الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الانا الضائع وكائنات الغرائز....قراءة موجزة سايكولوجية للّوحة السياسية في العراق
محمد طه حسين
أكاديمي وكاتب
(Mohammad Taha Hussein)
2019 / 11 / 11
مواضيع وابحاث سياسية
الأنا الضائع وكائنات الغرائز...
قراءة موجزة سايكولوجية للّوحة السياسية في العراق.
صراع بين الخافية*(اللاوعي) والضمير(الأنا الأعلى) العراقيّ يتمظهر في الممارسات الطفولية النرجسية لسياساتٍ بدائية لا تَمُت الى التفسير الحديث و الدنيوي لمعاني السياسة والمدنية والديمقراطية بِصلة.
مشاهدُ العِداءِ والتصادم الدموي بين الوجود الآيدَوي والوجود الأخلاقي للمجموعات والفئات المذهبية وصلت إلى لحظات لا يمكن للمشاهد العاقل القريب والبعيد الاحساس بالوجود الأنَويّ الباحث عن التوازن الواعي بين عالمَي الحيوانات اللاّإجتماعية وحيوانات الأخلاق.
إنتشرت كائناتُ الخافية في كل مكان وتمترست مُعظمها خلف آيقوناتها المقدسة! التي تشغل بالَها اليومي بالتشريع وإيجاد المخارج التذرّعية لسلوكياتها الغريزية الشَرِهة. خافيةٌ إنفجرت بفعل هروب الأنواتِ العاقلة وهزائمها المتكررة أمام سطوة اللاوعي وكائنات الغرائز التي لا تتحدد حدود وسدود ملذاتها.
أسياد الضمير (والوجود المثالي الأخلاقي الزائف والملتهب) المتمثلون في الأحزاب المذهبية الدينية وكذلك المجموعات العرقية المُتَخندِقة خلف الشركات المعَنوَنَة بإسم القومية والفكر القومي، تحالفوا مع جِنيّات الغريزة وأبالسة الخافية حيث لم يَعُد للكائن العاقل فُسحة من الوقت كي يَبُت في إعادة رسم السيناريوهات التي تعلو فوق عرشها مخلوقات العقل المتجسدة في الأنوات الواعية القادرة على بسط الهدوء والطمأنينة في جغرافية الجسد المجتمعي والبيئة النفسية لها.
ما تظهر للعيان الآن من ظواهر وأحداث سياسية حكومية في العراق عموماً ليس إلّا مواقف تَقَهقُريَة تُعيدُ إعلان هزائم الأنواتِ الزائفة المُنتفِخَة بالأرواح الشيطانية أوالأيديولوجيات والعقائد الفئوية المحلية التي لا تمثل إلّا الدائرة الضيقة للمجموعة نفسها بغية الحصول على الأمان ضماناً للبقاء والتواصل الكاذب بكائنات الخيال المذهبي المقدس.
الأنا الحقيقي هو الكائن الذي يَرسِمُ الواقع ويحافظ بإستمرار على التوازن العقلاني السايكوبيلوجي لحياة الأفراد والمجموعات، ما يحدث ويظهر بهذه الصورة الواضحة على خارطة العراق الآن هو لوحة لاواعية لظُلُمات الذات غير المدرِكة لإرادتها وواقعها تنفلت معانيها من خلال الرموز الدالّة على غرائز الموت وهدم مساحة الحياة، لن يستطع ما تعاقد مع إبليس لا حماية نفسه ولا إيجاد مكان آمن حتى للبقاء.
----------------------------------
*الخافية: مصطلح يونغي مرادف لمفهوم (اللاشعور) الفرويدي.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مسؤولون أميركيون لسكاي نيوز عربية: 80 طلعة جوية يوميا لحفظ أ
.. الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة 3 أشخاص في عملية إطلاق نار على ح
.. 11 شهيدا بقصف إسرائيلي استهدف منازل بمدينة رفح جنوب قطاع غزة
.. إسرائيل تحتل المرتبة الـ15 ضمن أكبر مستوردي الأسلحة بالعالم
.. إسرائيل تواصل حصار مستشفيات غزة رغم التحذيرات من انهيار المن