الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مِنْ حَرقَ الوطن إلى حرقِ المعرفة في اليمن.

عادل محمد العذري

2019 / 11 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


أي مصير ينتظر الإنسان في اليمن. وما نوع تلك الرسائل التي توجه إلى جماهير الشعب بتنوع مشاربهم الفكرية والمعرفية. هل تقيس مدى استجابتهم للحدث؟ وكيفيه التفاعل معه سلباً أو إيجاباً وتبنى عليه حدث آخر. عندما يتعلق الحدث بإنتاجهم الفكري والمعرفي، وجهد مفكريه طوال سنين في مجال العلوم المختلفة، عن دورهم في بناء حضارة الوطن . لماذا توجه اليهم تلك الرسالة؟ كجريمة شنعاء تدل على حجم المؤامرة التي تستهدف وجودهم ، ثم تحرق عرق فكرهم. ماذا تخبي الأيام لهم ؟ هل يحدث ذلك اثر في النفوس والعقول؟ لِي تَتَّجه وتستيقظ إرادتهم الحقيقية بالتحرك الفعال والجاد، إزاء كل ما يراد تدميره، لِمن وقفوا حياتهم للتخريب والإبادة والتدمير الشامل لكل معالم الوطن. هل سيوجه جماهير الوطن والغيورون عليه ، لِتحريك هِمَمَهُم ، فلا تفتر عزائمهم بقدر الاستلاب – إن كان هُناك عزائم باقية لديهم – أم انَّ التغير في عمقه ومداه لدي مُخيلة العقل الجمعي ودور الوعي المتولد عنه، قد بهت لونه. هل سيضل التغير لديهم ؟ وعي مستمر ، في رفض الواقع لسبيل أفضل تِباعاً والبحث عنه أم سيكون وهماً تعبير بلا مدلول ، بلا هدف. بقدر ما يكون شعاراً تلوكه الألسن ، ثم تمجهُ وتمقطهُ الأنفس، لأنَّهُ عجز عن تعبية الأنفس و الأفئدة ،وتلبية المطامح للنّاسِ بالقدر الذي تريد. كيف نفسر ونقرا حدث حرق مركز الدراسات والبحث اليمني، في يوم 8-11-2019م. كيف تمكنت وامتدت أيادي آثمة لِحرق كتبه والعبث به ،ولماذا استهدفته ؟ واختارت فكرا الإنسان اليمني وعقله ومعرفته وقلمه. وزاد حضارته لِوطن ينتمي إليه روحاً وجسداً. حدثُ كهذا بالغ الأهمية بمكان ، يرن الأجراس في كل الأذهان عمّا هو قادم . هل يحفزَّا الأنفس والعقول، مِمَّن فضلوا البقاء في وطنهم – بِي إرادتهم أو دون إرادتهم- وليس لِمن هم خارج اسواره. ان يدركوا الوضع من حولهم بحاجةٍ إلى جهد أوفر وعل أكثر إجلال وقدرا. إلى العكوف للمراجعة الصادقة لِجذور واقع الحال بوطنهم. إلى إعادة صنع الحياة به. كيما تضل الأرض طيبة وعامرة وخصبة من تحت أقدامهم - هكذا وصفت قرآناً- وليست جُرزاً بِفنائكم وعِنادكم وكِبرائكم. هل نلتفتُ اليوم وقبل غداً إلى الوطن وما حل بِه. إلى ملفاتنا وما تحمله من صراعات طال مداها ، وانهار معها مجالات الحياة للإنسان فوق أرضه وتحت أشعة شمسه أم سنضلُ نفتشُ عن زمن ضائع، نحاول فيه إدراك أسباب ما وصلنا إليه من الانحدار ، لِتم تداركهُ واللحاق به فَنعجز عن ذلك. لِندخل في إعصار تتلاشي معه قوانا ونعجز الصمود والبقاء معه. ماذا تعلمنا بعض دروس التاريخ ، عن حرق مكتبة الحكمة ، على يد المغول عام 1258م قديماً. بل ماذا تُعلمنا حرق مكتبة جامعة الموصل والمكتبات الخاصة حديثاً. أو ماذا نستفيد من درس حرق المكتبة اللبنانية في بيروت، بسبب الحرب الأهلية عام 1975م. هل ستمد تلك الأيادي إلى أماكن أخرى ،طالما لم ينلها عِقاب ، لِتصل بعد ذلك لِحرق الإنسان اليمني المنتج للمعرفة، لِتم توقيع صك موت وطن. فلا تجد الاجيال القادمة سبيلها للمعرفة التي أحترق ماضيها بكل ما كتب عنه من بحوث ودراسات لهذا البلد. حققوا الأمل بعد اليأسَ الذي يحيط بكم وأنقذوا الحياة والوطن بما تبقي لديكم .فهل آن الأوان كي تمضون في الركب الذي يحث خُطاه إلى الغد المأمول!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على