الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافات المتأسلمين 10 - ولادة الرسول في 12 ربيع الاول

زهير جمعة المالكي
باحث وناشط حقوقي

(Zuhair Al-maliki)

2019 / 11 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في كل عام هجري وبالتحديد يوم الثاني عشر من شهر ربيع الاول يحتفل المسلمون بيوم مولد الرسول محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم ويتم في هذه الاحتفالات تبادل الحلوى والتهاني فهل حقا ولد الرسول في هذا التاريخ ؟ لذلك سوف نستعرض المصادر التاريخية التي اعتمدها المتاسلمون لخلق هذه الخرافة في اذهان البسطاء .
بمراجعة المصادر المعتمدة لدى المتأسلمين نرى ان ابن قيم الجوزية في كتابة " زاد الميعاد في هدي خير العباد " الجزء الاول الصفحة 72 يقول " لا خلاف أنه ولد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بجوف مكّة ، وأن مولده كان عامَ الفيل " فهو هنا يدعي عدم وجود خلاف على ان مولد الرول كان في عام الفيل في حين نرى ان ابن كثير في كتابه البداية والنهاية الجزء الثاني الصفحة 262 يذكر ان بعض الروايات تقول ان الرسول ولد بعد عام الفيل بعشر سنوات كما روى عبد الرحمن بن أبزي وهو مولى نافع بن عبد الحارث ومن رواة الاحاديث ، وقيل ان الرسول ولد بعد الفيل بثلاث وعشرين سنة كما روى شعيب وروى موسى بن عقبة عن الزهري ان الرسول ولد بعد الفيل بثلاثين سنة ، وقال ابو زكريا العجلاني كما روى ابن عساكر ا النبي ولد بعد الفيل باربعين سنة وروى خليفة ابن خياط عن ابن عباس ان النبي ولد قبل الفيل بخمسة عشر سنة الا انه قال بان هذا الحديث ضعيف وكل هذه المرويات رواها ابن الاثير في كتابه البداية والنهاية ، الجزء الثاني ، الصفحة 262 ، منشورات دار المعارف ، بيروت ، 1990 . وبهذا يتضح ان قول ابن القيم ومتابعيه ليس صحيحا من عدم وجود الخلاف في السنة التي ولد فيها النبي محمد .
بالنسبة للشهر الذي ولد فيه الرسول فقد ذكر معظم المورخين ان الرسول ولد في شهر ربيع الاول وهناك روايه عن الزبير بن بكار اوردها أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد السهيلي في كتابه الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام تحقيق عمر عبد السلام السلامي ، منشورات دار إحياء التراث العربي، بيروت ، الطبعة الأولى، 1421هـ/ 2000م قال " وقال الزبير كان مولده في رمضان وهذا القول موافق لقول من قال إن أمه حملت به في أيام التشريق والله أعلم ". حيث يقول الزبير بن بكار “حملت به في أيام التشريق في شعب أبي طالب عند الجمرة الوسطى، وَوُلد بمكة لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر رمضان”، اذن نحن لدينا روايتين في الشهر الذي ولد فيه النبي احدهما تقول ربيع الاول والثانية تقول رمضان .
اختلفت الروايات في يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم حيث ذكر السهيلي في الانف النظر وابن كثير في البداية والنهاية ان النبي ولد بعد حادثة الفيل بشهر، وقيل: بأربعين يومًا، وقيل: بخمسين يوما وقال الذهبي: "وقال أبو أحمد الحاكم وُلد بعد الفيل بثلاثين يومًا، قاله بعضهم. قال: وقيل بعده بأربعين يومًا" فلم يتفقوا على قول واحد . بالنسبة لليوم الذي ولد فيه الرسول فهناك عدة اقوال . القول الاول هو الثاني من ربيع الأول، حكى به ابن عبد البر بكتابه “الاستيعاب”، بالإضافة إلى ما أورده ابن سعد عن طريق الواقدي، الذي نقل هذه المعلومة عن أبي معشر نجيح بن عبدالرحمن المدني . التاريخ الثاني هو الثامن من ربيع الأول، رجَّحه أبو الخطاب بن دحية في كتابه: “التنوير في مولد البشير النذير”، وأتى على ذِكره ابن عبد البر وابن كثير ، كما رواه الخوارزمي وابن حزم ومالك في رواية عن محمّد بن جبير بن مطعم ، ورواه عقيل ويونس بن يزيد وغيرهم عن الزهري عن محمَّد بن جبير بن مطعم، ونقل ابن عبد البر عن أصحاب التاريخ أنهم صححوه، وقطع به محمَّد بن موسى الخوارزمي، ورجحه الحافظ أبو الخطاب بن دحية في كتابه (التنوير في مولد البشير النذير) ، واعتبره الألباني، أدقَّ ما روي بهذه المسألة من حيث السند، قائلًا عن بقية أقاويل تاريخ الولادة إن “كلها معلقة – بدون أسانيد – يمكن النظر فيها ووزنها بميزان علم مصطلح الحديث؛ إلا قول: إنه في الثامن من ربيع الأول، فإنه رواه مالك وغيره بالسند الصحيح عن محمد بن جبير بن مطعم، وهو تابعي جليل” ، . وبناء على دراسة محمود باشا الفلكي فالتاريخ هو التاسع من ربيع الأول الموافق لـ 22 أبريل/ نيسان وهو ما اخذ به المباركفوريُّ صاحب “الرحيق المختوم” بقوله " ولد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بشعب بني هاشم بمكة في صبيحة يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول، لأول عام من حادثة الفيل، ولأربعين سنة خلت من ملك كسرى أنوشروان، ويوافق ذلك العشرين أو الثاني والعشرين من شهر أبريل سنة 571م " ، ومحمد الخضري صاحب “نور اليقين في سيرة سيد المرسلين”.وقيل: لعشر خلون منه، وهو ما اعتمده قال الشيخ محمد بن عثيمين بقوله "وقد حقق بعض الفلكيين المتأخرين ذلك (أي مولد النبي صلى الله عليه وسلم) فكان اليوم التاسع لا في اليوم الثاني عشر" . كما روى ابن عساكر عن أبي جعفر الباقر، بقوله “وُلد الرسول يوم الاثنين لعشر ليالٍ خلون من ربيع الأول، وكان قدوم أصحاب الفيل قبل ذلك في النصف من المحرم”. ورواه مجالد عن الشعبي.وقيل الثاني عشرة م ربيع الاول نصّ عليه ابن إسحاق، ورواه أبي شيبة في مصنفه عن عفان عن سعيد بن مينا عن جابر وابن عباس أنهما قالا: "ولد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام الفيل يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول وفيه بُعث وفيه عُرج به إلى السماء وفيه هاجر وفيه مات". وهذا هو المشهور عند الجمهور والله أعلم.وقيل سبعة عشر من ربيع الاول كما نقله ابن دحية .
مما تقدم يتضح ان المسلمين لم يتفقوا على سنة ولادة الرسول ولا الشهر الذي ولد فيه ولا حتى اليوم الذي ولد فيه بل ان اقوى الاقوال يحدد يوم الثامن من شهر ربيع الاول اما علم الفلك فيحدد يوم التاسع من شهرين ربيع الاول . ولكن المورخين في معظمهم يشيرون الى ان وفاة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنها كانت في الثاني عشر من شهر ربيع أول اي ان مايحتفل به المسلمون بالاقوال الثابته هو وفاة الرسول وليس ميلاده .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اغلب الروايات
عبد الحكيم عثمان ( 2019 / 11 / 9 - 12:43 )
سيد زهير اغلب الروايات
اكدت على ولادة الرسول في الثاني عشر من ربيع الاول من عام الفيل وعليها اعتمد ت النسبة الغالبة من المسلمين على ولادتها في الثاني عشر من ربيع الاول ومن اختلف من المسلمين لم يختلف على ولادته في ربيع الاول ولكن اختلف البعض في يوم ولادته ومن اختلف يقول انه ولد في السابع عشر من ربيع الثاني ولم يختلف مع ولادته في عام الفيل
ولاشك في الاختلاف لانه لم يكن في زمن ولادته مؤسسة تهتم بتسجيل
الولادات والوفيات
كما ان المسيحين ايضا بينهن اخلاف في يوم ولادة السيد المسيح
الاهم السير وراء من اتفقت عليه اغلب الروايات وغالبية المسلمين


2 - راجع اخر ماورد في مقالك
عبد الحكيم عثمان ( 2019 / 11 / 10 - 13:11 )
تقول في اخر مقالك سيد زهير
عن عفان عن سعيد بن مينا عن جابر وابن عباس أنهما قالا: -ولد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام الفيل يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول وفيه بُعث وفيه عُرج به إلى السماء وفيه هاجر وفيه مات-. وهذا هو المشهور عند الجمهور
مشهور عند الجمهور معناه اتفاق عند الجمهور وتقول انه لااتفاق بين الجمهور ان رسولهم ولد في الثاني عشر من ربيع الاول
وعليه ماجاء في اخر مقالك انهى شيئ اسمه خرافة كما تتوهم او تزعم عن ولادة رسول المسلمين


3 - رد على السيد عبد الحكيم عثمان
زهير جمعة المالكي ( 2019 / 11 / 10 - 18:09 )
عندما تقول اغلب الروايات فانت توكد ما جاء في المقال من تعدد الروايات وتكرار الرواية في اكثر من كتاب لايعني صحتها ولايعني نفي البقية الموضوع مجرد وجود تمويل لتيار معين يريدك ان تحتفل بوفاة الرسول بدل ولادته
ثانيا يبدو انك لاتعرف الفرق بين المشهور والاجماع فالمشهور لايعني باي حال من الاحوال الاجماع بل ان العلم ينافي ما تقول رواية الثاني عشر من ربيع الاول

اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في


.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah