الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعصب الحزبي في فلسطين

هشام عبد الرحمن

2019 / 11 / 14
القضية الفلسطينية


إن العصبية في الجماعة هي شعور فئوي بوحدتها المتميزة بعزتها, كونها سلطة واحدة, وجسمًا واحدًا, ومصلحة واحدة, ولديها مفهوم ضيق وشعور ضيق بالانتماء، وهذا الضيق يولّد في الجماعة وأفرادها التزامًا فئويًّا بكل ما لها وما عليها، التزامًا واجبًا, بحيث يجعل من العصبية أنها ترى في أي موقف خطأ لها، وأي فعل خطأ، أفضلية على أي صواب لدى الآخرين.
• الأسباب التي تساعد على التطرف والتعصب الحزبي:
إن ظاهرة التطرف الحزبي تستند إلى جملة من العوامل والأسباب التي تشكل بمجموعها التربة الخصبة لتنامي هذه الظاهرة, وهنا نأتي على أهم هذه الأسباب:
1- الفكر المنغلق: هو الفكر غير القابل للتطور, والذي لا يأخذ الواقع ببعديه الزماني والمكاني بعين الاعتبار والذي لا يلحظ الواقع المتطور, وتكون الأرادوية فيه هي المحرك الوحيد لتوجهات هذا الحزب, أو الحركة, أو التنظيم, وهذا الانغلاق الفكري, يقود إلى التطرف السياسي والتنظيمي يمينًا أو يسارًا, كما أن هذا الفكر أحادي الجانب لا يعترف بالآخر, وإن اعترف فإن اعترافه يكون لفظًا ليس إلا.
2- غياب الديمقراطية: إن القوى والأحزاب والتنظيمات التي لا تعتمد على الديمقراطية منهجًا وسلوكًا وممارسة في حياتها التنظيمية, إنما تدفع المنتسبين لهذا الحزب إلى الانغلاق والتعصب, وتحل القيم والمفاهيم الاستبدادية محل القيم الديمقراطية, كما أن عدم الاطلاع على الآخر, وعدم تنوع المصادر الفكرية والاقتصار على رؤيةٍ أحادية الجانب, إنما يوفر التربة الخصبة للتعصب الحزبي والعصبوية التنظيمية والانغلاق الذاتي.
3- تغليب الخاص على العام: أي تغليب المصلحة الحزبية الضيقة على المصلحة الوطنية, وبذلك يكون الحزب أو الحركة أو التنظيم هو الهدف وليس الوسيلة, وبالتالي هنا تغيب الأولويات, وتحل العصبية الضيقة محل المصلحة الوطنية العليا, أي تغليب الوسيلة على الهدف؛ الأمر الذي يلحق أفدح الضرر بالقضية والوطن.
وفي الحالة الفلسطينية اعتمدت الحركة الوطنية الفلسطينية على مبدأ المحاصصة بين الفصائل والتنظيمات في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية, وفي انتخابات الجامعات والنقابات, وقد أشار بسام الصالحي: إلى أن المشكلة تكمن في التربية الفئوية العالية في التنظيمات الفلسطينية, والتربية التي تُبنى على التقليل من شأن الآخر, في ظل غياب تربية حزبية تحترم الرأي الآخر؛ مما ترتب عليه حالة من العنف في جميع الفصائل وخاصة الشمولية منها والسبب إعلاء شأن الفصيل أو الحزب على حساب التنظيمات الأخرى والقضايا الوطنية.
إن المؤسسات الحزبية في فلسطين حملت في طياتها السمات الوراثية الاجتماعية التي لم يترتب على وجودها تحقيق حالة الالتحام الوطني بمعنى إلغاء الفوارق بين التوجهات السياسية؛ وعليه فإن الحالة الفلسطينية تعاني من تقهقر دور الفصائل والأحزاب والمؤسسات الفاعلة في صناعة القرار, وانتشار عدوى إدارة الخلاف بالتصادم الذى يصل أحيانًا إلى حالة الاقتتال الدموي المسلح كما حدث في غزة عام 2007.
وقد أدت أزمة العصبية السياسية في فلسطين إلى عزوف المواطنين عن المشاركة في الانتخابات واتخاد القرارات؛ مما أدى إلى جمود عملية تداول السلطة, وأثر بالتالي على انتماء الأفراد للهوية الوطنية التي تعزز المواطنة المتساوية بين جميع أفراد المجتمع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نواب في الحزب الحاكم في بريطانيا يطالبون بتصنيف الحرس الثوري


.. التصعيد الإقليمي.. العلاقات الأميركية الإيرانية | #التاسعة




.. هل تكون الحرب المقبلة بين موسكو وواشنطن بيولوجية؟ | #التاسعة


.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة علما الشعب جنوبي لبنان




.. المتحدث باسم البنتاغون: لا نريد التصعيد ونبقي تركيزنا على حم