الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة الموجوعين والفقراء في لبنان الى اين

محمود الشيخ

2019 / 11 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ترددت كثيرا قبل كتابة مقالتي هذه، لكن ولإيماني بالحق في إبداء الرأي فقد اتخذت قراري بكتابة هذا المقال بالرغم من قناعتي بأن هناك من سيعترض على آرائي لإيماني بأن الاختلاف بالرأي حق مشروع أيضاً.
ففي مقالتي هذه سأركز رغم أن ثورة الجياع والمحرومين والفقراء في لبنان قد تأخرت عن موعد انفجارها، سيما وأن دواعي انفجارها قد تشكلت وبرزت على السطح منذ فترة طويلة، إلا أنه وعلى ما يبدو أن صبر الشعب اللبناني كصبر أيوب.
إلا أن هذا الصبر قد انتهى فكان الأنفجار العفوي، حيث خرج الناس من بيوتهم دون تنسيق، ودون توجيه، ودون هندسة وتنظيم للثورة من قبل أي جهة خارجية، انفجار عفوي بدون قيادة، حيث لم تكن هناك ضرورة لقياده توجههم، ولم يكن هناك تنسيق مسبق للخروج إلى الشارع، بل حتى أنهم لم يتفقوا على الشعارات والمطالب... شعب انطلق إلى الشوارع ليقول كفى للجوع... كفى للفقر المدقع...كفى للبطالة... كفى لتراجع سعر الليرة اللبنانية وتراجع قيمتها الشرائية... كفى للطبقية التي سمحت بنمو شريحة من المليونيرية، ومن أصحاب الإمتيازات والأرصدة الفلكيه في البنوك، اللذين باتوا يتحكموا في اقتصاد لبنان وقاموا بنهب ثرواته تحت عيون وبصر السلطة التي جزء منها فقاموا بسن القوانين وتسييرالبلد بما يتناسب ومصالحهم الإقتصادية فمن بداية التسعينات انتشر الفساد ونهب المال في النظام السياسي دون رقيب أو حسيب، وفي الفترة الأخيرة .
وبعد انتخاب ميشيل عون وكتلته الكبرى في البرلمان مع كتلة الوفاء للمقاومة، وكتلة نبيه بري استبشر الناس خيراً سيما وأنهم وعدوا الجماهير بمحاربة الفساد واسترجاع المال المنهوب. ولكن وبعد مرور ثلاث سنوات لم يتم فيها تحقيق أي هدف بل على العكس من ذلك فقد ازداد الفساد وانتشر، فتقاسم السلطة بين أطرافها الثلاثة، سلطة العهد، حيث تمّ تسليم الملف الإقتصادي للحريري، ورئاسة الجمهورية لمشيل عون والمقاومة لحسن نصر الله، هذه الصفقه شكّلت أرضية للتنسيق بين الأطراف الثلاثة، أدّت إلى تراجع حزب الله وكتلة ميشيل عون عن وعودهم في محاربة الفساد أو محاسبة اللصوص ممن قاموا بسرقة مال الشعب ونهبه، دون أن ننكر التآمرات الخارجية على لبنان ضمن خارطة سياسية أعدّت للتحكم بالمنطقة ككل ومن قبل جهات مختلفة، وقد اختلف مع الكثيرين من حيث أن هذه الجهات هي التي تتحكم في الشارع اللبناني، حيث أثبت الشعب اللبناني بأنه فوق كل هذه المؤامرات وبأنه شعب له مطالبه ومبادئه التي يناضل من أجلها، فبات شعب يناهض النظام الطائفي المستفيد من الحكم من جهة والمؤامرات الخارجية من جهة أخرى . هذه الجهات الخارجية قد تكون حاولت استغلال هذه المواقف وهذه الثورة ولكن هذا لا يعطينا الحق في أن ننقص من حق الشعب اللبناني للمطالبة بحقوقه، ولا شك بأن القيادات الطائفية لم تستطع حتى الآن أن تعيد ثقة الشعب اللبناني بها وحتى أنها لم تستطع أن تعطي الوعود التي تتجاوب مع هتافات الشعب اللبناني، بل وقعت في أخطاء كثيرة حيث برزت مواقف غير واضحة أو غير بريئة لبعض القيادات بل أساءت لبعضها دفاعاً عن نفسها، ووقع حزب الله في خطأ من حيث عدم مشاركة قاعدته الإجتماعية وفي غالبها من الفقراء في الثوره بل كانت له مواقف ضد الثورة حيث وصفها السيد حسن نصرالله بانها ممولة من السفارات وغيرها بدل أن يقف معها ويستثمرها في تصحيح اتفاق العهد وتقاسم السلطة الذى ساهم في حماية اللصوص والفاسدين، والنظام ، كما كان موقف حزب الله رافضاً لإسقاط الحكومة بل حتى أنه طالب الحريري بعدم الإستقالة، علماً بأن الحريري تصرف بذكاء حين أعلن استجابته لمطالب الجماهير في تلبية مطلب الإستقالة، كما لم يقدم السيد نصرالله أية مساعدة لتطوير الثورة وحمايتها من أي انحراف من شأنه أن يخدم الرجعيات العربية، والقوى الساعية لتدمير لبنان، فلو سعى إلى الوقوف إلى جانب الثورة وقاعدته الإجتماعية من الفقراء لتمكن من تحقيق أهداف الثورة، وسجن كافة اللصوص والانتهازيين الذين كانوا يشكلون جبهة داخلية ضد المقاومة، فقد اتخذ موقف الدفاع عن النظام وحمايته اعتقاداً منه أن سقوط النظام يعني خروجه منه، سيما وأن مطالب الجماهير تركز على إلغاء النظام الطائفي وإقامة نظام مدني علماني، الأمر الذي يعني إلغاء التوازن والمحاصصة الطائفية في البرلمان والحكومة، وعلينا أن لا ننسى ان حزب الله هو حزب ديني نتفق معه ونؤيده في عدائه لإسرائيل ومقاومته لها ولكننا حتماً نختلف معه في القضايا الإجتماعية وهذه إحدى أهم القضايا التى تعثّر حزب الله فيها .
بناء على كل ما تقدم هناك أهمية قصوى لتشكيل قيادة للثورة تتفق على مطالب محددة تتجاوب مع مطالب الجماهير بغض النظر عن المكاسب الذاتية والطائفية.
لكن هناك مخاطر تتعرض لها الثوره على رأسها ضعف قوى اليسار وغياب قياده لها واختراقها من قبل جعجع وجنبلاط اصحاب اجندات خارجيه معاديه للقوى الأخرى ، واتفاقها مع الثوره هدفه تحريض الجماهير وتأليب ضمائر الناس على قوى ثمانيه اذار ، فهل تدرك هذه القوى ممثله في كتلة الوفاء للمقاومه ( حزب الله ) وكتلة التغير ( التيار الوطني الحر ) وكتلة نبيه بري ، هل يدركون اهمية الإستجابه للمطالب المعيشيه للجماهير وتستدعي قواها الاجتماعيه لمساندة الثوره والوقوف بجانبها وتلبية مطالبها واسترجاع المال المنهوب وتنهي نظام المحاصصه الطائفيه وتقيم نظاما مدنيا ، بعد ذلك سيبقى موقع هذه الكتل في تصاعد جماهيري وحتما ستهزم اي مخطط امبريالي ورجعي عربي ومحلي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص


.. مسعف يفاجأ باستشهاد طفله برصاص الاحتلال في طولكرم




.. قوات الاحتلال تعتقل شبانا من مخيم نور شمس شرق طولكرم