الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صعود الدولة وأفولها التاريخي

عبد السلام أديب

2019 / 11 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


1 -ليست الدولة بالمطلق منتوج إنساني واجتماعي طبيعي، بل هي نتاج علاقات طبقية غير طبيعية من اجل المحافظة على استدامة هذه العلاقات الطبقية واستدامة الفوائد الناجمة عنها من عوائد استغلال الطبقات المحكومة. فقد نشأت الدولة في لحظة معينة عند انقسام الجماعات الشيوعية البدائية المتضامنة الى طبقات متصارعة، من اجل الهيمنة على بعضهم البعض واستغلال القوى المنتصرة للقوى المنهزمة. ثم ما حدث نتيجة لذلك من اغتراب لكلا الطرفين الغالب منهما والمغلوب. بمعنى خروجهما معا عن طبيعتهما الإنسانية البدائية التي كانت تقوم على التضامن والحب والإنتاج المشترك لشروط والحياة نحو بنيات طبقية مصطنعة ناجمة عن انكسار كافة اشكال التضامن البدائية. هذا الاغتراب الذي ضخم بشكل مصطنع رغبة البعض في الهيمنة على البعض الآخر والاستثمار في جهده العضلي والفكري لاستغلاله بدون مقابل أو بفتات الموائد، بينما زرع انتصار الطرف الأول خوفا ميتافيزيقيا في نفوس الطرف المنهزم، جعلته مع توالي الأجيال يضعه في مرتبة القداسة.

2 – في ظل هذا الانقسام للجماعات البدائية، نشأت الدولة نتيجة الشروط الأولية المرافقة لاكتشاف الزراعة وضرورة الاستغلال الجماعي للطبيعة وري الأراضي المخصصة للزراعة وتأمين المخزونات الزراعية والغذائية الكبرى، طيلة ما يسمى بالعصر الحجري الحديث أو بالعصر النيوليثي (ما بين 9000 و4500 سنة قبل الميلاد، والتي ستنبثق عنها تجربة الحضارات الشرق أوسطية القديمة) في هذه الحقبة تكرس تقسيم العمل وظهور وتطور الملكية الخاصة للأرض التي كانت من قبل مشاعة بين الجماعات البدائية، أي خلال العصر الباليوليثي (أي ما بين حوالي 3 مليون سنة و 10.000 سنة قبل الميلاد).

3 - فظهور الدولة وتطورها قام بشكل مصطنع إذن على أساس الانقسام الطبقي الذي حدث خلال الثورة الزراعية واستعباد الانسان لأخيه الانسان، وانطلاق مرحلة طويلة من الصراع الطبقي، نظرا لرفض المستعبدين للانكسارات التي حدثت في الجماعات الشيوعية البدائية الخالية من الطبقات ومن استغلال وحكم البعض للبعض الآخر. وقد نجم عن هذا الصراع الطبقي مختلف السلوكات الإنسانية الغريبة عن طبيعته الأولى (المغتربة)، فمختلف الشرور والأحقاد والضغائن انفجرت في ظل هذا الواقع الجديد الذي أصبح يصطلح عليه ب"المجتمع" وهي الاطار الاجتماعي الجديد المتولد عن الانقسام الطبقي وادارته. ولإدارة "المجتمع" الطبقي المصطنع كان لا بد من آليات قسرية وأخرى طوعية للمحافظة على استمراريته، فظهرت الأيديولوجيات الدينية والسياسية ومن بينها الديموقراطية. فالديموقراطية التي شهدت ولادتها الأولى في اليونان ليست سوى اختراع مصطنع لإدارة الصراع الطبقي بين الحكام والمحكومين على أساس وهم "حكم الشعب بالشعب من أجل الشعب".

4 – اما الدين الذي نشأ نتيجة "الخوف" والرعب الذي بتته القوى الطبقية المنتصرة في نفوس الجماعات المغلوبة عن طريق الإرهاب المادي والمعنوي، وغياب نتيجة لذلك الطمأنينة والسكينة في النفوس التي كانت تسود في ظل الجماعات البدائية. لذلك جاءت وظيفة الديانات للتخفيف من الاضطرابات النفسية واحلال السكينة والطمأنينة الوهمية في نفوس المستضعفين بأن هناك عالما أخرويا جميلا ينتظركم في عالم وهمي يعوضهم عن عالمهم المادي المسلوب منهم بالقوة. وعلى أساس اختراع معتقدات دينية بدائية تطورت الديانات مع تطور التصورات العقلية المجردة، فهيمنة الميتافيزيقا، وجاء الفلاسفة للترسيم الفكري لتلك المعتقدات كما جاء الأنبياء لإعطائها طابعا ازليا بعقوباتها وجزاءاتها. فدعمت الديانات الخضوع الطبقي والظلم الاجتماعي.

5 – وتتداخل الهيمنة الطبقية بالهيمنة الاقتصادية بحيث ان من يهيمن اقتصاديا هو نفسه من يهيمن طبقيا وسياسيا، وانطلاقا من هذه الهيمنة الطبقية تتحقق الهيمنة الأيديولوجية. فالدول والحضارات القديمة التي انشأتها، تأسست على أساس المجتمع الطبقي والايديولوجيات التي تم فرضها فرضا على الشعوب المحكومة، وتبقى القاعدة الأساسية لهذه المجتمعات الطبقية (انظر حضارات الشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض المتوسط) هي أنماط الإنتاج الاقتصادية التي قامت على العبودية والإنتاج الزراعي الواسع النطاق، فحتى الغزوات الاستعمارية القديمة والتي جعلت الاسكندر الأكبر يصل الى الهند والامبراطورية الرومانية تهيمن على البحر الأبيض المتوسط بكامله كان من اجل ضمان توسع هذه القاعدة الإنتاجية واستمراريتها في سبيل الحصول على المزيد من العبيد والمزيد من الأراضي الزراعية.

6 – كما أن الغزو الاستعماري العربي الإسلامي لشمال افريقيا لم يكن من اجل نشر الديانة الإسلامية التي كانت تشكل الأيديولوجية السياسية الرسمية للدولة العربية الإسلامية الناشئة، وانما كان من أجل الهيمنة على المزيد من أراضي شمال افريقيا والمزيد من العبيد والجواري الأمازيغ. ومعلوم ان الهيمنة الدينية شكلت منذ المقولات الفلسفية لأرسطو ومنطقه الصوري التي اندمجت بالديانة المسيحية فتم اعطاءها طابع القداسة، الفلسفة الرسمية لجميع الدول الناشئة، حيث أصبحت الملكيات القديمة تقيم شرعيتها السياسية على أساس ديني، وحيث أصبح الملك يمثل ظل الله على الأرض، وهو ما يبرر السلطة الاستبدادية المطلقة للملوك. وهذا هو المنطق الذي ساد في مختلف بلدان الاستبداد الشرقي حيث ساد ما يسميه كارل ماركس بنمط الإنتاج الآسيوي. وتنتمي الدولة العربية الإسلامية الى هذا النوع الأخير، ويتميز بانغلاقه واستبداده وطول استمراريته في الزمن، نظرا لانغلاق عقول هذه المجتمعات الطبقية وعدم قدرتها تصور مجتمع آخر أكثر تحررا، كما حدث خلال التجارب الأوروبية.

7 -الدولة الحديثة والمجتمع الرأسمالي الحديث، نشأتا نتيجة تفاعل ديالكتيكي بين سيرورة المجتمعات الطبقية الأوروبية ونمط الإنتاج الرأسمالي الناشئ، انطلاقا من القرن الثالث عشر في عدد من المدن الإيطالية. كما تعزز نتيجة الكشوفات الجغرافية والغزو الصليبي للمجتمعات الطبقية الإسلامية في الشرق الأوسط، وما نجم عنهما من مراكمة الثروات التجارية أولا ثم تطوير الصناعات الناشئة ثانيا. الطبقي الجديدة التي نتجت عن هذا التفاعل ستعمل سياسيا بالتدريج على فرض هيمنتها على المجتمعات الفيودالية والملكيات المطلقة عن طريق الثورات (راجع الثورات الفرنسية والبريطانية والأمريكية)، وتهيمن كنتيجة لذلك على أجهزة الدولة الأوروبية مستفيدة من أفكار فلاسفة الانوار لإضفاء "الشرعية الأيديولوجية" على سلطتها، ومن بينها ما أصبح يسمى ب"الديموقراطية البرجوازية". ففي الديموقراطية البرجوازية يمكنك ان تمنح صوتك لليمين أو لليسار أو للإسلاميين أو للمسيحيين، فلا شيء يتحقق في المجتمع الطبقي، بل تظل الهيمنة السياسية للطبقة الرأسمالية، التي تحقق كافة مشاريعها على كاهل الطبقات الشعبية المسحوقة.

8 -سيرورة تطور الدولة الحديثة ونمط الإنتاج الرأسمالي الذي تشرف على رعايته، اعتمد على الحيل التي تحيكها الطبقات المهيمنة لضمان استمرار هيمنتها على جهاز سلطة الدولة وعلى وسائل الإنتاج ضمن نمط الإنتاج القائم، وفي هذا الإطار لا فرق بين شكل الدول ملكية أو الجمهورية، ديكتاتورية أو ديموقراطية، فأساليب تحكمها في جهاز الدولة يقود بالضرورة الى حسم الصراع الطبقي لفائدة اسر الطبقات المهيمنة في أي زمان أو مكان معين.

9 – وتبقى أطراف الصراع الطبقي في أية دولة حديثة ومنذ ظهور الدولة في العصر النيوليثي مواجهة بين، الطبقات المهيمنة والتي تشكل اقلية في مواجهة جماهير شعبية واسعة، حيث تلجأ القوى الطبقية المهيمنة الى مختلف أدوات القمع والهيمنة للمحافظة على خنوع الطرف الثاني في هذا الصراع الطبقي وهي الجماهير الشعبية المسحوقة المغلوبة التي تشكل المنتج الأساسي للخيرات والفوائض المالية الناجمة عن استغلال الموارد الطبيعية والتي تستحوذ عليها الطبقات الحاكمة بدون بدل أي مجهود في انتاجها، بل تتخصص فقط في أساليب القمع والإرهاب وإشاعة الخوف وسط المسحوقين حتى يضمنوا استمرار خنوعهم وهدوئهم، فلا يبادروا الى الثورة من اجل انهاء عبوديتهم. لكن الطبقات المسحوقة المغلوبة عن امرها لديها هي أيضا طموحات تحررية وايديولوجية ثورية خاصة بها من الانقسام النيوليثي حيث ظل حلمها هو اسقاط النظام الطبقي القائم وبالتالي اسقاط الدولة كأداة لهيمنة الطبقات الحاكمة، والعمل تدريجيا على إعادة الحياة للمجتمع الشيوعي التضامني الذي عاشته البشرية خلال حياتها البدائية لملايين السنين.

10 - الحتمية التاريخية إذن التي جعلت من الدولة صنيعة الصراع الطبقي وصنيعة أنماط الإنتاج الطبقية المتعاقبة، وتدفع اليوم نمط الإنتاج الرأسمالي الى تجاوز اشكال الدولة الامة التقليدية، نحو نماذج اعلى كوسموبوليتية (مثل مجلس الامن كحكومة تهيمن عليه مجموعة الثمانية والأمم المتحدة كبرلمان خاضع لموازين القوى) فلقد شاهد الجميع ذلك التحكم الكوسموبوليتي في تلك السرعة والسهولة التي تسقط بها الأنظمة الطبقية الحاكمة في ظل العولمة الرأسمالية، فقد تتبعنا كيفية سقوط أنظمة سياسية معينة في أفغانستان والعراق وتونس ومصر واليمن وبوليفيا ...، بل شاهدنا قبل ذلك سقوط نظام الاتحاد السوفياتي في روسيا وكافة أنظمة شرق أوروبا ونظام الصين الشعبية.

11 – إن مختلف هذه الأنظمة الطبقية تآكلت وسقطت أمام الجبروت الرأسمال المالي العالمي الذي يدير الحتمية التاريخية الحالية، ويحول الأنظمة السياسية الطبقية والدول التي تشرف عليها الى أدوات هشة تتقاذفها الإرادة الرأسمالية الباحثة دوما عن المزيد من الاستثمار ومراكمة الأرباح. ففي ظل هذه الحتمية المصطنعة لم تعد للدول وللأنظمة السياسية شخصية أو إرادة حرة مستقلة عن نزوات رأس المال ودهائه، بل أن الأحزاب السياسية بكافة تلاوينها وبرامجها تراعي رغبات رأس المال أكثر من مراعاتها لرغبات شعوبها المسحوقة، وأي حزب يرغب في بلوغ السلطة عليه ان يكون عبدا لرغبات رأس المال. لذلك بثنا نشاهد عالميا سهولة وصول اليمين المتطرف خادم رأس المال المالي العالمي أكثر من أي فصيل سياسي آخر، الى قيادة الحكومات والاجهاز على كافة مكتسبات الحقبة السابقة. كما أن الطابع الرجعي والانتهازي لأحزاب الإسلام السياسي التي تم فهمت الامبريالية ميكانيزماتها، وعملت على دعمها للوصول الى قيادة الحكومات، نظرا لنتائجها الباهرة في خدمة الرأسمال العالمي، وعدم قدرتها في المقابل تحقيق أي من وعودها للشعوب لأن الرأسمال هو من يخيم بإرادته. فقد تمكن الإسلام السياسي صنيعة الامبريالية في ظرف وجيز أي منذ عقد الثمانينات من القرن العشرين من نشر حالة من الفوضى والتخلف والانقياد القطيعي في المنطقة العربية الإسلامية، فأصبحت مختبرا لاستراتيجية الفوضى الخلاقة الامريكية ولتجارب رأس المال المالي العالمي، في كيفية تدمير الدول من الداخل، وفرض مصالح رأس المال فوقيا على شعوبها المقهورة.

12 - الحتمية التاريخية (الصراع الطبقي كمصدر للتاريخ وغايته) جعلت رأس المال يعيش مرحلتين تاريخيتين متعاقبتين، الأولى صاعدة بحسب فترات متلاحقة، تقوم على الهيمنة الشكلية على الطبقات المسحوقة انطلاقا من القرن الثالث عشر والى الحرب العالمية الأولى بين الإمبرياليات الرأسمالية بداية القرن العشرين، حيث كان نمط الإنتاج الرأسمالي يتعايش خلال هذه المرحلة مع الأنماط الاقتصادية السابقة كالأنظمة العبودية والاقطاعية، فنظرا لضرورة تحطيم النظام الرأسمالي للأنماط الإنتاجية السابقة، كان يكتفي بهيمنة شكلية على مختلف جوانب الحياة الإنسانية، ويعتمد على القيم والايديولوجيات التي قامت عليها أنماط الإنتاج والدول السابقة وكان يستهدف السيطرة على جهاز الدولة لتسخيرها في نفس الوقت للقضاء على الأنماط الإنتاجية السابقة وللتمدد عبر الحملات الاستعمارية لكي يهيمن بشكل مطلق على مختلف جوانب الحياة الإنسانية.

13 – ستنطلق المرحلة الثانية مع انفجار الحرب العالمية الأولى، حينما تمكن نمط الإنتاج الرأسمالي من التمدد عبر العالم عن طريق الاستعمار العسكري المباشر مع بداية القرن العشرين محققا بذلك مرحلة الهيمنة الفعلية لنمط الإنتاج الرأسمالي حيث تمكن من تدمير منهجي تدريجي لكافة الأنماط الإنتاجية السابقة، محولا مثلا الإنتاج الزراعي التقليدي الى معمل صناعي رأسمالي جديدا، أنهى به كل ما عاشته الإنسانية من أنماط زراعية سابقة انطلاقا الثورة الزراعية خلال العصر النيوليثي.

14 – ومع تلاحق المراحل المتعاقبة للهيمنة الفعلية لنمط الإنتاج الرأسمالي، مرورا عبر ظهور الدولة الرأسمالية الاحتكارية في تجارب المانيا النازية والنيو ديل الأمريكي ونمط التخطيط السوفياتي وتآكلها التدريجي ووصلا الى الهيمنة الرأسمالية الكوسموبوليتية حيث أصبحت الدولة عاجزة عن الصمود امام رغبات التراكم الرأسمالي ونزعة تسليع مختلف جوانب الحياة بما فيها انتاج الحياة الإنسانية عبر الانابيب الاصطناعية. فقد اكتسب رأسمال من القوة ما يجعله يحطم اية دولة وأي نظام سياسي يعلن العصيان ضده، ويتحكم كليا في اغترابيه الانسان وخروجه عن ذاته قلبا وقالبا.

15 -لكن نمط الإنتاج الرأسمالي الذي ينطوي على عيب جيني قاتل خطير لا يمكنه التخلص منه، يدفعه بشكل حتمي نحو نهايته الحتمية التي دخلها بشكل متوازي مع مرحلة الهيمنة الفعلية لرأس المال على العمل، والتي تتمكن خلالها الطبقات المسحوقة عالميا من انجاز ثورتها المظفرة واسقاط نمط الإنتاج الرأسمالي وأذاته التقليدية الضاربة: الدولة التي أضحت ضعيفة آفلة في ظل عالمية رأس المال.

16 -ان تسليع نمط الإنتاج الرأسمالي لمختلف جوانب الحياة الانسانية وجعلها سلعا تباع وتشترى، يدمر بشكل منهجي حتمي الانسان والحيوان والطبيعة، بل والكوكب الأرضي بكامله. كما أن استبداله الضروري للعمل الحي بالعمل الميت أي استبدال العمال الأحياء بالآلات، يدفع يوميا الملايين من الكادحين في مختلف بقاع العالم نحو البطالة الواسعة والطويلة الأمد، في حين ان الربح الرأسمالي لا ينتج عن الآلات فقط أو ما يسمى بالعمل الميت الذي تبقى عائداته محدودة مرتبطة بقيمة الآلة، بل لا ينتج الربح الرأسمالي الا عن استغلال العمل الحي أي استغلال قوة عمل الطبقة العاملة فهو وحده مصدر القيمة الرأسمالي. لذلك فإن تراجع نسبة العمل الحي الى العمل الميت في العملية الإنتاجية في ظل الهيمنة الفعلية لرأس المال يؤدي بشكل حتمي الى تدهور الربح الرأسمالي، ويشكل هذا التدهور أساس مختلف الازمات الرأسمالية الدورية والدافع أيضا الى الحروب (انظر الحربين العالميتين الأولى والثانية) وإرادة تدمير دول بكاملها من اجل ان تؤدي عملية إعادة بنائها الى إطلاق انتعاشه اقتصادية في نمط الإنتاج الرأسمالي.

17 - في ظل الهيمنة الفعلية لنمط الإنتاج الرأسمالي تنفجر إذن الازمات تلو الازمات والحروب تلو الحروب، وتتراجع سلطة الدول وهيمنتها التقليدية اتجاه الإمبرياليات واتجاه شعوبها الى درجة العدم، بينما تنتعش الثورات الشعبية مع دخول نمط الإنتاج الرأسمالي مرحلة ازمته الختامية حيث يتطور وعي الشعوب الكادحة أكثر وتحصل لديه قناعة بحتمية عدم صلاحية نمط الإنتاج الرأسمالي لاستمرارية الحياة البشرية، وعدم صلاحية الأنظمة الطبقية لإدارة الأنماط الإنتاجية الاستغلالية وبان العيش المشترك التضامني للإنسانية بدون طبقات وبدون دولة طبقية وبدون عمل مأجور وبدون تبادل تجاري نقدي، امر ممكن في ظل مجتمع شيوعي عالمي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سؤال
فؤاد النمري ( 2019 / 11 / 20 - 15:01 )
السؤال الحدي الذي يطيح بتنظيرات عبد السلام هو ..
هل تعرف يا عبد السلام الخطة الخماسية التي أقرها المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي السوفياتي في نوفمبر 1952 ثم قررت اللجنة المركزية إلغاءها في سبتمبر 53 مع أن ذلك مخالف للقانون !؟
لئن كنت تعرف الخطة ولماذا ألغيت فيمكننا بعدئذٍ مناقشة تنظيراتك فيما يفيد القراء عشاق الماركسية
أرجو ألا تخرج في الرد عن حدود السؤال


2 - سؤال
فؤاد النمري ( 2019 / 11 / 20 - 15:02 )
السؤال الحدي الذي يطيح بتنظيرات عبد السلام هو ..
هل تعرف يا عبد السلام الخطة الخماسية التي أقرها المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي السوفياتي في نوفمبر 1952 ثم قررت اللجنة المركزية إلغاءها في سبتمبر 53 مع أن ذلك مخالف للقانون !؟
لئن كنت تعرف الخطة ولماذا ألغيت فيمكننا بعدئذٍ مناقشة تنظيراتك فيما يفيد القراء عشاق الماركسية
أرجو ألا تخرج في الرد عن حدود السؤال


3 - سؤال فؤاد النمري
عبد السلام أديب ( 2019 / 11 / 20 - 15:34 )
تحية لاستاذنا الكبير فؤاد النمري، لا أعرف لماذا تطرح علي سؤالك حول الخطة الخماسية التي أقرها المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي السوفياتي في نونبر 1952 والتي قررت اللجنة المركزية إلعاءها في سبتمبر 1953 مع أن ذلك مخالف للقانون؟ وما علاقة سؤالك هذا بما ورد في مقالي اعلاه، علما انني لم اناقش الخطط الاقتصادية للاتحاد السوفياتي لا خلال حياة الرفيق ستالين ولا بعد اغتياله من طرف الشردمة الانقلابية التابعة لخروتشوف. فإذا كنت تريد ان تجرني الى مصيدة جديدة من مصائدك لتفتح معي احدى بوليميكاتك المعتادة، فإني اعتبر أن سؤالك ييسعى الى فتح نقاش آخر خارج الموضوع الذي طرحته أعلاه، ولا علاقة له البثة بما تسميه بتنظيراتي- فإذا كنت تعتقد ان سؤالك له علاقة مع موضوعي فتفضل بشرحه، ومن خلال عرضك سيتبين لي مدى جدية ما تطرحه من أفكار مع الموضوع اعلاه، أما إذا لم تكن هناك علاقة فلا حاجة لي بسؤالك وكفانا ثرثرة فارغة


4 - تحيه طيبه
ادم عربي ( 2019 / 11 / 20 - 16:05 )
فقرة رقم 16 والتي تقول فيها العمل الميت والتي تقصد فيها الالات ! من قال لك ان هذا عمل ميت ؟ اليس بسببه يتم الانتاج ! اليس له قيمة تبادليه وتم شراءة من مصانع اخرى؟ ثم تقول انه يقلل الربح ، اذ كيف يقلل الربح وقد خفض القيمة التبادليه للسلعه؟ الا تنتج الاله في ساعه ما ينتجه عشره عمال بل ربما مائة عامل ! زيادة البطاله صحيح ، نعم تزداد البطاله ، لكن الراسماليه ليست جمعيه خيريه ، والراسمالي يهمه الربح فقط
تقبل تحياتي


5 - البطالة
عبد الحسين سلمان ( 2019 / 11 / 20 - 16:59 )
تحياتي للزميل عبد السلام

بخصوص الفقرة 16 تقول:
استبدال العمال الأحياء بالآلات، يدفع يوميا الملايين من الكادحين في مختلف بقاع العالم نحو البطالة الواسعة والطويلة الأمد،..الخ

لو اطلعنا على معدل البطالة في المانيا باعتبارها اكثر الاتحاد الاوروبي تطورا بالتكنلوجيا , نلاحظ ان نسبة البطالة لشهر سبتمر / ايلول/ 2019 تساوي 3.1 % حوالي 2.5 مليون , وهؤلاء يتاقضون معونة مالية و صحية و سكن ومدارس الاطفال لحين الحصول على عمل.

كذلك في الطرف الاخر من الكرة الارضية وهي اليابان ( من الدول المتقدمة تكنلوجياً), فأن نسبة البطالة 2.2 % في شهر اوغست / اب / 2019

ما هو تفسيركم لطفاً ؟
مع الشكر


6 - جواب للسيد آدم عربي
عبد السلام أديب ( 2019 / 11 / 20 - 17:16 )
تحية طيبة للسيد آدم عربي، شكرا على مرورك واهتمامك بالموضوع، فعلا الفقرة 16 تتناول اكبر عيب في نمط الإنتاج الرأسمالي والذي يشكل السبب الرئيسي في فنائه الحتمي. فجوهر المشكل يكمن في نظرية القيمة، وهذه النظرية التي سبق لديفيد ريكاردوا أن أساس القيمة تكمن في الزمن الذي يبدله العامل في انتاج السلعة، وقد أكد كارل ماركس هذه الفكرة بل عمقها أكثر، حينما أكد أن قيمة السلعة التي تنبثق عن المجهود الذي يبدله العامل في انتاجها في ظل نمط الانتاج الرأسمالي، يستحوذ عليها الرأسمالي صاحب المشروع، وأن نصيب العامل من قيمة السلعة التي ينتجها، مجرد نسبة مئوية ضئيلة من قيمة السلعة وهي ما يشكل الاجر الذي يتقاضاه العامل لقاء بيعه لقوة عمله، فمثلا إذا كانت قيمة المنتوج 100 درهم، قلا يحصل العامل الا على 40 درهم فقط، أما 60 درهم المتبقية فيستحوذ عليها الرأسمالي صاحب المشروع، ف 60 درهما هي فائض القيمة التي تشكل
نسبة من الرأسمال التراكمي. بتبع لطفا


7 - جواب للسيد آدم عربي (تابع)1
عبد السلام أديب ( 2019 / 11 / 20 - 17:19 )
ومعلوم ان السلع التي ينتجها العمال تنقسم الى سلع للاستهلاك وسلع للتجهيز يستحوذ عليها الرأسمالي أيضا بعد ان يسدد لمنتجيها العمال نسبة مئوية ضئيلة كمقابل انتاجها. فآلات للإنتاج التي ينتجها عمال المشروع أو يشتريها من السوقـ تعتبر عملا منتهيا مكثفا في تلك الآلات، فهي ام تبقى عملا آنيا، بل عملا ميتا منتهيا، له فترة حياة محدودة، فعندما يشغل الرأسمالي تلك الآلات ينطلق استهلاكها الزمني والذي يستمر لمدة زمنية محدودة قبل ان تنتهي صلاحيتها، فقيمة هذه الآلات مرتبطة بالزمن الذي بذل في انتاجها، فهي لا تنتج فائض للقيمة بل فقط تساعد في سرعة عمل العمال أو في كمية إنتاجية العامل، لكنها لا تنتج قيمة مضافة. فهذه الخاصية هي مصدر تسميتها بالعمل الميت المحدود القيمة. يتبع لطفا


8 - جواب للسيد آدم عربي (تابع)2
عبد السلام أديب ( 2019 / 11 / 20 - 17:21 )
إذن فرأس المال لا يتشكل الا من العمل الحي أي عمل العمال الاحياء، الذين يستغلون من طرف الرأسماليين، لإنتاج أكبر كمية من فوائض القيمة. كما أن الطبيعة الاجتماعية للعمل، أي ان الإنتاج السلعي هو قبل كل شيء علاقات اجتماعية بين الرأسمالي والعديد من العمال المنتجين للسلعة التي تتضمن قيمة استعمالية وقيمة تبادلية، تقتضي وجود طلب اجتماعي على تلك السلع نظرا لضرورتها الاستعمالية اجتماعيا، ولكي يتم استهلاك كامل السلع المعروضة في السوق حتى يحصل الرأسمالي على كامل أرباحه الرأسمالية المنتظرة، يجب أن تتوفر لدى المستهلكين قوة شرائية كافية لشراء كافة تلك السلع المعروضة في السوق. يتبع لطفا.


9 - جواب للسيد آدم عربي (تابع)3
عبد السلام أديب ( 2019 / 11 / 20 - 17:22 )
إذن فرأس المال لا يتشكل الا من العمل الحي أي عمل العمال الاحياء، الذين يستغلون من طرف الرأسماليين، لإنتاج أكبر كمية من فوائض القيمة. كما أن الطبيعة الاجتماعية للعمل، أي ان الإنتاج السلعي هو قبل كل شيء علاقات اجتماعية بين الرأسمالي والعديد من العمال المنتجين للسلعة التي تتضمن قيمة استعمالية وقيمة تبادلية، تقتضي وجود طلب اجتماعي على تلك السلع نظرا لضرورتها الاستعمالية اجتماعيا، ولكي يتم استهلاك كامل السلع المعروضة في السوق حتى يحصل الرأسمالي على كامل أرباحه الرأسمالية المنتظرة، يجب أن تتوفر لدى المستهلكين قوة شرائية كافية لشراء كافة تلك السلع المعروضة في السوق. يتبع لطفا.


10 - جواب للسيد آدم عربي (تابع)4
عبد السلام أديب ( 2019 / 11 / 20 - 17:26 )
لكن الإشكالية تحدث عندما ترتفع نسب البطالة وتتدنى نسبة الأجور التي يمنحها الرأسمالي للعمال، فإن الاقبال على شراء تلك السلع يتدهور، فتتراكم نسبة الإنتاج الزائد غير القابل للشراء، لذلك تتدهور نسبة الأرباح التي يحصل عليها الرأسمالي، وهذا ما نسميه بالأزمة، حيث يعمد الرأسمالي الى تقليص الإنتاج وتسريح العمال وتزايد اعداد العاطلين في سوق الشغل ويتعمق تدهور القدرة الشرائية. انظر ازمتي 1929 و2008، فاصلهما هو الإنتاج الزائد وتدهور نسبة الأرباح الرأسمالية. يتبع لطفا.


11 - جواب للسيد آدم عربي (تابع)5
عبد السلام أديب ( 2019 / 11 / 20 - 17:28 )
أتمنى أن يكون هذا الشرح المبسط للقيمة وفائض القيمة والعمل الحي والعمل الميت كافيا، لفهم ان الرأسماليين لم يشكلوا أبدا جمعية خيرية، بل على العكس من ذلك، كانوا دائما مصاصي دماء الكادحين، يراكمون الثروات على حساب سرقة عرق جبين الطبقة العاملة التي لا تحصل لقاء عملها الإنتاجي سوى على الفتات، الذي لا يضمن لها سوى العودة يوم الغد للخضوع من جديد لعملية الاستغلال الرأسمالية المنهجية. بينما تراكم في المقابل الطبقة الرأسمالية فوائض القيمة. الا ان هناك حدودا للاستغلال، نتيجة ما شرحته أعلاه. لكن بؤس العمال وفقرهم نتيجة الاستغلال الرأسمالي الفاحش والبطالة الواسعة، يشكل أيضا عاملا موضوعيا للثورة البروليتارية.


12 - سيدي الكريم عبد السلام اديب
ادم عربي ( 2019 / 11 / 20 - 20:05 )

شكرا لشروحاتكم لفائض القيمه والتي لا نختلف معكم فيها
ونؤكد ايضا على ضرورة امتصاص الانتاج من قبل العمال او المجتمع بصورة اوسع من اجل استمرار عملية الانتاج الراسمالي ...الخ
لكننا عندما نتحدث عن السباق التكنولوجي بين المنتجين ، اي من يستخدم مثلا عمال والات بسيطه لانتاج قمصان ومن يستعمل الات متطورة لذات الغرض ، لنقل انه استغنى بالاته عن ٩-;-٠-;- بالمائه من العمال ، لماذا لا يربح اضعاف من لم يلحقوا به تكنولوجيا خصوصا ان الاله خفضت القيمة التبادليه للسلعه لديه ،، وعلى قولك ان الاله لا تنتج فائض قيمه ،، فماذا لو كان المصنع بشكل كامل مؤتمت؟ طبعا انا اسير في السرد وخلاله ازمات الراسماليه ،، وتقبل تحياتي


13 - جواب للسيد عبد الحسين سلمان
عبد السلام أديب ( 2019 / 11 / 20 - 21:19 )
تحياتي للسيد عبد الحسين سلمان على المرور وعلى اهتمامك بالموضوع، سؤالك حول الأزمة والأوضاع الاقتصادية في المانيا، ومدى تأثير الأزمة على حجم البطالة في هذه البلاد والتي بلغت حسب ما تفضلت به نسبة 3,1 في المائة أي حوالي 2,5 مليون نسمة.
قبل الحديث عن الاقتصاد الرأسمالي الألماني، علينا ان نفهم طبيعة الأزمات الاقتصادية الرأسمالية الدورية بكافة اشكالها التاريخية وتداخلاتها بعضها ببعض، الأزمات قصيرة الأمد والأزمات متوسطة الامد والأزمات طويلة الأمد، كما علينا ان نفهم أنواع الأزمات البنيوية عندما يحدث تحول تكنولوجي عميق في وسائل الإنتاج. وانطلاقا من هذه المعرفة نفهم انعكاس هذه الازمات على القوة العاملة وعلى الإنتاج وعلى العرض والطلب. ثم علينا فهم الاشكال التاريخية التي واجهت بها الرأسمالية أزماتها، حيث شكلت الحربين العالميتين احد هذه الأشكال، حيث نشأت لازمة متوالية بين الأزمة ثم الحرب ثم إعادة البناء. يتبع لطفا.


14 - جواب للسيد عبد الحسين سلمان تابع 2
عبد السلام أديب ( 2019 / 11 / 20 - 21:22 )
فإعادة بناء أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية هو ما اعطى ما يسمى بالثلاثينات المجيدة (1945 – 1975) حيث تحقق الاستقرار والاستخدام الكامل، لكن بعد انتهاء إعادة البناء، وانطلق التنافس الدولي على الأسواق حتى عادت الازمة منذ أواخر الستينات والتي تسمى تضخم الجمود، أي تزامن التضخم مع البطالة والتي لا تزال متواصلة في صعود وهبوط.
كما لا بد ان نشير هنا الى ترابط الاقتصاديات المحلية بالاقتصاد الدولي الرأسمالي في علاقات ديالكتيكية يؤثر فيها البعض بالبعض الآخر، وحيث تبتلع الشركات القوية الشركات الأضعف وحيث نجحت الامبرياليات في اخضاع جميع الشعوب حديثة الاستقلال الى هيمنتها المالية عبر فرض شروط التبعية من خلال صندوق النقد الدولي والبنك العالمي. ولعل نظرية المركز والمحيط تفيدنا كثيرا عن أسباب تخلف العالم الثالث وتقدم المراكز الرأسمالية الكبرى ومن بينها المانيا التي انطلقت في ثورتها الصناعية الرأسمالية منذ عهد بسمارك سنة 1870.
يتبع لطفا


15 - جواب للسيد عبد الحسين سلمان تابع 3
عبد السلام أديب ( 2019 / 11 / 20 - 21:24 )
إن هذه المقدمة تفيدنا في ان تحليل الوضع الاقتصادي لكل بلد يجب ان يأخذ بعين الاعتبار هذه المعطيات، ثم يقارن بينها وبين الأوضاع السائدة في كل بلد على حدة وفي كل منطقة جغرافية على حدة. الآن يمكننا الحديث عن ألمانيا. فالحديث عن المانيا يتطلب الأخذ بعين الاعتبار المعطيات المرتبطة بتطور هذا البلد كرأسمالية الدولة الاحتكارية وكقوة امبريالية تنطبق عليها بدقة المعايير التي حددها الرفيق لينين لمرحلة الامبريالية كأعلى مراحل الرأسمالية وهي: 1 – تركيز الإنتاج ورأس المال ونمو الاحتكارات الدولية الألمانية، 2 – اندماج رأس المال المصرفي مع رأس المال الصناعي وانبثاق الرأس المال المالي والاوليغارشية المالية الألمانية، 3 – إعطاء أهمية قصوى لتصدير رأس المال وتصدير السلع، وهو ما برعت فيه المانيا بحث ان 50 في المائة من ناتجها الداخلي الإجمالي يذهب نحو التصدير، 4 – تشكل اتحادات دولية احتكارية بين الرأسماليين الالمان ورأسماليين من المراكز الرأسمالية الأخرى، 5 – اقتسام الرأسمال الألماني الأسواق العالمية مع باقي القوى الرأسمالية. يتبع لطفا


16 - جواب للسيد عبد الحسين سلمان تابع 4
عبد السلام أديب ( 2019 / 11 / 20 - 21:27 )
وإذا كان الرأسمال المالي الألماني قد بلغ مرحلة العالمية الى جانب القوى الرأسمالية الأخرى، فإن تدويل أشكال استغلاله للطبقة العاملة سواء داخل المانيا أو بباقي الدول التي تتواجد بها شركاته متعددة الاستيطان، أدى الى تدفقات مالية هائلة من الخارج نحو ألمانيا، وهذا التدفق تستعمله الحكومات الألمانية المتعاقبة، المتداخلة مع الرأسمال الألماني في تخفيف حدة التناقضات السياسية والصراع الطبقي عبر تحسينات اجتماعية دورية. ورغم كل هذا، عرفت الطبقة العاملة الألمانية هجومات يمينية دورية نتيجة الأزمات الهيكلية الدورية، حيث تراجعت الخدمات الاجتماعية منذ ذلك الحين وتمت خوصصة العديد من المرافق الاجتماعية وحيث لا زالت المستشفيات العمومية تباع للخواص وترتفع نتيجة لذلك كلفة الاستشفاء. يتبع لطفا.


17 - جواب للسيد عبد الحسين سلمان تابع 5
عبد السلام أديب ( 2019 / 11 / 20 - 21:28 )
وفي سنة 2004 وفي ظل حكومة شرودر الاشتراكي الديموقراطي تم اعتماد قانون هارتز 4 ، الذي ادخل الكثير من الهشاشة على سوق الشغل وعلى تنزيل الحد الأدنى للأجور الى 700 أورو في الشهر بالنسبة للقطاعات غير الصناعية، كما تم ادخال العمل من الباطن بمستخدمين لنصف الزمن والعمل المؤقت بدون اجر قار أو ضمان اجتماعي قار، كما تمت مراجعة شروط الحصول على علاوات البطالة نحو التقليص منها ومنحها بشروط. يتبع لطفا.


18 - جواب للسيد عبد الحسين سلمان تابع 6
عبد السلام أديب ( 2019 / 11 / 20 - 21:31 )
خلال أزمة 2008 – 2014، لم تتأثر المانيا بالأزمة كثيرا آنذاك، لأن نسبة مديونيتها لم تتجاوز 60 في المائة من الناتج الداخلي الاجمالي، على خلاف مديونية بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة واليابان التي تجاوزت المائة بالمائة، الا ان صادرات الصناعات المانية تأثرت كثيرا بالانكماش العالمي التي تراجعت الى 50 في المائة. لكن المانيا تعيش اليوم منذ 2018 تراجعا في نسبة نموها الاقتصادي بسبب تراجع حجم انتاجها الصناعي الموجه نحو التصدير نتيجة تراجع الطلب الخارجي خاصة من طرف أسواقها التقليدية مثل الهند والصين. كما تبرز اليوم ازمة الدوتش بانك الذي يعيش ازمة هائلة عبر مختلف فروعه عبر العالم، والذي يباشر تسريحات واسعة للعاملين فيه. يتبع لطفا.


19 - جواب للسيد عبد الحسين سلمان تابع 7
عبد السلام أديب ( 2019 / 11 / 20 - 21:32 )
وحسب المعطيات المتوفرة تنتشر التقليصات في مناصب الشغل في جميع القطاعات الاقتصادية الألمانية تقريبا، ففي قطاع التجارة بالجملة والتقسيط، أدى اندماج كل من شركتي Karstadt و Kaufhof الى الغاء 2600 منصب شغل، مما سيؤثر على 4000 الى 5000 وظيفة. كما تم تسريح 5600 عامل غير متفرغ في شركة T-Systems المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات والتابعة لشركة Deutsche Telekom، كما سيعرف قطاع التأمين -آليانز- تسريح 700 عامل، وستعرف التكتلات الصناعية Thyssenkrupp تسريح 6.000 عامل في جميع انحاء العالم 4000 منهم في ألمانيا. وقد سرح سيمنس 2700 عامل في جميع انحاء العالم منهم 1400 في المانيا، كما ستسرح شركة باير 12.000 عامل بحلول 2021. وفي قطاع السيارات لوحظ عودة العمل الجزئي الذي اختفى في هذا القطاع منذ خمسة سنوات، وأصبح يؤثر على 150.000 عامل. يتبع لطفا.


20 - جواب للسيد عبد الحسين سلمان تابع 8
عبد السلام أديب ( 2019 / 11 / 20 - 21:35 )
خلال شهر شتنبر وأكتوبر كانت هناك حملة انتخابية للبوندستاغ الألماني، وحيث لا ثقة في القوى اليمينية الحاكمة، التي تلجأ كما تفعل الطبقة الرأسمالية في كل مكان الى فبركة المؤشرات العامة للاقتصاد ومن بينها النسب المئوية للبطالة لأهداف سياسية.
الأزمة الختامية لنمط الإنتاج الرأسمالي العالمية تبدوا قادمة لا محالة كمرحلة متقدمة من الازمات الاقتصادية والسياسية الدورية، وبلوغ الصراع الطبقي أوجه. وذلك على الرغم من كافة التطمينات الخادعة والوثوق المفرط في سلامة الاقتصاد الرأسمالي وقدرته على الصمود في مواجهة تناقضاته العميقة.


21 - شكر و تقدير
عبد الحسين سلمان ( 2019 / 11 / 21 - 10:23 )
كل الشكر و التقدير و الاحترام للسيد عبد السلام على هذا الجواب


22 - جواب لآدم عربي التعليق التسلسلي رقم 12
عبد السلام أديب ( 2019 / 11 / 21 - 13:28 )
تحية مجددة للسيد آدم عربي، ان ما طرحته في تعقيبك بالنسبة لدور الآلة والتكنولوجيا في الإنتاج الرأسمالي الواسع، كان دائما محط نقاش واسع وجدال عنيف بين الاقتصاديين من كافة المشارب، منذ آدم سميت وريكاردو وجان باتيست ساي، وقد حسم كارل مارك نتائج هذه المسائل بدقة متناهية في مؤلفه الرائع رأس المال وهناك فصل كامل مخصص لهذه المسألة يمكنك الرجوع اليه لتعميق الفهم حول هذه القضية وهو تحت عنوان -انتقال قيمة الآلة الى المنتوج-، وانقل لك بعض شروحات كارل ماركس حول هذه المسألة. يتبع لطفا.


23 - جواب لآدم عربي التعليق التسلسلي رقم 12تابع 1
عبد السلام أديب ( 2019 / 11 / 21 - 13:43 )
يؤكد كارل ماركس أن القدرات الإنتاجية الناشئة عن التعاون وتقسيم العمل لا تكلف رأس المال شيئا. فهي قوى طبيعية تنبع من العمل الاجتماعي. أما القوى الطبيعية الأخرى مثل البخار والمياه وإلخ، التي يجري الاستحواذ عليها لأجل العمليات الإنتاجية، فإنها لا تكلف شيئا البتة. ولكن مثلما أن كل كائن بحاجة إلى رئة كي يتنفس، فإنه يحتاج كذلك إلى شيء من صنع يد بشرية بغية استهلاك قوى الطبيعة بصورة إنتاجية. فلا بد من دولاب مائي لاستثمار الطاقة الحركية للمياه، ومن محرك بخاري لاستثمار تمدد البخار. وما يصح على العلم يصح على قوى الطبيعة. فما أن يتم اكتشاف قانون انحراف الإبرة المغناطيسية في حقل نشاط تيار كهربائي، أو قانون مغنطة الحديد بتيار كهربائي، حتى لا يعودا يكلفان قرش. يتبع لطفا.


24 - جواب لآدم عربي التعليق التسلسلي رقم 12تابع 2
عبد السلام أديب ( 2019 / 11 / 21 - 13:45 )
إذن فالآلة لا تزيح الأداة. بل إن الأداة تنمو حجما وعددا فتتحول من أداة قزمة، ملحقة بجسم الإنسان، إلى أداة للجهاز الذي أبدعه الإنسان. وبدلا من العمل بأداة يدوية، يقوم رأس المال بدفع العامل لتشغيل آلة تتولى بنفسها تحريك الأدوات. وإذا كان واضحا من الوهلة الأولى أن الصناعة الكبرى ترفع الإنتاجية إلى درجة خارقة بزج قوى الطبيعة الجبارة والعلوم الطبيعية في عملية الإنتاج، فليس من الواضح بالمثل ما إذا كانت هذه الزيادة في القدرة الإنتاجية تكتسب من دون زيادة في مقدار العمل المنفق، من جانب آخر. وكما هو الحال مع أي جزء آخر من أجزاء رأس المال الثابت، لا تخلق الآلات أي قيمة جديدة، لكنها تنقل قيمتها الخاصة إلى المنتوج الذي تسخدم في إنتاجه. يتبع لطفا.


25 - جواب لآدم عربي التعليق التسلسلي رقم 12تابع 3
عبد السلام أديب ( 2019 / 11 / 21 - 13:46 )
وبما أن للآلة قيمة نشأت عند صناعتها، وبما أنها تنقل تلك القيمة إلى المنتوج، فإنها تشكل جزءا من مكونات قيمة هذا المنتوج الأخير. ولكن، بدلا من أن تزيده رخصا فإنها تزيده غلاء بما يتناسب مع قيمتها الذاتية السابقة. ومن الجلي تماما أن الآلة أو المنظومة الآلية المتطورة، أي وسيلة العمل المميزة للصناعة الكبری-;-، محملة بقيمة أكبر بما لا يقاس من قيمة وسائل العمل المستخدمة في الإنتاج الحرفي والمانيفاکتوري. ولا بد من الإشارة أولا إلى أن الآلات تشترك بكاملها دوما في عملية العمل، بينما تشترك جزئيا فقط، على الدوام، في عملية إنماء القيمة. وهي لا تضيف أبدأ قيمة أكبر مما تفقده وسطيا نتيجة الاهتراء. وهكذا ينشا فارق كبير بين قيمة الآلة وبين ذلك الجزء من القيمة الذي تنقله هي دوريا إلى المنتوج. وثمة فارق كبير بين الآلة كعنصر في خلق القيمة والآلة كعنصر في خلق المنتوج. يتبع لطفا.


26 - جواب لآدم عربي التعليق التسلسلي رقم 12تابع 4
عبد السلام أديب ( 2019 / 11 / 21 - 13:48 )
ويزداد هذا الفارق بازدياد الفترة التي تخدم خلالها آلات معينة المرة تلو الأخرى في عملية عمل محددة. ولقد رأينا في كل الأحوال أن أي وسيلة عمل بالمعنى الفعلي، أو أي أداة للإنتاج، تشترك بالكامل على الدوام في عملية العمل، بينما تشترك جزئيا على الدوام في عملية إنماء القيمة، بما يتناسب طرديا مع المعدل الوسطي للإهتراء اليومي. ولكن هذا الفارق بين الاستخدام والاهتلاك هو أكبر بكثير في الآلات مما في الأداة، ذلك لأن الآلات مصنوعة من مادة أمتن تعمر لفترة أطول، ولأن استخدامها الخاضع لقوانين علمية صارمة يتيح الإمكانية لتوفير أكبر في إنفاق أجزائها المكونة وما تستهلكه من وسائل، وأخيرا لأن ميدان الإنتاج هنا أوسع كثيرا مما في الأداة. يتبع لطفا.


27 - جواب لآدم عربي التعليق التسلسلي رقم 12تابع 5
عبد السلام أديب ( 2019 / 11 / 21 - 13:49 )
وإذا أخذنا بعين الاعتبار متوسط التكاليف اليومية عند الإثنين، أي الآلات والأدوات، نعني ذلك الجزء من القيمة الذي تضيفه الآلات والأدوات إلى المنتوج نتيجة اهتلاكها الوسطي اليومي، ونتيجة استهلاك المواد المساعدة، كالزيت والفحم وإلخ، لاتضح أنها تعمل بالمجان شأن قوى الطبيعة الموجودة بمعزل عن إسهام عمل الإنسان. وكلما تعاظمت أبعاد النشاط الإنتاجي للالات بالمقارنة مع النشاط الإنتاجي للأداة، ازداد نطاق خدمتها المجانية بالمقارنة مع ما تؤديه الأداة من خدمة. وفي الصناعة الكبرى وحدها يتعلم الإنسان كيف يدفع منتوج عمل الماضي، عمله المتشی-;-يء أصلا، على العمل بالمجان على نطاق واسع شان قوى الطبيعة .


28 - سيدي الكريم عبد السلام اديب
ادم عربي ( 2019 / 11 / 21 - 15:18 )
شكرا جزيلا لكم كان شرفا لي الاستماع ةقراء تعليقاتكك

اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل