الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحرير المرأة…مدخل آخر.

احمد كانون
كاتب عقلاني حر

(Ahmed Kanoun)

2019 / 10 / 23
المجتمع المدني


جميل و مفيدة طريقة الصدمة لقلب المعايير و تحريك البرك الراكدة حتى تضمن ترسيب جديد دون طبقات العنصرية و التمييز في المجتمع، و لاكن في بعض المجتمعات التي لا تتجدد فيها المياه سنجد ان الروائح الكريهة التي ستنتج من تحريك البركة هي من ستعكر مزاج الجميع حتى مزاج من حركها.

ليس بالسهولة ان تقول لشخص يعيش خارج السجن انك ستحرره، انه سيستهجن ما تقول لانه لا يرى قضبان السجن الذي يعيشه. و حتى السجن الذي يحوي ممرات و عدة غرف و ساحات قد يعتبره عدة سجناء بمثابة جنة!.

مدخلي هنا نفسي بحث، يبدأ من المحرك النفسي و تطوره على العلاقة الجنسية بين الرجل و المرأة.
من فرضية ان نفسية الرجل تختلف على نفسية المرأة و لا كن كلتيهما تطورتا في اتجاه ان يحصل كل منهما على الأخر لتتحقق الفرصة الجنسية لكلاهما للتكاثر.
الرجل ينفذ ما ترغب فيه المرأة و المرأة تفعل ما يحبه الرجل، انهما قطبان مختلفان سالب و موجب ينجذب كل منهما على الاخر و لاكنهما مختلفان.

عبر الزمن أخذت هذه العلاقة الديناميكية في التطور و التعقيد، إبتداءً من عامل الندرة و الوفرة الذي يميز حياة الغابة عن الصحراء و عن القرية عنه عن المدينة و ظهور الملكية و الأديان، بتوازٍ مع تراكم العادات و التقاليد وصولاً الى شكل العلاقة في أيامنا هذه و في مختلف مناطق العالم أصبح شكلها مختلف مميزاً لكل ثقافة و لكل خلفية.

نستذكر على سبيل المثال لا الحصر، عند ظهور ما يسمى بالصحوة الإسلامية كيف انتشر الحجاب و الجلباب و خفى على الكثير ان من اهم عوامل انتشاره ان الرجل الشرقي بدأ يميل بالزواج من المحجبات، فغيرت المرأة الشرقية من من طريقة لباسها حتى تغري الرجل على الزواج منها، و مثال اخر نجد حتى الاشتغال في الوظائف، نجد المرأة تختار في وظائف يفضلها الرجل الشرقي كالتدريس في المراحل الابتدائية و الطب تخصص اطفال!، او ربة بيت عندما كان الحال اكثر يسراً.

من هذا الفهم منطلقاً، و غايةً في واقع افضل نسبياً فأن المعني و الحل عند المرأة الشرقية وحدها معنية بتغيير واقعها و ذلك بتغيير نفسيتها و طريقتها في التفاعل مع الرجل الشرقي الذي في النهاية سينصاع و يلين و يتفاعل على ماهو واقع ليُتِم صيرورته الطبيعية في التزاوج بعدما تُفرض عليه سيرورة الضرورة و الانفتاح و العقلنة.
إذاً المرأة وحدها مسؤلة عن تحرير نفسها و ليس الرجل الذي دوره في هذا جزئي و مُسرِّع لهذا الانعتاق. الرجل الذي سيحرر المرأة دائماً تدور عليه دائرة الاتهام و الشبهات بالذات في المنطقة العربية التي فيها العقلية تصنف في الأشياء بين خير و شر و يُهاجم من المرأة نفسها لانها لا ترا في نفسها سجين و ضحية بخلاف لو خاطبت المرأة نفسها.
المرأة مسؤلة وحدها عن تحرير نفسها، و أهم فئة هي الأم، الأم التي تنجب في طفل هو طفيلي (Parasite )عليها و هي أول ضحاياه و في تربيته تُكرس سلوكه على ان يعامل المرأة كمضيف و هي كلمة ضعيفة عربياً في قوة الوصف و هي ترجمة ل(Host) و الأصح هي (المتطفل عليه المريض الذي يظن نفسه معافى). اي ان هذه اخطر مرحلة يتم فيها استنساخ الطفيلي الذي سيكبر و يعيد نفس دورة الحياة الطفيلية هذه.
أيها الام كوني عند المسؤلية علمي طفلك انه لا يختلف عن اخته انسانياً و حقه في ان ينمو جسديا و نفسياً دون ان يعيق تطور اخته جسدياً و نفسياً. حتى يتطورا كلاهما في المجتمع ككل بطريقة يكون كل منهما مختلف صحيح ، لاكن التفاعل لكي يحصل كل منهما على الاخر يكون تكافلياً و ليس تطفلياً مرضياً كما هو الحاصل الان.
في غياب الدولة في تخطيطها التنويري الاستراتيجي، تبقى المسؤلية هي في يد الأفراد و جودتهم و اخص هنا المرأة المتنورة في هذه المهمة العظيمة و لاسيما ان الوقت مناسب لوجود الفضاء المعرفي التواصلي لتغيير الوعي الجمعي لهذا المجتمع الخاص في الخصوصية و طريقة الحل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة |#عاجل


.. فيتو أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة




.. الجزيرة تحصل على شهادات لأسيرات تعرضن لتعذيب الاحتلال.. ما ا


.. كيف يُفهم الفيتو الأمريكي على مشروع قرار يطالب بعضوية كاملة




.. كلمة مندوب فلسطين في الأمم المتحدة عقب الفيتو الأميركي