الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاضرة أسمها (بسكويت)

جوزفين كوركيس البوتاني

2019 / 10 / 22
الادب والفن


تصور تذهب الى محاضرة اسمها (كعكة)
ظننت في البدء انها محاضرة عن كيفية صنع البسكويت واخواتها
ولكنني اكتشفت بعدها انها اروع محاضرة حضرتها في حياتي
دخل القس مارتن وسلم بلطف.
اثناءما كان يقدم هو نفسه.
قلت في سري انا المغرورة القادمة من الشرق الموجع
المليئ بالمرضى نقساً هؤلاء الذين أفسدوا علينا حتى الهواء الذي نستنشقهُ
وبالتالي نحن أيضاً غدونا مثلهم مرضى نفساً بعضاً منها جاءتنا بالوراثة .
قلت سأقحمه بالأسئلة الحرجة
ساقول له اننا شعب مغبون خذلته الاوضاع الراهنة
كل الامور تأكد لنا اللاحقة اسوء من سابقاتها.
وأنا في قمة أنشغالي في كيفية هجومي عليه.
انا المصابة بمرض اسمه دافع عن نفسك الابية أي كن مستعداً للهجوم بأي لحظة كأن العالم لا هم له سوانا
بينما عندما كنت في بلدي كنت. الذليلة التي لاظهر
لها ليسندها
لا فماً ينطقُ بالحق>
لا أذناً تصخِ السمع..
ماأن بدأ في الكلام.
حتى أخذت دموعي تنهمر لا إرادياً
شعرت بالخجل امام عظمة هذا المحاضر
في النهاية إلتقطتُ صورة معه
تكريماً لحضوره .
اما ما هي المحاضرة.
اليكم بعضا من المحاضرة
اخرج بسكويتا من جيبه
سأل الجموع
ماذا احمل في يدي.
بالمناسبة
الجموع خليطاً من جميع انحاء العالم
معظمهم من الاخوة المسلمين
المحاضرة في كنيسة للتعليم
ليست للتبشير.
وإنما لخدمة المحتاجين
صفوف لتعليم اللغة مجاناً
كيف نتعامل مع الاخر,أياً كان الآخر.
مطلوب منك أن تتقبلهُ كما هو
لا كما تريده انت ان يكون.
أعاد السؤال ما هذا الذي في يدي.
اجاب الجميع انها بسكويت
ثم قال ومن منا لا يحب البسكويت
الكل وافق انه من عشاق البسكويت
ثم قال مما يتكون هذا البسكويت
شرع الجموع يردد خلفهُ انه يتكون من
الطحين
البيض
الفانيلا
الكاكاو
الزبدة
السكر
المكسرات
الحليب
والصوديوم
ثم قال
لو فصلنا شيء من هذه المكونات
أو قمنا بألغاءها
من المؤكداننا لا نحصل على البسكوت اللذيذ.
اعتقد انكم فهمتم قصدي
ما أقصدهُ هنا التنوع كالبسكويت
اي انكم المواد التي لا يمكن تفصل عن بعضها
لذلك علينا ان نكون كما نحن.
نحترم من يختلف عنا
انظروا الى انفسكم كل واحداً من بلدا
لكنكم انتم اليوم هنا معنا معززي مكرمين.
نحن لا نطلب منكم كي تكونوا مثلنا
بل نريد ان تتقبلوا الآخر.
لاننا جميعناً أبناءآدم وحواء
ثم صمت
ثم أنهى محاضرته
الملخصة بعدة أسطر لا اكثر.
هذا كل شيء
اذهبوا في امان الله
تصورا بلاغة هذا الرجل
ماذا لو نجد يوما محاضرا
بهذا الشكل بصراحة
رغم ان دموعي عزيزة لكنني اجهشت في البكاء
وكم تمنيت لو ان الله يضع في قلوب رجال الدين
في وطننا الجريح ان يعلموا ابناءهم
مثل هذه المحاضرات البسيطة.
والمؤثرة التي تفتح اذهان الناس
على حب تقبل الاخر.
غض النظر عن دينه. قوميته. لونه.
اصله وفصله..
اذن يا رجال الدين الافاضل
علموا ابناءكم ان يحبوا الاخر..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدني عن عمر يناهز 81 عامًا


.. المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الفنان الكبير صلاح السعدني




.. الفنان هاني شاكر في لقاء سابق لا يعجبني الكلام الهابط في الم


.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي




.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع