الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعلوماتية  والتطوعية  في زيارة الأربعين أهم  مصادر تظاهرة الشباب العراقي.

كامل الدلفي

2019 / 10 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


الرابطات المعلوماتية و وسائل الاتصال  التي نشطت من خمسة عشر عاما مضت   فصاعدا في العراق ( الفيس؛ اليوتيوب؛  الماسنجر؛ الواتس اب؛ الفايبر؛ انستغرام؛ تيلجرام؛وسواها)… و أسس فيها الشباب العراقي حسابات فردية و  كروبات عابرة  نهل منها  ملايين المعلومات الجديدة  والتجارب الغنية في شؤون الحياة، والتعرف على ثقافات متنوعة  وإبداعات لا تضاهى، تركت أثرها الملموس في أن تصنع لدى العموم من الشبيبة   وعيا شبابيا  كونيا عابرا للمحلية بأنواعها  الطائفية و  العرقية والايديولوجيا؛ بل االشعور بالقرف و الغثيان منها؛  بالمقابل تعزز لديهم سيل من  قيم  التطلع الجديد في التمدن والانفتاح و الانطلاق نحو الجمال والسياحة وحب الحياة والموضة وتسريحات الشعر  والأزياء المتجددة والأغاني العالمية ومتابعة دوري كرة القدم العالمي ومهرجان الأوسكار والأفلام القصيرة وأغاني الروب.. فعاليات دفعت الى تشقق اغلفة الوعي القديمة بكل ثقلها التاريخي لتظهر من بين تلك التشققات سباحات الأمل الخضراء؛ لمعرفة سبل الحياة في الحاضر بدلا من أيقونة الماضي التليد؛ وسقطت كارزما الخوف وقداسة الرموز؛ فبدأ كل شي هشاً ممكناً من أجل أن تكون الحياة حرة جميلة.
شباب لا يسأل بعضه عن دين أو طائفة أو قومية أو عرق؛ المشتركات  التي توحد الصفوف هي فضاء الكروب و المهنة والهواية وحب الحياة و الإبداع و الناركيله و الموضة..وشعور  كبير بتوسيع دائرة التجديد ونقل التجارب الباهرة عالميا إلى مساحة الوطن، لكن الوطن عصى على تقبل هذا النمط الثائر من التفكير والعلاقات. بما يرسف تحت نير القيادات التقليدية البائسة ذات المناهج القروسطية الجامدة.
الوطن يكفر بالشباب واحلامهم ؛ يستهزأ بطموحاتهم؛ بسلوكهم؛ يمنحهم فرصة العسكرة والشرطة والبطالة ليذيب أحلامهم المهددة لتقليديته التي ينضح العفن من هرميتها القاسية.يسخر منهم بايقونة المواطنة عند التهديد الخارجي وفي مسرحيات الانتخابات.
كل شيء مغلف بالقداسة والتحريم و التأليه والممنوع،
الا الوطن فهو مساحة مشاعة للنهب و القمار و التفسخ الفكري و السياسي.
فلم يتركوا لهذا الشباب المتمكن من أدوات الاعتراض والاحتجاج والمنازلة سوى أن يكشف عن إرادته في الخلاص من المعرقلات التاريخية؛ والقضاء على كوابح الانطلاق؛ انه مشبع بآلاف الحركات التي لفتت انتباهه في أفلام اليوتيوب و آلاف التقمصات التي تشرأبت في أعماقه وكذلك الحركات الرشيقةالتي اعتادها على الدراجات النارية وعلى أنواع الحنين والتعاطف و المساندة والتضامن التي تدربها في مواكب المشي والخدمات المجانية في اربعينية الإمام الحسين ع. انه شباب تطوعي يملك أدوات الخبرة الحديثة و الروح الصاعدة إلى الحرية والكرامة لأنه ماعاد يقتنع في حياة الأزقة والمقاهي الشعبية؛ وما مسألة. الصعود على مبنى المطعم التركي للتظاهر سوى رمزية للعلو و التسامي واستبطان الفعل السومري  في  إيصال الإنشاد التعبيري الحميم  إلى الرفيق الأعلى ملك السموات تماما كما  فعله جد أقدم وارتقى الزقورة  للاتصال بالهه المطلق..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمطار غزيرة تضرب منطقة الخليج وتغرق الإمارات والبحرين وعمان


.. حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر




.. لبنان يشير إلى تورط الموساد في قتل محمد سرور المعاقب أميركيا


.. تركيا تعلن موافقة حماس على حل جناحها العسكري حال إقامة دولة




.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس