الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عدنان الباجه جي اخر اعظم رجال الزمن الجميل في العراق

فراس حاتم

2019 / 11 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عدنان الباجه جي اخر اعظم رجال الزمن الجميل في العراق
كل امة لها سياسييها الذي تعتز بهم بمواقفهم في السراء و الضراء و اصعب المواقف و افضلها مهما ان كنا نختلف معهم او نتفق معهم في النهاية هم لهم كل التقدير و الاحترام لخبرتهم و حنكتهم فمثلا بريطانيا تكرم تشرشل بتسمية كلية العلوم السياسية فيها بكلية تشرشل لما له من انجازات سياسية في بريطانيا خصوصا فترة الجرب العالمية الثانية و ما قبلها الى ان تم هزيمته في انتخابات 1959 لكون بريطانيا ارادت التغيير لكن ما ان اعتزل العمل السياسي الى بداه بالعمل الادبي ليختم حياته ب جائزتين نوبل للسلام و الاداب لدوره الكبير في خبرته السياسية و مؤلفاته الادبية .هذه الامم التي تكرم السياسيين الذي ياتون اليها لا تنصبهم مدى الحياة بل تعطيهم فرصهم السياسية و كذلك تعطي فرص الى الاخرين من الجيل الجديد ليكون شركاء في بناء الامة حين خسر امام خلفه انطوني ايدن من نفس حزب المحافظين لتدخل بريطانيا مرحلة جديدة ما بعد الحرب فهذا دليل على حيوية الامة البريطانية و تجددها في كل الظروف باخذ العبر و الدروس من الحرب و الاعداد للمرحلة التي تعقب الجرب بالتغيير و ليس التطبير فهكذا تكون الامم حية حين ما يوجب على السلطة ان تحترم قراراتها و اختيارتها . في حين كان يجب علينا ان لا ننسى عظماء سياسيينا في العهد الملكي الزاهر من نوري باشا السعيد ,ارشد العمري ,توفيق السويدي , كامل الجادرجي ,صالح جبر ,فاضل الجمالي و مزاحم الباجي جه الذين عملوا بصدق للعراق و انجزوا صروح لا تقل عن عن انجازات هنري هربرت اسكويث ,ونستون تشرشل و انطوني ايدن بل افضل و حققوا رخاء للعراق في اصعب الاوقات الا يستحقون التكريم و عدم نسيان ذكراهم الكريمة و رد اعتبارهم ؟! و اليوم رحل اخر رجال الزمن الذهبي هو عدنان الباجه جي ابن مزاحم الباجه جي الذي كان له دور في جعل الددبلوماسية العراقية الافضل و الارقى على المستوى المحلي ,العربي ,الاقليمي و الدولي من بداية عمله كسفير العراق في الامم المتحدة في اواخر العهد الملكي الى وزير الخارجية في اواخر عام 1967 اثناء حكم الرئيس عبد السلام عارف و ما اعقبها من مغادرته الى امارة ابوظيي و عمله كمستشار للشيخ المرحوم زايد بن سلطان ال نهيان و مشاركته من خلال استشارته في وضع دستور دولة الامارات العربية المتحدة و ارساء دعائم الدولة و تقويته ليكون بمشاركته الفعالة لتكون الامارات العربية المتحدة بهذا التقدم الهائل و المستمر بحكم خبرته السياسية وحنكته في علم الحكم و السياسة غير عن سمعته ابن واحد من اهم سياسي العراق .و مع هذا كله دولة الامارات العربية المتحدة لم تنساه بنعيها له غلى كل المستويات الحكومية و الشعبية لدوره الكبير في تنمية الدولة و فضله في تاسيسها و جعل حياة المواطنين الاماراتيين الافضل على الاطلاق .بينما كان الرفض واجهه بعد اسقاط النظام السابق عام 2003 بسبب فكره المتقدم و عقله و خبرته السياسية الكبيرة عفى حساب المراهقين السياسيين الذي لا يفقهون حرف سياسي واحد . و ليس فقط هذا بل ايصال الطائفيين و اصحاب الفكر الظلامي الى السلطة عمدا و نكاية بالفكر المتنور ابن اعراق السياسيين و صاحب اكبر خبرة في بناء دولة الامارات العربية المتحدة التي اصبحت واحدة من افضل دول العالم في جميع المجالات .فلنتخيل لو كان لنا ان فكرنا و اوصلنا هذا السياسي العريق الى السلطة في العراق بعد التغيير اين سنكون ؟ ان لم يصعد الى السلطة الا يستحق تكريمه بتسمية كلية العلوم السياسية باسمه لما كان له انجازات سياسية عظيمة ؟ نعم يستحق هكذا شخص صاحب فكر و خبرة سياسية عظيمة ان يكون له مكانة مرموقة على الاقل بعد رحيله ليكون ارثه على الاقل منارة لاجيال القادمة من ناحية بدلا من تكريم المجرمين ان كنا نريد بناء دولة طبعا لكن نقول رحم الله زمن العراق الجميل باهله و رجاله المتنورين الذين كان الى اخر يوم في حياته مفخرة لبلده ,و الامارات و العالم اجمع مثل عدنان الباجه جي الذي كان اخر هؤلاء الرجال المخلصين الذين عملوا بتفاني و ارقد بسلام يا صانع نهضة الامم فذكراك لن تنسى طالما كانت الضمائر الحية تحفر ذكراك باستحضار انجازاتك فليرحمك الله في فسيح جناتك .
تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا تنظر في حصانة ترامب الرئاسية في مواجهة التهم


.. مطالب دولية لإسرائيل بتقديم توضيحات بشأن المقابر الجماعية ال




.. تصعيد كبير ونوعي في العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل|


.. الولايات المتحدة تدعو إسرائيل لتقديم معلومات بشأن المقابر ال




.. صحيفة الإندبندنت: تحذيرات من استخدام إسرائيل للرصيف العائم س