الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتظاهرون اللبنانيون يواصلون الليل بالنهار

جبار عودة الخطاط

2019 / 10 / 21
مواضيع وابحاث سياسية



والحكومة والساسة تحاول تدارك الوضع في الوقت الضائع!

كرة الغضب العارمة التي أنطلقت في شوارع ومناطق لبنان يوم ١٧ تشرين الثاني الجاري آخذة بالتدحرج والإتساع.. لتتمدد رقعة التظاهرات الشعبية الحاشدة وغير المسبوقة لليوم الخامس على التوالي بعد أن تصاعدت وتيرة سخط الشارع اللبناني خلال الأسابيع الأخيرة إزاء تدهور الوضع المعاشي وما شهدته سوق العملة مؤخراً من مضاربات ولغط وما أعلنته الحكومة عن عزمها فرض ضرائب تطال جوانب يعدها اللبنانيون تمس حياتهم اليومية ولعل القشة التي قصمت ظهر البعير ما أعلنه وزير الإعلام اللبناني يوم ١٧ الجاري عن إقرار مجلس الوزراء اللبناني لفرض ضريبة على استخدام  تطبيق واتساب المجاني وغيره من تطبيقات الاتصال عبر الإنترنت وتتمثل الخطة في فرض 20 سنتاً على كل أول اتصال يومياً (6 دولارات شهرياً).


موجة التظاهرات
وقد تفجرت أثر ذلك موجة تظاهرات غير مسبوقة بدأت من ساحة رياض الصلح من بيروت لتعم بعد ذلك مختلف المناطق اللبنانية لتشمل دوامة الغضب الشعبي مناطق الجنوب والشمال والبقاع وجبل لبنان وغيرها حيث واصل المتظاهرون الليل بالنهار بل بات الكثير منهم في الشوارع ولم يفت في عضدهم فض إعتصامهم وسط بيروت يوم ١٨ من قبل قوى الأمن اللبناني ليلا ليعاود المتظاهرون الحضور في صباح اليوم التالي من خلال تنظيم صفوفهم وأتسعت مساحة تظاهراتهم التي شارك فيها الرجال والنساء من مختلف الأعمار وأقفلت المصارف والمدارس أبوابها، كما هو حال معظم المؤسسات التجارية، لا سيما في بيروت، وسط ترقب لتصاعد حالة المد الشعبي بالمزيد من الاحتجاجات.

الحريري يحذر!
رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بادر الى تلقف رسالة المحتجين وحاول إحتواء حالة الغضب قبل أن تأخذ مديات أخطر فخرج على اللبنانيين بكلمة متلفزة مساء يوم ١٨ الجاري مؤكداً" أن "لبنان يمرّ بوضع صعب غير مسبوق في تاريخه، ونحن نحس بوجع اللبنانيين"، مؤكداً أنه "مع كل تحرك سلمي للتعبير عنه". وقال: "منذ أكثر من 3 سنوات، كنت أحاول إيجاد حلول وقلت لشركائنا أن لبنان يواجه ظروفاً خارج عن إرادته"، وقال: "لبنان يواجه عجزاً كبيراً بسبب الديون ونفقات الكهرباء وسلسلة الرتب والرواتب والهدر، والحل الحقيقي هو زيادة مداخيل البلد عبر إعادة النمو للاقتصاد"

مهلة الـ72ساعة
الحريري ختم كلمته اللافتة بمنحه الشركاء السياسيين مهلة 72 ساعة لترميم الوضع قائلاً "أعطي  مهلة قصيرة جداً مدتها 72 ساعة، ليقدم الشركاء في الحكومة حلاً يقنعنا ويقنع الشارع والشركاء الدوليين، وإلا سيكون لي كلام آخر" وقد فسر الكثيرون كلام الحريري بأنه تلويح بورقة الإستقالة مالم بتعاون معه الفرقاء السياسيون!.. لكن المتظاهرون كما يبدو لم يتأثروا بكلام الحريري وواصلوا تظاهراتهم الصاخبة التي أخذت بالتمدد ليلتحق بها العسكريون المتقاعدون ونقابات العمال والحزب الشيوعي اللبناني وشرائح أخرى.. وقُطعت من جديد الطرق في معظم المدن والبلدات، فيما حاول محتجون قطع الطرق المؤدية إلى مطار بيروت بالإطارات المطاطية المشتعلة ومستوعبات النفايات، مما يعيق حركة المسافرين ذهابا وإيابا.

حضور نصر الله
هذا الوضع استدعى حضور   الأمين العام لحزب الله  السيد "حسن نصر الله" الذي وجد نفسه في عين العاصفة و الذي القى كلمة في مراسم أربعين الإمام الحسين (ع) شدد فيها على ضرورة تحمل الجميع في لبنان  للمسؤولية أمام الوضع الخطير الذي يواجهه البلد اليوم.
مؤكداً إن" بعض القيادات السياسية تتخلى وتتنصل عن مسؤولياتها وتلقي بالتبعات على الآخرين و من المعيب أن يتنصل أحد عن مسؤولياته خاصة القوى التي كانت ومازالت في الحكومة"  وتعليقا على ردود الشارع بشأن موقف الحزب من التظاهرات قال نصر الله
"اتمنى على المحبين ان يتفهموا ان حزب الله حركتنا ليست بسيطة النزلة الى الشارع ليس قرار سهل او صغير ولا نستطيع استعمالها كل يوم، النزلة الى الشارع لها وقتها ونرجو الا تأتي هذه الخطوة لانه عندها سنكون كلنا في الشارع وفي كل المناطق،ادعو الحكومة عدم التهرب من المسؤولية ويجب محاكمة كل من اوصل البلد الى هذا الوضع الصعب" وأكد نصر الله رفضه الدعوات الداعية لاستقالة الحكومة أو تلك الداعية لإسقاط رئاسة الجمهورية

خطب ود الشارع
الى ذلك سارع الساسة اللبنانيون لتسجيل بصماتهم التي تحاول خطب ود الشارع اللبناني وكالعادة بدأ كل فريق بالقاء الكرة في ملعب الفريق الآخر..  وقد غرّد وزير المالية علي حسن خليل عبر حسابه على تويتر قائلاً : "في اللقاء مع الرئيس الحريري تم التأكيد على انجاز الموازنة بدون أي ضريبة أو رسم جديد والغاء كل المشاريع المقدمة بهذا الخصوص من أي طرف واقرار خطوات اصلاحية جدية مع مساهمة من القطاع المصرفي وغيره بما لا يطال الناس بأي شكل ولا يحملهم أي ضريبة مهما كانت صغيرة"
أما رئيس الحكومة اللبنانية السابق فؤاد السنيورة،فأفاد السبت، بإن رئيس الجمهورية ميشال عون يهمش الحكومة ودور رئيس الوزراء سعد الحريري، مؤكدا أن "المخرج هو بتغيير رئيس الجمهورية لأدائه والاعتراف بالخلل الحاصل لذا فالكرة الآن في ملعب رئيس الجمهورية الذي اعتمد سياسة تهميش الحكومة ورئيسها و المطلوب من رئيس الجمهورية احترام اتفاق الطائف والدستور".

إستقالة (القوات)
في هذه الأثناء أعلن سمير جعجع زعيم حزب القوات اللبنانية الماروني في مؤتمر صحفي قبل منتصف ليل يوم السبت 19 الجاري إستقالة وزراء الحزب الأربعة  من الحكومة، مطالبا بالإسراع في إستقالة الحكومة بتشكيل حكومة جديدة.
ومن شأن هذه الخطوة أن تضع المزيد من الضغوط على الحكومة التي يرأسها سعد الحريري زعيم تيار المستقبل وتواجه أزمة كبيرة في ظل المظاهرات المستمرة منذ أيام في مختلف أنحاء البلاد بسبب الأزمة الاقتصادية والأحوال المعيشية المتراجعة.

ورقة إنقاذية
رئيس الحكومة الحريري الذي كثف إتصالاته مع الفرقاء السياسيين في مسعى منه لبلورة حل يرضي الشارع المنتفض والذي لم يعد يثق بالحكومة حرص على تقديم ورقة إنقاذية لإحتواء الوضع المتفجر.. تضمنت تفاصيل الخطة الانقاذية المقترحة الإعلان عن ميزانية متوازنة للعام 2020.
وشملت الاقتراحات أن تقتصر النفقات على الأجور وخدمة الدين ووقف كل النفقات الأخرى.
كما تنص الخطة، التي تم إعدادها بالتنسيق مع محافظ البنك المركزي رياض سلامة، على زيادة الإيرادات عبر رفع الضرائب على أرباح البنوك من 17 إلى 35%؜ لعام واحد، من المفترض أن تحصل الدولة من هذه الخطوة على 350 مليون دولار على الأقل.
ومن المقترحات أيضاً خفض مرتبات الرؤساء والنواب والوزراء ، والمدراء العامين والدرجات الخاصةبنسبة 50٪ بالإضافة إلى إجراءات أخرى وقد تم الاعلان اليوم الاثنين عن جلسة لمجلس الوزراء للإسراع في إقرار بنود الورقة التي يحاول عبرها الساسة في بيروت لإقناع الشارع الملتهب بترك التظاهر والعودة لبيوتهم.

لا ضرائب جديدة
مصادر رفيعة  مطلعة على خطة  الحريري أفاد  انه "تم الاعتماد الى عدة اوراق اقتصادية في خطة الحريري وتمت اضافة ورقة قدمها حزب الله ك وتم الإستناد اليها بشكل اساسي لا سيما  في مسألة الضرائب".
وكشفت المصادر أن اي ضريبة جديدة لن تفرض على المواطنين طيلة العام 2020 ومن بعدها سيتم فرض ضرائب على قاعدة "معك هالقد بتدفع هالقد"
ولفتت المصادر الى ان كل مؤسسات وادارات الدولة ستتحمل ما سيحصل ولا صرف أموال في الـ2020.
وشددت المصادر على أن "المؤسسات المالية ستتحمل القسم الاكبر مما سيحصل في اليومين المقبلين من اصلاحات وهي وافقت على الامر لانقاذ لبنان وقد تم تحديد الرقم والنسب".

الموافقة الجماعية
مصادر لبنانية أفادت إن رئيس الحكومة سعد الحريري  لقاءات منفردة عديدة مع عدد من ممثلي القوة السياسية، ، ليضعهم  خلالها في صورة ورقته الإنقاذية والتي لو طبقت سيلمس الشارع اللبناني  فارقاً إيجابياً في مستوى معيشته ومن المتوقع طرحها خلال ساعات في إطار مهلة الـ72 ساعة وأن جميع من التقاهم الحريري أيدوا هذه الورقة الإصلاحية وهذا ما أكده تيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الحكومة الحريري بأن جميع الكتل السياسة وافقت على ورقة الحريري.

يأتي ذلك فيما أكد المتظاهرون عزيمتهم على مواصلة الاحتجاجات والاعتصام، الأحد، في وسط بيروت والمناطق الأخرى حتى يتم التحقيق الناجز لمطالبهم حيث تم نصب  خيامهم في ساحة رياض الصلح،  لمواصلة التظاهر لليوم الرابع على التوالي.

الإستقالة واردة
وقالت المصادر ذاتها إن قرار الحريري بعد انقضاء مهلة الـ72 ساعة سيعتمد على ردود الفرقاء السياسيين ومدى تجاوبهم مع خطته وإن الإستقالة تبقى مطروحة في حال عدم تعاون الفرقاء والبقاء في خانة التصفيات السياسية المؤذية

البطريرك يتدخل
البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي يتمتع بنفوذ كبير في لبنان من جانبه دخل على خط الأزمة مصرحاً : "أدعو إلى المظاهرات السلمية الحضارية، بعيدا عن الاعتداء على الاشخاص والممتلكات الخاصة والعامة وعلى القوى الأمنية، والابتعاد عن الشعارات المسيئة. ندعوهم لتصويب تحركاتهم وتوحيد مطالبهم المعيشية والاقتصادية والاجتماعية التي هي حقوقهم الأساسية".

واستطرد: "ونوجه النداء معكم إلى الحكومة كي تعلن حالة الطوارئ الاقتصادية، وتعقد جلساتها يوميا لايجاد الحلول وتنفيذها من أجل انقاذ المواطنين في معيشتهم، والدولة من الانهيار".

هذا وستنتهي مهلة الـ 72التي قدمها الحريري مساء اليوم الأثنين الساعة السادسة والنصف في خضم سباق سريع بين شعب ناقم أفترش الشوارع فاقداً الثقه بسياسيه وبين حكومة تحاول في الوقت الضائع تدارك الأمر وإنقاذ الوضع من الإنهيار بانتطار أن يطل الحريري بكلمة مرتقبة!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار