الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وضع شعبنا الفلسطيني أكثرسوءا من وضع شعب لبنان

محمود الشيخ

2019 / 10 / 28
القضية الفلسطينية



لا شك بأن أي متتبع للوضع سيجد بأن وضع شعبنا الفلسطيني يكاد يكون الأسوأ من وضع أي شعب عربي آخر مهما كان،فقد سجلت نسبة البطالة لدينا أعلى نسبة في البلدان العربية، في حين وصلت نسبة الفقر والبطالة في غزة إلى ( 75%) ، علماً بأن (80% ) من أهل قطاع غزه يتلقون مساعدات من جمعيات خيرية، ومن الشؤون الإجتماعية وأن (70% ) من سكان القطاع لا يتمتعون بالأمن الغذائي و ( 33%) منهم يقعون تحت خط الفقر .
وفي القدس ومحيطها هناك ( 100) الف طفل مقدسي مهددون بالحرمان من التعليم، جرّاء شطب الإحتلال الإسرائيلي للمنهاج الفلسطيني وفرض منهاج إسرائيلي يعمل على تشويه الهوية الفلسطينية والغائها وفقاً لما صرح به وزير التربية والتعليم، أضف إلى ذلك وجود (95.450 ) ألف أمي وأميه في فلسطين من الفئة العمريه (15) سنة فاكثر خلال العام 2017 رغم انخفاض نسبة الأميه من (13.9%) في العام (1997) الى (3.3% )في العام 2017 ، ومن الغريب أن تكون هناك نسبة أمية بين الشباب من سن (15 _ 29 ) سنه تصل إلى ( 0.06% ) بالأرقام (8.561).
هذا وفي الوقت الذى قام فيه الإحتلال بهدم (538) منزل ومنشأه في العام 2018 فقد تضاعف عدد اعتداءات المستوطنين (3) مرات.
هذا وهناك تزايد في عدد المواليد سنة 2018 في فلسطين، ففي غزة لوحدها يولد كل يوم (121 ) طفلاً.
أما بالنسبه للجريمة فقد بلغت عدد الجرائم في العام 2015 ( 54 ) جريمة في حين سجلت (43) جريمة في العام 2016 و
( 34 )،حالة في العام 2017، و(24 ) حالة قتل في العام 2018. هذا وقد تنوعت أسباب القتل من شجارات ونزاعات على حدود أرض، إلى جرائم على خلفية ما يسمى "بالشرف".
أضف إلى ذلك انتشار آفة المخدرات، والتي غزت مجتمعنا بأنواعها المختلفه، حيث بلغ عدد المتعاطين ما يقرب (20) ألف متعاطي في القدس وحدها ، في حين بلغ عدد المدمنين ايضا في القدس ستة آلاف مدمن. وفي الضفة الغربيه بلغ عدد المتعاطين من (40-60 ) الف متعاطي ثلثهم في القدس ، هذا ولا يمر شهر إلا وتعلن الشرطة الفلسطينية عن اكتشافها لمستنبت جديد لزراعة المخدرات وذلك في مختلف مدن الضفة الغربية والتي وصلت فيها زراعة المخدرات إلى داخل البيوت التى يقيمون فيها الزارعين على أمل أن لا يتم اكتشاف هذه المزارع.
هذا ويعتبر تعاطي المخدرات من أخطر الأمراض المنتشره في مجتمعنا، وبطبيعة الحال هناك دور كبير للإحتلال في نشرها بهدف تغييب شبابنا عن الواقع وبالتالي إبعاده عن التفكير بالهموم الوطنية، هذا وتعمل سلطات الإحتلال في مناطق القدس والمناطق المحتلة عام 1948 بصرف رواتب للمدمنين الأمر الذي يشجع الشباب على الإدمان ،الأمر الذي يتطلب محاربة هذه الآفة وانزال اشد العقوبات لا على حامليها والمتعاطين بها فقط، بل على زارعيها لأنهم الأخطر على الشباب، بالإضافة إلى أهمية مراقبة طرق تسويقها ولا سيما تلك التي تتم عن طريق المتسولات والمتسولين بهدف وقف انتشارها.
أضف إلى ذلك ما أضافته ثقافة اتفاقية اوسلو منذ انتشرت والتي أوهمت الشعب بأن زوال الإحتلال سيكون من خلال اتفاقيات مبرمة مع العدو، فكانت هذه الاتفاقية الأخطر على قضيتنا من حيث مساهمتها في انتشار الفساد على أثر تشكّل فئة مستفيده من نشوء السلطة ، واتساع دورومكانة هذه الفئة سيما وأن مصلحتها الطبقيه والشخصيه تتمثل في إبقاء الوضع على حاله الأمر الذي انعكس على المشروع الوطني بشكل سلبي. فكان أن دمرت ثقافة أوسلو وحدة الصف الوطني وغيّبت دور ( م.ت.ف ) كممثل وحيد وشرعي للشعب الفلسطيني . في الوقت الذي غاب فيه دور السلطة الحقيقي في محاربة الفساد بكل انواعه، حيث لم تقم السلطة بدورها في محاربته، بل غطت عليه واشاحت بوجهها عنه ، وامتد ذلك ليشمل بعض المؤسسات الأهلية فتلاشت القيم والمبادىء وبات هناك تراجعاً في الأخلاق مع انتشار الملاهي الليليه تحت أسماء مختلفه ،وازداد الفقر والحاجه والفاقه والعوز، ولذلك زاد قيام البعض بأعمال منافيه للأخلاق لتغطية احتياجاتهم اليوميه ، في الوقت الذي تراجع فيه دور بعض الأهالي الرقابي على أولادهم وبناتهم في ظل انتشار وسائل التواصل التكنولوجي وعدم تمكن الأهل من متابعة كل هذه التطورات.
ان شبه السلطة القائمه كانت ولا زالت سببا في انتشار الفساد الأخلاقي والمالي والإداري لأنها كانت هي جذر الفساد ، ولأنها لم تحارب الفساد ثانيا ، ولم تحاول محاربته من خلال االمناهج الدراسية في المدارس ولم تحارب مظاهر العنف التي انتشرت في المدارس حيث لم تكن هذه الأمور من ضمن أولويات السلطة وأجهزتها الأمنيه التي باتت أولويتها مراقبة معارضيها وملاحقة البعض منهم ، متغاضية عن مظاهر الفساد وانتشار الغنى الفاحش مقابل الفقر المدقع، فهناك الفلل وبرك السباحة التي يسكنها البعض في حين هناك فقر مدقع كنتيجة لانتشار البطالة وما نجم عن ذلك من انتشار ظاهرة التسول وهجرة الشباب...
لقد وعدنا ان تكون بلادنا كسنغافوره واذا بها كالصومال اذا لم تكن اقل منها ،بفضل نهب المال المقدم لشعبنا من خلال المنح والمساعدات التى تقدمها اوروبا والدول العربية ،حتى بات الممولين لا يثقون بالمسؤولين عن تلقي المال ويسألون عن أبواب صرفه وباتت السلطه مديونة لمشافي القدس التي فتحت أبوابها لمداواة سكان الضفة الغربيه وقطاع غزه حيث بلغت مديونيتها لهذه المشافي ملايين الدولارات مما أدى إلى عدم قدرة هذه المشافي على الاستمرار وتقديم العلاج كما هو مفروض، بالإضافة إلى ديونها لشركة كهرباء القدس وتهديد الأخيرة من قبل شركة الكهرباء القطرية الإسرائيلية لعدم تسديد ديونها، علماً بأن هذه المؤسسات تعتبر بالنسبة للشعب الفلسطيني عنواناً لعروبة القدس وبالتالي فإن اغلاقها يعني فقدان القدس لعناوينها الوطنية، وهو ما تسعى إليه دولة الاحتلال.
كل هذا دفع عشرات الالاف من الشباب للتفكير بالهجره ،فعندما يكون هناك (400 ) الف عاطل عن العمل و(360 ) الف عائله تتلقى مساعدات من الشؤون الإجتماعيه ونسبة الطلاق بين اوساط الشباب من سن (18 _29 ) هي (67% ) من نسبة الزواج لنفس الفئات البالغه (73% ) يثبت ان الطلاق نتيجه طبيعيه لإصطدام هؤلاء بالواقع المر الذى لا يمكنهم من الإستمرار في حياة مليئة بالمشاكل القائمه على اساس العوز والحاجه في وقت كانوا يعتقدون انهم سيعيشون حياة مرفهه تخلو من المشاكل ،وكذلك خريجي الجامعات الذين بعد تخرجهم لا يجدون عملا فتكون ابواب الهجرة هي الوسيلة التى عن طريقها يتحسن اوضاعهم المعيشيه فيكفرون بالتعليم وبالشهادات التى بروزها على جدران بيونهم بلا فائده ، في حين تعزف اعداد هائله من الشباب عن الزواج بسبب عدم قدرتهم على الإيفاء بإلتزاماته والتزامات ما بعد الزواج ،ولذلك يهاجرون من الوطن ربما لا يعودون اليه ويتزوجون من مواطنات اجنبيات مما يعكس زيادة في عدد العوانس في البلاد ،كل ذلك يشكل برهانا على ان وضع شعبنا الأصعب من وضع اي شعب عربي اخر، وان انقطاع دواء مرض السرطان في مستشفى المطلع شكل فضيحه للفائمين على السلطه ويؤكد ان الفساد ضارب جذورا عميقة فيها ،وجب الإنتفاض من اجل وقفه ومنع استمراره ،بعد ان شكل عائقا لكل شيء في مجتمعنا ، ونشر ثقافة اساءت لقضيتنا ولشعبنا المكافح ، ورغم ذلك لم يتوقف الفساد عن استمرار نشاطه وتخريبه لكافة جوانب حياة الشعب الفلسطيني وبالقضية الوطنيه .
ويرتبط استمرار وجود الإحتلال والتخريب الثقافي والإجتماعي والإقتصادي والسياسي والفقر والبطاله والعازه والبطاله كذلك بالفساد ، يعني ان قضيتنا تربط ارتباطا وثيقا بالسبب الذى ارتبطت به انتفاض الشعب اللبناني العظيم في انتفاضته وثورته العادله والراقيه والمحقه .
وعليه فإن وضع شعبنا الفلسطيني يكاد يكون أصعب من وضع شعب لبنان الذى انتفض وقام بثورته لما يمر به من ظروف غاية في التعقيد في ظل الحماية التى يتلقاها النظام القائم الذى سرق شعبه ونهب ماله من قوى يفترض أن تقف الى جانبه لأن ثورته تعني مساندة مواقفها، وما الحجج التى يسوقها هؤلاء لتشويه ثورة هذا الشعب إلا عملية تبرير لاستنكافهم عن المشاركة في الثورة، مما يعزز موقف النظام ، الأمر الذي دفع سعد الحريري للإعلان عن رفضه الإستقاله وعدم الإستجابه لمطالب المتفضين ، وهذا يعزز النظام القائم بحجة الخوف من الفراغ . من هنا وجب علينا التفريق بين تأييدنا للمقاومة واختلافنا معها في المواقف االاجتماعية والاقتصادية لشعبها ، ولا سيما قوى اليسار عندما تقف ضد نفسها وهي غير مدركة لخطأ وقوعها في مثل هذه المواقف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوروبا تسجل أعلى ارتفاع في درجات الحرارة | #نيوز_بلس


.. 10 قتلى في اصطدام مروحيتين عسكريتين بماليزيا




.. تشييع مُسعف استشهد إثر اعتداء مستوطنين على قرية بنابلس في ال


.. خلال 200 يوم من الحرب ظهرت أسلحة المقاومة الفلسطينية في العد




.. الخارجية الأمريكية: لا توجد طريقة للقيام بعملية في رفح لا تؤ