الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين ينظر العرب؟.. (5)

وديع العبيدي

2019 / 11 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أين ينظر العرب.. (5)
(منافقون) لا (مسلمون)..
لو أن (محمّدا) أنشأ معامل للنسيج والثياب والفرش والبسط، وما شابهها من حاجات المعيشة والتوطن والتمدن.. لانخرطت جماهير العرب والعربان/(أعراب) في استحصال رزقهم وتغيير أنماط حياتهم/(كر وفر/ سلب ونهب وغصب) المقيتة، وارتفع بهم الوعي الحضري/ الحضاري، بمساهمة ملموسة في مدرج الحضارة وخدمة الإنسانية..
يومها، كانت المنسوجات والثياب تصنع في دمشق، والسيوف وأدوات الحرب، تصنع في اليمن والهند، وكانت جماعات العرب والأعراب، مستهلكين بامتياز، يجمعون أموال النهب والغنائم، للحصول على الثياب والأسلحة النادرة، لاجترار حياتهم وتقاليدهم المتوارثة..
(محمّد) والأحناف/(أحناث) من قبله، أسلموا رؤوسهم للاشتغال الفكري بالغيبيات وقوى ما وراء الطبيعة، ليس لاستجلائها وكشف أسرارها، وإنما، للإمساك بطرف خيط منها، لتسخير ما فيه من قوة (خارقة)/(ما ورائية)، للحصول على وسائل [القوة والسعادة والتسلط] على الناس والأقدار ، والحماية من الشؤم والأعداء.
فكرة المعاملة والورش اليدوية، كانت أكثر جدوى وعملية، من اختراع (عقيدة دينية غيبية) قائمة على اللغة واللغو والسفسطة والتواء الألسن والشفاه، وتطوير منظومة الكذب والبلاغة والنفاق. أراد محمد بناء مجتمع موحد وكيان سياسي، وجهّز لأعدائه، العدّ الاساسية لتزوير مشروعه وتجويفه وتخريبه، وباسم الدين والرسالة وآل النبي الأبتر.
هاته الفقرة المتواضعة، تصحّ على أوكار الملالي وسماسرة الدين اليوم، حيثما نقلت عينيك.
إذا جرى تصنيف الأمم، بما تشتهر كل أمة بانتاجه، يتميز العرب بانتاج الخرافات وسلطات الغيب الأسود، وأكبر طبقة ردجالين ومعاتيه ومنافقين، بجدارة.
بعض المتأخرين يتساءل، ان (الاسلام) لم ينتج (حضارة) أو (مجتمعا مدنيا)، ولم يخرج مجتمعات الشرق الأوسط من مستنقعات التقاليد والموروث الهجين، ولا أطلق سراح (العقل) من (عقاله) و(اعتقاله).
هذا التساؤل جاء في سياق رجعي، ولم يتصدّ بجرأة ووضوح ورؤية ثورية، لمراكز الدجل الراهنة، والمستعمرة لجملة المجتمعات الاسلامية المتلفعة بالدين.
هل كانت الحركات والتيارات الدينية المتزايدة منذ القرن الثامن عشر، والتي اشتغل الانجليز كولادات شرعيات لها، حركات دينية حقا، أم كانت أدوات ومظاهر دينية لأجندة وأغراض سياسية. هل كانت الوهابية حركة دينية أخلاقية، أم وسيلة لإخضاع سكان الجزيرة تحت نفوذ إل سعود.
ما هو دور حركة حسن البنا في تعويق تطور المجتمع المصري، وبناء أكبر طبقة رجعية، تستقطب المتعلمين والتجار والفلاحين وطواقم المدنيين والعسكر، وبشكل رفعت مستوى الأخلاق والجريمة والعنف المحلي في نهاية القرن العشرين.
من حق العرب/ الأعراب والمسلمين/(المنافقين) أن يتباهوا ويفخروا، أن حال العرب في القرنين التاسع عشر والعشرين، كأنت أرقى بمائة ضعف، من حال أعراب ومنافقي القرن الوحد والعشرين.
وهو ما ينطبق على طائفة الشيشا اليهمجوسية في الفرات الأوسط من العراق وعمقه الأيديولجي والجيوبوليتي في ايران. ما أرقى بدايات العمران الملكي العراقي، إزاء انحطاط عراق القرن الواحد والعشرين ونظامه الخياني الطائفي المبتذل.
لذلك ضاعت (همستها) في فنجان. ولم تستحق صدى إعلاميا، في مواجهة السلفية الوهابية والاخوان المسلمين والسلفية اليهمجوسية في النجف وقم.
قامت الوهابية على قطع الأعناق وتكفير الناس وقهرهم لمبايعة ولاية سعود، رافعين شعارات (التوحيد) و(النهي عن المنكر)؛ و والشق الثاني هو شعارة وغطاء حركة الاخوان المصرية [1928- 2013م]، لاختلاق مجتمع أسلامي طاهر، يعيش ويموت بالشريعة؛ ولم تختلف السلفية اليهمجوسية الايرانية عن سالفاتها، بغير المرونة والانتهازية والباطنية/(التقية) و(الثورة الناعمة)، ليس بغرضية (التوحيد ومكافحة المنكر)، وانما لنقل العقول من (المركزية المحمدية الحجازية)، إلى (المركزية العلوية الحسينينة الايرانية).
إذن، لا محمد ولا السلفية، ولا سحابة المذاهب والطوائف والبدع والطرق، والحركات والدعوات والعناوين العصرية المنشقة/(ليس المشتقة) عن الاسلام الأول. ترجلت عن (علم الكلام وفن الخطابة والبلاغة الديماغوجية)، لواقع انتاجي وفهم مادي مدني، لبناء قواعد تحتية لمجتمع حضاري متمدن، لا يكون عالة على الآخرين، ولا يجتر أنماط السلب والنهب والشحاذة، تحت عناوين [الخمس والصدقة والتبرعات] لآل اللصوصية والدجل، وكلّ الطابور الديني الطفيلي، الذي تضاعف أضعافا في عتبة الالفية الأمريكية.
أقطاب الإاسلام المعاصر، يتوفرون على نسبة عليا من رصيد (الذهب) العالمي، المحسور عن أغلبية البشرية: [العامة والفقراء والمحتاجين والمعدمين/(البروليتاريا)]، فيما يستخدم لطلاء القبور وحيطان المعابد الوثنية، وتمويل (الاقطاع) الديني الانتهازي الفاجر.
التعليم التوراتي والانجيلي والقرآني، يؤكد على تخصيص العشر والخمس والصدقة والاحسان، لليتامى والأرامل والفقير والمعدم والمسكين والغريب. وتطبيق ذلك هو العكس تماما، وبمبررات ميكافيلية وضيعة.
في عام الهجرة، لم يكن عدد أتباع (محمد) يزيد عن المائة. منهم من هاجر للحبشة النصرانية غير العربية؛ ومنهم من اتجه هنا وهنا، قبل أن يستقر بين أحضان مجتمع يثرب. وفي يثرب إلتأم المائة، من باكورة المجتمع المحمدي، نصفهم من العبيد، ونصفهم من التجار والموحدين والنساء.
في يثرب، تنامى المجتمع المحمدي بسرعة خاطفة، ليضمّ (الانصار= أوس وخزرج) واليهود المرتدين، وقوافل الأعراب المتطوعة في حملات الغزو. كلّ ذلك، لم يكن من باب (الايمان)، وانما من باب الطمع والمعاشرة والمشاركة والخوف والغنائم.
وبعد جملة غزوات مادية ومالية، لتمويل احتياجات الإسلام اليثربي، ودفع عطايا الجند والمجاهدين، وكلها ليست من باب الضرورة، وانما باب الطفيلية والإغراءات والحوافز الميكافيليية، لبناء جيش ومجتمع قتالي كبير، يرعب أهل مكة وسكان الجزيرة.
المجتمع المحمّدي الأول كان ايمانيا جهاديا روحيا، رغم محدودية امكاناتهم المادية. أما المجتمع اليثربي التالي فكان ماديا انتهازيا عاطفيا منافقاا، لم يتوفر على الايمان والجهاد الروحي، وانما على الطمع والغنائم والوجاهة السياسية، التي تكشفت في الصراع على الغنائم والمناصب والحكم غب وفاة (النبي).
القرآن/(التعليم) المكي= خمس وثمانون سورة)، انقطع في الهجرة. والقرآن/(التعليم) اليثربي= ثمانية وعشرون سورة)، يخالف ويناقض/(ينسخ) التعليم والايمان المكي الأصلي. هل كان كتّاب القرآن المكي، هم كتّاب القرآن اليثربي؟.. لا.
ان الخلفيات الثقافية: (الدينية والقومية)، لكتاب محمّد في يثرب، تخالف الخلفيات الثقافية لكتاب محمّد في مكة. لا بدّ من التركيز والتأكيد والامعان على موضوع الخلاف والاختلاف الجيوجتماعي، والذي انعكس بقوة وعمق على أصل وطبيعة التعليم الإسلامي.
بعبارة أخرى، ان الاسلام اليثربي، (إسلام) جديد مختلف ومخالف للإسلام المكي، وليس امتدادا له، بغير القشور. (قرآن يثرب) هو انقلاب داخلي على (قرآن مكة)، وفي ظروف حرجة، وضعت محمدا وصحبة المهاجرين، تحت ضغط ما يوصف بـ(الانصار) و(الأعراب).
في تاريخ الاسلام اليثربي، تلحظ غيابا لدور المهاجرين وريادتهم الاجتماعية والدينسياسية. بينما يسود المجتمع غوغاء يثرب والأعراب، والتي سوف تجعل (الجماعة اليهودية) الرافضة للطبقة الطارئة على يثرب، ضحية وكبش فداء، لصراعات وأحقاد وثارات قديمة، بين سكان جنوبي يثرب البداة/(أوس وخزرج)، وبين سكان شماليها اليهود.
وإذا تذكرنا، حالة الصراع والمنافسة والتحدي، بين مركز مكة ومركز يثرب، وكون (محمد وصحبه) من أصول مكية، وتحالفهم مع (أوس وخزرج يثرب)، بزعامة سعد بن عبادة؛ نفهم سبب انحياز محمّد لحزب عبادة وفريق مكة، في الاندفاع الدموي الأهوج ضدّ الوجود اليهودي السيادي في يثرب أولا، وفي كامل إقليم الحجاز/(يثرب/ خيبر/ فدك/ وادي القرى/ تيماء/ نجران/ البحرين) وسواها.
كان المجتمع اليهودي في الجزيرة، معروفا بممارسة العمل الانتاجي، الزراعي والحرفي والتجاري، ما يميزهم عن التجار (العرب)/(الأعراب) الرحالة، واعتمادهم (غزوات) (الكر والفر)، اسلوبا للمعيشة، وتفادي المخاطر.
(الكر والفر) لم يكن تعبيرا عن بطولة وشجاعة، وانما ترجمة للخوف وروح الطريدة، التي تدفعهم للترحال المستمر، خشية ملاقاة الأعداء، والتنكيل بهم. ولا ننسى ان (الكر والفر)، يتفادى المواجهة القتالية بين الفرسان المتحاربين، وانما يقوم على التربص والهجوم في أول الليل أو أواخره، وينال من النساء والأطفال والمؤن. وفي الغالب، ينتهزون غياب الرجال خارج بيوتهم.
لذا توطنت (الخسة والجبن والالتواء) نفوس الأعراب. ولا يطمئن أحدهم للبدو الأعراب. وفي قول لصدام: (ان مشكلة العرب، عدم ثقتهم ببعضهم). العرب والحضر يتجنبون (العربان/ البداة/ المعدان/ الكاوليه)، ولا يسمحون لهم بالاقامة على مقربة منهم. وحتى ستينيات القرن العشرين، كانت القوات الحكومية في العراق، تقوم بابعادهم عن هوامش المدن والمراكز الحضرية، استجابة لطلبات السكان، ومنعا، لعمليات اللصوصية والخطف والنشل التي هي اسلوب معيشة (لعربان).
(العُرْبان/ الأعراب) مسلمون. فأين هم منه، وأين هو (إسلامهم) من (أخلاقهم)؟.. ما مستوى ايمانهم وفهمهم وسلوكهم (الإسلامي)؟.. من هنا (غبن) الاسلام، وانحطاطه إذا كان الغجر/(الكاولية)، صنفا وجماعة من (العُرْبان)، فما هو (دين) الكاولية؟.. والذين قام نظام البعث بتوطينها، وخصص لها قرى حديثة مزودة بخدمات بلدية وتعليمية صحية، وعمل على دمج أبنائهم في أنظمة الدراسة والتعيينات الحكومية. هل نسبة الكاولية لـ(الإسلام) يستند إلى حقيقة أو إيمان أو تبجح قطيعي، لجعله دين الأغلبية؟..
(الإسلام) بالمفهوم الحضاري والمدني، قيمة أخلاقية ومجتمعية ايجابية بناءة. ولو لم يكن هذا (منظورا) أصيلا واضحا، فيه، نعمل نحن، على تطويره وتهذيبه، ومنحه الصورة والطبيعة الحضارية الانسانية المنتجة للحضارة والمدنية والترقي العقلي والتكنولوجي.
وهذا ما قام به الأوربيون الغربيون، عندما استلموا (النصرانية) من يد أتباع (آيروس) و(بولس) و(مارتن لوثر). ونصرانية الغرب وأميركا اليوم، ليست اريوسية ولا بولسية ولا لوثرية، ولكنها نسخة مطورة من النسخ الموروثة. بل أنه من النادر ان تجد من يصف نفسه بالآريوسية أو البولسية أو اللوثرية.
وقد مرّ تطوير (النصرانية) بمراحل وتضحيات واعدامات ومطاردات ومواجهات مع الأمراء والملوك والحرس القديم، ولم تكن خطوة برجوازية، يحظى كلّ (لاعب) فيها بقناطير المال والنساء والجاه والحكم، كما هو حال المتأسلمين العرب والعجم.
في الشرق، يتساوى الذين (يبخسون) الإسلام، مع الذين (يمتطونه). الفئة الأولى، عاجزة عن الفهم والعقلنة والتطوير والارتقاء به؛ والفئة الثانية جماعة من السفهاء والانتهازيين المتسلقين واللوكَية وهتلية الشوارع والمنخفضات، بحسب الخلفية الاجتماعية وسيرة كلّ مرتزق طفيلي شحاذ.
عدم السماح بتطوير الدين مقصود، وذلك خدمة لمنظومة الجهل والفجور والفساد والانحطاط، في كل مستنقعات التدين والتأسلم، وهذا ما تتكشف عنه، كلّ مجتمعات الزور (الإسلامي). نعم. وإذا لمست مفردة أو مظهر حضاري، فلا تتراجع. ولا تنسى منطوق (النفاق والرياء) ومصطلح(المنافقين).
(المنافقون) في القرآن، ليسوا اليهود وأهل الكتاب، بالتفسير (الحرفي الضيّق)، ولكن بالمفهوم الأخلاقي الحضاري العابر للزمن والأديان. اعتمد صفات المنافقين وممارساتهم، وليس مسمياتهم وقفاطينهم الخارجية المشتراة من البازار.
يتردد باستمرار، نزع بني أميّة من جسد الإسلام، ويقابله، دعوات، تنزع بني العباس من أصل الرسالة والدين، ومن المشكوك عند البعض، والمؤكد عندي وعند غالب المستشرقين المعنيين بدراسة الاسلام، انتفاء علاقة (التشيّع) الفارسي بأصل الإسلام، وتناقضه والانقلاب على الإسلام المحمدي، وافتقاده لأي جذور في القرآن.
فادعاء كلّ من أولئك، بالإسلام، هو نفاق ورياء وكذب ونصب، وبحسب لغتهم: (باطنية/ تقية).
ولولا الرياء والتقيّة، لما تهيأ لهم مكان أو مجال في المحيط العربي والدولة الاسلامية. فقد تمدد هؤلاء المنافقون، خلال عقود وجيزة، من الري وبغداد، إلى الشام واليمن والشمال الأفريقي، في الحكم العبيدي/ الفاطمي، وتفرخ منه: (دروز/ إسماعيلية) و(علوية نصيرية) و(علللهية/ بهائية)، دون أن يتململ العالم الإسلامي والعربي، بفرقه ومذاهبه وطوائفه، وجحافل شيوخه وملاليه المنافقين الكذبة.
ما علاقة كلّ أولئك بمحمّد وجوهر (الإسلام) و(القرآن)؟..
نعم. علاقتهم هي (النفاق/ التقية). وبحسب احد المعاصرين، لولا (سيف الردّة) وقانون (الحدود)، لما كان اليوم مسلم واحد. نعم. لا يوجد مسلم حقيقي واحد. ولكن يوجد مليار مسلم منافق. (منافقون) لا (مسلمون).
(محمّد) فارق العالم في (يثرب)، قبل أن تتمدن (يثرب) بجوهر الإسلام/(جوهر هو خلاف مظهر/ قشور).
(إذا جاء نصر الله والفتح. ورأيت (الناس) يدخلون في (دين) الله أفواجا. فسبّح بحمد ربّك، واستغفره، أنه كان توّابا)- (سورة النصر 110). يمكن تلمّس سحابة الفرح التي تجتاح نفس (محمّد) خلال تلك السطور، دون أن يعتريها، هواجس شكية/(استغفار، توبة).
منطوق: (يدخلون أفواجا)= (يخرجون أفواجا) على يد الاسلام السياسي الراهن/(مداخلة: نبوءة للدكتور سامي الذيب)
مقتل مشروع محمّد، بعد عهد طويل من الدعوة والنبوة، هي لفظة (أفواج). انها لا تناسب مشروعا دينيا أو سياسيا حقيقة. (أفواج) يمكن أن تكون نتيجة مشروع (ثورة ثقافية) و(تنوير فكري)، ينقل (العرب والأعراب) من (جاهلية) إلى (مدنية مثقفة). ولكن أعراب اليوم، في عتبة الألفية الثالثة، لا يتوفرون على بيئة مثقفة.
بمعنى. أن الذين يدخلون اليوم، لا يدخلونه من باب (الايمان والقناعة)، ولكن باب الجهل والخديعة والنفاق). يفتخر دعوتية الملالي والشيوخ، أنهم قاموا بأسلمة خادمة فيلبينية أو فتاة أوربية خلال دقائق أو ساعات، أو بمفعول سحر النكاح. أي تتفيه للدين أكثر من هذا؟.. وأي تسفيه وزراية بدين (محمّد) يتم تسويغه هكذا؟..
هل (الدين) دواء/ عقار ، يتحقق بعد تناول حقتنين منه. أين الدراسة والفهم والتعمق والتأمل والمقارنة، والتطبيق والاختبار والاختلاط، مع جماهير القطيع، ومراجعة تاريخه الحافل بالدم والصراعات البينية، وهيمنة الغرائز والأطماع والدونيات، ومن قبل كل شيء، مبدأية النفاق والتستر، في جملة النسيج الإسلامي.
وكيف يمكن لشخص/ فتاة أجنبية لا تجيد العربية، الإلمام بكلّ ذلك، خلال محادثة أو نكحة انتهازية عابرة؟.
لماذا التركيز على فتيات أجنبيات، يتوفرن على عنصري: الجهل باللغة والتاريخ، الأنوثة والاغراء واللحم الأجنبي؟..أليس (فاقد الشيء لا يعطيه)؟..
ثمة إحصائية قديمة، تشير إلى تركيز المسلمين على نساء الغرب، وأن ثمة (سبعون ألف) امرأة بريطانية اعتنقت الاسلام؟.. كيف اعتنقت (الاسلام)؟.. بالاساليب التقليدية المذكورة. وقد التقيت شخصيا بنساء بريطانيات متأسلمات، عدن لعقائدهن الأولية، يشكين من سواء معاملة الزوج المسلم، وانحطاط سلوكه وشخصيته، وعدم احترامه لدينه، وعدم التزامه بأداء الفروض وأركان الدين، وإباحته كل شيء من الغرائز، وبحثه المستمر عن نساء خارج الزواج، أو تعددية الزواج من أجنبيات، تحت ذريعة (الأسلمة). زنا وبغاء تحت غطاء (الدين والدعوة). أليس ها انحطاطا بالفكر والسلوك الاسلامي، لا يقل عن الانتهازية والوصولية الاسلامية؟..
علما أن المرأة الشاكية، تحملت زوجها المسلم المنافق، عشر سنوات، وقد تزوج عليها، لأن دينه يبيح التعددية الجنسية.. (أن فئة مؤمنة قليلة، خير من فئة كبيرة غير مؤمنة).. من له أذنان فليفهم..
ان انتشار (الإسلام) خلال قرن واحد، من الخليج الى المحيط، يعني انتشاره في غياب العقل والايمان والاقتناع. ففي ذلك القرن لم يكن (القرآن) قد انتشرت نسخه، ولا ارتقى السكان، ليجيدوا القراءة والفهم والتفسير والمقارنة والتأويل. وهذا يعني ان الذي عرفه الناس هو (الدين السطحي/ الشعبي)، بفعل دعوتية مرتزقة، يسعون وراء الصدقة وجمع (الخمس)، ممن تكاسل عن عمل شريف أو مهنة لائقة. ولم يجد في نفسه الشجاعة والسوية للتطوع في الجيش، فاتخذ (النفاق) دينا ومعيشة، أمس كما اليوم.
بنفس الطريقة والمعنى، انتشر الفهم الأعرابي، الغريزي الانتهازي للدين.
وكما أن قرآن يثرب، الناسخ لسابقه، كان منهاج انتشار الاسلام وخروجه من الجزيرة، فأن حملة اسلام يثرب وقادته، كانوا قادة ورموز اسلام ما بعد محمد، وتجاوزه حدود الجزيرة. حيث التقاء العنف والارهاب الديني بفئة المنافقين وأعداء الإسلام؟..
نسخة أعداء الإسلام/(المنافقين)، هي نسخة نقض (الإسلام) وتغييب أصوله وتعاليمه المكية. ومن إسلام المنافقين، العباسيين والفاطميين، خرجت المذاهب والبدع والطوائف والهرطقات، واخترقت الباطنية والتقية والعنف المزدوج، اللفظي والفيزياوي، وكل أدبيات (وعاظ الرسلاطين والسراطين) بإشراف دهاقنة بني العباس ومرزباناتهم، من برامكة وبويهيين وذيول.
تأسيس وتنظيم المكتبة الاسلامية حصل في أيام العباسيين. من هم العباسيون؟.
لدى العامة، انهم نسبة للعبّاس عمّ النبي، وابن عبد المطلب.
مرّة أخرى، هل من قيمة لأعمام النبي وبني عمومته وأقاربه. من باب الاحترام العام فحسب، وليس من باب القداسة والمنزلة الدينية.
وقد قدّم النبي رسالة واضحة، في نظرته لعمّه: أبي عتبة عبد العُزّى بن عبد المطلب [549- 624م]، وقد اختصه محمّد، بسورة اللعن الوحيدة في القرآن: (تبّت يدا أبي لهب. ما أغنى عنه ما له وما كسب. سيصلى نارا ذات لهب. وامرأته حمّالته الحطب. في جيدها حبل من مسد)- (المسد 111). وفضلا عما يكتنفها من قسوة وفظاظة، فهي (فضيحة)، تكشف هشاشة وتناقضات عائلة عبد المطلب بن هاشم [497- 578م].
كان عبد العزى تاجرا من كبار تجار مكة، لكن محمّدا لم يتناول تاجرا من قريش بتلك القسوة والفظاظة، بما فيهم أبا سفيان أو أحد أبنائه، وهو كبير التجار وعمدة قريش. لكنه اختار عمّه، درسا لسواه. وعمّه هذا، هو أكثر المقربين والمتفضلين عليه. فهو أول من رعاه غب تخلي أمه عنه عقب الولادة. وعندما بشرته جاريته (ثويبة) بمولد محمّد، فرح له، وأطلقها لذلك.
ثم خصص له (حليمة السعدية) ممن كانت تخدم في بيت أبي عتبة. وكان محمّد في حضانة حليمة السعدية وفي عداد أطفالها طيلة سني طفولته. واستمر ابو عتبة يرعاه ويتولى تمويله زمنا طويلا. ولم يحصل الخلاف بينهما، إلا عندما شكا النبي من عدم (تصديق) أعمامه وأقاربه/(العائلة الأم) له.
ولم يصدق محمّدا أحد من أعمامه، غير (حمزة) [568- 625م]. وأدناه قائمة بأعمام النبي: أبناء عبد المطلب بن هاشم..
- الحارث بن عبد المطلب- أمه: صفية بنت جندب بن حجير من بني عامر ابن صعصعة. أولاده: الحارث وقثم.
- ضرار بن عبد المطلب- أمه: نثيلة بنت جناب بن كليب، من بني النمر بن قاسط. مات ولم يعقب.
- العباس بن عبد المطلب- أمه نثيلة بنت جناب بن كليب، من بني النمر بن قاسط. أولاده: عبدالله وعبيدالله وعبد الرحمن وقثم ومعبد وكثير والحارث والفضل وتمام وصفية وآمنة وأم حبيب.
- عبد مناف بن عبد المطلب وهو (أبو طالب)- أمه: فاطمة بنت عائذ بن عمران بن مخزوم. أولاده: طالب وعقيل وجعفر وعلي وجمانة وأم هانئ.
- عبدالله بن عبد المطلب/(توأم أمّ حكيم المعروفة بالبيضاء)- أمه: فاطمة بنت عائذ بن عمران بن مخزوم. ولده: محمّد بن عبدالله(النبيّ).
- الزبير بن عبد المطلب- أمه: فاطمة بنت عائذ بن عمران بن مخزوم القرشية.
- المقوّم بن عبد المطلب- أمه: هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشية. أولاده: عبدالله وبكر وهند.
- المغيرة بن عبد المطلب- أمه: هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشية. أولاده: الطاهر وعبدالله وحجل وقرة وضباعة. وكان (شاعر قريش)، مات قبل البعثة.
- حمزة بن عبد المطلب- أمه: هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب. أولاده: يعلى وعمارة وعامر وفاطمة/()مات يوم أحد مسلما، لقبه: أسد الله).
-عبد العزّى بن عبد المطلب- أمه: لبنى بنت هاجر بن عبد مناف الخزاعية. أولاده: عتبة وعتيبة ومعتب ودرّة. تزوج عتبة من رقية بنت خديجة، وعتيبة تزوج من أم كلثوم بنت خديجة: بنات محمد بالتبنى. وعقب خلاف محمد مع عمه عبد العزى. ثم جرى تزويجهما من عثمان ابن عفان، بالتعاقب.
- مصعب بن عبد المطلب- أمه: ممنّعة بنت عمرو بن مالك الخزاعية. لم يعقب.
- قثم بن عبد المطلب- أمه: ؟. مات صغيرا، ولم يعقب.
أما بنات عبد المطلب بن هاشم، عمّات محمّد (النبي)، فهنّ بحسحب أمهاتهن..
- عاتكة وبرة وأميمة وأروى وأم حكيم- بنات: فاطمة بنت عائذ بن عمران بن مخزوم القرشية.
- صفية بنت عبد المطلب- بنت هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشية.
المشهور من أولئك هم ثلاثة: عبد العزى وعبد مناف والعباس.
وإذا كان عبد العزى قد اشتهر بمناكدة النبي وعدم دخوله في الإسلام، فأن كلا من (عبد مناف) و(العباس)، لم يدخلا في الإسلام كذلك، وماتوا جميعا على دين الجاهلية.
تحت أي عنوان، جرى نفخ وتعظيم منزلة عبد مناف في التعليم الديني المدرسي، وهو مشرك. وهل ترويج كنيته: (ابو طالب)، هو بغرض اخفاء اسمه الجاهلي، وتعريفه باسم ابنه المسلم، الذي نسب إليه (نقابة الطالبين) في أيام حكم العباسيين.
هل تعظيم منزلة عليّ، والغلو في صفاته وتزوير دوره، ومكانته في بيت النبوّة، وتمييزه بعبارة (كرّم الله وجهه)، بينما لا يكاد سواه من صحب الرسول، يحظى بعبارة (رض)، من باب التغطية والتستر على (شرك) والده، وموته على الشرك. ويبلغ الكذب والتزوير بكتبة الاسلام والدين الشعبي، أن يوصف (حسن وحسين) أبناء علي، بأحفاد النبيّ محمد/(وفق نظام نسب أمومي ايراني غير عربي) والصحيح أنهما (أحفاد عبد مناف بن عبد المطلب) المشركين.
وباعتماد نظام النسب العربي، فأن كلّ مأفيا أهل البيت والأئمة المضلين، ينتسبون إلى جدّهم عبد مناف بن عبد المطلب الكافر. وكلّ من (عبد مناف) و(العباس) بني (عبد المطلب بن هاشم)، أول من استخدم (التقية) وتسترا بها، ونافقا النبيّ محمد، دون أن يعتنقا الاسلام.
وعندما ناشدهما إعلان إسلامهما، والانضمام للمهاجرين، رفضا، وقاطعا النبي أخيرا. لم يخرجا مع المهاجرين، ولا انضما للجماعة الاسلامية. ولهذا أيضا، رفض عبد مناف، تزويج (محمّد) من إحدى بناته. فقد عامله نفاقا، واحتقره في نفسه، دون أن ينكشف أمره لمحمد إلا بعد حين.
كتابة المؤرخين ووعاظ سراطين العباسيين، يضعه في مستوى واحد مع كبار الصحابة والرعيل الأول في الاسلام. ولا يذكر مصدر منهم، شركه وجاهليته وموته عليهما. فكيف ينسجم الكفر وسيرة محمد، ويصبح تزوير منزلة علي، غطاء لذلك. تزوير منزلة علي على خلفية زواجه من فاطمة بنت خديجة بنت خويلد الأسدي، وليس فاطمة بنت محمد بالتبني.
ليس هذا غير مقدمة/ منصة، أباح تمريرها في أذهان المسلمين، تحت ضغظ بحيرات الدم والنزاعات والاضطرابات التي ساهم فيها علي بن عبد مناف وابن السوداء وكتبة الفرس، لتمرير الفرية الثانية حول أرجحية علي وولده على محمد النبي من جهة، وأحقية بني العباس في اغتصاب دولة محمد، بدل بني أمية، من جهة أخرى.
لكن بني أمية لم يغنصبوا دولة، وانما عيّنهم عليها النبي محمد نفسه، بوضعه أبي سفيان على ولاية الشام، تقديرا لدوره في فتح مكة، وحقنه الدماء. وعاد عمر بن الخطاب، لتعيين معاوية خلفا لأبيه في دمشق. وفشل عليّ في إقالته من ولاية الشام، في قصة التحكيم في حرب صفين، المعروفة.
ومرة أخرى نجح معاوية في ترجيح السلم وحقن الدماء بدهائه وحيلته. وعلي هو القائل: (الحرب خدعة!). وقد انخدع علي بجدارة. فلماذا يشتم أتباعه معاية وبني أمية، ويدعون لهم باللعنة.
واليوم تحتكر ايران البلدين: دمشق وبغداد، في قبضتها، وتولي عليهما ذيولها من المنافقين.
كما استنجد علي بن عبد مناف، بالفرس، واقترابه من ولاية ملوك المناذرة واغتصابه أسقفية النساطرة ومعابدهم ومقابرهم، في المنطقة المدعاة اليوم بالكوفة/(كوفة المناذرة وكوفان النسطورية)؛ كرّر بنو العباس، تزلف الفرس، والاستنجاد بجيوشهم وجنودهم، في محاربة بني أمية، واغتصاب الحكم والامبراطورية من يد العرب القوميين، لأيدي الفرس العنصريين.
فلما استقام لهم الحكم، غدر بنو العباس بأبي مسلم الخراساني، وبعدما ترسخت اركان الدولة، وبالكاد تنوسيت دماء الخراساني، أولم الرشيد للبرامكة، دون أن يفهم المؤرخون والقصخونية لغز المأدبة.
وهكذا ضاع الفرس وكهنة المجوس، بين فتنة علي وفتنة بني عمّه العباسيين. وضاع العراقيون ومن والاهم، بين مسرحية الحكم العباسي، ومرجعية التشيّع العلوية الشهربانية الفارسية. وهكذا يستمرّ قدر العرب المسلمين محصورا ومختزلا، بين جاريتين: أولاهما: (هاجر أم اسماعيل)، الجارية على سرير ابراهيم بن تارح زوج سارة اليهودية، والثانية: (شهربانو بنت يزدجرد) ام عليّ السجّاد، الجارية على سرير حسين بن عليّ بن عبد مناف.
أولاد هاجر: هم العرب العدنانيون، القريشيون المحمّديون، الأشراف الشريفيون وعاصمتهم (مكة) في بلاد الحجاز.
وأولاد (شهربانو) الايرانية، هم أبناء المتعة، الخلط الأمومي الهجين، ممن اعتورتهم النقائص، واستهلكتهم الغرائز، وقلبوا أمراضهم، عقيدة عنصرية تقطر: حقدا وطمعا وحسدا، للآخرين.
هؤلاء الذين لم يستقم لهم قصب عبر الزمن، عاشوا على السلب والنهب، والكر والفر. فلما أتيحت لهم أول امبراطورية، غب التحالف العبراني المجوسي، وزواج اليهودية/(أستير) من الملك الأخميني(أحشويرش) وظهور نسل ملكي يهمجوسي.
وقبل أيام قال نتانياهو في كلمة له في الكنيست، ان الشراكة اليهودية الشيعية سوف تستمر، مشيرا لدور الفرس وذيولهم في تخريب العراق، وتدمير امكاناتهم المادية والبشرية، ودور حزب الله اللبناني في تدمير البنى التحتية والقدارات السورية، واصفا الخلافات والمناوشات العسكرية على حدود اسرائيل ولبنان، بأنها مسرحية لا تكلف غير بضعة جنود من الطرفين. مع تاكيده، ان حزب الله يقدم خدمة لاسرائيل، بتعويقه، عودة سيادة الدولة اللبنانية الموحدة، وهو ما يصح على اليمن وغيرها. ان المستفيد الأكبر من خراب العرب وبلدانهم وحياتهم الكريمة، بقيادة العدو الايراني الحاقد وتسخير أتباع التشيع العنصري الفاسد، هي اسرائيل اولا، والولايات المتحدة الأميركية ثانيا.
ملاحظة.. لا تصحوا بعد عقود. يكون كلّ شيء انتهى، ولا عذر لمن خنس.
المنافقون في القرآن..
النساء (4 :61): وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول، رأيت المنافقين يصدّون عنك صدودا.
النساء (4 :88): فما لكم في المنافقين فئتين: والله أركسهم بما كسبوا، أتريدون أن تهدوا من أضلّ الله، ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا.
النساء (4 :138): بشر المنافقين بأن لهم عذابا اليما.
النساء (4:140): وقد نزّل عليكم في الكتاب، أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزا بها، فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره، أنكم إذا مثلهم، إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا.
النساء (4 :142): إنّ المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم، وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى، يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا.
النساء (4 :145): إنّ المنافقين في الدرك الأسفل من النار، ولن تجد لهم نصيرا.
الأنفال (8 :49): إاذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض، غرّ هؤلاء دينُهم، ومن يتوكل على الله فأن الله عزيز حكيم.
التوبة (9 :64): يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سوره تنبئهم بما في قلوبهم، قل استهزؤوا أن الله مُخرِجٌ ما تحذرون.
التوبة (9 :67): المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض، يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم، نسوا الله فنسيهم، أن المنافقين هم الفاسقون.
التوبة (9 :68): وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نارَ جهنم خالدين فيها، هي حسبُهم، ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم.
التوبة (9 :73): يا أيها النبيُّ جاهد الكفار والمنافقين، واغلظ عليهم ومأواهم جهنّم وبئس المصير.
التوبة (9 :101): وممّن حولكم من الأعراب منافقون، ومن أهل المدينة، مردوا على النّفاق، لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم.
العنكبوت (29 :11): وليعلمنّ الله الذين آمنوا، وليعلمنّ المنافقين.
الأحزاب (33 :1): يا أيها النبيُّ اتق الله، ولا تطع الكافرين والمنافقين، أن الله كان عليما حكيما.
الأحزاب (33 :12): وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض، ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا.
الأحزاب (33 :24): ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين، إن شاء أو يتوب عليهم، إن الله كان غفورا رحيما.
الأحزاب (33 :48): ولا تطع الكافرين والمنافقين، ودع أذاهم وتوكل على الله، وكفى بالله وكيلا.
الأحزاب (33 :60): لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض، والمرجفون في المدينة، لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا.
الأحزاب (33 :73): ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات، ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات، وكان الله غفورا رحيما.
الفتح (48 :6): ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات، الظانين بالله ظنّ السوء، عليهم دائره السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا.
الحديد (57 :13): يوم يقول المنافقون والمنافقات، للذين آمنوا: انظرونا نقتبس من نوركم. قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا، فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة، وظاهره من قبله العذاب.
المنافقون (63 :1): إذا جاءك المنافقون، قالوا نشهد أنك لرسول الله، والله يعلم أنك لرسوله، والله يشهد إنّ المنافقين لكاذبون.
المنافقون (63 :7): هم الذين يقولون لا تنفقوا على مَنْ عند رسول الله حتى ينفضوا، ولله خزائن السماوات والأرض، ولكن المنافقين لا يفقهون.
المنافقون (63 :8): يقولون لئن رجعنا إلى المدينة، لَيُخرجَنّ الأعزُّ منها الأذلَّ، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين، ولكنّ المنافقين لا يعلمون.
التحريم (66 :9): يا أيّها النبيُّ جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير.
بقعة ضوء..
[المنافق= المرتد= المفسد في الأرض= ناكث العهد= الغادر]: الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل، ويفسدون في الأرض، وأولئك هم الخاسرون. /(البقرة 2: 27)
ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون/ (البقرة 2: 42)= قيلت في اليهود قديما، وأحفادهم يهود التاريخ الشيعة المجوس.
وإذ قال موسى لقومه: يا قوم إنكم تظلمون أنفسكم باتخاذكم العجل(الذهبي)، فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم(البقرة 2: 54)= العجل الذهبي= القبور والأوثان المذهبة تحت عنوان (الأئمة الأثني عشرة ، ومقامات الصالحين وقبورهم، وما حولها من خرافات).
وضربت عليهم الذلة والمسكنة، وباؤوا بغضب من الله، ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله، ويقتلون النبيين بغير الحق، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون/(البقرة 2: 61)
أفتطمعون أن يؤمنوا لكم، وقد كان فريق منهم، يسمعون كلام الله ثم يحرّفونه من بعدما عقلوه وهم يعلمون. وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا، وإذا حلا بعضهم إلى بعض، قالو: أتحدّثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم، أفلا تعقلون. أو لا يعلمون أن الله يعلم ما يسرّون وما يعلنون./(البقرة 2: 75- 77).
ومنهم أميّون لا يعلمون الكتاب إلا أمانيّ، وإن هم إلا يظنّون/(البقرة 2: 78)
فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم، ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثما قليلا، فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون/(البقرة2: 79).
ثم (ها) أنتم هؤلاء، تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم، تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان، وإن يأتوكم أسرى تفادوهم، وهو محرّم عليكم إخراجهم/(البقرة 2: 85)= تطبيق ما حدث في عراقستان على يد حكومة العجم بسكان الغربية، ولما يزالوا مشرّدين، منذ مجازر [2006- 2013م] المالكي والامريكان/ ثم[2014- 2017م] عهد داعش الايرانية، وترك المنطقة محروقة ومهملة، خارج الرعاية والحياة الطبيعية.
أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة، فلا يخفف عنهم العذاب، ولا هم يبصرون/(البقرة 2: 86)= لا تستوي الديانة مع اكتناز الأموال والذهب وفنون النكاح وبغاء الحكومات والأحزاب.
ودّ كثير من أهل الكتاب لو يردّوكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم، من بعدما تبين لهم الحق/(البقرة 2: 109) (اضف أصحاب البدع والهرطقات الإمامية لليهود والنصارى).
وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى، تلك أمانيّهم. قل هاتوا برهانكم إ ن كنتم صادقين/(البقرة 2: 111): (اضف أصحاب البدع والهرطقات الإمامية لليهود والنصارى).
أن الذين يكتمون ما أنزلنا من البيّنات والهدى من بعدما بينّه للناس في الكتاب، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون/(البقرة 2: 159)= يزعم أهل التشيع، أن لديهم كتابا مخفيا هو (القرآن الحقيقي)، وأن أئمتهم ورثوا موسوعة المعارف والغيوب عن (علي بن عبد مناف)، مستندين لحديث موضوع: (أنا مدينة العلم وعليّ بابها)، وأن مهدي آخر االزمان سيظهر ومعه الكتاب المعجزة، وهكذا يعملون على تسفيه (الدين) وصورة (الألوهة) التي يتلاعب بها أبناء أبليس. وفي النص القرآني، أن الله بيّن كل شيء للناس، ومن له أذنان فليفهم.. وأما من وضع (عقله) في مكان آخر، فهو مسؤول عن حماقاته.
ان الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا، أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار، ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم/(البقرة 2: 174)
ومن الناس من يتخذ من دون ىالله أندادا، يحبّونهم كحب الله، والذين آمنوا أشد حبا لله، ولو يرى الذين ظلموا، إذ يرون العذاب، أن القوّة لله جميعا، وأن الله شديد العذاب/(البقرة 2: 165).
أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى،والعذاب بالمغفرة، فما أصبرهم على النار. ذلك بأن اله نزذل الكتاب بالحق، وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد/(البقرة 2: 175- 176)
ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام. وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الاحرث والنسل والله لا يحبّ الفساد. وإذا قيل له اتق الله، أخذته العزّة بالاثم، فحسبه جهنم ولبئس المهاد/(البقرة 2: 204، 205، 206)= للمقارنة، تطبيق نقضي لسياسات الحكم الطائفي الايراني في عراقستان منذ [2003م) حتى اليوم حيث تندلع ثورة شعبية الفساد والذل والتخريب الشامل.
الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء، والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم/(البقرة 2: 268).
نظرة لأبناء اليوم..
الصحيح نظرة أبناء اليوم لأنفسهم.
كلّ شخص يختار صورة معينة لنفسه، وينسب نفسه لجماعة، لفكر، لديانة، لحزب. والمجتمع المحيط به، سوف ينظر إليه بحسب ما رسمه ونسب نفسه إليه. ومن حق المجتمع، النظر إليه ومعاملته، بحسب موقفه من الصورة المتجسدة في المشهد الاجتماعي أو الاعلامي.
ان الرائي، الناظر، ليس مجبرا على قبول ما يخطر أمامه، أو منحه الاهتمام والاحترام الذي يشتهيه الشخص المتجسد.
ليس الناظر مجبرا - في سبيل المثال- على قبول/ احترام امرأة محجبة أو شخص متجلبب بالدين، بجريرة أنه (إنسان). احترام شخص ذي سلوك مبتذل، شخص جاهل مغرور بجهله، أو مريض يتاجر بعوقه، أو ثرثار جلف، يفرض نفسه عليك، ويطرح أسئلة أو يتحرش بك ويهاجمك لرفضك محادثه.
ان الحرية الشخصية مقدسة. ليس فقط في حق الشخص أن يفعل ما يشاء بنفسه.. ولكن في احترام حريات الآخرين وعدم تهديد حدودهم. حريتك، تنتهي حيث تبدأ حريات الآخرين. في درس الرياضةـ أو اصطفاف المدارس، يطلب المعلم/ العريف، من كلّ شخص أن يمد ذراعية للجانبين باستقامة. بحيث لا تتلامس نهايات الأ صابع مع التالي.
بعدها يطلب من كل شخص أن يدور نصف دورة، ويرفع ذراعيه للجانبين وباستقامة. وهكذا تنفتح المسافات، ويحصل كل فرد على مساحة مربعة متساوية، وكافية، للتتع بفضاء حرية، لا يخدشها الجار.
هذا التمرين ينبغي لكل شخص أن يتعلمه ويطبقه ويلتزم به. كل طالب دين ينبغي أن يتعلمه قبل تلقينه أي علف. هذا درس مقدس، أكثر من أي شيء.
قبل إنشاء الدول ووضع الدساتير، وحصولها على اعتراف دولي، ينبغي لكل مجتمع وكلّ دولة، تطبيق هذا التمرين، إدراك أن حجم حريته ونفوذه، ينتهي حيث تبدأ مساحة حرية الجار، بغض النظر عن حجمه وديانته ومستواه ونشاطه. فكل الجيران يتعلمون نفس الدرس ويلتزمون أمام العالم وأمام شعوبهم، باحترام حدودهم، وعدم التجاوز والتوغل في أرض الجار، بحكم كونه ضعيفا، أو يعاني من فراغ سياسي، أو عسكري. ونحن الأفيال والأغوال، نستطيع ابتلاعه في نصف ساعة!.
على ايران العجم فهم هذا، واحترام محيطها الاقليمي لحفظ كرامتها، إما وأنها تجاوزت، فقد خسرت كرامتها، وتناست أن العجمي العنصري، ليس له تعليم العربي صاحب الدين والثقافة الاسلامية، ماهية (الإسلام). ولعلّ قطعان العراق إداراك فحوى هاته الملحوظة. إن كانوا عربا أقحاحا، وإن لم يكونوا عربا، فليكفوا شرورهم، ولا يستعلوا على أهل الدين والإسلام. ولا غضاضة، في افتخار العجم بمجوسيتهم وعبادة نيرانهم بحق، ومن غير تقية ورياء. ليس العيب في المجوسية، وإنما في المنافقين.
في عالم الحياة، وكما تأمله ودرسه علماء البيولوجيا ونفس اجتماع الحياة، وجد الباحث النمساوي لورنتس: إن توتر الحيوان وميله للعنف، يبدأ عندما يلحظ دخول حيوان غريب محيطه من الأرض. لكل جماعة من الحيوان له قطعة أرض في الغابة. والحيوانات تدرك ذلك بغريزتها.
لكن بعض الحيوانات الطائشة والهوجاء، المغرورة بحجمها وقوتها، أو الأقل وعيا أخلاقيا وتحضرا، تنتهك قدسية حدود الآخر، الأضعف قوة. وبالمقابل، يقوم صاحب الأرض بالتوتر والانفعال، واستخدام حقه الطبيعي والشرعي الثابت في الدفاع.
هذا في عالم الحيوان. تجمع أعداد كبيرة من نوع صاحب الأرض، ومن الجيران أحيانا، للمحافظة على قوانين الحدود.
يمكن مراجعة ابحاث كونراد زاكارياس لورنتس [1903- 1989م] عن عالم الحيوان وسلوكه ونزعاته النفسية. هذا الحيوان ليس عنيفا. لكنه يميل للعنف في حالة الاستفزاز، وعندما يواجه تهديدا لحياته أو كيانه أو محيطه الجغرافي. فالدفاع والرد على الاعتداء ليس عنفا، أنه حق شرعي وطبيعي وينبغي أن يكون قانونيا دستوريا ثابتا.
فكرة الحق الطبيعي في العنف للدفاع عن النفس والأرض والعرض، رفضها الغرب الرأسمالي الكولونيالي. الرأسمالية الكولونيالية الامبريالية يؤمنون أن الأرض للجميع. وأن القوي هو سيد العالم. والبقاء للأقوى والأذكى والأصلح. وهذا الفرد الغربي العنصري االمتفوق.
الرأسمالية الكولونيالية والامبريالية البريطانية، رفضت مبدأ تشارلز دارون [1809- 1882م] في (الانتخاب الطبيعي)/(1858- 1861م)، واستبدلته بفكرة (الانتخاب الانتقائي/ الصناعي). ان الانسان هو سيد الطبيعة، وليسن الطبيعة سيدة الانسان. والأوربي الغربي هو سيد العالم، وسيد كلّ الكون.
ان االدساتير الحالية والقوانين الدولية ليست شريفة وليست صحيحة، وليست شرعية ولا تنسجم مع قوانين الطبيعة.
القانون الدولي الحالي، يقوم على حق القوي في السيطرة والتملك، على حساب الأضعف منه. لذلك، تخصص الحكومة الأميركية، أكثر من نصف ميزانيتها لقواتها العسكرية، والمحافظة على صدارة ترتيبها العسكري الأول، وقدرتها في مواجهة ثلاثين دولة أو جيش في وقت واحد. القدرة على خوض أكثر من حربين كبيرتين في وقت واحد.
في واقع الحال، هذا كذب وتخريف. قوة الجيش ليست بالعدد ولا العدّة. أميركا بلد جبان وجيشها رعديد. جيّشت ثلاثين دولة سياسيا وعسكريا، لاخراج القوات العراقية من الكويت عام (1991م)، معتمدة لاعلى قصف جوي متعدد الأطراف، لمدة أربعة أسابيع، بعد فرض حظر جوي على العراق، ولو كانت شريفة شرف الفرسان، لواجهت الجيش العراقي الصغير، وجها لوجه، من غير عقوبات دولية وحظر عسكري. انتصار أميركا في العراق كان نكتة.
ومع ذلك، احتاجت ثلاثة عشر عاما من التحشيد والتدريبات، وفرض العقوبات على العراق وفرق التفتيش، وإضعاف العراق وتجويعه، ومنعه من التسليح والمناورة داخل حدوده، لتعود وتغزوه في (2003م) على قفا الخونة والعملاء والجواسيس. ولو أنها اجتاحت العراق عسكريا في يناير (1991م)، لوصلت بغداد من غير مقاومة حقيقية. فكانت من الغباء أن تتأخر ثلاثة عشر عاما عن غزوه.
أما معنى غبائها أيضا، فأنها جفلت لمرأى آلاف الايرانيين المتدفقين من الحدود الشرقية، وطلبت من نظام صدام التصدي لهم، واستخدم قواته الجوية اللازمة. وبعد ثلاثة عشر عاما، تحالفت مع ايران وأذيالا العراقيين، لاحتلال العراق، وتسليم الحكم، للمليشيات التي خافتها عام (1991م). فكيف يكون الغباء.
وبعد استلام الذيول للحكم، طلبوا من الجيش الأميركي ترك العراق من جهة، واستخدامت الحكومة الايرانية ارض العراق لمنازلة أميركا، ومشاغلتها عن مهاجمة ايران. واليوم تعاني جماعات ومؤسسات عراقية من طائلة العقوبات الدولية، بجريرة ايرانية، ولرفضها قطع علاقاتها التجارية والسياسية مع العدو الايراني.
أميركا بلد يوصف بأنه متحضر ومتمدن ودمقراطي، ولكنه بلد اجرامي غير أخلاقي. لا يوجد شيء أسمه أخلاق في أميركا الداخل ولا الخارج. ان الولايات المتحدة الأميركية تشكل خطرا يهدد العالم والأمن العالمي.
يحق للرئيس الأميركي استخدام سلاح ممنوع وغير مسبوق، ضد جزيرة أو بلد أو جبل جليد في القطب أو وسط أوربا أو عقدة جبال هملايا، ولمجرد المزح والدعابة. هل يوجد شيء يمنع ترامب من ذلك؟.. هل سيوقفه الكونغرس أم الأمم المتحدة، أم أنه ينتظر موافقة بوتين التنين؟..
ما حصل في العراق في (1991م) محرم دوليا، لو توفر أدنى حدّ من مسؤولية أخلاقية في العالم. ما جرى في تجربة السلاح الذري في اليابان عام (1945م) هو جريمة ضد الانسانية ومحرم وغير أخلاقي.
اليابان لم تكن وليست الآن قوة غاشمة تهدد العالم. ولم تفعل في الحرب العالمية الثانية، غير ما هو مألوف في الحروب، مما فعلته وتفعله بريطانيا وأميركا حتى اليوم، وسط مستنقعات الجبن العالمي المعاصر.
الجبان والمهزوم يرقص أمام الطاغية والمحتل المغرور، ليتحاشى ضربة جديدة. العرب والمسلمون انحنوا وانحنوا وانحنو، وما زالوا منحنين منبطحين مذلولين، حتى نسوا لون الكرامة وطعم السيادة، ولكنهم بالطبع أسود وأغوال ضد مجتمعاتهم الفقيرة والمغلوبة على أمرها.
هذا أيضا نفاق. هل تستقيم الدمقراطية والسيادة وحقوق الانسان، مع الذل والجبن والخوف من الاستقامة.
في وسط السبعينيات، قال السيد النائب يومها: (نحن ليست عندنا خطوط حمراء)، (لا أحد يفرض علينا إملاءات). بقية الحكومات عندها خطوط حمراء، وتستلم إملاءات. ولكنه بعد سنوات، عندما أصبح على رأس الدولة، كان يجيب على بعض الأسئلة والمقترحات: (هناك خطوط حمراء في السياسة الدولية). هل كان صدام حسين يتعلم. هل التعلم يمضي للأمام أم الخلف.
لم يتقدم صدام بأي شكوى ضد الممارسات الأمريكية السياسية والعسكرية المهينة ضد بلده. لم يسمح صدام للجيش بإطلاق رصاصة واحدة ضد الأميركان، في [17 يناير 1991- 25 فبراير 1991م]، وكان ذلك مذلا جدا للقوات العراقية المسلحة. نعم. كان إذلالا للجيش والشعب وكل مواطن عراقي. ولا ننسى قوله: (ههه.. لو جونا الأمريكان.. والله انهدلهم النسوان.. المرأة الماجدة العراقية وحده بألف).
الأخلاق معيار مقدس. كذب صدام الأول، قابل كذبه الثاني. من يكذب، يحترف الكذب، ويعيش فيه حتى يحترق بيته.
كل كذاب يحترق بيته وهو لا يدري..
اعلن صدام الحرب ضد ايران لثمانية أعوام.. وبعد شهرين من وقفها أرسل وفدا وزاريا (رفيع المستوى) بقيادة عزة الدوري، بغية عقد استراتجية أمنية وتعاون كامل في كل القطاعات طويل المدى. أقل ما توصف به هي مشروع اتحاد أو وحدة سياسية شاملة بين بلدين متعاديين تاريخيا، ولم تحسم بعد، مسائل حرب مريرة وطويلة وغير مسؤولة.
قبل ذلك، كان تلفزيون العراق يعيد مشهد رفسنجاني يلقيكلمة، وعمامته تهتز وتكاد تسقط أرضا، وبتكرار مستمر لدقائق..
في نهاية الثمانينيات، كان العراق يعاني من تضخم في عدد قادة الجيش وحملة الرتب العسكرية العالية. ولكن رتبة عسكرية عليا أو متوسطة، لم يجرؤ على قيادة انقلاب قصر ضدّ استهتار الحكومة، والتطبيع الفوري مع العدو، بعد حرب تدميرية طويلة. هل كان هؤلاء جبناء أم منافقين أم انتهازيين. من تلك اللحظة، فقدت الدولة والجيش، مصداقيتهما، فلا كانت اللحكومة وطنية، ولا كان الجيش صمام أمان السيادة وضمانة المجتمع.
هروب كبار الضباط للخارج في التسعينيات، كان تعبيرا عن الافلاس والجبن، وهروبا من المسؤولية الوطنية والشرف العسكري. كان الهروب خيانة مزدوجة، للتخلي عن الواجب وتدعيم أعداء العراق.
القرار العراقي الطيب والحسن النوايا، أجفل الحكومة الايرانية، أرهب الحكومة الايرانية. استفزها في عقر دارها. فقابلت ايران اللعبة بنفس الطريقة. كانت طيبة ومتعاونة جدا مع الوفد العراقي.
ولكنها، بذكائها المعروف، لم تتخذ أي قرار. أرجأت كل شيء لزيارة ايرانية لبغداد بالمقابل. حيث سيجري توقيع الاتفاقيات الأخوية المترفة في طوباويتها.
عاد الوفد العراقي، والوفد الايراني لم يأت ولا ينفذ وعوده. (غدر الغادرون). قالها صدام حسين في صبيحة (17 يناير 1991م): مانشيت أحمر في كلّ الصحف الخمسة الصادرة لذلك اليوم. بعدها اختفت الحكومة والاعلام والجيش في غيبوبة لإسبوعين.. وبعدها..
نعود للتمرين المقدس ، وضرورة التزام الدول به. ضرورة التزام الأفراد والجماعات والعشائر وقطعان التدين به.
السؤال هو: كيف تعلم الملالي وأصحاب العمائم والملالي، فن الرياضة العسكرية والسلوك بحسب ميثاق حقوق الانسان، ومبادئ الثورة الفرنسية!
قبله: ينبغى ان تكون للملالي وأمثالهم المصداقية الأخلاقية الوطنية. ومن فقد المصداقية والشرعية الوطنية، كيف يؤتمن؟..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توترات متصاعدة في جامعات أمريكية مرموقة | الأخبار


.. !الرئيس الألماني يزور تركيا حاملا 60 كيلوغرام من الشاورما




.. مئات الإسرائيليين ينتقدون سياسة نتنياهو ويطالبون بتحرير الره


.. ماذا تتضمن حزمة دعم أوكرانيا التي يصوت عليها مجلس الشيوخ الأ




.. اتهام أميركي لحماس بالسعي لحرب إقليمية ونتنياهو يعلن تكثيف ا