الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصطفى شوقى موهبة مشتعلة قَبل ملطشة القلوب

إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)

2019 / 10 / 28
الادب والفن


فى الأيام القليلة الماضية خلقت أغنية ملطشة القلوب غناء الفنان مصطفى شوقى، حالة من البهجة وعفوية التكرار فى سماعها وترديدها، فهى أغنية تضخ طاقة وحيوية فى روحها وفكرتها، وبالرغم من أنها تحكى حالة متكررة نعيشها ونقولها لأنفسنا كثيرا، إنما طرحتها بصراحة وبساطة ما يقوله الشخص فى داخله، حيث الأريحية فى التعبير الساخر من ذاته والموبخ لنفسه، مُقدِمه هذا بخفة ظل مصرية خالصة فى الألفاظ والموسيقى والأداء، حتى فكرة الكليب والتى إن اختلف البعض على جزء فيها، فقد اتفقوا على اعطاء الفنان فرصة فيها لإظهار تعبيراته التى تمتاز بالطبيعية والمرح.

وهذه الأغنية أستطيع أن أشبه تأثيرها المبهج بقطعة سكر أُضيفت للمذاق السئ للأيام والأحداث، فربما يكون الفن مسمى هامشى بالنسبة للمجتمع، لكن فعليا وعمليا هو له دور كبير لا يدركه الناس إلا عندما يلامسهم بتأثيره، سواء إن شاركهم فى آلامهم أو ساعدهم على إبهاجهم.

وهذه الأغنية لا شك أنها حققت الهدف الأخير للكثير.

هى من كتابة صابر كمال، الحان بلال سرور، توزيع موسيقي رامى سمير، ومن انتاج واخراج نصر محروس.

وعودة إلى الفنان مصطفى شوقى فهو مطرب وملحن بدايته الفنية تسبق هذا العمل، وعندما بدأت فى البحث باسمه للتعرف على أرشيفه الفنى إن وجد، فقد وجدت الكثير من العلامات الفنية الدالة على اجتهاده وتنوعه، ومثابرته لسنين لتقديم أنواع مختلفة من الغناء فى أكثر من محاولة جيدة، سواء فى اغانى مسجلة أو حفلات.

ويمتاز أسلوبه الغنائى بالتلون مع التجسيدات المختلفة لما تحمله معانى الاغانى المتنوعة، ويقدم الحزين بنفس جودة ما يقدمه من مرح، وذلك بدون افتعال فى الاتجاهين، ويحمل أسلوبه الكثير من الحماس والتماهى مع الحالة التى يقدمها، ويتميز القاءه بالتعبير اللبق عما يغنيه كما يكون فنان مونولج أو ستاند اب كوميدي، وليس مطرب فحسب، فهو يدمجك مع تلك الحالة التى يقدمها جيدا بأسلوبه الخاص، حيث يستطيع بغناءه أن يحكى ويعبر ويمثل باستخدام تعبيرات وجهه ولغة الجسد وتوظيف نبرات صوته، ليقدم حكى تمثيلى وليس فقط غناء بطريقة انفعالية مؤثرة أو طريفة ومضحكة لافته للانتباه.

وأود أن يكون هذا المقال فرصة لاقتراح إعادة تقديم وتوزيع اغانى قديمة لمصطفى، لم تأخذ حقها فى الانتشار والاستماع، مثل أغنية "بالأدلة القاطعة" فهى أغنية تحمل مقدرة على ابراز تلك المميزات التى يمتاز بها هذا الفنان، ومن الممكن أن يخدمها كليب يركز على اظهار ما لديه من مَلكَة تعبيرات وجه خفيفة الظل، وكذلك على النقيض من حالة فنية نفسية مختلفة، وهى موال "المود" فهو يشارك الناس فى حالة كثيرة التردُد على النفس، وهذا على سبيل المثال.

وهذا الاقتراح هو بهدف الاستفادة من سابق مجهود لم يُعرَف بعد، واعادة الروح فيه، بالإضافة لتوقعنا المزيد من الأعمال الجديدة التى تحمل ذكاءا ودقة فنية كما عهدنا منه.

ولقد اهتممت بالكتابة عن هذه الموهبة لأنها تمثل نموذج للعديد من الموهوبين الذين يجتهدون ويثابرون بنفس طويل، وتظل أعمالهم مسموعة قليلا ومجهولة كثيرا لمدة طويلة، حتى أن يحالفهم حظ التصديق فى موهبتهم وتقديم الدعم المناسب لهم، لتظهر فى ظل نور أقوى يقدم لها الانتشار والتعارف الأكبر لدى الجمهور.

ولذلك فهى نموذج مشجع لغيرها على المثابرة وجودة الاجتهاد بالتأكيد.

والسبب الأخر هو لأن الكثير من الناس لا يعتقدون أن المعافرة التى يقدمها انسان فى طريق مثل الفن، هى بنفس القيمة لما يبذله طبيب أو مهندس من اجتهاد، فتأثير الفن على الانسان لا يقل أهمية، فالنفس تحتاج مثل الجسد ولكن لأنها غير مرئية فتُظلَم احتياجاتها كثيرا، فتقديم وجبة خفيفة لها من اغنية جميلة بامكانها أن تمدها بطاقة كبيرة، مثلما يحدث للجسد مع وجبة غذائية خفيفة.

وأخيرا فالذين يقدمون فن واعى للجمهور له قدرة على التعبير عنه فى صدق الألم أو فى تحقيق السعادة له ومساعدته على الدخول فى لحظاتها .. فشأنهم حقا أمر يستحق الدعم والتشجيع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلام إيراني يناقض الرواية العراقية حيال -قاعدة كالسو- وهجما


.. شبّه جمهورها ومحبيها بمتعاطي مخدر الحشيش..علي العميم يحلل أس




.. نبؤته تحققت!! .. ملك التوقعات يثير الجدل ومفاجأة جديدة عن فن


.. كل الزوايا - الكاتب الصحفي د. محمد الباز يتحدث عن كواليس اجت




.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله