الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مفتوحة إلى قيس سعيد

عمر يوسف

2019 / 11 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


قد تكون معتصما جاء يلبي النداء وقد تكون حرا ساقه القدر لأمة استعبدت منذ عقود حتى أنها باتت ترى الحرية ضربا من جنون، وقد تكون مصلحا جاء يعيد بناء هيكل أمة نخرها السوس، قد تكون ذلك أو غير ذلك مما آمل أن يكون كما يبدو فيصدق ظاهرك باطنك.

لا تنس قيس أن مهمتك صعبة ولو ساقك الله إليها سوقا وكنت حرا فلن تجدها طيبة، لا تنس أن السوس نخر في جسم أمتنا حتى بت ترى من يشهد الله على ما في قلبه أمامك وهو ألد الخصام بينه وبين نفسه.

لا تنس أن الفساد يطعم العبيد وعرف العبد أن يطعم على شبع وجوع ودونها يبيع أمه التي ولدته.

لا تنس أنك بت رب سلطة، ولرب السلطة سلطة صنم العبد، فلو قلت أن اللبن أسود أمّن العبيد على ما تقول وإن لم يكن منطقيا.

لا تنس أن بيننا شياطين إنس من الخليج تحديدا، يرومون شراء كل صوت حر لكي يبقى تربعهم رهن إرادة الأميركي والصهيوني والروسي وأي راكب وإن كان عابر سبيل، طالما أنه ليس من بني جلدة يعرب.

لا تنس أنهم مستعربين ولو تهجدوا الليل وعمروا المساجد ونادوا بالحرية، فللعبد ظاهر لا يتفق وباطنه، ولكن يتفق كل حين مع هواه وشهوته.

لا تنس أن عمرك قصير ولو طال وأنك ستسأل عما تفعل ويسألون.

مباشرة إمساك زمام الأمر بحسم تعكس قلبا طيبا وطفوليا بعض الشيء. لا ينجح قلب الأمور رأسا على عقب في أي مشروع تراد به الاستدامة.

هذا الخمر وملك اليمين، لم يحرما دفعة واحدة لأن القوم ألفوهما واحتاجوا وقتا لكي يسودوا أنفسهم بدل أن تسودها شهواتهم، ولكن التدرج استمر بدين الحق حتى اليوم. خطوات بطيئة لكنها واثقة.

هذا ميكافيلي يردد الأمر نفسه، لن ينجح حكم ينأى بالشعوب عن عاداتها دفعة واحدة. لن ينجح حكم لا يحترم ثقافة الشعوب المحكومة وإن كان يريد بهم جنة الدنيا وإن كانوا يمارسون ما يهوي بهم إلى التهلكة سراعا.

وأقول لك من فلسطين الأبية، لا ينجح حكم لا يحقق الاستدامة. قيس سعيد سيموت يوما، ربما بيد مستعرب خليجي أو أفاق أو جاسوس أو خائن، وربما في فراشه، وربما ممتطيا فرسا ويحمل سيفا يجاهد به، سيموت لا مفر، وماذا بعد ذلك؟ تحبط الأمة إبان قتل حر يكاد يكون وحيدا؟ تنتظر حظها العاثر عله يسوق لها آخر؟ تتخبط أبعد مما تخبطت؟

لا مفر من الموت إلا بخلق جيش أحرار لا يكون فيه قيس سعيد وحيدا، بل يعلم العالم أن هناك ألف ألف مثله، وخير منه.

تريث وفكر، فالتعامل مع دياثة السياسة لا يفي به الشرف فحسب، بل الدهاء والمكر والحنكة.

والحكم فتنة، فاستعذ بالله منها وأقدم بمكر وسعة حيلة كما يقدم لاعب الشطرنج الذي يربط الملك من كل جانب، فلا يدع له مفرا من الهزيمة.

التعليم أولا وثانيا وثالثا وعاشرا، التعليم سيأتي بقيس كلما افتقد بدر في ليلة ظلماء، ومن ثم تأتي قبضة من حديد على الباطل، بيدك ويد شرفاء تؤمهم حولك من قبيل لطفي بشناق و إبراهيم القصاص وأنيس شوشان وغيرهم ممن لا يتورعون عن قول رأي مختلف يشذ فيه عن القطيع.

من رحم الحرية ولدت تونس، ولم تقف عند الشابي، لا بد أن يستجيب القدر وسيفعل... طوعا أو كرها، معلقة استجابته بالإرادة...فلو صح منك الهوى أرشدت للحيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عودة جزئية للعمل بمستشفى الأمل في غزة بعد اقتحامه وإتلاف محت


.. دول أوروبية تدرس شراء أسلحة من أسواق خارجية لدعم أوكرانيا




.. البنتاغون: لن نتردد في الدفاع عن إسرائيل وسنعمل على حماية قو


.. شهداء بينهم أطفال بقصف إسرائيلي استهدف نازحين شرق مدينة رفح




.. عقوبة على العقوبات.. إجراءات بجعبة أوروبا تنتظر إيران بعد ال