الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطاب تولي الرئاسة : رئيسنا السعيد يرفرف دون أجنحة!!!

محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)

2019 / 10 / 23
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


خطاب تولي الرئاسة : رئيسنا السعيد يرفرف دون أجنحة!!
خطاب القسم للرئيس المنتخب في قبة البرلمان ، كان خطابا قويا من حيث الشكل والمضمون ، بنفس جديد و عبارات قوية ورسائل صارمة في الشأنين الداخلي والخارجي ، تمسكا بالسيادة الوطنية ، وانتصارا لا لبس فيه للقضايا الأممية العادلة ( خاصة قضيتنا الفلسطينية "شعبنا في فلسطين" وفي رسم الخطوط العريضة للدولة الاجتماعية ، وهو في العموم متزن و متماسك و مُخطّطٌ له بشكل جيد منذ افتتاحه خاصة عند الإشارة لتعدد ممثلي الديانات التوحيدية الثلاث في تونس في كلمة الترحيب !
ولكنه حوى نقطتي ضعف فادحتين يُفْقِدانه من كل معنى تقريبا .
حيث رسمت الدقائق الخمس الأولى ( المقدمة أو التوطأة ) من الخطاب اطاره الفكري والتاريخي العام والذي ظهر وكأنه أخطأ الفترة الزمنية بتسع سنوات كاملة ، عبر مغالاته في إظهار التحول الجذري في خيارات التونسيين بما اعتبره "ثورة جديدة باليات جديدة !! قطعت مع الماضي ورسمت طريق تحرر جديد !! إن السيد الرئيس يعبر عن نرجسية وتضخم غير مسبوق لذاته باعتباره لحظة إختياره هو بالذات لحظة مفصلية في تاريخ تونس وانطلاقاتها الجديدة في تاريخها الجديد !!! في حين أنها ليست أكثر من عملية تسليم لجزء من السلطة التنفيذية بشكل سلمي للمرة الثانية منذ 2014 وفق مقتضيات دستور الجمهورية الثانية بعد إنتخابات مباشرة ( هي الثانية أيضا في في فترة 5 سنوات ) طبيعية وفق مقتضيات نفس الدستور و المنظومة القانونية القائمة ، إثر إنتفاضة ديسمبر-جانفي 2011 !! نفس هذه الانتخابات ونفس هذا الناخب الذي اوصل السيد الرئيس إلى قصر قرطاج ، اوصلت أغلبية من النواب من أحزاب المنظومة القديمة من ما قبل 2011 ومن حكام التسع سنوات الماضية إلى السلطة التشريعية في باردو حيث تُسهّلُ الحكومة التي تُنفّذُ السياسات العمومية عبر قوانين يصادق عليها نفس البرلمان !!! لذلك اللحظة التي يُغالي السيد الرئيس في وصف إستثنائيتها ليست في النهاية سوى لحظة عادية في مسار استمرارية ما هو كائن اذا ما افرغناها من شحنة نرجسيته وتضخم ذاته .
هذا القيد البرلماني الذي ضربه الناخب/الشعب حول عنق الرئيس هو نقطة الضعف الثانية في خطابه/البرنامجي التي تجعله محض إنشاء و رص لغوي لكلمات قوية لا اكثر ولا اقل ، حيث لن يتمكن رئيسنا المفدى من الانطلاق ك"عصفور حر" دون المرور القصري بمربي الدواجن تحت قبة باردو وبين أروقة القصبة ، حيث الخطابات ضعيفة ربما ، بينما السياسة قوية ومطحنتها تعمل باقصى طاقاتها لمزيد مص عرق ودماء هذا الشعب الكريم وتضييق الخناق عليه عبر تغريبه وسلبه حقوقه الاجتماعية وحلمه في الكرامة الانعتاق ، سيصطدم رئيسنا بقوة بواقع ضعفه وعجزه وسترهقه صراعاته مع الماسكين بسلطة اليومي من ناحية ومع جمهوره وعموم التونسيين الذين رفع سقف أحلامهم إلى ما لا قدرة له عليه ، فإما أن يقبل كرها أو طوعا أن يكون حبيس قفص قرطاج وإما أن يدعونا إلى مواجهة شاملة وضارية على الطريقة الديسمبرية ضد كل المنظومة وهو ما لا يبشر به تمسكه المفرط بفكرة الاستمرارية و التواصل المؤسساتي الشكلاني إلى جانب إعتباره النرجسي ان حدث إنتخابه وحده مثّل منتهى النهوض الثوري ....
على كل حال لننتظر ونرى ولنستعد للمواجهة في كل الحالات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عبد السلام العسال: حول طوفان الأقصى في تخليد ذكرى يوم الأرض


.. Britain & Arabs - To Your Left: Palestine | الاستعمار الكلاس




.. الفصائل الفلسطينية تسيطر على طائرة مسيرة إسرائيلية بخان يونس


.. مسيرة في نيويورك لدعم غزة والشرطة الأمريكية تعتقل المتظاهرين




.. قلق أوروبي من تزايد النفوذ الروسي داخل أحزاب اليمين المتطرف