الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنتفض

راغب الركابي

2019 / 10 / 27
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


 
أيها الشعب العزيز على كل فاسد ومجرم وإرهابي ، إنتفض على الذل والمهانة والهوان وقلة الحيلة ، إنتفض على سُراق قوتك وحياتك ومستقبل أبناءك  ، إنتفض على ناهبي ثرواتك ممن حطموا البلد وكرامته وعزته  ،   وثق إن في إنتفاضتك هذه الخير كله  والعز كله  والكرامة  كلها  ، ونحن وجميع الأحرار في العالم  يرآهنون  على ثورتك وإنتفاضتك وعلى دمائك الزكية التي ترآق كل يوم بيد  تلك الحثالة من قاطعي الطريق من المفسدين والفاسدين  أعداء الشعب أعداء الكرامة .
ونحن في موقفنا هذا  نحيي فيك روح البطولة والشجاعة وعدم التهاون ووضوح الرؤية  والإصرار  ، ونحيي فيك العزيمة التي لا تلين مهما حاول المرجفون  حولها  من إشاعة  الفتن  ،  وبث روح التفرقة وصياغة الأقاويل  الخداعة  عنك وعن أهدافك النبيلة ، فالشعب دائما هو  صاحب الحق   ،  وحين ينتفض هذا الشعب  فإنما يكون قد وصل إلى حالة  من اليأس  ،  في إستيفاء حقوقه عبر الطرق القانونية والدستورية  المعمول بها   .
لقد صبر هذا الشعب  كثيراً  سنيين طويلة على أمل أن تصحح  أوضاعه   ،  أو أن  يكون  من بين القوم رجل أو رجال  تستنهض  فيهم  روح الشهامة والعدل والإنصاف ،  ويسترجعوا حقوق المظلومين   لكن  كل هذا لم يحصل بل زادت البلوى وتعاست الحال  مرات ومرات حتى ضاقت الأرض بمارحبت ،  ولهذا  فقد  شمر الشعب عن ساعديه وأتكل على الله وعلى حقه  المسلوب  وتصدى  ووثب وهو ينادي -  سلمية  سلميه -  ، لكن الجناة أستقبلوا هتافه  السلمي هذا  بالرصاص الحي وبالقنابل حتى تساقط الشهداء  منهم الواحد تلو الأخر في مذبحة وجريمة يجب محاسبة كل المتورطين فيها والعاملين عليها   ، ومن أية جهة أو طائفة أو مذهب كانوا  ،  هذه جريمة  وإرهاب منظم  في كل المقاييس ولا يجب فيها المغفرة أو التسامح ، فالعقاب لازم وواجب  وهنا يأتي دور القضاء ليكون شجاعاً ومتصدياً وواقفا مع المظلوم يأخذ له حقه   ولو لمرة واحدة  ،  فالقضاء عندنا مكبل  ومغلول  الأيدي ولم يتخذ أمرا إلاَّ  من وحي ما تطلبه  وتريده  الطوائف والأحزاب ،  ولهذا ضاعت  دماء   كثيرة  وحقوق  متنوعة  الواحدة تلو الأخرى عبر هذه السنيين المُرة  ، والقضاة  عندنا ليسوا  مستقلين ولا أحرار  إنما هم   توابع لساداتهم  ومواليهم  ،  ولهذا عجز الشعب في إسترداد حقوقه أو المطالبة فيها عبر الأطر الدستورية  والقانونية  .
إن تجربة شعب العراق مع هذه الديمقراطية المسخه تجربة سوداء ، قد أثرت فيه وفي روحه وجعلته شيعا وقبائل  تتنازع  مع بعضها  البعض الأخر ، طمعاً  في  المكاسب  والمغانم والسرقات ، وقد  أثبتت تجربة الأحزاب الدينية إنها أسوء تجربة وأفسدها على الإطلاق منذ تشكيل الدولة العراقية الحديثة ، ولهذا ضج الشعب من شماله لجنوبه رافضاً هذا الأحزاب جميعها دون إستثناء ،  ولم يعد ممكناً التعايش أو العيش معها  في ظل ما حصل من تجاوزات وجرائم وفساد غير مسبوق ، ولم تعد شعارات الأحزاب تستهوي الناس أو تنطلي عليهم  ،   ولم يعد التلاعب بالعواطف والمشاعر يحقق المطلوب   .
لذلك آمن  أبناء الشعب جميعاً   بأن التغيير أصبح  واجبا  ،   وإن إستبدال هذه الزمرة  أصبح   مطلبا  وواجباً  كذلك   ،  بأناس صالحين  غير مدنسين   وإن تطلب ذلك   الكثير من المعاناة والألم  والعواطف والحزن ،  لأن هناك ماهو أهم في مسيرة العراق ومستقبله ،  وفي هذه المناسبة ترآني أعيد التأكيد على أهمية ودور الوحدة بين أبناء الشعب والتأكيد على وحدة المصير ، إذ لا بديل عن ذلك  فبه ومعه يتم الإنتصار الناجز  ،  ولهذا ندعوا أبناء الشعب بكل فصائلهم  التخلي عن كل القوى والأحزاب التي حكمت العراق وخربته عبر هذه السنيين العجاف ، ندعوهم لوحدة الصف والكلمة والإيمان بأن الشعب غالب إذا أراد الحياة الحرة الكريمة .

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا