الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معضلات في الحراك الجماهيري اللبناني

محمود فنون

2019 / 10 / 24
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية


24/10/2019م
يبدو للمراقب أن الحراك في لبنان يتعمق ويتجذر وأن يزداد تصميما وإسرارا على ضرورة التغيير .
إن التغيير يعني بوضوح إزاحة التكتل السياسي الإقتصادي المتحكم في شئون لبنان كلها ويتكثف حول شعارات " إسقاط الكل " ودور مصرف لبنان وسياساته ، وملاحقة الفساد والفاسدين .
إن هذا يعني المطالبة بتغيير جذري يطال أساسات الحكم وأساسات الوضع الإقتصادي الإجتماعي والقانوني .
وهو يعني عندما يتحول إلى واقع : يعني مطاردة الفاسدين ، مطاردة قادة الطوائف السياسية الحاكمة وكبار المستثمرين وفريق اللصوص أي كل المجموعة السياسية الحاكمة سياسيا والطبقات التي يمثلها الحكم وكبار التجار والمنتفعين والوسطاء وأقرباء المسئولين وكل المرتبطين بالأجنبي .
إذن هذه الجماعات في خطر .
إذن هي سوف تتكتل في مواجهة مطالب الجماهير وبكل السبل : بالإلتفاف وبالقمع وبالمماطلة ومحاولة الإستفادة من إطالة الوقت ومن ظروف الطقس وكل ما يقع بيدها .
هذه القوى منظمة ولديها أدواتها ومريديها وقدراتها المالية وموقعها الإقتصادي والإجتمالعي .
الحراك خارق للطوائف والجهويات ومطالبه العادلة تستهدف تغيير لبنان وحاله الذي استدعى الثورة " كثير من الناطقين يصفون الحراك بالثورة ، وهو لجهة مطالبه ثورة تلتف حول شعارات مطلبية واقتصادية ثم سياسية حددت رؤياها باسقاط الطبقة الحاكمة وممثليها والمعبرين عنها ، كما استذكرت سوءات العديد من الشخصيات المجرمة والمدانة وتطالب بملاحقتها .
إن أعداء الثورة هم في الداخل وحلفائهم في الخارج . بينما المدافعين عنها هم الجماهير الملتفة حولها وهي" ثورة " ديموقراطية سلمية .ويزداد حضورها يوما بعد يوم ويزداد اتضاح أهدافها وتجذرها يوما بعد يوم.
إن نقطة الصراع الأبرز حاليا هي كيف يتصدر المعبرون عن الجماهير دون تغلغل الثورة المضادة بينهم .
ماذا عن حزب الله ؟
حزب الله الآن في موقف دقيق وهو مستهدف بالتأكيد من الثورة المضادة ومن أعداء الجماهير وعليه أن يسير بحيث يحفظ وضعيته كقيادة للمقاومة .
وفي نفس الوقت فهو ليس معفيا من حماية الجماهير المنتفضة بما له من باع وقدرات وإمكانيات حتى لو تناقض مع حركة أمل ونبيه بري الذي كشفت التقارير عن فساده وفساد محيطه وهذا كذلك أمر دقيق . فأمل من جهة حليفة المقاومة ومن جهة أخرى لا يبدو انها ستناصر حراك الجماهير فعليا وهي أقرب للتحالف مع أحزاب الطوائف السياسية .
أما الناصريون والحزب الشيوعي والقوميون السوريون وتيارات أخرى صغيرة فهي مطالبة بحماية الحراك والدفاع عنه وعن مطالبه وفي كل الإحوال. وهذا يستدعي أن يتظافر أنصار التغيير مع بعضهم ومع حراك الجماهير والمعبرين عنه في الميدان والإستمرار في النضال حتى اسقاط النظام السياسي الطائفي والطائفية السياسية .
لقد تعفن نظام الحكم ورموزه وتقول الجماهير أنها لا تستطيع تحمل هذا العفن والحكم أصبح شبه عاجز هن الإستمرار في الحكم وتنفيذ سياساته أمام عصيان الجماهير وقوتها في الشارع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را


.. قيادي في حماس: الوساطة القطرية نجحت بالإفراج عن 115 أسير من




.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام