الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أريد أن أخون الرمانة
إبراهيم مشارة
2019 / 11 / 10الادب والفن
على أعتاب الخمسين وقد حملتها وهنا على وهن
لا شيء في يدي غير الرماد
واندثر الطموح وتلاشت الأمجاد
وهان علي كل شيء
حتى الشرف والكفاح وسؤال الوجود
وضعف في كل شيء السمع والبصر والشم واللمس والذوق
والذاكرة والمخيلة والقدرة الحميمية
إلا قدرتي الرفضية فهي قوية
وأحمد الله عليها
فما جدوى الاحتفاظ بالحواس في هذه الأرض
التي غدت جراحا ومحنا ؟
لكنني رافض شريف وتعبت
أريد أن أطلق رصاصة على مكمن العفة مني
والحصانة والشرف والكدح البطولي والكبرياء
أريد أن أشنق ضميري وأغتال مروءتي
وأخون الرمانة وأهازيج الأفراح في قريتنا
وعويل النساء على "شريف" الذي قضى في سرداب
من أجل لقمة صغاره
وزوجته" قمرة" التي صارت وليمة على أريكة مسؤول المعاشات
فنحن في زمن تساوم فيه الحرة بشرفها من أجل منحة عائلية
وترشق فيه الأفخاذ الناعمة بمئات الألوف
على إيقاع براح وعربدة من مغن ثمل
أم أخون ظفائر حبيتي الصبية حين كنت أجدلها لها تحت الرمانة
وبسمة القمر وهو يغازل الياسمينة في مراح بيتنا؟
تعبت وأريد ان أتحول إلى نصاب كبير مثقف أو سياسي أو سمسار
لكني لا أعرف أين تباع هذه المسدسات
التي يغتالون بها الضمير
غير أني أعرف الرصاصات الثلاث
فخذ ناعمة، وصرة كبيرة وكرسي وثير
لكن ضمير كالكلب بسبع أرواح
لن تقتله الرصاصات الثلاث تصيبه بجراح بليغة ويندمل الجرح
وكأن شيئا لم يكن
***
جلت جراحي
من يشتري جرحا من جراحي؟
أو ليلة سهاد من ليالي عمري؟
من يقبل أن يفجر قنابل ذرية في وجدانه
من يأس وقلق وعذاب وتشاؤم؟
يا أيتها الأقدار السود
أعطني يوما أعيش كالبهيمة
أبول كالبهيمة وأعلف كالبهيمة
وأركب على البهيمة كالبهيمة
وأموت إن حان أجلي كالبهيمة
والمجد للمراعي وللقطعان.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/
.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي
.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و
.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من
.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا