الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الإنتفاخ الفاشي والخنوع الراضخ..!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2019 / 11 / 11
المجتمع المدني


الأزمة الخانقة التي يمرُّ بها المجتمع الفلسطيني في إسرائيل، بلغت مدىً يُهدد وجودها الفعلي كمجتمع قاومَ من أجل تحقيق ذاته، قوميةً ومواطنةً... وأصبح الحلم الذي يراود مخيلة الجيل الصاعد، أن يترك مجتمعه ،بمدنه وقراه، أهله وذويه، هادفا الى بناء ذاته في مدينة يهودية بعيدة في الحد الأدنى أو الهجرة الى بلاد بعيدة خلف البحار ... في مسعاه للبحث عن الهدوء وتحقيق الذات ،بعيدا عن الشعارات القومجية والإسلاموية ..
يعيش المجتمع وخصوصا الشباب منه، حالة انفصام رهيب ، فمن جهة تتردد على أسماعه يوميا، شعارات طوباوية كاذبة ،عن بلده ، قريته أو مدينته ،بأنها تاج البلدان ،والتي تلتحم في نسيج إجتماعي لا إنفصام له ، تطلقها (أي هذه الشعارات)، مجموعات لا تبتغي من ورائها سوى التحكم بانتماءاته القومية والدينية ، والتي (أي هذه الشعارات)، لا تحمل تطبيقا على أرض الواقع ، بل تصل الى نقيض هذا الواقع ...
فشعار "خير أمة " ، ليس له من رصيد على أرض الواقع، ولا يصدقه سوى السذج ، فخير أمة لا تنتج الّا الشعارات الفارغة ، وسوى التسبيح بإمجاد الماضي الذي ولّى بخيره وشرّه.. فمحاولات إجترار هذا الماضي ، هي أشبه بتعاطي المخدرات ، التي ينتشي متعاطيها ، لكن سرعان ما تختفي النشوة وتحلُّ الكبوة التي لا فكاك منها.
المجتمع الفلسطيني في إسرائيل والذي قاوم كل محاولات "الإخفاء" لهويته القومية ، والذي سجّل عبر تاريخه النضالي أجمل الصور، يعاني اليوم وبشكل حاد، من سيطرة وسطوة الجريمة العشوائية والمنظمة، على حدٍ سواء ..
فمن ناحية ، فإن أبناء هذا المجتمع ، ينتفخون جذلا وتنطلق ألسنتهم وبعض كتاباتهم عبر مواقع التواصل ، بالتمجيد لإنتمائهم الديني والقومي ، والذي هو انتفاخ فاشي كاذب ، فكل الشعوب سطرت عبر تاريخها مآثر وحققت إنجازات هائلة ، وليست (أي شعوب الأرض) ، مجرد "بهائم" تسير على قدمين ، ولولا العروبة والإسلام لبقيت حيث "كانت" ....
لكن ، كل الشعوب لم ترضخ بخنوع ، للجريمة المنظمة أو العشوائية ، كما يرضخ فلسطينيو الداخل ..
نعم، هناك عوامل موضوعية ساعدت وساهمت في تفشي الجريمة ، كالفقر ، الجهل والتمييز المُمنهج من قبل السلطة ، بالإضافة الى التغاضي عن الجريمة المنظمة والعشوائية.
لكن ...ولكي تتخلص هذه الأقلية من عجزها ، ذلها وخنوعها ، عليها أولا أن تتخلص من الانتفاخ الفاشي الكاذب ، وتلتفتُ لبناء مجتمع مدني معاصر ، لا يعيش في الماضي بل يجعل من الماضي نبراسا ودليلا في إحترام العقل وتنميته ليصبح مبدعا وخلاقا...
لا أريد أن اتغاضى عن البنى الثقافية العربية والتي تشجع على العنف ، كثقافة الأخذ بالثأر، أو شرف العائلة .... بحيث لم يتبقَ للعرب من شرف سوى " ما بين فخذي الأنثى" ...!!!
أفيقوا وهبوا قبل أن يصل مجتمعنا الى حالة " ولات ساعة مندمٍ" ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الثقافه العربيه
ادم عربي ( 2019 / 11 / 12 - 07:31 )
هي اكبر عائق ومكبل للعقل العربي والتي لا تعيد الا انتاج نفسها ، باعتقادي ان الاوان للمجتمع العربي في اسرائيل ان يتخلص من العائله والمذهب والتي هي ادوات عنف
مع تحياتي واعجابي لما تكتب


2 - العزيز ادم عربي
قاسم حسن محاجنة ( 2019 / 11 / 12 - 08:46 )
تحياتي وشكري الجزيل
هناك من يعملون ليل نهار لترسيخ هذه الثقافة ، والتي تؤثر سلبا على تطور مجتمع مدني معاصر.
اكرر شكري وامنياتي لك بكل خير


3 - جميل العرض!
أفنان القاسم ( 2019 / 11 / 12 - 12:36 )
أنا متفق مع الدكتور آدم!


4 - عزيزي افنان الغالي
قاسم حسن محاجنة ( 2019 / 11 / 12 - 12:43 )
تحياتي الحارة جدا
وانا اتفق معكما ....
نهارك سعيد


5 - لا ارى مانعا من نشر التعليق ومع الشكر
قاسم حسن محاجنة ( 2019 / 11 / 12 - 14:16 )
حياتي للاخ الكاتب وللاخوة المتداخلين
Tuesday, November 12, 2019 - ملحد

تحياتي للاخ الكاتب وللاخوة المتداخلين
وانا ايضا اتفق مع مداخلة الاخ ادم عربي والاخوة المتداخلين…
احلم بمستقبل مشرق ساطع النور لهذه (الامة) المنكوبة…
اعتقد بان حلمي سوف يتحقق…
فكل الدلائل والاشارات …. تشير الى ذلك!
املنا كبيييييير في الاجيال الثائرة القادمة…
عصور الظلام الحالك التي عايشناها على وشك الاشعاع بقوة هائلة…

تحياتي للجميع


6 - كل الشكر والتقدير للاخ الكاتب المحترم
ملحد ( 2019 / 11 / 12 - 15:06 )
كل الشكر والتقدير للاخ الكاتب المحترم لاعادة نشر مداخلتي
لا افهم ولن افهم?! لماذا تم حذف مداخلتي المحذوفة اعلاه ( 5) ????!!!!!
هل من توضيح ??!!

تحياتي للجميع مرة اخرى


7 - العزيز ملحد
قاسم حسن محاجنة ( 2019 / 11 / 12 - 15:44 )
لا شكرا على واجب
نهارك سعيد


8 - فعلا حسب ما اتي في تعليق الفاضل آدم عربي
محمد البدري ( 2019 / 11 / 17 - 22:17 )
الثقافة العربية لن تعيق كل من يتشربها ويتبناها فقط بل ستقتله لانها ثقافة سامة.
فما هي تلك الثقافة؟
لم يخرج العرب للعالم الا شعرا جاهليا ومنظومة عقائدية اطلقوا عليها الاسلام وما هي الا عادات وتقاليد اهل الجاهلية في قريش وما حولها من اهل البداوة بعد ان صاغوها منمقة وموزونة ومقفاه تضليلا للقارئ في كتاب اسمه القرآن.
يخاف كثيرين من تفكيكه ورؤيته انثروبولوجيا مما جعل من يتحث العربية غافلا عما بهذا الكتاب من بربرية وهمجية وامتهان للبشر حتي لمن دخل في الاسلام باعتباره دينا فاصبح رعيه وليس مواطنا كامل الاهلية.
الم يكف الفلسطينيين ما عانوه حتي يصرون علي مزيد من المعاناة والقسوة بتمسكهم بهذه العقيدة الحمقاء. ولينظروا كيف ان اصحابها ومنتجيها في الازمنة القديمة كشفوا اقنعتهم وباتوا اكثر سوءا من الاسرائيليين.
تحياتي للسيد الفاضل قاسم محاجنة


9 - العزيز محمد البدري المحترم
قاسم حسن محاجنة ( 2019 / 11 / 18 - 07:51 )
تحياتي
.الثقافة ويشمل الدين كذلك هي نتاج الجهد البشري والدين هو الانسان الذي يعتنقه
خالص تحياتي

اخر الافلام

.. تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.. عشرات الطلاب يتظاهرون بالموت


.. ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين: ما رأيته في غزة ي




.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة


.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل




.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون