الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصدر القوانين ومصدر التشريعات

علاء حزاني
كاتب وناشط

(Alaa Hazzani)

2019 / 11 / 16
المجتمع المدني


القصة لاتتعلق بعلوم سياسية اوغيرها ، باي دولة مفهوم المواطنة بها مكتمل تماما لا يوجد اي مواطن يوالي الحكومة او يقدسها او يقدس منصب رئيس الجمهورية (عدا الملكيات التي يوجد بها تبعية او ولاء رمزي للملك) ولكن كل الشعب يقدس الجيش وهو حالة طبيعية لانه مكون من جميع أفرادها ومكلف بحمايتها، اما الحكومة فهم بالنسبة لهم مجرد موظفين يعملون لأداء مهام محددة ان خرجوا عنها رجموهم وان التزموا بها احترموهم، في سوريا الوضع معقد فهي خلال هذه الحرب خرجت من احد أنواع الدكتاتورية الفكرية وبدا الناس بالتعبير عن مكنوناتهم (ليس بالشكل الكامل والصحيح بسبب عقود من الهيمنة والقمع) ولكن بدأت معالم الحرية تظهر ولذلك بدؤوا يحاولون ممارسة حقوقهم الطبيعية كمواطنين يعاملون موظفي الدولة على انهم موظفين لديهم وليسوا آلهة او أنبياء رغم ان هذه الحالة غير مكتملة وغير صحية بشكل كامل الا انها بدأت تتجلى
ولكن وعلى المقلب الآخر فان اصحاب السلطة لم يستوعبوا بعد هذا الامر فقد اعتادوا ان يكون القرار أولاً وآخراً بيدهم ولَم يعتادوا على معارضة من هنا ونقد من هناك ، اعتادوا ان يفرضوا لا ان يستجيبوا .
الحالة العامة في الشارع اليوم منقسمة الى ثلاث فئات الموالية والمعارضة والحيادية ولكن لا أكون مخطئاً ان قلت بان الفئات الثلاث غير صحية وغير صحيحة وبها الكثير من التناقضات والمشاكل بل ويغلب عليها التعصب والتطرف واللامنطقية.
وجه احدهم لي سؤال يوماً ما وقال لي انت ضد العروبة وضد المشروع العربي وضد السياسات الحكومية وضد حزب البعث ومجمل افكارك اليوم لاتتماشى مع ماتتبناه القيادة السورية فلماذا تعرف عن نفسك بانك موالي !؟
الاجابة بالنسبة لي كانت جداً بسيطة
نحن في حالة حرب هناك جيش وطني وهناك ارهاب
فإما ان أكون مع جيشي او ضده ، او بصورة اوضح اما ان أكون مع داعش او أكون مع الدولة فأي الخيارين برأيكم هو الأصح ، بالطبع انا مع جيش دولتي في حربها هذه وهذا الجيش يملك قائد يمثله اذا في المحصلة انا اعتبر موالٍ لهذا القائد
هل انا بالضرورة متفق مع كل أفكاره !؟ لا
هل بالضرورة اتبع كامل نهجه !؟ لا
ولكن من الضروري في هذه الحرب ان أكون خلفه فهو الممثل الوحيد للجهة التي انتمي لها وهي الوطن
بهذه الفقرة أكون اختصرت الكلام عن ان الموالين بشكل عام جعلوا ولائهم لشخص وليس لوطن وهنا الخلاف
ثم ناتي للفئة المعارضة والتي جعلت ايضاً عداءها كاملاً هو لشخص وجعلت كل أهدافها ازاحت شخص ولكن لابرنامج وطني واضح ولا أهداف سياسية واضحة لها ورمت نفسها في حضن المجهول وجعلت من كيانها كلمة مأجورة بأمر من الممول الخارجي
اما الفئة الحيادية فهي الفئة الأخطر في هذه الازمة فرغم عدم انتماء أفرادها وجعل حياتهم ولقمة عيشهم في المقام الاول الا انها كانت لتنهي هذه الازمة ان نطقت فقط بغض النظر عن الطرف الذي ستكون معه
ولكن سكوتها حتى هذه اللحظة اطال امد الحرب وادخل أطراف لم يكونوا ليدخلوا لو انها اتخذت قراراً او صرحت بموقفها
في النهاية اريد قول شيء واحد ... انت مواطن والمؤسسات الحكومية بموظفيها من حارس المؤسسة حتى رئيس الجمهورية هم موظفون لديك عليك ان تضع هذا الشيء أمامك وتتخذ منه طريقاً الى حياة المواطنة
لا احد مقدس كما قلت ان قاموا بأداء واجبهم نحترمهم وان تخاذلوا نرجمهم ونستبدلهم وهذا هو حق المواطنة الطبيعي
توقفوا عن تقديسهم ... توقفوا عن تقديم الدعم لأي ديكتاتورية ...
انتم مصدر كل القوانين وأنتم مصدر التشريعات
فقط استفيقوا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج الأغذية العالمي: معايير المجاعة الثلاثة ستتحقق خلال 6


.. اعتقال طلاب مؤيدين لفلسطين تظاهروا في جامعة جنوب كاليفورنيا




.. -الأونروا- بالتعاون مع -اليونسيف- تعلن إيصال مساعدات إلى مخي


.. عنف خلال اعتقال الشرطة الأميركية لطلاب الجامعة في تكساس




.. تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني