الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ساحة التحرير

طالب عبد الأمير

2019 / 11 / 14
الادب والفن


توقفت "الكيا"، التي ينعتها البغداديون بالصاروخ لسرعتها، قرب محلة يطلقون عليها عكَد الأكراد . أنها المرة الأولى التى أزور فيها العاصمة. ولم أعرف عن أماكنها شيئاً سوى الخضراء والتحرير والطيران وبعض الجسور مثل الجمهورية والأحرار، لكثرة ما تكرر الحديث عنها في وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة. حيث تشتد التظاهرات في العاصمة بغداد ومدن الجنوب والفرات الأوسط. واليوم أضيف الى مخزوني اللغوي مناطق عكَد الاكراد وباب الشيخ والنهضة، وهذه الأخيرة نزل فيها جميع الركاب سواي والسائق طبعاً، الذي تكرم بأن يوصلني الى أقرب مكان أذهب منه الىى التحرير. توقفت السيارة عند ناصية شارع فرعي، قال لي أنه يسكن هنا في محلة عكَد الأكراد. وأن هذه بالنسبة له آخر سفرة لهذا اليوم بين مدينتين. وبعدها يستريح حتى اليوم التالي، حيث يواصل عمله.
وقفت على ناصية الشارع أتطلع حولي، بحثاً عن شخص أسأله عن كيفية الوصول الى الساحة. لم تمض سوى ثوان معدودات حتى ترائى الى سمعي أصوات مجموعة من الشباب والشابات، ظهروا من شارع فرعي يحملون حقائب الظهر متوجهين الى الجانب الآخر من الشارع، كانوا بعيدين عني نسبياً ويسيرون في الإتجاه الآخر ، المعاكس للمكان الذي أنا أقف فيه. فناديتهم:
- أخوان، عفواً، كيف يمكنني الوصول الى ساحة الطيران.
- تقصد ساحة التحرير؟ سألني احدهم
- تريثت قليلا، قبل أن أجيب بنعم، أنا أعرف بأن الساحتين قريبتان جدا الى بعضهما البعض.
- نحن ذاهبون الى التحرير، وسندلك على ساحة الطيران، قالت أحدى الفتيات.
- شكراً، قلت ذلك ولاحظت إبتسامة ماكرة على وجه الفتاة، وكإنما أرادت أن تقول بأنك ذاهب الى حيث نحن ذاهبون.
في الطريق ومن خلال الحديث عرفت أنهم من النجف جاؤا الى بغداد للاشتراك في التظاهرات التي مر عليها عدة أيام دون ان تحرك ساكناً لدى مسؤولي الدولة. لم يسألني أحد من أين أتيت، لكنني أنا الذي أخبرتهم، بعدما قالوا انهم جاؤا من النجف وليس لديهم المام كبير بمناطق بغداد، ولكنهم يعرفون كيف يصلون الى ساحة التحرير. و لما قلت لهم أنا من ديالى كان ترحيبهم بي لايوصف.
بعد دقائق من السير على الأقدام، وصلنا الى منطقة تدب فيها حركة غير إعتيادية، قالوا انها تسمى باب الشيخ، محال وباعة متجولون وسيارات وعربات و "تكاتك". اناس يتحركون باتجاهات مختلفة ويحملون بأيديهم سلال وأعلام غير مفتوحة وملابس وبطانيات. فيما يحمل آخرون أوراقاً بيضاء وأقلام مختلفة الالوان والقياسات. ثمة أشخاص يحمّلون صناديقاً من المعلبات وقناني البيبسي والماء وغيرها من المواد على سيارة حمل مكشوفة. وبعد أكمال التحميل قال أحد الأشخاص مخاطباً الذين ساهموا بإنجاز العمل " والآن الى التحرير ياشباب". وما أن قال جملته حتى خرج صاحب محل المبيعات وسأل المشتري أن كان يقصد أنه إشترى هذه الكمية من علب البيبسي الى شبان الإنتفاضة، ولما أجابه بنعم، أخرج صاحب المحل من جيب دشداشته حزمة من النقود التي استلمها من المشتري وأعادها إليه قائلاً:
- مادام هذه للشباب فأنا أمنحها لهم مجاناً
- كيف؟ و كنت تجادلنا لندفع لك أكثر؟ سأله المشتري
- لأنني تصورت أن البضاعة لك، ولكن حينما عرفت بأنها الى شباب التحرير، فالأمر أصبح مختلفاً، وهذه مساهمتي البسيطة في دعمهم.
وأنا أستمع الى هذا الحوار، تشابكت في داخلي المشاعر، شعرت برعشة تملكت كياني، هي أحساس باستعادة الثقة بوطني. أنه مازال بخير. وما عزز هذا أكثر هو إصرار أصحاب التكاتك على توصيلنا الى الساحة دون مقابل. دخلت إحدى التكاتك وجلست في المقعد الخلفي بجانب شاب آخر، وأنطلقت بنا بسرعة حتى نفق التحرير في نهاية شارع الجمهورية، حيث ساحة التحرير.
حين وصلنا الساحة لم أكن أصدق عيني. انها المرة الأولى التي أرى فيها التحرير ونصب الحرية لجواد سليم عن قرب. كنت قد شاهدته في الصور ومن شرح المعلم في المدرسة. لم يكن المكان ساحة تقليدية للتظاهر فحسب، بل أصبح عالماً لإثبات جدارة الشبيبة، فتيان وفتيات، في كافة الميادين. من حس ثوري وتعاون وشجاعة وأخلاق الى تحدي وأصرار على نيل الحقوق المشروعة. كانت الساحة ضاجة بالناس وغالبيتهم من الشباب ولكن كان هناك كبار السن أيضاً، والكل يتحرك كما لو كانوا خلية نحل. أول مالفت إنتباهي في الساحة يافطة معلقة على الجدار تعلن عن موت الطائفية. وهذا شكلّ بالنسبة لي منذ البداية مفتاحاً لإسترجاع الشعور بالإنتماء الوطني، الى العراق، بعد أن سلبوه لصالح الطائفية. عاملوني في البداية كضيف قادم من مدينة أخرى، قدموا لي المأكل والمشرب وأعطوني فراشاً للنوم. لم أصدق نفسي بأن كل هذا يحصل لي، ولم أقبل ان اكون ضيفاً، فقلت لهم اصدقائي أنا منكم وأريد أيضا أن يكون لي شرف المشاركة في التظاهر.
- طيب ماذا بإمكانك أن تعمل؟ سألني شاب كان جالساً يناقش آخرين حول فعالية ما عندما وصلنا الى الساحة.
- - بإمكاني القيام بأي عمل يمكن ان يوكل لي.
- حسناً نحن بصدد ترميم المطعم التركي ويمكنك ان تساعدنا في ذلك.
- ضحكت، وسألته ماذا تقصد بالمطعم التركي؟. أخذني الى مكان قريب وأشار الى بناية من عدة طوابق مهجورة في كل طابق ثمة شباب يفترشون أرضيتها.
- هاهو المطعم التركي. شيدت هذه البناية في العام 1984 وكانت تتكون من اربعة عشر طابقاً. في الطوابق الثلاثة عشر كانت مقرات لشركات ومكاتب تجارية. أما الطابق الأخير فكان مطعماً تركيا. ومن هنا جاءت التسمية لهذا المبنى الذي اتخذه المتظاهرون مركزاً لهم، لموقعه الاستراتيجي. فهو من جهه يشرف على ساحة التحرير والطرق المحيطة بها. ومن الجهة الثانية يشرف على جسر الجمهورية والمنطقة الخضراء. يسمي هذا المكان الآن "جبل أحُد"، لكنه يسمى أيضا بقلعة الثوار.
دفعني الفضول الىى الصعود هناك وقلت للشاب الذي لم أسأله حتى عن أسمه بأنني اود المساعدة في ترميم "الجبل". إبتسم وأخذني من يدي وذهبنا الى المطعم التركي. صعدنا الى الطوابق العليا. كان المنظر مهيباً وأنت تتطلع الى الأسفل، تنظر الى الحشود الغفيرة التي تراصفت وهي ترفع الاعلام العراقية. فقد أتخذ شباب التحرير المكان كبرج مراقبة. قمت مع الشباب الآخرين في تنظيف المكان ومن ثم طلائه. شعرت بالتعب والنعاس لكني لم أنم. كانت هناك فرش وبطانيات تمددت على الأرضية الى جانب آخرين.. لكني لم أستطيع النوم.. كنت أفكر وأتسائل كيف حدث هذا. فكل شئ جرى بسرعة، مذ مررت بمرآب السيارات في ديالى صدفة، حيث سمعت مساعد السائق "السكن" ينادي بصوت مبحوح.. بغداد نفر واحد بغداد قبط.. قبط, فأقتربت من السيارة المتأهبة الى الذهاب الى بغداد دون تفكير. ولما رآني "السِكن" وجه ندائه لي يستحثني على ركوب سيارة الكيا.. كانت الساعة تشير الى الثالثة بعد الظهر.. أحسست لوهلة وكأنه يستعجلني على ركوب السيارة.. لم تدعني فرحتي أن أتردد في إستغلال هذه الفرصة التي سُنحت لي.. وكأن دافعاً قوياً يركلني من الخلف أن ألبي نداء مساعد السائق الذي بح صوته من كثرة النداءات. ففسح لي المجال لأصعد وأجلس في المقعد الأخير الشاغر في السيارة. التي ما أن تحركت وخرجت من بوابة المرآب، حتى بدأ مساعد السائق وهو شاب بعمري أو يكبرني بعام أو عامين، يطلب من الركاب جمع الأجرة. تذكرت حينها في الحال أنني لا أملك أي نقود..إذ كنت صرفت آخر فلس في جيبي. فأنا شاب عاطل عن العمل منذ سنتين رغم أني حاصل على شهادة الدراسة المتوسطة.
بعد أن جمع السِكن اجرة الركاب التفت الي يطلب الأجرة. فقلت له بصراحة لا املك فلساً. اندهش من جوابي وأخذ يحدق في وجهي، لكنه بدلا من أن يثور بي او يوقف السيارة لينزلني منها، انفجر ضاحكاً وقال لي:
- سليم اهذا أنت؟ أجبته ببلاهة
- نعم انا من أين تعرفني؟
- كيف؟ ألا تعرفني انا موفق. أتذكر سرقة حقيبة معلم التاريخ؟ انا كنت جالساً في الرحلة الاخيرة وأنا من دبر أمر السرقة ودفع عمران للقيام بها. وطاحت براسك.
لم أصدق أذني وأنا أستمع الى حديث موفق عن تلك الفترة ايام الدراسة الابتدائية.، حيث فصلت من المدرسة وأنا في الصف السادس الإبتدائي، بعد أن أتهمني معلم الصف بأني تسترت على احد التلامذة الذي أتهم بسرقة اشياء من حقيبته. وكان هذا التلميذ يجلس بقربي في الصف. وكل ما في الحكاية أنهم لما استجوبوني على مسألة السرقة أقسمت لهم بأنني لم أر زميلي صادق قد قام بالسرقة. وكنت صادقاً في ذلك. ولكن قسمي لم يشفع وجوابي لم يقنعهم، لذلك طردونا نحن الاثنين من المدرسة. وبعدها بأيام اختفى صادق ولم اعرف عنه شئ. ولم أحزن لأن المدرسة ظلمتني لأنني قلت الحقيقة، بقدر ما احزنني عمي الذي انتقلت للسكن عنده، بعد وفاة أمي وانا في العاشرة من عمري، وقبلها أبي الذي لم اره قط. فقد توفي بعد ولادتي بشهرين، في فترة الحصار في بداية التسعينات. بعد أن غزا رئيس الحكومة دولة الكويت وسرقها، فعاقب المجتمع الدولي العراق وفرض عليه الحصار، وبقيت أمي تعمل على تربيتي والسهر علي. وكنا قد بعنا كل ما نملك من أجل أن أعود الى المدرسة وانهي الابتدائية وأدخل المتوسطة. بعدما توفيت امي مصابة بمرض السرطان. وإنتقلتُ للعيش عند عمي الذي لم يصدق حكاية السرقة فطردني من البيت بتحريض من زوجته التي لاتحبني كثيراً، ولهذا الأمر قصة لا اريد التحدث عنها الآن. قضيت عاماً كاملاً وأنا أذرع الشوارع بلا تعليم ولاعمل. أحيانا أبيت عند معارف لي وأخرى في الحدائق وتحت الجسور. جربت أشغالاً كثيرة وانا طفل صغير، مثلاً اشتغلت فترة حمّال في محطة القطارات. وبائع كلينيكس وسيجائر.. وصباغ احذية وغيرها. لكنها كلها أشغال لم تساعدني في أن أدبر معيشتي. كنت أنام على الأرصفة حتى صادفت، في يوم من الأيام، زميلي صادق الذي اتهمه المعلم بالسرقة، وقال لي انه كان يعيش مع والده في امريكا وأن والده أصبح مسؤول بالدولة في النظام الجديد بعد عام 2003 وأنه يستطيع أن يساعدنا في الرجوع الى المدرسة وإكمال الدراسة ويمكن أيضاً يساعدنا بالدراسة المتوسطة. وهذا ما تم فعلاً.. أنهيت الدراسة المتوسطة. ثم عينت في مكتب محاسبة عن طريق صادق. لكنني لم أبق كثيراً في الوظيفة بسبب أختلافي معه لكونه أصبح من أولئك النفعيين، ووالده من حيتان الفساد في المدينة. وهكذا أصبحت أنا عاطلاً عن العمل. تحدثنا أنا وموفق بهذه الأمور التي مضت عليها سنوات عديدة. إعتذر لي موفق عما بدر منه وما سببه لي. وأراد أن يثبت حسن نيته ويعوض جزءاً ما فقدته بسببه، تبرع بأجرتي الى بغداد، كما اعطاني عشرين الف دينار مصرف جيب. قبلت اعتذاره وطوينا تلك الصفحة وافترقنا بعد أن نزل هو في مرآب النهضة واوصى السائق بمساعدتي لأصل اقرب مكان لساحة التحرير.
وها أنا الآن بين جموع الشباب الحالمين مثلي بالعمل والمشاركة في صنع الحياة. أحس بأنني بين أهلي. هؤلاء الشبيبة فاجأوا العالم كله بوعيهم العالي وعمق انتمائهم للوطن. أيام وأنا هنا في ساحة التحرير تعرفت على اصدقاء وصديقات قمة في التفاني والإخلاص طالبات طب ورعاية صحية يعملون مع اطباء وطبيبات على إسعاف المصابين من جراء إطلاق الحكومة الغازات المسيلة للدموع، غير التقليدية، بل تلك القاتلة التي توجه رأسا الى صدور المتظاهرين السلميين ورؤسهم. واستخدام الرصاص الحي ضدهم وهم لايملكون سوى علم العراق والإيمان بعدالة قضيتهم، بانقاذ الوطن من زمرة الفاسدين وبناء مستقبل زاه.
رأيت قناني البيبسي التي تبرع بها صاحب المحل في باب الشيخ تُستخدم كعلاج ضد دخان القنابل المسيلة للدموع. ورأيت شجاعة خارقة لشبان يتلقفون القنابل الدخانية بأيديهم ويسرعون الى إطفائها في أواني مملوءة بالماء والمعدة سلفاً لإبِطال مفعولها. شاركت في تشيع شهيد لم أعرف أسمه ولا من أين جاء، فهو شهيد الوطن، وقد أضيف الى قائمة من الشموع التي تضوعت في ساحة التحرير. قال لي أحد الشباب ونحن نسير في التشييع: أن الشهيد، كان صديقه الحميم وقد أوصاه، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، أن يقول لأمه أن تسامحه ولاتحزن عليه لأنه سيلتحق بإخيه الذي إستشهد في التعذيب في عهد النظام السابق بسبب وطنيته وحبه للعراق.
أحسست بالزهو لمشاركتي في أعادة ترميم المطعم التركي، حيث تم تأسيس كهرباء للمبنى الذي أضاء ليل بغداد، وجهز بمرافق صحية وغيرها، حتى تم افتتاح معرض للكتب في أحد طوابقه. التنظيم في التحرير عالي المستوى اذ تقوم مجموعات بمختلف الإختصاصات بتسيير الحياة اليومية في هذا المكان. من مجوعات طبية، لمعالجة الجرحى، وأخرى مهمتها التموين وتوفير الأكل والشرب الذي تتبرع به العائلات القريبة من الساحة وحتى البعيدة عنها، من كل مناطق بغداد. وهناك مجموعة تقوم بعملية التنظيف، كما يشارك أدباء وفنانون في خلق عالم جمالي يحفز على مقاومة الألم جراء سقوط المئات من الشهداء وإصابة الآلاف. ساحة التحرير أفرزت طاقات شبابية خلاقة، وشهامة عالية تجسدت بحالات كثيرة ليس أقلها سواق التكتك، الذين تخلوا عن مصروفهم اليومي، كوسيلة نقل رخيصة يعتاشون منها، لتستخدم مجاناً في نقل المصابين والقتلى الذين يسقطون بسبب همجية السلطة الحاكمة. واستشهد بعضهم أثناء تأدية عملهم المقدس هذا. ومنهم عباس الذي كنت معه، حينما أطلقت علينا غازات مايشبه المسيلة للدموع، لكنها تزن عشرة أضعاف وتحمل مواد سامة، وبدلاً من أن تضرب في الهواء يوجه إطلاقها الى الرأس والصدر، أصابت واحدة منها عباس ولم أستطع اسعافه حيث سقطت أنا جراء تنشقي الغاز مغمياً علي. ولم افق الا بعد حين. سمعت بأن عباس توفي في الحال والتحق بقائمة الشهداء. وانا خرجت من المستشفى وعدت الى ساحة التحرير التي ظل يتضاعف فيها اعداد المشاركين، من كافة فئات الشعب، طلبة، عمال ومحامون وجمعيات أهلية ومنظنات مجتمع مدني وغيرها، وتكاثرت اعداد الفتيات والنساء الأمهات في الساحة التي غدت بيتاً للعراقيين.
تذكرت أمي وأقسمت لها على أني سأواصل التظاهر في ساحة التحرير حتى إستعادة الوطن.
------------------------------- انتهت ------------------------------------------------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع