الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دُعابة قتل البغدادي

عادل الخياط

2019 / 10 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


تقول قوات سوريا الديمقراطية الكردية ان احد جواسيسها استطاع قبل مقتل البغدادي بعدة شهور من سرقة أحد سراويله الداخلية للتأكد من الحمض النووي فيما لو قُتل هه .. وتقول الإستخبارات العراقية أنها كانت السبب الرئيس في قتل البغدادي عندما سلمت المخابرات الأميركية جميع المعلومات عن مكان إختفاء البغدادي بواسطة قيادي داعشي تم القبض عليه من قبل السلطات التركية التي بدورها سلمته للسلطات العراقية هه.. وتقول أميركا : انها قد حاولت مرتين قبل سنة ونيف لقتل او إعتقال البغدادي لكنها فشلت أو تراخت , لا أدري , واليوم قررت : يعني كيف انها رغم تواجدها في سوريا سابقا تراها تراخت , واليوم بعد إنسحابها قد قررت .. لكن من المحتمل , حيث الناطق التركي قبل العملية يقول ان ثمة اتصال مع واشنطن بشأن عملية من نوع ما في " إدلب السورية " , كل شيء محتمل ما دامت الأرض السورية مثل العراقية صارتا : خري مري كما نقول بالعامي العراقي ..

بالنسبة لي أؤمن بنظرية المؤامرة في مستوى , ولا أؤمن بها في آخر . التاريخ والحاضر يفضح بها أو يُفصح بها , وخلينا من التاريخ وغوره العميق , اليوم تجد تآمرات بين دول متحضرة في كل بقاع الأرض .. لعل أحد يقول : مؤامرة وليس تآمر دولة على أخرى , ثمة فرق , ثمة شبكة تتفرع في آفاق متعددة : ظاهرة ومنزوية أو غير مرئية تعتمد أشخاص ودول وشركات مال وغيرها.. مثل ماذا مثلا : مثل أن تقول : أن أميركا خلقت التنظيمات الإسلامية في أفغانستان ومنها طالبان لزعزعة الدولة السوفيتية فتلك واضحة وضوح الظلام وبراهين التاريخ في المتناول , أما أنك تقول ان أبناء العم سام يخلقون تنظيمات مثل تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية ليُشكلا خطرا عليهم وعلى مصالحهم بدواع مُخيلاتية في رؤوس المتطرفين ضد أميركا فتلك نكتة , اللهم إلا إذا كانت العقلية الستراتيجية الأميركية غبية لحد المسخ , يعني ليسوا على فقاعة بتاريخ الحركات الإسلامية المتطرفة منذ منتصف القرن الماضي , أو لنقل حركة الإخوان والتي تشظت منها بقية التنظيمات , كذلك انهم ليسوا على بينة بتعاليم رأس الأفعى : الأزهر المصري الذي أنتج كل هذا الرُكام من التطرف الإسلامي بتعاليمه السلفية العفنة ..

لكن التساؤل هو : انه كيف تتولد الشكوك عند الناس والباحثين في هذا المنحى , فالكوماندوز أو الكوماندوس الأميركي - لا اعرف - بمقدوره أن يقتل أي مُشرد سواء كان مجرم أو بريء , لكنه ليس بمقدوره أن يقتل ديكتاتور .. لكن الدعابة أن هذا المارد المصغر الأميركي تراه يقع في حيص بيص عندما يقتل مجرما مُشردا مٌقترنا بعالم السياسة مثل أبو بكر البغدادي , تلك الحالة تُفصح عنها تقارير السلطة الأميركية الغير مُتزنة : فتجد سيناتورا أميركيا يقول : كنا نريد القبض عليه , وترامب يقول كنت أشاهد فيلما سينمائيا وهو يكذب وغبي في ذات الوقت كونه يُعيد سيناريو باراك أوباما مع بن لادن لإعتقاده أن هذا يعطيه زخما إنتخابيا .. رغم ان العملية تحتويها الكثير من التشظيات الغير معقولة : فما معنى ان البغدادي حُصر في نفق محصور : تصور تنظيم داعش يعمل لخليفته البغدادي نفق مسدود وهو الذي أذهل العالم بتكتيكاته , إستحوا على تقاريركم وأنفسكم … ثم : البغدادي يبكي ويصرخ ثم يُفجر نفسه بحزام ناسف ! عجيب ! لماذا يبكي وفوقها يصرخ ثم يُفجر نفسه بحزام !!

على ماذا كان البغدادي يصرخ ويبكي يا ترى ؟ على خلافته التي تهاوت , أم على نفسه , أم على أطفاله .. لكن الحقيقة ربما كان البغدادي يضحك فمسخوه ضحكا , ولا تعرف بالضبط ماذا حدث للبغدادي ومن قتلوه .. ولا عيب على البغدادي فهو تجسيد للجريمة والجريمة رأس العيب , لكن العيب على تلك السيناريوهات الأميركية السمجة التي تتوالى على المدار !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور الغندور ترقص لتفادي سو?ال هشام حداد ????


.. قادة تونس والجزائر وليبيا يتفقون على العمل معا لمكافحة مخاطر




.. بعد قرن.. إعادة إحياء التراث الأولمبي الفرنسي • فرانس 24


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضرباته على أرجاء قطاع غزة ويوقع مزيدا




.. سوناك: المملكة المتحدة أكبر قوة عسكرية في أوروبا وثاني أكبر