الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
لماذا اغلبية اطفالنا لايحبون المدرسة ؟
محمد فاتح حامد
2019 / 10 / 22المجتمع المدني
اضحى اطفالنا مابين سندان ضغوطات التربية والتعليم من قبلنا ومن قبل معلميهم ، متناسين انهم مثلنا تماما حينما كنا اطفالا فلديهم عالم خاص بهم ، فلما لانسمح لهم بالتمتع بالطفولة وكيفما يرغبون ؟
المقلق للغاية ان المعلمين لم يستطيعوا لحد الان خلق اجواء تربوية وتعليمية لاطفالنا تجعلهم يتعلقون بالمدرسة ويحبونها.
بالرغم من ان اقليم كوردستان هو افضل بكثير من الناحية التربوية والتعليمية من العراق وعدد من الدول الاخرى التي تستخدم العنف بشكل كبير تجاه التلاميذ ، الا ان معلمي ومعلمات اقليم كوردستان لم يستطيعوا لحد الان ان يزرعوا حب المدرسة في قلوب واذهان التلاميذ ايضا وجعلهم يتعلقون بها كتعلقهم باللعب ، ولا ادري هل ان الاسباب تعود الى النظام التربوي في الاقليم او الى القائمين على التعليم انفسهم ؟.
لقد كان والدي احد المعلمين القدماء ، في زمن كان المعلم يؤدي رسالة التربية والتعلم بالضرب والعصى ، وبالرغم ان والدي كان معلما الا انه لم يعلمني حرفا واحدا في البيت ، وكل الذي تعلمته في المدرسة كان بجهد المعلمين وبجهدي ، في حين ان الابوين يشاركان في الوقت الحاضر في تربية وتعليم اطفالهم ويجب ان نقوم نحن ايضا في البيت بتدريسهم حسب طلب وتوصية الكوادر التعليمية ، لذلك اقول ان كان هناك تقصير في تربيتهم فنحن المسؤولون عنه ، اما التعليم فهو مسؤولية المدرسة الذي يجب عليها ان تتحمل مسؤوليتها في ذلك ، فلماذا نرى ان اغلب تلاميذنا لايحبون المدرسة ؟ هل السبب العلم ام المعلم ؟
في الوقت الذي كانت التربية والتعليم عن طريق الضرب والعصى ، كرهنا المدرسة ولم نحبها نتيجة ذلك ولكن كسبنا تعلم الدروس بشكل جيد دون ان يطلبوا من ابوينا المشاركة في تعليمنا لانها مسؤوليتهم ، ولكن السؤال ما هو السبب في الوقت الحاضر الذي يجعل اغلبية اطفالنا لايحبون المدرسة ومستوى تعليمهم ليس بالجيد ؟
فبالرغم من منع التربية ضرب التلاميذ في مدارس اقليم كوردستان وذلك لان الاقليم اصبح اكثر تطورا مقارنة ببعض الدول.
وبالرغم من ذلك فان الضرب والتعامل بقسوة و خشونة مازالا مستمرين في عدد من مدارس اقليم كوردستان ، و بقيت رغبة وجذور وفكرة الضرب والتعامل بخشونة مع التلاميذ سمة في مدارس الاقليم ، اضافة الى ان هناك تفرقة موجودة بين التلاميذ عامة وتلاميذ الكوادر التعليمية في المدارس كما يؤكده ذلك التلاميذ انفسهم وتفرض ادارات بعض المدارس طلبات مختلفة ومتعددة على اولياء امو الطلبة حتى اصبحت المدارس من كثرة قوانينها الخاصة لاتطاق حتى من قبل اولياء الامور فكيف بامكان التلميذ ان يطيقها!
وبشأن التربية احتار تلاميذنا مابين تربية الاهل وتربية المدرسة ومعلميها فالطرفان يعتقدان انه يجب على الاطفال ان يتصرفوا كما كنا نتصرف نحن في مرحلة طفولتنا وان يتركوا جميع الالعاب الحديثة وان لايتحركو وان ينصاعوا الى تعليماتنا فقط !
يقول فيلسوف الاسلام والامام علي بن ابي طالب ( لا تربوا اولادكم على اخلاقكم فانهم خلقوا لزمان غير زمانكم) وهذه فلسلفة لم تأتي من فراغ.
كلنا يعلم ان المعلم يكاد ان يكون رسولا لما يقوم به من واجبات مقدسة ويجب علينا جميعا احترامها ، الا انهم ايضا يجب ان يتعاملوا بالمقابل لمستوى هذه القدسية وان يغرسوا قبل كل شيء حب المدرسة لدى الطلبة وحبهم.
لذا ندعو خبراء الشأن التربوي والتعليم ان يقوموا بحملة واسعة من اجل انشاء جيل صحيح واعي وتأسيس ادارة جديدة تتلائم مع رؤية هذا الجيل الجديد .
وان لم يكن باستطاعتكم غرس حب المدرسة في قلوب واذهان اطفالنا وان لم يحبوا المدرسة من اعماق قلبهم ، فلا يوجد اي معنى للتربية والتعليم وانها لاتسير على طريقها الصحيح .
سامحوني ايها التربويون ، نحن جميعا بحاجة الى ان نتعلم التربية والتعليم ، فالحياة هي مدرستنا جميعا وكل يوم تعطينا درسا في كل شيء لانها متغيرة ولا تسكن عند ثابت !.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. العدل الدولية تأمر إسرائيل بوقف المجاعة في غزة مع سقوط المزي
.. مواجهة صعبة بين نتنياهو ووزيري الحرب غانتس وآيزنكوت بسبب صفق
.. محكمة العدل الدولية: المجاعة ظهرت بالفعل في غزة
.. الأمم المتحدة: طفل من كل 3 يعاني من سوء تغذية حاد في شمال قط
.. مسلسل مليحة الحلقة 3.. قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين بداي