الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنه الفستان (عن قصة حقيقية بتصرف ادبي )

حسام جاسم

2019 / 10 / 28
الادب والفن


انعكس شعاع الضوء على الزجاج منعها من رؤية الفستان الذي تراقبه منذ يومين لا تملك ثمنه لكنها تملك النظر
لا أحد يملك حواسها الا اللهم الحكومة و السيد و الأب في قمة الهرم السياسي للأسرة
لكنها الان تملك قرار النظر دون رقيب او حسيب
لا أحد يقرأ خلف النفس و ما تنتجة العيون
غرقت رموشها بالدمع الخفيف و يد احداهن تشير لنفس الفستان
تتجرأ لتسرق النظر أكثر تظلل يدها على الزجاج تفتتح فسحة الرؤية الا ان الشمس تصد العيون
كأبيها في الأسرة و السيد في الشارع و الحاكم بأمر الله في البرلمان
تعيد النظر فينقلب لها و هو حسير
تتداخل الظلال مع تدافع المارة نحو المحلات
يعج الرصيف بأصوات الأطفال و المراهقات لشراء الملابس و الأطعمة
فتح صاحب المحل الباب الزجاجي صارخا في وجهها المشقق ذو البثور الداكنه
تمايلت يسارا لترى أكثر كأنها تتجاهل صوته
لا تسمع ذبذبات الطاقة القادمة من حنجرته العالية المتعالية
امسك كتفها ارتد جسدها نحو الأرض تهاوت لتصحى
أمسكت حقيبتها الصغيرة القذرة بدماء الدجاج و أتربة الهواء تفقدت دفترها امتشق جسدها إلى الأمام و مضت داخل الأجساد الممتلئة باللحم و الأموال و الفرح و المرح تدافعت بين اجسادهم لا يشعر بها أحد و لا تشعر هي بأحد
امتدت أحد الأيادي نحو الصدر الأيمن تداعبه بالاصابع الثلاثه
رفعت حقيبتها نحو صدرها أدركت قيمة الصدر داخل الأسرة و المدرسة و الدين و الحكومة بأنه رجس و قذر ويداعبه فقط الزوج الاوحد ثم ياخذه الاله الاكبر في السماء السابعة ليعاقبها به و يعلقها منه اذا لمسه أحد غير الزوج الاوحد
او تصبح طاهرة حين لا يراه أحد و تدخل الجنه لترى زوجها يتطاير مرحا نحو الحور و الغلمان و تمارس هي العادة السرية بعيدا عنه للحفاظ على طهرها المقدس !!!

دخل صوت الأب كإيقاع الطبل ينهرها حين ترتدي ملابس ضيقة قليلا و يحذرها من صدرها و جسدها البالغ الذي لا تستره الملابس مهما زادت دون زوج
تتداخل كلمة زوج مع كلمة صدر تتعوذ من ابليس
و ترفع يدها لتطال الباص و تدخل
رائحة العرق الطازجة تبعد أنفها و لكنها تقترب منها طالبه منها الجلوس تمتزج رائحة العرق في جسدها مع رائحة أجسادهم الدبقة
يبصق احدهم في وجهها لانها تظهر بعض خصل الشعر من خلف الغطاء الخشن
و يشتد التهامس داخل الباص حول حجاب المرأة و لونه و مواصفاته و وجوب ارتدائة ام انها تستحق حد القتل و جهنم دون ذكر سيرة الجهل و الفقر والحرمان السياسي الاقتصادي في مدنهم !!!!!!
تجلس خلف التهامس تضغط على جسدها حول الحقيبة كأن الحقيبة أصبحت أحد أعضاء جسدها لا تقوم الا بها و حين يهتز صدرها أثناء عبور المطبات الصلده في الشارع تضغط علية بالحقيبة
تنظر إليها العيون بازدراء
تتكور داخل المقعد و تنتفض لقول : نازل عندك

تغدو مسرعه نحو الخروج و تحتكك حذاءها بالاسفلت
تطرق رأسها عن رؤية العمارات و تاخذ باص ثاني ينقلها نحو مدينة أخرى تقل فيها العمارات تتميز بيوتها بارتفاع بسيط و تنتشر فيها محلات بسيطة ذات مساحة صغيرة أمام كل شارع فرعي
ساعتها تشير لمنتصف العصر
يطردها السائق لانها الراكبه الأخيرة التي لم تنزل
تأخذ مركبة اخرى صغيرة تتعثر في الحفريات الكثيرة لتدخل نحو قاع العشوائيات
ينكشف الغطاء عن مناطق لم يصلها أحد من البشر حتى الطبقة المتوسطة لا تعرف هذة المناطق
تنجرف المركبة الصغيرة نحو أحد الرسوم التي تدل على فرع الدخول نحو احد الاعشاش رسمه السكان لتحديد إشارات المرور
تتوقف أمام أحد الاعشاش المتشابهه المبنية من الطابوق الرديء و قطع الحديد
لا باب يطرق باليد و لا يوجد استئذان للدخول
ترفع قطعة الحديد و تنغمس داخلها كالغاطس في البحر

لا زال نائما وسط قطع الطعام العفن و ملابسة التالفه المتسخه تنتشر حول العش
تدخل لاحد أركان الحديد المصفح في العش يسمى مطبخ
تحد السكين في قطع الحديد و تتجه نحو رقبته تحدها عليها
يتراقص الدم حوله و حولها و تدور معه في صراع الموت
يلتف جسده للمقاومة الأخيرة و تلتلف معه لتسحب نص سكين من داخل رقبته
تطلق العنان المشاغب و تدخلها في عينه و ثم شاربه الغليظ لتنتقل نحو القلب و البطن
عشوائية منظمة بلا خالق
كأنها لوحة من الجمال الإبداعي العميق لشهوة الغرس
تتثاءب و تنطرح أرضا
تلعق ما تبقى من دمه على اصابعها
و تنظف الباقي بملابسها
تسحبه نحو دكه اكوام بقايا البناء بما يسمى الرصيف تدفنه فيها و تقرأ علية ايه من القرآن
و تعود للعش .

تجلس تنتظر الأعدام او المؤبد جلبها أبناء الاعشاش لمركز المدينه الأخرى للتحقيقات بعد أن فاحت رائحة جسده تحت الرصيف
شك الجميع فيها و سألتها السلطات
- من القاتل
- انا
- لماذا و بمساعدة من ؟
- أنه الفستان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز.. ما الرواية الإيرانية؟


.. عاجل.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدنى عن عمر يناهز 81 عاما




.. وداعا العمدة.. رحيل الفنان القدير صلاح السعدنى


.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدني عن عمر يناهز 81 عامًا




.. المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الفنان الكبير صلاح السعدني