الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مغامراتى فى العراق 1

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2019 / 10 / 30
سيرة ذاتية


كنت فى السنة الاولى لدراستى الجامعية , والتقيت بزملاء لى كانت تبدوا عليهم مظاهر اليسار بالنظر الى رقة حال اسرهم . عرفت منهم فكرة السفر للدول العربية خلال اشهر الصيف. وهكذا بدأت فى فكرة التحضير للسفر , وفور انتهائى من العام الدراسى الاول ، عمدت الى تحضير جواز السفر وكان جواز عجيبا فهو لمدة ستة اشهر فقط

الغريب اننى عندما عرضت الامر على والدى رحب بالفكرة ولم يمانع فيها وهذا فى اعتقادى احد اهم الجوانب العظيمة فى والدى لاستبصاره ورؤيته المستقبلية وشعوره بصواب هذه الفكرة
المهم اعددت جواز السفر وعزمت على السفر الى العراق ولا اعلم لماذا العراق تحديدا رغم وجود دول اخرى كانت تفتح زراعيها للمصريين مثل الاردن ولبنان

وصلت الى الى المطار وكان بصحبتى والدى وعمى وجلسنا فى المطار انتظار لميعاد الطائرة وبدات اتجول يمينا ويسار استكشافا للمكان ، وعدت مرة اخر للانضمام الى والدى وعمى ، انصرف عمى للدخول الى الحمام وعاد ومعه جواز سفرعثر عليه صدفه ، وقال ياحرام زمان صحبه بيدور عليه ، وفتح جواز السفر ليعلم ملك من هو

كانت صدمة ، انه جواز سفرى انا ، انا لم انتقل بعد من مصر وها هو جوازسفرى يضيع منى ، الحمد له مر الموقف ، بعد نصائح من الرجلين باتخاذ الحيطة والحذر وحان ميعاد الرحيل فركبت الطائرة وهبطت فى مطار الملكة علياء فى الاردن ومن الاردن كان علينا ان نستقل سيارة للذهاب الى العراق

ولا اعلم تحديد لماذا لم اركب طائرة الى العراق مباشرة ، ربما كان ذلك ارخص فى النفقات ، والاكيد ان هذا هو السبب
هبطنا فى عمان والغريب انه كانت هناك امطارغزيرة تصب على عمان صبا ، توجهنا الى احد الفنادق لنبيت ليلتنا حتى نتوجه صباحا الى موقف الحافلات للذهاب الى العراق
كان موقفنا صعب للغاية والامطار تهطل علينا، وانا انظر للبيوت ومن خلفها الزجاج المضيىء واحسد قاطنيها على نعمة التواجد فى مكان دافئ وسط اسرهم

كانت صدمة اننا لم نجد على الاطلاق مكانا للمبيت فى اى فندق واخيرا توسلنا الى صاحب فندق حتى يسمح لنا بالمبيت حتى فى الصالة الى الصباح لانه مع هذا الجو العصيب كان من المستحيل علينا قضاء الليلة فى الشارع
مرت الليلة على خير وتوجهنا الى الحدود الاردنية العراقية وركبنا الباص المتوجه الى العراق بعد اجراءات جمركية بسيطة للغاية

كانت لى ملاحظة غريبة ان مظاهر العبوس والتجهم على وجوه موظفى الجمارك والجوازات الاردنين كانت على النقيض منها وجوه الموظفين العراقين التى كانت تتسم بالترحيب والبشاشة ولا اعرف السبب فى ذلك حتى تاريخه
وصلنا بغداد ونزلنا من الباص وكانت دهشتى شديدة لحرارة الجو وتناقض هذا الجو مع ماشاهدناه فى الاردن

تقابلنا مع اصدقاء لنا سبق وسافروا قبلنا وكان حديثهم مطمئنا عن توافر العمل وسهولته ، امضت الليلة الاولى فى احد فنادق بغداد وكان ابن صاحب الفندق هو المتولى لتسكيننا ، كان فى حالة دهشة عندما سالنى عن عملى وقلت له اننى طالب فى الحقوق
كيف فى نظر هذا الشاب العراقى لطالب مثلى ان يسافر الى الخارج فى هذه السن الصغيرة ويعتمد على نفسه كان ولدا عراقيا لطيفا للغاية

دبر لى احدهم عملا فى مطعم للدجاج المشوى وكان صاحب المطعم رجلا لطيفا ، وقال لى غدا تعال استلم العمل
عملت فى المطعم وكان عملا رتيبا ولكنه كان له فضل واحد اننى كنت دائما اتجازب الحديث مع رواد المطعم وهذا بالنسبة لى مصدر لكسر الملل والرتابة ولكنه كان يمثل مصدر ازعاج لصاحب العمل الذى ما ان يرانى منهمكا فى الحديث حتى ينادى عليا صائحا شوف شغلك يابنى

فى احد الايام فى المطعم دخل احد الرواد وكالعادة تجاذبت معه اطراف الحديث ، فقال لى هذا العمل غير مناسب لك وطلب منى الاستعداد للعمل معه
كان يعمل فى المقاولات والانشاءات ، تقابلت معه وذهبنا الى موقع العمل بسارته اللادا والتى كانت منتشرة بالعراق فى هذا الوقت ، وارشدنى الرجل الى المسئول عن العمل عنده وطلب منه توفير عمل لى

سالنى بتعرف ايه قلت له كعادة المصريين كل حاجة و فسالته عن العمل المتاح فقال لى تقدر تساعد العمال فى اعمال المبانى وتناولهم واليومية كذا
وتقدر تشرف على مجموعه واليومية كذا ، لاحظت ان يوميه العامل اعلى من يوميه المشرف ، فطلبت ان اعمل مع العمال وكان يوما مريعا ، لان الطقس كان جارا للغاية وكنت اغطس فى برميل ماء من ان لاخر لتخفيف الحرارة
ولم اواصل العمل الذى احترته لعدم استطاعتى وعملت مشرف بيوميه اقل
والى حديث قادم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى