الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من جديد: تونس والأسئلة المؤرقة

عذري مازغ

2019 / 10 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


خطاب الرئيس التونسي
لا أبالغ إذا قلت أننا في المغرب شمال إفريقيا مهتمون كثيرا بتجربة تونس باعتبارها كانت رائدا ايضا حتى ماضيا ماقبل فتح الرهج العربي الإسلامي ، فاغلب مثقفي الأمازيغ قبل الغزو الإسلامي كان أغلبهم أيضا من تونس حين كانت قرطاج بعد غرق اطلنتيد عاصمة شمال إفريقيا، لن تتصوروا كم نعشق هذه التونس التي قديما تسمى إفريقيا والتي حملت بعد ذلك القارة الإفريقية اسمها، عندما كانت تونس رائدا في السياسة والثقافة والإجتماع كان ما يسمى الآن بالمغرب الأقصى غابات تفيض بالأسود والفهود والضباع القاتلة، حتى روما حين احتلت المغرب، احتلت نفس الشريط الذي يتكلم عنه أردوغان في شمال شرق سوريا: كانت علاقة الإمبراطورية الرومانية بالمغرب الأقصى الذي أصلا كان يسمى موريتانيا هي علاقة تبادل تجاري أساسه مبادلة جلود الأسود والفهود والضباع مقابل مقتنايات روما من رماح الصيد والفخار وكثير مما سرقته من شعوب اخرى.
اليوم سمعت خطاب الرئيس التونسي الجديد، ويبدو ظاهريا انه ليس الرئيس الذي تقدم بدعاية انتخابية معينة: اليوم بدا رئيسا وطنيا اكثر إلا في نقطة واحدة لم يميز فيها تونس عن عمقها الإقليمي: "تونس دولة عربية" ونحن أيضا لن نلوم أن تكون تونس دولة عربية، لكن نلومه كثيرا أن يكون المغرب الكبير دولة عربية، نحن دول لا يربطنا بالمشرق إلا الإحسان .
في أكثر من 25 دقيقة هذه خلاصات خطاب الرئيس التونسي الجديد:
تسع نقط اساسية مع كل ما تحمله من إبهام، تسع نقط بإيجاز منه، مختصرة تقبل أي تأويل:
• إعادة كل ملم سرق لخزينة الدولة
• تطبيق القانون (لا مجال لأي عمل خارج إطار القانون)
• وعد بانه لا مجال للمساس بحقوق المراة، ووعد بدعمها اقتصاديا واجتماعيا
• تكلم عن العمل لاجل توفير الشغل والحرية والكرامة للمواطن التونسي
• أشار إلى أن المنظمات الوطنية (؟؟) يمكن ان تشكل قوة اقتراح(؟؟)
• تبرع المواطنين بيوم عمل لميزانية الدولة لمدة خمس سنوات لإنها الديون
• ذكر بالتزام تونس بالاتفاقيات الدولية والمواثيق وما إلى ذلك
• ذكر بالعمق التونسي: " المغرب العربي"، إفريقيا، حوض البحر المتوسطي والعالم العربي
• تونس منتصرة للقضايا العادلة واولها قضية فلسطين مذكرا أن الأمر لا يعني عداء لليهود
جميلة هي هذه المقترحات في العموم، لكن فيها إشكال عام منها مثلا ربط ديون تونس بيوم التبرع وليس ربطه بخلق دينامية استثمار لصالح عملية التشغيل وكأن المواطن الفقير هو المسؤول عن ديون تونس وليس المؤسسات المالية والشركات الوطنية التي لا يربطها بتونس غير الإسم وهنا يتناقض مفهوم رد أي سنت مع مدلول الخطاب والمقصود اصلا هو: "المسامح كريم".
قضية "لا مجال بالمس من حقوق المراة" يفترض أن يقدم الخطاب تفسيرا للأمر ، أن يعبر بدون حرج بانه مع كل ما كسبته المراة التونسية في كل مسارها النضالي عكس خطاباته الانتخابية حول الميراث وما إلى ذلك.
البعد المغاربي، لم يشر قط إلى تنوعه، بل كرس نفس النمط القديم: تونس إغريقية حين ارتبطت بالإغريق، رومانية (نسبة إلى روما) حين ارتبطت بروما، عربية حين ارتبطت بالعرب : أعتقد ان تونس لها عمق امازيغي قبل العمق العربي وهذا طبعا تجاوزه خطاب الرئيس .
خطاب الرئيس أيضا لم يوضح مالذي يقصده بالمنظمات الوطنية وساجازف اعتقادا انها الاحزاب السياسية والنقابات والجمعيات، لها قوة اقتراحية بمعنى ماذا؟ لا يجب مثلا أن تصوت بل فقط ان تقترح؟ أم هو خطاب مجاملة مبهم بالعموميات خصوصا إذا قارنا الأمر بموت الاحزاب كما في حملة الرئيس أو في حملة الشباب الرافض للأحزاب حسب تقديم الجزيرة القطرية.
رابط خطاب الرئيس التونسي:
https://www.youtube.com/watch?v=0nN0l5p5XPc
ختاما أحيي برلمان تونس على صموده لانه لم يصب بالتثاؤب وهو يستمع لخطاب رئيسه الجديد
25 دقية الواضح فيها فقط 9 نقط تناولها بشكل مختزل ودون تفاصيل وبمعدل 10 ثواني لكل نقطة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حق علينا ان نلومه
محمد البدري ( 2019 / 10 / 24 - 06:04 )
إسوأ ما يمكن التفكير فيه هو تاويل ما دعي اليه في خطابه، فما اكثر وما افضل وما أشمل وما اروع ما قيل من الحاكم (في هذا الشرق التعس) لحظة تلامس مؤخرته علي كرسي العرش، وما احط ما صدر عنه طوال فترة التصاق مؤخرته وهو علي العرش حتي خلعه.
تحياتي


2 - بالفعل
عذري مازغ ( 2019 / 10 / 24 - 12:17 )
تحياتي الأستاذ محمد البدري
تاويل الخطاب بالفعل مجازفة وعادة في نظام أي حكم يبدا الرئيس الجديد أو الملك في بناء عش هويته وإبراز ملامح شخصيته أكثرلكن بالفعل ما أن يلتصق كما قلت بالكرسي حتى تبدا التناقضات المحيطة به هي من يوجهه في هذا الاتجاه او ذاك وربما هذا ما يمكن لمسه من خلال مقارنة خطاباته في الحملة الإنتخابية وخطابه الاول هذا كرئيس لتونس الذي بدا في توجهه العام متحفظا أكثر ومتزنا أكثر


3 - بعد التحية
أكرم ( 2019 / 10 / 24 - 19:57 )
الرئيس محدود الصلاحيات وكل وعوده أكاذيب لا غير , الأهم أنه عروبي ومتأسلم ككل السياسيين وهو ما ينفي أي أمل في التقدم إلى الأمام.
لا أبالغ عندما أقول وأنا التونسي أني لم أستسغ الأسلوب الذي تكلمت به عن المروك وقصة الجلود ذكرتني بالجلود التي كان يرتديها أجدادنا -الهمج- عندما جاءهم العرب بأنوار الحضارة والتمدن.
رمز بطولة كرة القدم عندنا السيد عذري كان أسدا فحولوه إلى نسر وأطلقوا على اللاعبين -نسور قرطاج- , اللعنة على النسور والمجد للأسود.


4 - تحياتي
عذري مازغ ( 2019 / 10 / 24 - 22:16 )
في مرحلة تاريخية سحيقة كانت تونس مزدهرة وكانت نبع حضاري لكل شمال إفريقيا (بمعنى آخر كانت تمثلنا جميعا) وهذا ما أقصده فبعض المصادر التاريخية القديمة تشير إل أن أغلب المغرب الأقصى كان عبارة عن غابات كثيفة واراضي موحشة وهذا ما اقصده وليس رمز حيوان الأسد وحتى تعثر الغزوات العربية كان جانب منه بسبب ذلك

اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن