الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الورطه

حسام الدين مسعد
كاتب وقاص ومخرج وممثل مسرحي ويري نفسه أحد صوفية المسرح

(Hossam Mossaad)

2019 / 11 / 9
الادب والفن



أن تعرف ذاتك خير من أن تعرف الآخر
حين وقعت عيناي على هذي اللؤلؤة البشريه كانت لاتزال في عبير الزهور تفوح بعطرها الجذاب بين رفقائها ظلت عيني تتأرجح تارة ترقبها وتارة تتفحص مفاتنها وهي تقف أسفل جسر أنشئ خصيصا داخل الجامعه للربط بين ثلاث كليات وشعاع الشمس المتعامد على وجهها الأبيض الحليب ينعكس كأضواء مرآة المسرح فتظهر كل شخوص اللعبه والثغر الباسم يدعوك بشغف لتقرض أبيات زجليه
مرت لحظة وأنا في تأمل كالناسك حين يسبح من إعجاز الخالق كالصوفي حين يصف الخمر في ابتهالاته الدينيه كممثل انصهرت ذاكرته الانفعاليه بالواقع فتقمص تجربة واقعيه
اسمع دقات الساعه تعلن وقت المسرح اذهب أسفل ذاك الجسر لأسرق نظرة اخيره واعبر في صمت
اجتاز الباب إلى أن أسقط على مقعد وضعوه في فناء الكليه كان مكان للعشاق ما اكثرهم لكن المعشوقه واحده نعم واحده كنا جميعا نتباري في عشقها أنها بروفة المسرح
ظهر المخرج خلف المنضدة الموضوعه كان يحدثنا عن فن التمثيل الصامت كيف على الفنان أن يرسم بالحركة فعلا دراميا كيف يعبر بملامح وجهه عن كل تفصيلة ابداعيه
صمت المخرج والمجموعة صمت قاتل ارتفع برأسه نحو الضوء المنبعث من الخلف كنت قد استشعرت دفئ حرارته فأدرت الرأس لتسقط عيني على تلك اللؤلؤة البشريه
قطع الصمت بسيمفونية عزفتها قدميها والحذاء والجسد يسير برشاقة راقصة باليه
وقفت فجأه عن السير في تعبير جسدي بديع ألقت بسلام على الجمع كلحن عذب أبدت رغبتها للمخرج في مشاركتنا ذاك العمل الفني
رقص قلبي بين ضلوعي رقصة موت ثم حياه لكن حين اقترب المشهد عمقا وقف النبض للحظه. وسريعا عاد بفعل الصدمات الكهربائيه حين تلامست يدي بيدها وأنا امنحها المقعد لتجلس بجواري لنشخص سويا
لم أكن فتى جذاب أو من ذوي القدرات الخاصه التي تجذب الجنس الآخر لي كنت شابا عادي يحمل داخل جيبه بضعة جنيهات وعدد محدود من السجائر المحليه لاترقي لوصف علبه كنت أنيق في لباسي الأوحد لكني كنت امتاز بطيبة قلبي الذي وصفه رفقائي ونعتوني بذو القلب الأخضر
لم تكن المرة الأولى التي أهوى فيها من طرف واحد
أذكر إني مررت بذلك أكثر من مره في المرحلة الثانويه لكن هذي المره يجب أن أتخلى عن مرضى الأوحد يجب أن أصنع فعلا دراميا يشاركني حواره طرف آخر يجب أن اغوص في تجربة ليست « مونودراما» يجب أن تشاركني التجربه تلك البطله اللؤلؤة البشريه
حان وقت الاستراحه ذهب الجمع من أعضاء فريق المسرح إلى كافيتريا الكليه
عجز لساني عن طرح الأسئلة عليها .أجمعت كل شجاعتي الفنيه وطرحت سؤال ذا مغزى قلت لها ماذا يخبرنا النص المطروح علينا من فضلك تجيبي في كلمه ?
قالت في سؤال اعتراضي ألا تعرفني ?قلت هذي اول مره القاكي قالت ارجع بذاكرتك المهمله هل تذكر حين كنت أنت في المرحلة الثانويه ? نشأت قصة حب بينك وبين فلانه التي تدرس العلوم الزراعيه ?باغتها بسؤال من أخبرك بهذي القصه المنسيه ?
قالت دقق في ملامح وجهي في تلك الشامه أسفل ثغري إلا تذكرك بها ?
قلت على عجل في سؤال من انتي ?
قالت شقيقتها رددت وأنا اتصبب عرقا لولا الحاضر ماضمدت جراح الماضي اجيبي على سؤالي من فضلك وبكلمة واحده
أجابت النص اسمه الورطه ولقائنا اليوم أصبح ورطه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع


.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي




.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل


.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج




.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما