الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التفاتة محتشمة صوب الفقراء

مصطفى بنصالح

2019 / 10 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


والمناسبة كانت تخليدا لهذا اليوم العالمي لمناهضة الفقر والتنديد بمضاعفاته الرهيبة، والتي لا تزيد سوى تعميق هوة التفاوتات الطبقية ونشر البؤس والجريمة على أوسع نطاق، فبمعية ثلة من الحقوقيين من منخرطي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، خلـّد نشطاء جمعية أطاك لمناهضة العولمة الرأسمالية هذا اليوم النضالي في جو من الحماس والانضباط والمسؤولية.. حيث تم رفع الشعارات المعبّرة فعلا عن هول الفقر والاحتياج، في ظل بلد متخم بالثروات المتنوعة، المنجمية والفلاحية والسياحية والبشرية.. تضعه نظريا في منأى عن البؤس والحرمان.
لقد كانت الوقفة نضالية بكل امتياز، لكن ومع ذلك كان ينقصها الفقراء أي المعنيون مباشرة بهذا اليوم والمؤهلون للرد فعلا على تداعياته المؤلمة.. لقد كان حريا بنا أن نكون في الموعد كمناضلين مبدئيين وديمقراطيين وتقدميين، يرفضون هذا النظام الذي أنتج هذه القسمة غير العادلة، وهذا البؤس المنتشر كالنار في الهشيم.. علينا أن نثبت للفقراء بأننا مصرّين على حمل قضيتهم، التي هي قضيتنا بدرجة أولى، وأن نسجل حضورنا بالكثافة اللازمة، وأن نصدح بكل ما أوتينا من قوة، بالشعارات المعبّرة حقيقة عن واقع الفقر المستشري بالبلاد، وعن أسبابه، والمتسببين في نشره وتوسيعه وتعميقه.
فمن العيب والصادم داخل مدينة مترامية الأطراف، مدينة عمالية بامتياز، تحتضن مناطق صناعية عديدة وشركات عملاقة عاربة للقارات، إضافة لأحزمة الفقر والبؤس التي لا حدّ لها وسط الأحياء الشعبية التي تشكو وتئن من البطالة والحرمان.. لنعجز في المقابل كمناضلين ديمقراطيين وتقدميين، على إنجاز وقفة احتجاجية مناهضة للفقر، بالمستوى المطلوب.. اكتفينا بحفنة من المناضلين، الذين هم في الواقع يمثلون تياراتهم السياسية، وكأننا مدعوون لحفلة ختان أو عقيقة! والحال أننا كنا وما زلنا ملزمون بالحضور لمثل هذه الأشكال النضالية، بالجدية اللازمة والمبدئية حتى نثبت للجميع، الأعداء قبل الأصدقاء، بأننا سنظل مخلصين لقضية الفقراء، مدافعين عن مطالبهم وحقوقهم، ومتشبثين بمشروعهم الاجتماعي العادل، والمؤهل للقضاء نهائيا على الفقر وعلى سياسة التفقير.
هي ذي بعض من ملاحظاتي عن الوقفة المنظمة آخر هذا الأسبوع بساحة الأمم بطنجة، وأتمنى أن تؤخذ بعين الاعتبار والتقدير في حساباتنا المستقبلية، وأن نأخذ الدرس والعبرة من تجربة حراك الريف وجرادة وزاكورة.. فحذار أن يصبح الجميع مجرد دكاكين سياسية وجمعوية "لا تهش ولا تنش" حسب هذا التعبير الشعبي الشائع.. وتحياتي الحارة لجميع المناضلين المعتقلين، تحياتي كذلك لعائلاتهم المناضلة، وتحية في الأخير لجميع منهم على العهد باقون، المناضلون المخلصون والمبدئيين الذين لم يتخلفوا قط، ونزلوا للميدان كالعادة للتعبير عن مواقفهم، وعن انتصارهم للفقراء والكادحين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عودة جزئية للعمل بمستشفى الأمل في غزة بعد اقتحامه وإتلاف محت


.. دول أوروبية تدرس شراء أسلحة من أسواق خارجية لدعم أوكرانيا




.. البنتاغون: لن نتردد في الدفاع عن إسرائيل وسنعمل على حماية قو


.. شهداء بينهم أطفال بقصف إسرائيلي استهدف نازحين شرق مدينة رفح




.. عقوبة على العقوبات.. إجراءات بجعبة أوروبا تنتظر إيران بعد ال