الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يكونُ الصّمتُ جَريمَة

نائلة أبوطاحون
(Naela Abutahoun)

2019 / 11 / 19
الادب والفن


منذُ متى تنثُرين الزّهر في الطّرقات يا امرأة عشقتُ الصّمْتَ فيها إلى أنْ ماتت الكلمات؟ أما سئمتِ عودة الفارس؟ أوَما سئمتِ الانتظار؟ أم تُراكِ من عالمٍ أو كوكبٍ آخر؟

دَعيني أقرأُ الكلمات في عينيك ما دُمْتِ لا تتكلّمين.. فَمُنذُ رحيلِ الشّمسِ وحرق السنابلِ وخنق البلابلِ تنتظرين.. ولكنّ الربيع في عينيك ما زال مُخْضَراً رغمَ احتراق السنابل.

رَفَّ الجَفْنُ وظهرت صفحةٌ أخرى.. أقرأ فيها.. رغم السجن والسّجان.. رغم القيد والقضبان.. ورغم آلاف القنابل تنتظرينَ، تتمنّعينَ رغم الوحوش الكاسرة.

ماذا تقول الأغنياتُ لمنْ لا سمعَ لهُ؟ العَبَراتُ لِمَنْ لا عَيْنَ لَهُ؟أو الآهاتُ لِمَنْ لا قلبَ له؟ أجيبيني وهل يتأثّرْ؟

ألمحُ البراءةَ في عينيك تقول: يوم دَنّسوا كلّ المناطقِ المحرّمةِ من جسدك بَكَيتِ تأوّهتِ تألّمتِ.. ارتجفَ الجسدُ الطاهرُ تحت وطأةِ الحُمّى، فازدادوا نشوةً، واغتَصَبوا كلَّ ما فيكِ حتّى الدمعة.

يومها.. غَنّيت للفارس القادم مع الفجر، كي ينزعَ عنك آثارَ الحزن وآثارَهُم.. فما زالت فوق جسدك بارزةً داميةً، ها هيَ تبدو للنّاظر سُداسيّةُ الشّكلِ والحركة.

يا امرأةً لم تعرف المخاضَ قطّ، لكنها أنْجَبت كلُّ الرجال، أجبينني، منذ متى تَتَدَثّرين بثوب العُهْرِ يا ملاكاً كان يوماً يرتدي ثياب الطّهر؟

دعيني أقرأ الكلمات على شفتيك، فلقد عشقتُ فيك صمتَ الملائكةِ وأعمالَها. ولكن صمت الملائكة لا يُؤلّهُهَا وصمتَك، فالصّمتُ في كلّ الأحوال جريمة.

قد أستطيع قراءة الكلمات على شفتيك، أو لمحَ البراءة في عينيكِ، ولكنْ.. تلك الوحوش الكاسرة هل تستطيع؟!
....................
فلسطين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي


.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع




.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج