الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكون الواسع والعقول الضيّقة 12

مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)

2019 / 11 / 1
الطب , والعلوم


لقد أثرت موضوع إنحناء الزّمكان في الحلقة السّابقة والتّأثيرات التي يثيرها هذا الإنحناء والذي أشارت إليه دراسات وأبحاث ستيفن هوكنغ والنظريّة النسبيّة العامّة، وهذا التّأثير من الأمور المهمّة جدّاً في مجالات تتعلّق بشكل كبير بالزّمن على أساس ذاتيته كما أرى! بل ويتعلّق بمفهوم اللازمن كذلك الى حدٍّ ما، من خلال دراسة الضّديد على الأقلّ أي دراسة الضدّ للوصول الى الغاية المرجوّة للموضوع المُثار!
لقد قلتُ كذلك في الحلقة السّابقة أنّ هندسة المكان والزّمان لا تعتمد فقط على السّرعة (مثل نظريّة النسبيّة الخاصّة) ولكن كذلك تعتمد على طاقة الجسم (أو طاقة الشيء أو الموجود الكتلويّ). كذلك تعتبر نظريّة التفرّد
Singularity theory
من المقبّلات الشهيّة التي أقدّمها على مائدة مفهوم الزّمن واللازمن، وسترى! (ولو أنّ تلك المقبّلات تذكّرني بالخضروات التي إمتلأت بالرّمال، لا ماء نظيف ينظّفها في محيطنا العراقيّ المسكين!)
في حديثنا عن الزّمن يجب أن نعترف انه لغز من الالغاز صعبة الفهم عموما الا اذا دخلنا الى اعماق ما (أو أعماق من!) يرتبط به من السادة المحترمين! من قيم ومتغيرات فيزيائيّة وكيميائية وغير ذلك. حيث ورد في العديد من التواريخ بما فُهِم من قبل اهل المكان الذي يتطرقون فيه إليه. حيث أن هذا الزّمن يحدث حين المرور قياسا بما حدث في مكان ما او بما ورد من متغيّرات على صعد مختلفة، والحقيقة لا يمكن أن نقول أنّ الزّمن كذا الّا إذا دار الحديث عن الزّمن ذاته كما تطرّقنا له في مرّات عديدة. ففي الكثير من الميثولوجيات يتم الحديث عن الزّمن بما يرتبط كذلك بأمور متعددة واغلبها يرتبط بالمكان! لكنّ الذي يهمني وقد وجدت فيه بعض مرادي هو في التاريخ الاسلامي مثلا هناك العديد مما هو حول الزّمن، مرّة مجردا ومرّة غير ذلك (يستطيع من يريد التعرّف على ذلك، هناك العديد من الآيات المباركة حول الزمن مرتبطاً بالمكان في الغالب ومرتبط بشيء آخر أحياناً ومن أحاديث وخطب الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام في كتاب نهج البلاغة، حيث التطرّق الى الزمن بشكل مشوّق ومثير علميّاً!). لكن كما تطرق العديد من اهل العلم الديني الفلسفي، الى ان جوهر الزّمن لا يزال أعظم لغز على الإطلاق كما اشرت انفا، لكنني ابحث عن مرادي وما زلت! الشيء الذي يثير الكثير من شجوني هو هذه الخيوط الوهمية المعقّدة التي كلما اقتربت منها إبتعدتْ عنّي والذي أعتقده انها تلاعبني كي اصبر اكثر فاكثر، كي أصل به الى ما أريد بعد جهد جهيد! من هذه الخيوط، طبيعة الوعي لما يسمى بالزّمن، وأصل الكون ومصيرالثقوب السوداء واستمرارية الحياة. . كلّ هذه الظواهر متّحدة في شيء أساس له علاقة بطبيعة العصر وبطبيعة الزّمن الا من بعض المختلفات والمتباعدات.
لقد تطرّق جان روسموردوك الى القول بان الزمان والمكان مرتبطان كليا، ولا يمكن الفصل بينهما، وجعلهما مستقلين (يريد ان يقول المبجّل ان المحروسَين وُلِدا هكذا! والصحيح أنّهما أصبحا هكذا! بل في الحقيقة التي أراها أنّهما ولَدانِ من رحِمَينِ مختلفين! كما اعتقد! وسأدافع عن ذلك ما امهلني التدبّر والزّمن، من ذلك المعين المتدفّق الذي لا يمكن ان استغني عنه باي حال من الاحوال!). يقول صاحبنا انهما مرتبطان بفكرة الحركة وبدراسة الحركة التي توجد في المكان وفي الزمان. وهنا إرتكب خطأ ليس بالقليل حيث يقول ان الحركة في الزمان وفي المكان ولم يعرّف لنا ماهية الحركة! يا عزيزي فسّر لنا المعنى المطلق للحركة كي تضعها في الزمان وفي المكان! ولم يعرّف لنا المعنى الحرفي للزمان أصلاً فكيف به وضع هذا المجهول في المجهول! عجيب أمور غريب قضيّة!(رحمكَ الله يا فنّان العراق جعفر السّعدي!)
المهم أقول:
الزّمن مازال يراوح تفسيره بحركة الاشياء من الشمس الى المجرّات، الى الاجسام المختلفة! اي بمعنى اخر يرتبط بالمكان او بتأثيره عموما او خصوصاً. لقد تطرّق الكثير من الفلاسفة وقد ذكرنا بعضهم الى ان فكر الفيلسوف او المتدبّر القديم لا يتجاوز محيطه الذي يعيشه او يفكّر من خلاله بهذه الحدود الضيقة لا أكثر! اي انهم وضعوا تعريفات مقتضبة او غير صحيحة بالمطلق للزمن، من خلال هذه المحدودية ان لم تكن من هذا الخطأ!(لا تتعجّب!) فالكون كلّه، كان في ذهنهم عبارة عن مجاميع من الموجودات المتحركة حول موجود ساكن لا اكثر من هذا! (ولو أنّني لا أثق بوجود السكون المطلق بتاتاً!) حتى صديقنا العزيز أرسطو تطرّق الى ذلك من خلال الحركة التي ترافق الاجسام. وحتى هذه الحركة أضاف الكثير لها علماء الفيزياء الحديثة الكثير كما لاحظنا بين الحين والأخر من خلال مقالات وحلقات متعددة ولكن أقول هنا يكفي لنا أن نقول أن الفيزياء النسبيّة التي وصفها الفيزيائيون بالعديد من المفاهيم مستندين على نسبية أنشتاين إنّما هي غريبة إذا ما مزجنا ما بين الخواص الميكانيكية الكمومية للزمان وللمكان والذي يطلق عليه بالفيزياء الكمية الجذبيّة. ونعود الان الى ما قلناه عن الحديث عن الزمان وكأنّه مرتبط بالمكان ولا فصل بينهما! وأنا أقول إنّ الزمان يمكن أن نتعامل معه بنفس الكموم لوحده مستقلا لا مع المكان، وتسأل كيف؟ أقول لو تعاملت مع الزمان بمفهوم مستقل وبذات مستقلة وأحمل لها فيزياء الكم بما هي، لِم لا يمكن أن أضع ذلك في وضع جديد أطلق عليه بالزّمن الكمومي المستقلّ
Independent quantum time
كما يقول باحثو الفيزياء. من معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا يقول عدد من الباحثين اننا أنشأنا إصطناعيا
حالة تتطور باتجاه عكس الاتجاه الثرموديناميكي للزمن. وقد تمّ بالفعل التعامل خلال هذا البحث مع حاسب (كومبيوتر) كموميّ، يعتمد في معلوماته على وحدات كموميّة يطلق عليها إسم:
(Qubits)
؟Qubit ماهي هذه الوحدة
ويعنى به العدد الثنائي الكميّQuantum binary digitيعبّر عنها من خلال المسمّى
هو أصغر وحدة من معلومات الحاسوب الكمّي. ويكون الفرق الأساسيّ ما بين البتّ الكموميّ والبت الكلاسيكيّ هو أنّ الأخير لا يكون له سوى الرقمين الصفر أو الواحد، (أو) الظلمة أو النور، (أو) الغلق أو الفتح وهكذا بتعابير عديدة تدلّ على معنى واضح ما بين الضديدين. والبت الكموميّ يقابل الحالة الكموميّة أو التراكب الخطيّ أو التراكب الكميّ (أو الكموميّ).
في العادة يتمّ التعامل في الحاسوب الكميّ مع سلسلة الواحد أوسلسلة الصفر، وهذه السلاسل او المتسلسلات تمثّل حالة ميكانيكيّة كموميّة. عندما يمكن فهم الإدراك الفيزيائيّ.
أوضّح بعض ما يتعلّق بهذه الوحدة:
هذه الوحدة من الوحدات التي تستخدم في الحاسب الكموميّ الذي يعتمد أساسا على بعض السلوك المتعلّق بالالكترون، حين حصول عملية الانتقال الفعلي ما بين مستويين في مدارات الذرة. ففي ففي تجربة من التجارب تم إطلاق (برنامج تطور) يقوم على تشكيل نمط معيّن يتغيّر ما بين الصفر والواحد (كما أشرت). خلال هذه التجربة التي أجريت تحوّل النظام الى حالة إضطراب (أو فوضى) - تمامًا كما هو الحال عندما يتم ضرب كرات البليارد (وهي في المثلث في حالة النظام) وتناثرها (حالة الإضطراب) مع إشارة البدء باللعب. بعد ذلك قام برنامج آخر بتعديل حالة الكمبيوتر الكمومي بطريقة تطورت من حالة الإضطراب إلى حالة النظام (أي حالة إرجاع النمط الى حالته الأولى). وهذا يعني أن حالة الكيوبتات كانت قدعادت إلى نقطة البداية الأصلية. بمعنى أخر لو تحدّثنا عن وضع إلكترون في مدارات الذرّة، قد يكون دوران (أو لفّ) الالكترون الى الاعلى فيرمز له صفر واذا كان الى الاسفل يرمز له واحد. يكون البتّ الكميّ (او الكموميّ) مسجلا كسلسلة من البتات الكميّة المرتبطة مع بعض. حيث تقوم أجهزة الكومبيوتر الكميّ بإجراء عمليات حسابية باستخدام وحدات البتّ المذكورة. كلّ ذلك يكون في جانب حسابيّ رياضيّ بحت! حيث لم يتم إنشاء أو صنع مثل هذه الأنواع من أجهزة الكمبيوتر فعليًا، ولكن تم اكتشاف خوارزميات كمية مختلفة تستخدم خصائص الكم، حيث تفرز الأعداد أو يتمّ تحليلها الى عواملها الاولية. فمن الممكن إستخدام ثلاثة مكونات لتمثيل المعلومات الكميّة والذي نشير اليها بالكيوتريت
Qutrit
والتي تمثّل الصفر، الواحد، الاثنين!
توضيح الوحدة وفق المفهوم الزمنيّ:
تعمل معظم قوانين الفيزياء في كلا الاتجاهين، إتّجاه المستقبل وإتّجاه الماضي،على سبيل المثال (وقد ذكرت مثال الفلم الذي عكسناه في حلقة سابقة وهنا اذكره ثانية بمثال آخر لانّه مهم لفهم ما يمكن عرضه في المستقبل!) إذا رأيت مقطع فيديو لكرة البليارد (الذي ذكرتها قبل قليل) تطرق أحداها الآخرى، ثم عكست ذلك الفيديو نفسه، فستكون العمليات الفيزيائية منطقية وسيكون من المستحيل على مستوى الفيزياء معرفة الاتجاه الصحيح للعملية (أي عملية فيزيائيّة كانت). لكن وضع الكون له قاعدة واحدة تسير باتجاه واحد فقط هو حالة النظام او الترتيب الى حالة الفوضى وفق القانون الثاني للديناميكا الحرارية (كما أشرنا الى مفهوم الانتروبي لهذا الكون، ويمكن أن نقول وفق الاحتمالية الى كون آخر لتطبيق قوانينا عليه، أقول كإحتمال ويمكن أن يكون ذلك غير ممكن وفق نفس المنطق الاحتمالي!). التجربة الجديدة تنص على أن لو إعطيت ضربة لمثلث الكرات بحيث تكون هذه الضربة محسوبة تماماً، سندخل من خلالها في إحتمال ما بين أن ترتفع عملية النجاح وفق المطلوب أو تنخفض وفق عدم التوقّع!. وبالفعل وجد العلماء أنّ العمل مع إثنتين من الكيوبتات فقط يعطي تحقيقا لعكس الزّمن بمعدل نجاح وصل الى %85، أما في زيادة الكيوبتات الى ثلاثة إزدادت نسبة الخطأ بحيث لم يتحقق النجاح الا بنسبة %50 أي لو زادت الكيوبتات اكثر سيكون الخطأ أكبر وأكبر. ويشير الباحثون الى انّه يمكن أن ينخفض معدل الخطأ لو تمّ تطوير الأجهزة المستخدمة. لهذا السبب يكرّر الباحثون التجربة من خلال الكومبيوتر الكموميّ لمرّات ووفق تصورات مختلفة.
قال الدكتور ليسوفيك: "يمكن تحديث الخوارزمية الخاصة بنا واستخدامها لاختبار البرامج المكتوبة لأجهزة الكمبيوتر الكمومية والقضاء على الضوضاء والأخطاء."

https://www.independent.co.uk/life-style/gadgets-and-tech/news/time-reverse-quantum-computer-science-study-moscow-a8820516.html
عودة لنظرية الاوتار

رغم أننا نعلم أن لا توجد حتى الآن نظريّة مقبولة على نطاق واسع للجاذبية الكمية، ولم يؤكد أي شخص من خلال التجربة وجود مثل هذه النظريّة، إلاّ أن المعروف ان هناك نظريّة الاوتار التي تلعب دورا مهما في هذا المجال، واعرف اننا سنصل الى بعض النتائج الايجابية كلما دخلنا الى عالم هذه النظريّة الجميلة (أقول جميلة لانها تذكرني بالاوتار والتي تصدر الصوت الذي يلعب دورا عظيما في انسجامية الكون وفي استمراريته لان الصوت ومصدر الصوت من الاشياء التي لا يمكن ان يستغني عنها بناء الكون ولا استمراريته! يكفيك أن تسمع مقام العَجَم وترى الصعود والنزول الذي يجعلك تدرك معنى الصوت!)، وهي النظريّة التي تطرح من خلالها العديد من الاسئلة منها مثلاً العلاقة ما بين الجذب والجاذبية مع الزّمن، كذلك ما تأثير الجذب عموما بالزّمن وهل له قدرة على التّأثير عليه أم ذاك يؤثّر على الثاني؟ لا تقل لي ما علاقة هذا بذاك! فأرى الكثير من التّأثير المتبادل، هل رأيت التّأثير ما بين الزّمن والمزاج الذي عليك أو الجذب المعنوي والنفسي لك على المحيط المرتبط بالزّمن رباطا عظيما؟ لا تفكك على كيفك المسميات ودمت لي عونا يا حبيب! هل تعلم ما الذي يلعبه الزّمن الكمومي في هذه الحالة المعنوية لدى من له القدرة على التمييز؟!
لاحظ التساؤلات التي أطرحها وهي مهمّة لأصل الى برّ الزّمن واللازمن من خلال جمع البيانات المناسبة، ثمّ إنّ جمع التساؤلات يثير الشجون أكثر فأكثر. خذ هذا القول:كيف تغير الجاذبية الزّمن والذي نطلق عليه اسم تمدد زمن الجاذبية
Gravitational Time Dilation
الجاذبية تلعب دورها هنا في التّأثير في الزّمن، فالجاذبية تؤثر كما هو معروف بالكتلة خلال الزّمن حيث الكتلة وارتباطها بالتسارع او التعجيل والذي يرتبط بالسّرعة والمسافة والزّمن وفق العلاقة المعروفة، اي اننا حصلنا على باب مفتوح لندخل سوية الى عالم متعدد المصطلحات ونلملم اشياءنا فرحين حينما نعرف العلاقة مع الزّمن وكيف يلعب بها الزّمن المستقل دورا كبيرا وهو ضاحك مستبشر!
لقد إصطلح العلماء على المتعلق ما بين الجاذبية والزّمن اصطلاح تمدد زمن الجاذبية حيث تقاس التّأثير ات لذلك الزّمن خلال حدثين (من فضلك!لا تنسَ كلامي عن استقلالية الزّمن وهنا اتكلم عن المرتبط مع المكان او مع الحدث لا لأقلقك او اثير بك شيئا غير طبيعي بل اريد ان اجمّع شتات ذلك المحيط به ونتفاهم معه بعد ذلك مستقلاً مبجّلاً!)، لقد أشار العلماء الى ان كلما كانت الجاذبية اقوى كلما كان الزّمن سائرا بشكل ابطأ لان الزّمكان ينحني بتأثير الجاذبية. بمعنى اذا كان الزّمن مستقلا فبالتأكيد سيتعرض الى شيء غير هذا باعتبار ان التّأثير يكون لشيء اسمه الزّمكان وليس الزمان!(#)
هل تعلم أنّ نظريّة الاوتار قد توصلني الى المغزى الذي أريد (رغم أنّها نظريّة إفتراضيّة في كثير من تفاصيلها؟!) حيث أنّ نظريّة الأوتار قد تعني وجود أكوان أقل بكثير من المعتقد بها. حيث يزعم بعض الفيزيائيين النظريين الى أنّ مشهد الاكوان المعروف والذي تصوّره نظريّة الاوتار قد لا يكون موجوداً كما يقال من قبل كلارا موسكوفيتز. وبذلك يكون لدينا زمن كوني لكلّ من هذه الاكوان ان كانت قليلة او كثيرة! حيث يهمني هنا ان تعدد الاكوان يقصد منه تعدد المفاهيم التي نستخدمها حيث لكلّ كون صيغه الخاصّة به بلا أدنى شكّ! كما اننا نغير الصيغ من خلال الكون الواحد بمواصفات واحدة تشتمل عليها تركيبات وبنية الكون، حينذاك اذا تعددت الاكوان تتعدد التوجهات في المفهوم الواحد! ونظريّة الاوتار بالفعل لا تتنبأ بصيغة واحدة فقط للزمكان وبالتالي سيكون لدينا صيغ متعددة لمفهوم واحد. ولكلّ من هذه الصيغ قوانينها الخاصّة بها. (عندما نتحدّث عن نظريّة الاوتار نراجع الكثير من معلوماتنا عن نشأة الكون لننتقل الى ما تتطرّق إليه هذه النظريّة والتي تسمح بتفسير ما فوجود عدد من الأكوان يلوي عنق صيغة الزّمكان كما قلنا لنضع صيغاً متعددة لهذا المفهوم وفق قوانين خاصّة لكلّ صيغة من الصيغ وتفسّر لنا الكثير من أحوال الكون وبصيغ لها الكثير من الخصوصيات. والذي يشدّنا الى هذه النظريّة هو هذا الوضع الذي يحوي المادّة المظلمة والتي تتضمّن الطاقة المظلمة والتي تلعب دورا مهما في تمدّد الكون وإتّساعه) وبالتالي سنعثر على مراد جديد وهو الزّمن بصيغة أخرى وهنا اذا تعدد مفهوم الزّمن سيكون هناك تعدد في الزّمكان او بذات الزّمن ان سحبنا صيغته الى مجال التعامل مع صيغة من الصيغ وهي المجرّدة عن المكان!
تستطيع أن تطلق على ستيفن هوكنغ بباحث الثقوب السود، حيث قام بإبتكار نظريّة جديدة قد تحل لغزاً مهما حول الثقوب السود. حيث أنّ الثقب الاسود عبارة عن نجم من النجوم يعتبر مفاعلا نوويا لانتاج الطاقة النووية بفعل الاندماج النووي لتلك النويات التي تحتويها، وتنتج الطاقة بانواعها المتعددة ، مثل النووية الحرارية والنووية الضوئية والنووية الاشعاعية وغير ذلك من الأنواع. هذه النجوم عجيبة في الكثير من سلوكياتها والعجب ليس في المجال الكلامي بل في المجال العلمي البحت.من ضغطها الى كتلتها، الى التعامل مع الاجسام التي تدخلها والاعجب هو ان فيها اشارات غريبة مرّت علينا حين قراءتنا لكتابنا المقدس القرآن الكريم وكأنّ مواصفات جهنم تنطبق علي الكثير من سلوكيات ذلك الثقب الاسود!(وليس هنا مجال عندي لذلك الا انني ساتطرق لذلك في مشروع آخر إن شاء الله)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(#)http://thescienceexplorer.com/universe/how-gravity-changes-time-effect-known-gravitational-time-dilation
الزمن والطاقة المظلمة

لقد ذكرت بعض المعلومات عن المادة المظلمة والطاقة المظلمة وهنا أقول شيئا له عللاقة بالزمن واللازمن من خلال الاصطلاحين المذكورين (المادة المظلمة والطاقة المظلمة). من المعروف عند بعض الفيزيائيين ان الطاقة المظلمة المستقرة يعبّر عنها بقوّة مفترضة تسرّع من تمدد الكون.
لقد تطرقت الى ان المادة السوداء تشكل %25 من الكون (هذا كوننا الذي نتحث عنه ولا نعلم ان أخذنا فكرة الأكوان المتعددة، هل تحافظ النسبة على قيمتها اي بمعنى اخر هل يمكن ان نتحدث عن طاقات من انواع اخرى يكمن فيها لغز الزّمن كما كانت النجوم المندثرة وكيفيّة اختفائها لغزا قبل ان توضع الفرضيات المناسبة لوجود الثقوب السود!) بينما تمثل الطاقة السوداء %70. والاشكالية التي يعاني منها العلماء هو عدم قدرتنا على رؤية المادة المظلمة ولا الطاقة المظلمة. بل يمكن لنا القول ان ما اكتشف اقل بكثير من ذلك المخفي عنّا!ومازالت المادة المظلمة والطاقة المظلمة لغزا او لغزين! لكن لا يعني ذلك اننا لا نقر بوجودهما لان البراهين الرياضية العديدة تثبت الوجود المذكور.
الغريب في المادة السوداء انّ لها خاصية مهمّة هي خاصية سماحها للمجرات بالتواجد، لكنّ المسألة ليست في السماح من عدمه، بل في كون الجاذبية هنا غير كافية لبناء المجرات والتركيبات الاخرى. فتكون النجوم والمكوّنات الأخرى مبعثرة ولا يمكن لها ان تتجمع في تركيب واحد ليكوّن مجرة ما. عليه يجب ان يكون هناك شيء ما داخل هذا الوجود التكويني وحوله، ويكون بمواصفات معيّنة منها أنّه لا يعكس الضوء المار من خلاله ولا يبعثه، وبهذه المواصفات المهمّة يمكن أن نطلق على هذه المادة بالمادة المظلمة. هذه المادة تقوم بحني الضوء الذي يمر من خلالها أو حتى بالقرب منها. وتعتبر هذه الميزة دليلاً على وجود شيء ما يتفاعل مع الجاذبية. ربّما يسأل سؤال ان كانت هناك مواصفات بهذا الشكل لِمَ لا يمكن ان ندرس الجسيمات التي تنطلق من هذه المادة لتحديد مضمونها او مكنونها؟ الجواب اننا لا نعرف ما اذا كانت تبعث جسيمات ام لا، حيث لم يتم العثور على جسيمات من هذا النوع. والمادة المظلمة او السوداء ليست هي ضديد المادة كي نستطيع ان ندرس اشعة غاما المنطلقة من ضديد المادة فهذه لا تبعث مثل هذه الاشعة حينما تتفاعل مع المادة كي تتم دراستها. بالاضافة الى ان المادة السوداء ليست من نوع المواد التي تحتوي على الثقوب السود. ان المادة السوداء موجودة في كل مكان من الكون حتى في اماكن يمكن لنا ان نعجز عن دراستها بشكل مريح. هناك فقط بعض الاشياء المهمّة هي:وجود شيء في الخارج،هذا الشيء يتفاعل مع الجاذبية،وهناك الكثير منه. هذه الاشياء الثلاثة المؤكّد وجودها.
1. There is something
2. Interacts with gravity
3. There is a lot of it
يعتقد (!) ان هذه المادة المظلمة تحتوي او مكوّنة من جسيمات غريبة او يطلق عليها بالجسيمات الشاذة المعقّدة (لا تنسَ ما للزمن من وجود إحتمالي وفق هذه السلوكيّات الغريبة!). من مواصفاتها انها لاتتفاعل مع الضوء والمادة بالطريقة التي نظنها. ولكن في الوقت الحالي لا نعلم مكونات هذه المادة التي مازالت غريبة وغامضة، بحيث لايمكن قياسها ولا تحسسها ولا كشفها!لكن يمكن ان نرى ما تتركه من آثار بشكل واضح. لقد قام هابل عام 1929 بدراسة حالة انبعاث الموجات الضوئية من المجرات البعيدة، والتي تنتقل عبر الفضاء نحو الجانب الاحمر على الطيف الكهرومغناطيسي. ويكون الإنزياح أكبراً نحو اللون الاحمر. والذي جعل هابل يصر على القول بان الكون يتوسّع. لانّ المعروف ان الانزياح الى الاحمر يحدث بسبب تمدد موجات الضوء عند توسّع او تمدّد الكون (وقد أشرت لذلك ببعض التفصيل في حلقة سابقة!). والدراسات الحديثة تؤكد على ان الكون بالفعل يتسارع بالتوسّع وهنا نؤكد اهمية هذا البحث وهذا القول فيما يخص الزّمن واللازمن. قبل اكتساف ذلك كانت الفكرة ان قوة الجاذبية تؤثّر على عملية التوسّع او التمدد بحيث تبطئه او يتراجع او ينهار على نفسه. والشيء العجيب والمهم ان الكون في حالة توسعه لا تتغير صفاته بل تتكون كتل جديدة من هذا التوسّع في كل مكان. وهذا التوسّع يملأ كل فراغات الكون ان وجدت. لذلك يبدو ان الطاقة المظلمة هي نوع من الطاقة المتصلة بالفضاء الفارغ. وهذه الطاقة قوية الى درجة لا يمكن مقارنتها مع اي شيء قوي وكلما مضى الزّمن تزداد قوة. اي ان الفضاء الفارغ لديه اكثر قوة من اي شيء في الكون، ولو هناك من الافكار العجيبة التي تزيد اللبس هو ان الطاقة المظلمة ليست شيئاً بل هي خاصية للفضاء!والفضاء الفارغ له طاقته الخاصّة به.ويمكنه ان يكوّن المزيد من الفضاء كونه فعالا ونشطاً (بل وله زمنه الخاصّ به! بل وله ذلك اللازمن في حالته ما قبل التكوين!). وهنا ينبغي القول ان وجود الفراغ او الفضاء الفارغ يؤدي الى زيادة في التوسّع ممّا هو معروف من مواصفات وجود الفراغ في المحيط. وان هذا الفراغ مليء بالجسيمات الافتراضية التي تتشكّل تلقائيا وباستمرار من لاشيء ثم تختفي الى لا شيء مرة اخرى. وهنا يمكن ان نقول بوجود الجزيئات المذكورة التي يمكن ان تكون الطاقة المظلمة. او ربما تكون الطاقة المظلمة عبارة عن نوع غير معروف من سائل او مائع او مجال ديناميكي يتخلل الكون كله، ولكن بشكل تأثير معاكس على الكون على خلاف الطاقة والمادة الطبيعية. لكن ان وجدت فلا نعرف كيف واين او كيف يمكننا الكشف عنها. لكن من هذا كله نقول ان لدينا مجاميع من النظريات والفرضيات عن المادة المظلمة والطاقة المظلمة.
لايمكن لاحد ان يخمّن هل لمفهوم الطاقة المظلمة استمرارية في التعامل معها ام لا؟ بسبب الافتراضية الغارقة فيما يتعلّق ليس بالطاقة المظلمة فحسب بل بالكثير من المصطلحات وكيفية التعامل معها. فلا ننسى ما لنظريّة الاوتار من تأثير في ذهن الكثير من الفيزيائيين (رغم إفتراضيّتها العالية كما ذكرنا!). أين الزمن من هذا؟ سنجيب عليه في حلقة قادمة إن شاء الله.

Moayad Al-Abed








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتفاق تشاوري حول المياه الجوفية بين الجزاي?ر وتونس وليبيا


.. غزة: انتشال 332 شهيدا من المقبرة الجماعية فى مجمع ناصر الطبى




.. ما الجديد الذي استحدثته مايكروسوفت في برنامج الذكاء المصغر؟


.. إطلاق مبادرة -تكافؤ- لدعم طلاب الجامعات التكنولوجية النابغين




.. ما أبرز الادعاءات المتداولة على الإنترنت حول العملية العسكري