراد لها ان تبقيهم مخدرّين، وتوصلوا الى قناعة ان ألد أعداء العراق هي إيران الصفوية . تلك الثورة البريئة أكدت لكل الشرفاء ان الشيعة في العراق هم عراقيون قبل كل شيء
يا عادل وحتى لا اطيل عليك لأن ما اكتبه لك يمثل حداً فاصلاً بيني وبينك، فدماء الشباب الابطال التي سالت جعلتك تعوم في بحار من الدماء، اضيف الى ما قاله الصديق الاخير تلك العبارة التي تنطبق عليك ايضاً ( لم يتبدل لكننا لم نعرفه)، فأقول من الصعب بل من المستحيل ان نشم رائحة الرأس العنف، والسلام.

(*) الروزخون : هو من يتحذ من قراءة مصيبة الحسين وسيلة للعيش . فهو ليس من اصحاب العلم، بل من حفاظ اشعار النعي والبكاء .
(*) زعطوط لا يفهما غير العراقي وتعني المتهور ، الأرعن ، الأزعر ، القليل التربية والأدب الخ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حبذا لو نتعاون جميعا لتقييم هذا الشخص الخطير
محمد يعقوب الهنداوي ( 2019 / 10 / 16 - 05:52 )
جمعتني ظروف معقدة بعادل عبد المهدي منذ وقت مبكر بعض الشيء، وعشت معه في بيت واحد لحوالي أربع سنين، وأكتب حاليا عن تلك الفترة ضمن سياق أكثر اتساعا يشمل تقييمي لتاريخ العراق السياسي من خلال تجربتي الشخصية، فموضوع عادل أكثر تعقيدا برأيي وقد وضعت الخطوط العريضة لما أكتب في مقالة نشرتها على صفحتي الشخصية يمكنكم لو شئتم التفضل بقراءتها على الرابط:

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=2189463358017646&id=100008620098416

تكلمنا أنت وأنا مرة على التلفون بعد تعارفنا قبل سنين من خلال أخيك (عصام مهدي)، إن لم أخطئ التشخيص، وأتمنى أن نتواص لأرفدكم ببعض ما لدي من معلومات وأسترشد بمعارفكم. وكل المودة


2 - أحسنت
منير كريم ( 2019 / 10 / 16 - 10:59 )
تحية للاستاذ فالح
مقالك دقبق وشامل ونحن نتطلع لكتابك القادم حول التشيع
كيف يصدق المثقفون الاسلاميين والقوميين المتطرفين والماركسيين وهم يتحدثون عن الديمقراطية وقراءة بسيطة لافكارهم واهدافهم النهائية التي تلغي التعددية والفردية تكشف زيفهم؟
شكرا جزيلا لك
شكرا للحوار المتمدن


3 - تعليق
ابراهيم القزي ( 2019 / 10 / 16 - 17:15 )
تحية الى د-فالح
بالنسبة الى صديقكم عادل عبدالمهدي لايحتاج احد لعسرة تفكير حتى يعرف والشارع العراقي يتكلم عنة بانة رجل انتهازي خط ونخلة وفسفورية حسب القول العراقي وعليه الانتهازي يعمل كل شئ من اجل نفسة وبمناسبة ايضا في الشارع العراقي يسمنه عاطل عبد المهدي وعادل زويه ولاداعي الى المزيد
مع احترامي

اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار