الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الازمة اللبنانية .... إنتفاضة عابرة أم ثورة للتغيير السياسي الجذري ...؟؟؟

زياد عبد الفتاح الاسدي

2019 / 10 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


الازمة اللبنانية .... إنتفاضة عابرة أم ثورة للتغيير السياسي الجذري ...؟؟؟
يبدو أن الطبقة السياسية والطائفية الغارقة في الفساد بكافة أشكاله من جهة والولاء الى الخارج الاقليمي والدولي من جهة أخرى , لم تستوعب بعد مدى القناعة المُطلقة والوعي العميق للشارع الشعبي اللبناني بكل فئاته وأطيافه وطبقاته الفقيرة والوسطى والعاملة لما تقوم به هذه الطبقة من تخريب ونهب وفساد وتمزيق للمجتمع اللبناني وعدم تحملها للحد ألادنى من المسؤولية المُلقاة على عاتقها في إدارة الدولة بأبسط المقاييس الدستورية والقانونية والمفاهيم الانسانية والاخلاقية , ودفعت بالاوضاع الاقتصادية والمعيشية والخدماتية في البلاد الى حافة الانهيار الشامل , فيما تتابعت وتمايزت تصريحات مُختلف المسؤولين اللبنانيين بين التهدئة أو انعدام المسؤولية والاصطياد في الماء العكر .
وعلى مايبدو أن هذه الطبقة الحاكمة المُتنافسة سواء على النهب والفساد أو الاستحواذ على مفاصل السلطة أو المكاسب الطائفية والولاء للخارج , تعتقد بمُنتهى الغباء أن بإمكانها الالتفاف على مطالب الشعب اللبناني وإسكاته من خلال القاء اللوم على بعضها البعض فيما وصلت اليه الامور ولا سيما من قبل الاطراف الطائفية الاكثر فساداً وطائفية وعمالة للخارج في لبنان كالقوات اللبنانية والحزب الجنبلاطي وصولاً الى نبيه بري وتيار المستقبل الذي يُدافع باستماتة عن أبرز زعمائه الفاسدين فؤاد السنيورة من فضائح النهب والفساد التي تُلاحقه .. وهذه الاطراف الطائفية الاكثر فساداً تتفنن بتضليل الشعب اللبناني من خلال إلقاء اللوم على العهد الحالي وعلى الوزير جبران باسيل والتيار الوطني الحر ...الخ , أو من خلال الوعود الكاذبة كالتي تم طرحها مُؤخراً في ورقة الاصلاح الاقتصادي من قبل رئيس الحكومة سعد الحريري التي تبدو ظاهرياً مُقنعة ومُغرية في بنودها العديدة , ولكنها لم تقنع اللبنانيين في ساحات الاعتصام والمظاهرات.. فهي وعود تكررت ولم تزل تتكرر على شاكلتها وعود أخرى بمنتهى الوقاحة والكذب في كل مرة ينفجر فيها غضب الشارع اللبناني .... لذا فالامور تتجه بعد الاعلان عن ورقة الاصلاح نحو المزيد من الرفض والتصعيد .. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هذه الانتفاضة تختلف كلياً وجذرياً (على الاقل في معظم جوانبها) عن سابقاتها من حيث الوعي الشمولي والقناعة التامة والاصرار الحازم لدى معظم المواطنين , أنه من غير المُجدي على الاطلاق إعطاء فرصة أخرى لهذه الحكومة ولمجمل الطبقة الطائفية المُهترئة والفاسدة والكاذبة والعقيمة .
وللاسف فقد كان التصريح الذي أدلى به سماحة السيد حسن نصر الله بعدم جدوى المطالبة باستقالة الحكومة وإعطاء مهلة لحكومة الحريري غير مقنع للمواطن اللبناني وهو يعلم تماماً أنه (أي سعد الحريري) ليس بالرجل السياسي المُقتدر والنزيه والوطني والبعيد تماماً عن الولاءات الخارجية . وكان تبريره في ذلك لكي لا تقع البلاد تحت ما يُسمى بالفراغ الحكومي لفترة طويلة أخرى مع استحالة تشكيل حكومة بديلة بهذه السهولة . فهل هذه الاستحالة هي يا ترى بسبب بعض أطراف هذه الطبقة الطائفية الفاسدة والمُخادعة والمُتسلطة على الشعب اللبناني ..؟؟ ... وبالتالي هل يُحاول سماحة السيد إقناع اللبنانيين بالتعايش مع هذا الواقع المُزري بانتظاررررر " الاصلاحات " التي ينتظرها دون جدوى المواطن اللبناني الفقير والمسحوق والمحروم من أبسط مُتطلبات المعيشة في ظل انتشار النفايات والسرقة والفساد والبطالة والغلاء وتدني الخدمات التعليمية والصحية والكهربائية والانسانية الاساسية بما في ذلك موت الاطفال والمرضى على مداخل المستشفيات .....؟؟؟؟
وهنا يُمكننا بالنظر لظواهر وإفرازات الشارع اللبناني أن نصل للاستنتاجات التالية :
1. يتعرض الشارع اللبناني المُتمرد للعديد من محاولات التجسس والاختراق والتضليل من قبل بعض الاحزاب الطائفية المُتآمرة التي تُحاول تضليل الشارع اللبناني وحرف توجهاته من خلال توجيه اللوم بالكامل في تدهور الاوضاع حصراً الى الطرف اللبناني الاقل انتهازية وفساد في الطبقة الطائفية الحاكمة ولا سيما الرئيس اللبناني والتيار الوطني الحر وجبران باسيل بما في ذلك استهداف حزب الله المُتحالف مع هذا التيار ... وهي محاولات فاشلة وغبية تهدف لدفع الشارع اللبناني الى الارتماء بأحضان الاطراف المخادعة الاكثر طائفية وفساد وارتباط " تآمري " مع جهات إقليمية ودولية .
2 . هنالك بالمقابل محاولات أخرى لنشر العنف والتخريب والفوضى والخوف في الشارع اللبناني لإجهاض الحراك الثوري في هذا الشارع وحرفه عن مساره السلمي .
3 . هنالك غياب ملحوظ للقيادات الميدانية التي تُنسق حراك الشارع من حيث تنظيم المظاهرات والشعارات والمُطالبات والمفاوضات مع الجهات الامنية للوصول الى ألاهداف الاساسية لهذا الحراك باستقالة مجمل الطبقة السياسية والطائفية الحاكمة .
4 . على القيادات الميدانية التي تتمتع بثقة الشارع التنسيق مع بعض الاحزاب الوطنية والعلمانية التقدمية واللاطائفية لتقديم حلول واقعية ومُنظمة لعملية الانتقال المُؤقت للسلطة وتشكيل لجان شعبية منتخبة تقوم بدورها بترشيح أسماء مؤهلة ونزيهة وذات أختصاص وخبرة لتشكيل حكومة تكنوقراط مُؤقتة , كما تقوم بتنظيم مدروس ودون استعجال لانتخابات برلمانية " على أسس لا طائفية " .. بحيث يقوم البرلمان المُنتخب بعد ذلك بالقيام بالاجراءات اللازمة بالتكليف لتشكيل الحكومة ولتغيير النظام السياسي والقضائي اللبناني بالكامل نحو العلمانية والدولة المدنية اللاطائفية بكل المقاييس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست