الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقف الشيوعيين من الهجوم التركي!

عادل احمد

2019 / 10 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



ان مايحدث في كوردستان السورية بحق المواطنين وساكني المناطق الناطقة باللغة الكوردية من المؤامرات والصراعات والتي أدت الى قتل آلاف وتشريد مئات الآلاف من العوائل من مناطقهم بسبب الهجمة الشرسة والوحشية للحكومة التركية الفاشية هي مرحلة مأساوية تمر بها مجتمعنا البشري المعاصر امام عيوننا.. ان ما يحدث حاليا قسم آراء المجتمع والأحزاب السياسية والحركات الاجتماعية بأختلافات عديدة و ظهرت مواقف سياسية مختلفة حسب تصورات واراء الطبقات الاجتماعية المختلفة.. ولكن هناك آراء ومواقف مختلفة حتى داخل اليسار الاشتراكي حول هذه المسألة حول كيفية التعامل مع القضية في كوردستان السورية. برأيي المجادلات والمواقف السياسية حول ما يحدث في كوردستان السورية و المواقف حول عمل الأحزاب والقوى السياسية ضرورية ويجب ان تتوضح الصورة الحقيقية والموضوعية لما يجري و ان نتخذ المواقف والعمل السياسي الصحيح من وجه نظر اشتراكية وعمالية .. قبل كل الشئ فان الحركة الشيوعية ليس فقط تحليلا وتقسيرا لمجمل الأوضاع في المجتمع الرأسمالي وانما هي حركة اجتماعية لتغيير المجتمع لصالح الطبقة العاملة والجماهير الكادحة والفقراء والمظلومين في المجتمع، أي هي حركة وقوة في المجتمع من اجل التغيير ومن هنا تعمل داخل المجتمع وتتصارع مع الطبقات الحاكمة البرجوازية وتربط كل الخيوط الممكنة من اجل تقدم حركة طبقتها السياسية والاجتماعية الى الإمام .. والمجتمع بالنسبة للحركة الاشتراكية والعمالية هو ميدان حي ويتحرك حسب أفق الصراعات بين الطبقات وامكانيات كل طبقة من طبقات المجتمع وتطورها ولهذا يجب ان ننظر الى المسارات والحركات الاجتماعية بمنظور طبقي واسع وليس بمنظار اليسار الضيق الأفق والتي لا يرى المجتمع والعالم الا بمنظوره اللااجتماعي ولا يرى التلاطمات والصراعات الطبقية الحية ولا يرى الحركات الاجتماعية المختلفة الا بمقياسه الفكري المجرد ولا ينظر الى الانسان ككائن حي واجتماعي ودوره في تحديد مصيره..
فق هذا التفسير البسيط أعلاه علينا ان نتعامل بجدية مع ما يحدث في كوردستان السورية ومع أحداثها وصراعاتها ومحركها وأحزابها وحركاتها الاجتماعية.. ان النظر الى قوات سوريا الديمقراطية هي في الحقيقة حسب التعريف الفكري هي قوة عسكرية تتحرك ضمن أفكار حزب العمال الكوردستاني التركي وهو حزب قومي كوردي و تتحرك ضمن تقاليد القوميين الأكراد ولكن حزب الاتحاد الديمقراطي في سورية وهو حليف لحزب العمال الكوردستاني (پ ك ك) على الرغم من التقارب الفكري ولكن يختلف معه سياسيا واجتماعياً وان هذا الاختلاف فرضه الواقع والصراع السياسي والطبقي في سوريا .. وإذا نظرنا الى أعماله السياسية والتقاليد الاجتماعية لرأينا الاختلافات العميقة بينهما انظر الى الاعتماد على الإرادة الإنسانية لكلا الطرفين فأن (پ ك ك) يعتمد على القوة الكوردية المسلحة في الجبال مثل تقاليد الأحزاب القومية الأخرى في العراق وإيران ولكن (ي پ گ) يعتمد الى القوة المسلحة الجماهيرية وكذلك يعمل على تعبئة إرادة الجماهير والتي هي من افرازات الأوضاع والصراعات في سورية الحالية وان منظور حزب العمال الكوردستاني التركي لقضية المرأة يختلف عن منظور حزب الاتحاد الديمقراطي السوري وانظر الى المقاومة في كوباني وكذلك الكانتونات وقوانين المرأة في سوريا وهي تقاليد تختلف عن تقاليد (پ ك ك) الاجتماعية .. ولكن هناك أوجه التشابه أيضا بينهما وهي التحرك السياسي ضمن الاتفاقات والصراعات في المنطقة وهذا ما يجعل سياسات قوات سورية الديمقراطية تتسم بالتناقضات عندما يشتد الخناق في الأوضاع السورية على العموم.. إذن وفق هذه المعطيات الاجتماعية نحن الاشتراكيين نتخذ المواقف السياسية والطبقية.. ان مواقفنا حيال المقاومة والإرادة في كوباني وكذلك تعبئة الجماهير في الكانتونات والقوانين المدنية وحقوق النساء كان ولا يزال موضع افتخارنا يحب ان نحاول الاحتفاظ بهذه المكتسبات وان ندافع عنها لانها جزء من تغيير المجتمع نحو الإفضل ان قسم من العمل الاجتماعي التي قامت به قوات سورية الديمقراطية هو لتقدم المجتمع ويجب الدفاع عنه ولكن قسم اخر من العمل السياسي مع أمريكا وروسيا يجب ان ينتقد وان تتوضح مخاطره للجماهير المحرومة .. من هذا المنطلق نحن الاشتراكيين لسنا جماعة من منظري ومصلحي المجتمع وانما جماعة اجتماعية منظمة نقوم بالتغيير الفعلي والاجتماعي في حياة الجماهير المحرومة ، ولهذا ندافع عن كل عمل اجتماعي وانساني مهما يكون موقفنا السياسي والفكري مختلفا.. ولن ننسى بان السياسة هي فن الممكن.
ان خلاصة الكلام هنا هي ماذا يفعل الاشتراكيين من اجل الوقوف امام الهجوم الوحشي التركي وكذلك من اجل النهوض بالجماهير العمالية والكادحة وماذا نفعل من اجل التنظيم الجماهيري الواسع؟ نحن الاشتراكيين جزء من هذا المجتمع ماذا علينا ان نفعل اجتماعيا من اجل نهوض الجماهير العمالية ان تقود الاحتجاجات والصراعات؟ برأيي ميدان كوردستان سوريا هي ميدان مهم في الوقت الحاضر بالنسبة للشيوعين والاشتراكيين في كوردستان العراق في ان نحاول تنظيم الجماهيري العمال والكادحين وان نستعمل ارادتها ومقاومتها الانسانية.. ان الأرضية والمساندة التي أبدتها الجماهير في كوردستان العراق والعالم للجماهير في سوريا امام الهجوم والقمع الدموي لحكومة اردوغان التركية الفاشية ،هي أرضية واقعية لنهوض المحرومين في المنطقة امام همجية ووحشية سياسات البرجوازية العالمية والإقليمية والمحلية .. ان الدفاع عن جماهير العمال والكادحين في سورية والدفاع عن ارادتهم ومقاومتهم امام الهجمة التركية وأمام الاتفاقات ومؤامرات الدول الإمبريالية بحق الجماهير الناطقة باللغة الكردية في سوريا هي من واجب الشيوعيين والاشتراكيين في عموم العالم. ان الدفاع عن المكتسبات والإرادة والمقاومة ليس معناه نحن نقف صفا واحداً بجانب هذه الحركات السياسية وانما اجتماعيا ندافع عنها ونعتبر جزء من تقاليدنا.. مثلما نعتبر المكتسبات في الدول الغربية جزء من تقاليدنا.. وان التنظيم الجماهيري ممكن عندما تسمح لنا الظروف الواقعية لاحداثه والآن جاءت الفرصة الواقعية ويراد من القيادة الشيوعية والاجتماعية القيام بها ، الوردة هنا، فلنرقص هنا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا