الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطريق الى امستردام/رواية -الفصل السابع

ذياب فهد الطائي

2019 / 11 / 7
الادب والفن


كانت صفية مستلقية على الفراش تنظر الى سقف الغرفة المشغول بزخرفة إسلامية بالجبس الابيض، تخالس النظر الى عامر وهو يحلق ذقنه ،كان مشغولا بشيء آخر ، كان يمرر ماكنة الحلاقة بالية ورائها خبرته بتضاريس وجهه،يده تتحرك على وجهه بصورة مدهشة.
دق جرس الباب ، نهضت بسرعة تسوي فستانها وشعرها ، أحد عمال الفندق،كان وسيما يرتدي طقما رسميا أزرقا وينتشر شعره الأحمر بكثافة ، سلمّها رسالة بمغلف صغير في زواياه أربع زهور برية ميزت منها (شقائق النعمان )،أخذت المظروف ، دفعها الفضول أن تشمّه ،ضحكت من تفكيرها المراهق
قال عمر- ماذا يريدون ؟
- رسالة باسمك
-إقرأيها
- إنها باللغة الانكليزية ...عزيزي عمر سأمر عليك في الفندق غدا الساعة السادة مساء ، المرسل مراد أوغلو
-المهرب
تابع-هذا يعني اننا أحرار حتى مساء الغد
خرج من غرفة الحمام
-سنتصرف برفاهية
-ماذا تعني
-أنت مدعوة لاحد أفضل المطاعم في اسطنبول وقد حجزت لشخصين وأنت في الحمام
-لقد اتفقنا أن نوفر
-صحيح ولكن ليس في هذه الليلة
المطعم تصعد اليه بواسطة سلما خشبيا عريضا مفروشا بسجادة حمراء وعلى امتداد السلم الى أعلى كانت صورا لشخصيات عالمية سبق أن تناولت طعامها فيه،كانت الصور مؤطرة ومعتنى بتعليقها ، في الأعلى صالة كبيرة فخمة تضم عددا من الطاولات الدائرية تحيط بها كراس من خشب الزان بمقاعد جلدية وثيرة،
وهما يدخلان الصالة عطر خفيف تحمله دفقات هواء يتدثر برطوبة، يملأ المكان فيثير فيهما إنتعاشا طريا
أجالا نظرهما بالحضور وهما يتبعان نادلا بيده قائمة باسماء الذين تم تثبيت الحجزلهم،كان قد تجاوز الخمسين بقليل يربط شعره الاشيب خلف رأسه على طريقة ذيل الحصان ،فكرت صفيه إن ظهور مثل هذا الرجل في أحد مطاعم بغداد سيكون حدث الموسم ، أشار الرجل الى طاولة عند الشباك المقابل للسلم حولها ثلاث كراس ،قال عمر-المطعم رومانسي
كانت الإضاءة (المعتمة ) والجو الدافئ يشيعان شعورا بالرضا والاسترخاء ، كما كانت الوشوشات التي تحتل المسافات بين الطاولات تحمل أصواتا متباينة ونبرات منخفظة ومتنوعة فقد كان تباين الفاظها يشي بتنوع اللغات التي تعبر عنها
قالت صفية –لا أدري .... أشعر إن المطعم يحمل طابعا ارستقراطيا رسميا
ابتسم عمر – إرستقراطيا مفهوم ، ولكن رسميا (لا تمشي )
-أعني إغراقا في الإرستقراطية
قال النادل –أرجو ان تكونا قد اخترتما ....أولا ماذا تشربان
قال عمر – كأس نبيذ أبيض جاف ....شاتونوف
-والسيدة ؟
- سفن أب ...أبيض أيضا ولكن رطب !!
ابتسم النادل مجاملة
-والطعام
-قال عمر –إسمحي لي أن أختار ...سيكون مفاجأة
التفت الى النادل –سمك ....المشوي بالملح مع سلطة الخضرة
-هل تفضل نوعا من السمك
-سمك بحر ايجة
إبتسم النادل وقال –أنت تعرف طعامك سيدي
كانت صفية تتطلع الى عمر باستغراب فهي لم يسبق لها أن سمعت عن شوي السمك بالملح ، كانت أمها تحدثها عن شوي السمك بالطين ولم تكن تتصور إنها طريقة مناسبة ،كانت أمها تحاول اقناعها إن الطين يتحول الى فخار والسمكة لا تتعرض للتلوث وتظل كما هي ،
حين استعرضت النسوة في المطعم وجدت انهن اجمالا أنيقات وبعضهن غاية في الجمال ، استطاعت أن تلحظ تباينا في ملابسهن ، التركيات وبعض العربيات يرتدين ملابس سهرة بعضهن بنصف كم وأخريات بدون أكمام يستعرضن اكتافهن المكتنزة ، أما الأجنبيا ت، والتي شخّصتهن من استعمالهن اللغة الانكليزية مع مضيفيهن ، كنّ يرتدين بنطلوات الجينزوبلوزة ، وفكرت (لون آخر من الأناقة).
لوح عمر للنادل بالحساب ، كان المجموع 125 دولارا فكرت صفية إن وجبة العشاء تساوي السفر من اربيل الى اسطنبول !!قال عمر ،علينا أن نستمتع بوجودنا هنا
قالت صفية – لا شك إنها ليلة مدهشة باجوائها الفريدة ، المطاعم الرخيصة تبعث على التوتر بجوها المشبع بروائح الطعام وبزبائنها الذين لا ينفكون يحدقون بشراهة الى النساء ، ربما أكثر من شراهتهم البدائية وهم يتناولون طعامهم ،ويسود جو من الصخب والحديث المختلط ،
قال عمر –إختلاف الزبائن هو الفارق
في الطريق الى الفندق قال سائق التاكسي
-حضراتكم من ايران
قال عمر- من العراق
التفت السائق وعلى وجهه انطباعا بالإندهاش – صدام حسين !!!
-الرئيس القائد ...نعم
لم يعلق السائق ولكنه فهم السخرية في كلام عمر ، التعوًد يكرّسه الخوف الذي لا تمنعه الحدود من ملازمة الأفراد ، هو شجرة لكل المواسم ،ويحتاج الى الزمن،
كان عمر يرقبها بنظرة واثقة وحنونة وهو يمسك بيدها لتغادر السيارة ،شعرت بأنها أكثر ثقة بالأمل الذي يتمدد في خيالاتها ليرسم شرفات المستقبل الذي تحلم به، ألقت نظرة عميقة نحو عمر، أحست برغبة في تقبيل ذقنه المستدير الصلب .
كان مراد اوغلو دقيقا في مواعيده فعند السادسة كان امام مكتب الاستقبال .نزل عمر لمقابلته
-بعد غد احضر الساعة الخامسة صباحا لإصطحابكما الى إفاليك وهي مدينة ساحلية جملية ، ستسافران بسيارة سياحية مستأجرة باعتباركما سائحين في شهر العسل ، تذكر هذا ، وفي الساعة الثالثة صباحا من اليوم التالي ستكونان مستعدين للذهاب الى الباخرة الراسية على الشاطئ والتي تغادر في الثالثة والنصف الى مدينة ساحلية يونانية صغيرة هي ميتي ليني حيث تقلكما مع الاخرين بباص الى مدينة ليسبوس ومنها الى هولندا بالقطار،اهم ما عليكما أن تتذكراه ، عدم اعطاء تفاصيل الطريق أن تم كشف أمركما وعدم معرفتكما باسماء المهربين ،وبالمناسبة إسمي ليس مرادا ولست من آل أوغلو ،كما ان عليكما ان تتخلصا من اية أمتعة لا حاجة لها ، إحرصا على النقود التي معكما .
كان يتكلم وكأنه يقدم تقريرا القاءعشرات المرات ، لحظ عمر إن عينه اليسرى تطرف ياستمرار فيما عينه اليمنى تدقق في المتواجدين في صالة الاستقبال والداخلين الجدد ،ورغم ان درجات الحرارة كانت منخفظة فقد كان مراد يمسح رأسه الخالي من الشعر باستمرار ، ربما يكون هذا تعبيرا عن التوتر والخوف الذي يستشعره بسبب طبيعة عمله
-حسنا كل شيء واضح ولكن لدي بعض الاستفسارات البسيطة
- لا بأس ... بقدر ما أعرف سأجيب
كانت لغته الانكليزية سليمة ولكنها لم تتخلص من النبرة التركية المكثفة والعالية ,لحظ عمر ان من يتكام اللغة الانكليزية من الاتراك الذين صادفهم لا يستوعبون ترددات أصوات اللغة الانكليزية فيأتي حديثهم أعلى نبرة
-كم ساعة يستغرق سفرنا الى إيفاليك
-حوالي 4 ساعات ومع التوقف في الطريق لتناول القهوة مثلا ،أربع ساعات وتصف
-ومن ايفاليك الى ...المدينة اليونانية على بحر ايجة
-حوالي الساعتين ،وللايضاح الباخرة الصغير جديدة وسيكون معكم ربما عشرة أشخاص آخرين ، ومن ميتي ليني بالباص الذي يهيأه جماعتنا في اليونان الى ليسبوس ، وبالطبع لن يتركوكم قبل ان يؤمنوا لكما تذكرة السفر بالقطار ويوصلوكما الى مقعديكما....بقي لي أنا أمر واحد ....باقي ا لمبلغ ،
سلمه عمر 550 دولارا وقال –حسب الاتفاق قيمة تذكرتي السفر من اربيل واجور الفندق تم حسمهما....هل تريد الوصولات؟
- شكرا .....الى الرابعة صباحا
مسح رأسه وجال ببصره في الصالة وخرج مسرعا
حين حدث عمر صفية بما دار بينه وبين مراد شعرت بانقباض وتغيرت سحنتها المتفائلة والساحرة الى تقطيبة جادة وكأنها تواجه الامر برمته الان فقط، قطعا لم تشعر بالندم ،هي إنسانة ناضجة وليست صبية دونما تجارب ، وهي اختارت هذه المسيرة بكل إرادتها ، أكدت لنفسها إن عمر يعرف تماما ما يفعل ،ولكن ماذا لو وقعت مستجدات لم تدخل في الحسابات ، حسنا ليفعل الله ما يشاء ، شعرت بشيء من الراحة فهناك منْ يمكن أن تركن الى أن تحمله سلامتهما
ربت عمر على رأسها وقبلها على جبهتها
-لدينا حاجيات يمكن أن نتركها أو نسلمها لموظف الاستقبال
-بالفعل ،لدي اكسسوارات وجاكتين من الجلد كنت قد اشتريتهما من الصناعات الجلدية في بغداد وهما ثقيلتان.
- ربما لدي حاجيات أكثرسأ قوم بتصفيتها ، يجب أن تكون الحقائب خفيفة وقد نضطر الى الجري لسبب أو آخر فتعيقنا
عاودها ثانية شعورها المقلق ... البحر ...الشرطة .... الإحتجاز في غرف مقززة مع بشر لا تعرفهم محشورون جميعا بعيدا عن عيون الشرطة.
لم تستطع أن تخلد للنوم ....تناولت حبتا برستمول ووقفت ترقب السماء من شباك الغرفة في الطابق الخامس المطل على الشارع الفرعي من استقلال جادة سي في اسطنبول ،هنا حيث هي بعيدة على نحو لم تفكر فيه قبلا ،عن بغداد ،عن امها وعن عملها وعن الناس الذين تعرفهم أوكانت تتعامل معهم،خلا الشارع من زحامه الا من بعض السكارى بعضهم يضحك وهو يكلم نفسة وآخرون يسيرون مترنحين صامتين وكأنهم يفكرون لماذا شربوا الى حد الثمالة،شعرت بنوبة نعاس فاستلقت الى جانب عمر الذي كان يغط بنوم عميق،هي الان في الطريق الى الحرية ومستقبل جديد ،ألا يتضمن العمل من أجل حياة جديدة تصنعها بيديك نفحة سحرية تبعث العزيمة في مفاصلك لتتحرك بعزيمة أقوى ؟ولكن ما ذا لو وقع المحذور وسقطا بايدي الشرطة اليونانية، واذا رفض بحر إيجة أن يشارك في هروبهما !وتمرد على المهربين وباخرتهم وأخيرا هل يستحق صناعة مستقبل مجهول كل هذه المخاطر ؟

في الثالثة والنصف دق جرس الهاتف يذكرهم بالموعد ،وعند باب الفندق كانت سيارة بيجو سوداء واسعة تنتظرهما ، استقبلهما السائق الذي كان يرتدي زيا رسميا لشركة سياحة بترحيب مبالغ فيه ، كان معهما حقيبة صغيرة للملابس الداخلية فقط ، وقاما بتوزيع الدولارات التي معهما وربط كل منهما ما لديه بحزام على البطن ، أبقيا ثلاث مئة دولارا للطريق،
كانت ا لتدفئة بالسيارة تبعث على النعاس قال السائق بانكليزية بالكاد جمّع كلماتها –إذا توقفنا عند أي حاجزأتركا الحديث لي ، الشرطة لا تتحدث الانكليزية ، عموما انتما سائحان في شهر العسل ذاهبان الى شواطئ ليفانيك.
توقف السائق عند كافتريا تتخفى وراء مجموعة من أشجار الصنوبر الاحمر، كان رواد الكافتريا من المسافرين على الطرق الخارجية ورغم إن النهار لم ينتصف بعد فإن معظم الجالسين يتناولون العرق التركي فيما تتصاعد موسيقى يصحبها غناء جبلي لابراهيم تاطلس ،كان الصوت عريضا ينسجم وجو الصالة المنعزل والدافئ ، يستمع الجميع باصغاء ويهزون رؤوسهم بتوافق منسجم ،
طلب عمر قهوة وبعض الكرواسان المحلات بالشكولاته ،لم يعرهم أحد اهتماما،بدا الجميع كأنهم يمارسون طقسا ، الموسيقى والخمرة وظلال النعاس تدفع بهم الى الإسترخاء والانكفاء الى دواخلهم
-عمر هل يقدمون المخدرات
قلت لها إنهم منسجمون فقط يحلمون بالشاطئ الرملي والبحر ، لا يواجهون الهروب وبالتالي ليسوا خائقين ،كانت صفية حساسة تجاه ما هو خارج عن المألوف،هذه واحدة من صفات الاشخاص الذي جرت حياتهم على وتيرة واحدة وتعودوا القناعة بها ،ستواجه في اوربا بعض المتاعب ولكني سأقف الى جانبها، لن تشعر بالذنب حينما تغيّر من بعض عاداتها وتصبح أكثر قدرة على اتخاذ القرارات بنفسها ،حين طلبت منها أن تغير قصة شعرها لترفعه فوق أذنيها ،نظرت نحوي باندهاش، كيف لي أن أعرف مثل هذه الامورعن النساء ، قلت لها ان وجهك المستدير وخّديك المكتن لم توافق ولكني ضبطتها وهي تقف أمام المرآة وترفع شهرها كاشفة القرطين المتحركين ، لم أشعرها بوجودي وأصبحت مقتنعا انها ستواجه متطلبات حياتها الجديدة بشجاعة.
فجأة توقفت الموسيقى وصمت ابراهيم تاطلس ، ساد ترقب مستطلع ثم انفلت صخب شيّع الصمت والهدوء بعنف ، لم يكن يبدو على الزبائن وهم ينصتون ويشربون العرق من كؤوس الخمرة فيها كحليب عكر ،رفع شاب صوته بغناء تركي ، كان صوته يملأ الصالة بنبرة عميقة متناسقة ، صمت الجميع بعدها قام المغني يرقص فاردا ذارعيه مراوحا في حركته بين قدميه فيما انطلق الجميع يصفقون بإيقاع منتظم .
قال السائق –ستبقيان في فندق على الشاطئ مباشرة وفي الثالثة صباحا سيحضر الاخ مراد لنقلكما الى الباخرة
قلت –هل سيكون العدد كبيرا في الباخرة
-لا أدري
ونحن نغادر الصالة لم يلتفت أحد الينا ،كانوا مشغولين بمراقبة الراقص الذي زاد من سرعة دورانه محافظا على رشاقة حركاته وخفتها ،
بدأت غيوم داكنة متقطعة تتجمع كانت تتقدم من خلف الجبال والهضاب التي كانت تلازم الشارع لأكثر من ثلاث ساعات ،كانت الغيوم وكأنها في عجلة من أمرها بعد أن استلمت أمرا بالتحرك ، ونحن ننزل الى مشارف المدينة توقف السائق وهو يلتفت نحوي
-أرجو الا ترد او تستفهم ، اترك الحديث لي
كانت نقطة تفتيش للشرطة ، سيارة شرطة بيضاء تقف في منتصف الشارع وقد تم تشغيل أضوية التحذير الاربعة وعلى الجانين ثلاث دراجات بخارية بجانبها شرطة بالملابس الرسمية
انزل السائق زجاج السيارة من الجهات الأربع وتبادل حديثا بالتركية مع السائق ثم طلب أوراق ،تطلع نحوما متفحصا وقال :مبروك
لم افهم من حديثهما الا ترديد كلمة في أوتيل فيراهي افلير،رغم قساوة الطقس فتحت الزجاج قليلا ، كانت نتنطلق من البحر ومن المدينة رائحة الصنور البري و رطوبه تلطف البردة التي كانت بحماية سلاسل الجبال التي ظلت ورائنا ونحن نتجه بمحاذات ألأرخبيل الى الشرق
قلت للسائق ونحن نأخذ طريقنا داخل (إيفا ليك)-هل سننزل في فندق فيراهي
-نعم.....انت دقيق سيدي
ابتسم وهو يغمز بعينه
بدأ مطر خفيف
قالت صفية –اللهم إجعله خيرا
قال السائق –هذه الليلة سيتعرض بحر أيجة الى عاصفة
بسملت صفية وقالت –فال الله ولا فالك
قال السائق –راديو اسطنبول يحذر الصيادين ويطلب عدم الخروج الى البحر هذه الليلة...ساعوف فور ايصالكم الى الفندق
كان فندقا صغيرا منعزلا تحيط به اشجار الصنوبر والسدر الازرق، يرتفع مدخلة بثلاث درجات من المرمر الرصاصي ويفصله عن الماء شارع فرعي صغير ،حول إيفاليك مجموعة من الخلجان ويقع الفندق على أحد التفرعات ، وهناك أمام الدخل على الماء سلم حجري يمكن استخدامه للنزول الى الزوارق التي تنقل الراغبين بالسياحة عبر الخليج المجاور ...كانت هناك عشرات الزوارق البخارية الصغيرة واليخوت البيضاء تقف مشدودة الى الرصيف الحجري المحكم ،في مثل هذا الجو يحرص السواح على البقاء على الارض يتسكعون في الشوارع المكتضة بمحلات بيع التذكارات السياحية
كانت موسيقى ناعمة تنساب في صالة الاستقبال،قالت صفية انها سيمفونية الربيع ، قلت ،تعرفين اني (غشيم ) فيما يتعلق بالموسيقى ،قالت ،هذه من القطع التي أحبها
--هل هي لموزارت ؟
-لا ،هي للايطالي فيفالدي
كان موظف الإستقبال شابا حليق الرأس واللحية والشاربين ، إبتسامته المجاملة رسمية ،عيناه زرقاوان بدائرة رصاصية حول البؤبؤ ،لم أر إنسانا له مثل هذه العيون ،كانتا صافيتين ولكن نظراتهما ماكرة
أفرغ معلومات الجوازين في السجل أمامه وأعادهما لي ،
قال-قبل أن تصعدا الى غرفتكما أود أ ن أقوم بواجب الضيافة
طلبت فنجاني قهوة تركية،أيدتني صفية بهّز رأ سها ،كنا بحاجة الى قهوة مركزة بعد ساعات في السيارة المكيفة ليس في مدى رؤيتنا غير الجبال الصخرية والاشجار حتى لتشعر عند اختفاء السيارات المارة إنك منعزل عن العالم
أمام موظف الاستعلامات كراسات دعاية سياحية عن مدينة إيفا ليك، إستأذنت الموظف الذي قال- لدينا باللغة العربية أيضا ، في الصيف يزورنا مئات ا لسياح
من الخليج العربي
قالت صفية –لن تجد الفرصة لتتجول ، أنا أشعر بتعب وأود أن أنام
-لم يتبق شيء يومين أو ثلاثة ونكون في أوربا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81