الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يهاجم بعض المثقفين العرب انتفاضة الشارع اللبناني في كونها مُؤامرة على سلاح المُقاومة ...؟؟؟

زياد عبد الفتاح الاسدي

2019 / 10 / 28
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية


لقد وصلت في بعض الاحيان شدة المُبالغة في الحرص على سلاح المقاومة من " بعض " المُثقفين واليساريين والقوميين العرب (وأشدد على كلمة البعض) الى درجة هستيرية من الصعب فعلاً تفهمها .
لماذا تُشكل المُطالبات المشروعة والغاضبة للشارع اللبناني باسقاط حكومة الانحطاط الاخلاقي والطائفي والنهب والفساد المُستشري وانتشار الروائح والنفايات الكريهة وانعدام الخدمات الانسانية وتفشيي الفقر والبطالة والتدهور الاقتصادي خطراً على سلاح المقاومة ..؟؟؟ ... لماذ ...؟؟؟ , ولماذا يعتقد " البعض" من اليساريين والثوريين العرب أن الحراك والصراع الطبقي المُحتدم الذي يشهده الشارع اللبناني من قبل مئات الالوف من العمال والمحرومين والفقراء هو حراك مشبوه ويُشكل خطراً على سلاح المقاومة ... لماذا هذا الاعتقاد الغريب واللاواقعي من قبل البعض , طالما أن هذا الصراع الطبقي هو موجه ضد الطغمة الطبقية واللصوصية الحاكمة التي تمتص دم العمال والفقراء وتُهدد وجود الطبقات الوسطى في لبنان وتعتاش وتحتمي وتزدهر تحت سرطان الطائفية السياسية الذي يُهدد مجمل كيان لبنان واقتصاده وتعايش مكوناته الدينية والمذهبية ويُسيئ الى شبابه وطلابه وعماله وفقرائه وطبقاته الوسطى وأجياله القادمة ويُهدد حتى وجود المقاومة اللبنانية إذا استمر لسنوات عديدة أخرى ...... أسئلة مشروعة على "" بعض "" هؤلاء المُثقفين واليساريين العرب الاجابة عليها ..... لا أحد بالتأكيد يُشكك بإخلاصهم وبوطنيتهم ونواياهم الصادقة .... لكن هذه المخاوف التي يرددونها لا أساس لها على أرض الواقع .... فحزب الله مُهدد من لصوص الطبقة الطائفية الرجعية والانتهازية وليس من قبل الحراك المشروع والانتفاضة الطبقية الغاضبة للشارع اللبناني التي تُنادي بإصرار باسقاط الطائفية السياسية والاقطاعية الحاكمة والتي هي معادية في أغلبيتها للمقاومة اللبنانية ومشروعية سلاحها ...... هذا من جهة ومن جهة أخرى ليطمئن أصحاب هذه المخاوف أن المقاومة اللبنانية لاتعيش بالتأكيد مرحلة الطفولة أو المراهقة أو حالة من الضعف والتراجع .. فالمقاومة اللبنانية تعيش في أفضل مراحل نضجها وحكمتها النضالية وفي أقوى مراحلها, وقادرة على الدفاع عن سلاحها ووجودها.... ولا يُمكن لاي طرف كان أن يُهدد المقاومة اللبنانية طالما أنها مدعومة ومُحتضنة من قبل محور المُقاومة بقيادة سورية ..... وكل ما تحتاجه المقاومة اللبنانية هو هو وقوفها الى جانب جميع اللبنانيين من العمال والطلاب والفقراء والمحرومين في انتفاضتهم الطبقية المشروعة .. وان تعمل وتنشط وتُناضل كحركة مُقاومة بين كافة مكونات الشعب اللبناني ولا تحصر نضالها بأي طائفة أو فئة من فئاته .. وهذا هام للغاية لاستمرار شعبية المقاومة اللبنانية وأدائها الثوري في المستقبل .
على أية حال ما تتطلبه مُعالجة الوضع اللبناني المُتأزم وحالة العصيان المدني التي يشهدها الشارع اللبناني الثائر هي بعيدة بالكامل عن فكرة تهديد سلاح المُقاومة الغير مطروحة أصلاً للنقاش والحوار , ولا يتم حتى إعتبارها مُطلقاً سواء من قبل رئيس الجمهورية والسلطات اللبنانية المُختلفة أو من مجموعات الناشطين في قيادة الحراك اللبناني لايجاد مخرج لما يشهده الشارع اللبناني .... وهي نقاشات وحوارات لم تتبلور بعد على نحوٍ جدي لعدم تبلور قيادة ميدانية موحدة لهذا الشارع بالرغم من وجود محاولات حثيثة وجادة من وراء الستار لبلورة قيادة كهذه بقيادة شربل نحاس وهو أحد أهم رموزها, ومن بعض قيادات المعارضة السياسية اللاطائفية الغير مُشاركة بتاتاً في النظام السياسي الطائفي وعلى رأسها رئيس التنظيم الناصري أسامة سعد وأمين عام الحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب ..... ولكن الحلول المطروحة حالياً لمعالجة هذه الازمة المُستعصية في ظل استمرار هذا الحراك بزخم واضح تجاوزت على ما يبدو (الى حدٍ ما) موضوع اسقاط مجمل النظام السياسي الطائفي مُباشرة كحل رئيسي وسريع لهذه الازمة دون استبعاده في المُستقبل القريب .... ويبدو أن اكثر الحلول المطروحة حالياً والتي قد يُكتب لها النجاح من خلال أي حوار مُستقبلي في الظرف اللبناني الراهن تنحصر غالباً في استقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة إنقاذ وطني مقبولة من أغلبية الشارع اللبناني عن طريق الحوار والتنسيق مع رئاسة الجمهورية, بحيث تقوم هذه الحكومة مع رئاسة الجمهورية بفرض قانون صارم لمحاسبة ومُحاكمة رموز الفساد الرئيسية في لبنان ومنعهم من مُغادرة البلاد واستعادة ما يُمكن استعادته من الاموال المنهوبة .. هذا بالاضافة لتنظيم انتخابات برلمانية مُبكرة بعيدة بالكامل عن كل أشكالٍ المُحاصصة الطائفية واعتبار لبنان كدائرة انتخابية واحدة ... بحيث يقوم البرلمان الجديد بعد ذلك بتكليف أحد المُرشحين الجديرين بالثقة لتشكيل حكومة لبنانية جديرة بثقة المواطن اللبناني, وقد يتبعها بعد ذلك تنظيم انتخابات رئاسية مُبكرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انها سنة النظم العربية
محمد البدري ( 2019 / 10 / 28 - 09:52 )
كانت اسرائيل طوال زمن المد القومي وطوال فترة التمدد الاسلامي هي الحجة التي يتكأ عليها كل من وقف بالمرصاد للمطالب الشعبية.
الفضيحة تكمن في ان كل القوي السياسية المالكة للقرار كانت هي صاحبة تلك التهم لمطالب الشارع. فما الذي اتت به تلك النظم سوي الهزائم المدوية امام اسرائيل ويتزامن معها تحطيم الحياة المجتمعية وافسادها للشارع والمواطن بجعل الفساد ايديولوجية السلطات الحاكمة.
الان يثور الشارع ضد تلك الانظمة فلم يعد لديها الا ركوب الموجه واتهام الشارع بانه ضد المقاومة.
انها هيدرا ذات السبعة رؤوس، فكم رأس تبقي لها لنعرف مآلات الثورة؟

اخر الافلام

.. بعد -الإساءة لدورها-.. هل يتم استبدال دور قطر بتركيا في الوس


.. «مستعدون لإطلاق الصواريخ».. إيران تهدد إسرائيل بـ«النووي» إل




.. مساعد وزير الخارجية الفلسطيني لسكاي نيوز عربية: الاعتراف بفل


.. ما هي السيناريوهات في حال ردت إسرائيل وهل ستشمل ضرب مفاعلات




.. شبكات | بالفيديو.. سيول جارفة في اليمن غمرت الشوارع وسحبت مر