الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة الشعبية بوجه الجميع

هيلدا حبش

2019 / 10 / 29
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية


إحتلت الناس في لبنان خلال الأيام القليلة الماضية، كل الساحات العامة التي كانت محرمة عليهم، أعادوا إمتلاك وطنهم، وسلطة القرار فيه، أثبتوا أنهم أعصياء على الهزيمة، وبأن الطقس الماطر، القمع، البطش، البلطجة، التهويل، التخوين لن يزيدهم سوى إصراراً.
رفعت الناس الراية الوطنية فقط – لا الحزبية ولا الطائفية - وأجبرت كل قوى السلطة على تبنيها، في محاولة الإقتراب منها والإقتران فيها. لفظت الناس السلطة دفعة واحدة، كسرت حواجز الخوف، وأخذت تستعيد صوتها، لتسمعه لكل الباحثين عن إرضائها. صوت الناس المخطوف منذ زمن طويل تحرر من قيده، فأخذت أركان السلطة تهتز، وبدأت هندسات الثورة المضادة.
لا تقوم ثورة في أي مكان بالعالم لتواجه دروبها فتلاقي الورود، أضحى واضحاً اليوم بأن السلطة في المنطقة كلها هي إحتلال، إن كانت السلطة اللبنانية المتلطية بدستور الإنتداب الفرنسي، أو السلطة العراقية المتلطية بدستور بريمر، وبأن هذه الأشكال تحكم بتحالف كل قوى الإحتلال والهيمنة، وبأن المقاومة الحقيقية الوحيدة هي مقاومة الشعب لكل هؤلاء.
الشعوب اليوم أدركت أن لا تضامن خارج تضامنها مع بعض، فقوى السلطة تتحالف حصراً مع بعضها، وبأن السلطة لا تمتلك سوى أن تدافع عن سيطرتها، وإن كانت المعاملة "الناعمة" من القوى الأمنية اللبنانية قد شكلت مفاجأة، فهي تخفي وراءها محاولة تسلق السلطة من قبل القادة الأمنيين.
الشعب اليوم يملك صلاحية القرار، هنالك من يحاول تسلق جراحه وحراكه، وهنالك من يحاول الإلتفاف والإنقضاض عليه، الناس نزلت إعتراضاً على ونتيجة لتردي الأوضاع المعيشية بشكل لا يمكن ترقيعه. وفي حال تراجعت الناس اليوم، ستجد واقع أسوأ من ذلك الذي دفعها إلى النزول.
إن إنتفاضات الشعوب العربية هي في مواجهة من إحتلوا مواقع تمثيلهم في السلطة، بمعاونة أنظمة الهيمنة والطغيان، إذاً هي إنتفاضة بوجه إحتلال مدمر للسلطة، لذلك إن إنتفاضتهم هي مقاومة، يجب تطويرها لثورة تنهي الإحتلال، وتحرر الناس من سلطة تغتصب موقع القرار، وترسي قواعد الحكم الذي يحرر الإنسان من الذل.
وفي حين دعمت السفارات وعلى رأسها سفارة الإتحاد الأوروبي، حكومة الرئيس الحريري، تأتي التهم بأن المنتفضين يتلقون دعم السفارات، ويأتي ذلك مع حملات منظمة من التهويل، ومن الأخبار الكاذبة التي تتردد حول أخذ خوات، وطلب هويات، وهي إجراءات الأحزاب الطائفية وليس إجراءات الناس.
وفيما الجيوش الإلكترونية تجتاح كل المواقع، فإن التضليل أيضاً، موجود في الشارع فبعض القنوات تأتي مع متظاهرين مفترضين في وسيلة نقل واحدة، وتجري مقابلات بسيناريوات مرسومة سلفاً.
أتت غزوة حزب الله وحركة أمل وبتسهيل وتواطئ من القوى الأمنية، في حين كان يتحضر الرئيس الحريري للإستقالة نزولاً عند رغبة الشارع، لتؤكد بأن هذه الميليشيات تشكل الدولة العميقة في لبنان.
بعدها جاءت إستقالة الرئيس سعد الحريري إستجابةً لمطالب الناس بعد مرور ثلاثة عشرة يوم من الإنتفاضة، وشكلت نصرها الأول، والخطوة الأولى في طريق طويل نحو بناء وطن.
عاشت إنتفاضات الشعوب المباركة، من البحر إلى البحر، الأمل الأخير للشعوب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص


.. مسعف يفاجأ باستشهاد طفله برصاص الاحتلال في طولكرم




.. قوات الاحتلال تعتقل شبانا من مخيم نور شمس شرق طولكرم