الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يتعرض الأطباء لخطر الإصابة والاعتقال في التظاهرات وسط حملة قمع عنيفة من قبل قوات الأمن العراقية

سمير حنا خمورو
(Samir Khamarou)

2019 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


احدا لأطباء "حتى داعش لم يطلقوا النار علينا، اثناء تأدية واجبنا"

ترجمة سمير حنا خمورو
لمقال منشور يوم 21 تشرين الثاني في جريدة الكاريان الانكليزية الشهيرة

عندما خرج المتظاهرون إلى شوارع بغداد في أوائل أكتوبر / تشرين الأول، شاهدا طبيبان عسكريان ، عباس وأحمد، أشخاصًا يتعرضون للضرب على أيدي الشرطة والجنود، وإطلاق النار عليهم بالقنابل والرصاص الحي، وضحايا الغازات الضارة المصممة لاستخدامها في ساحة المعركة. في وقت لاحق من الشهر، غادروا منازلهم، وتجاهلوا الأوامر وانضموا إلى المتظاهرين في قلب العاصمة العراقية، وكانوا يعالجون الجرحى الاشتباكات منذ ذلك الحين. قال أحمد: "لم يكن بإمكاننا البقاء في المنزل والتظاهر بعدم رؤية ما يحدث" واضاف "كان علينا الخروج والعناية بالجرحى".

إن بغداد على دراية بالحرب والتمرد، لكنها أقل دراية بالاحتجاجات التي يقودها مواطنون غير مسلحين تطالب بتغيير شروط التعاقد بين المواطن والدولة. في مظاهرات يومية غير مسبوقة، دعا ما يصل إلى 200000 متظاهر في وقت واحد القيادة العراقية إلى تسليم السلطة إلى المسؤولين الذين سينهون الفساد البنيوي وشبكات المحسوبية والمحاباة التي اهدرت ثروة البلاد النفطية الهائلة.
في الوقت نفسه، طالبوا بتقليص دور إيران الواسع في الشؤون العراقية. ولكن لا يبدو المسؤولون العراقيون ولا المتشددون الموالون لإيران مستعدون للتسوية او الاستسلام. وبدلاً من ذلك، فإن عدم التفهم والتسامح مع الاحتجاجات على مدار الأسبوعين الأولين قد أفسح المجال أمام حملة قمع عنيفة. قُتل أكثر من 300 شخص وجُرح الآلاف، والكثير منهم أصيب في ساحة التحرير التي تقع وسط بغداد وهي قلب الحركة الاحتجاجية. وهنا يعالج أحمد (31 عامًا) وعباس (32 عامًا) الشباب، وهنا أصبحت الحملة على المتظاهرين حربًا مفتوحة ايضا على الممرضات والأطباء.

استفاد الرجلان من مهاراتهما في طب الإصابات أثناء قتال تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بين أنقاض الموصل وتكريت وبيجي. وقال عباس: "بعد الحرب ضد داعش، لم أكن أعتقد أنني سأرى معارك عنيفة مرة أخرى". واضاف "لكن شوارع بغداد وساحاتها تحولت إلى الأسوأ. في الحرب، كانت الخسائر أمرًا متوقعًا. في الأسابيع الماضية من الاحتجاجات، رأيت بعض الإصابات الخطيرة التي نادراً ما واجهتها في المعركة ".
تصل الخسائر من المتظاهرين في بعض الأحيان في توك توك التي تستخدم كسيارات إسعاف مؤقتة أو يحملهم متظاهرون متحمسون يستخدمون الأعلام التي يلوحون بها للاتقاء من أعيرة نارية. إن صدمة معاملة المدنيين المحتضرين الذين كانوا قبل لحظات أعضاء في حركة مدنية تتمتع بالحيوية أمر لم يتصالح معه أحد. إنهم يكافحون من أجل فهم التباين بين الطاقة المذهلة لقوة الشارع والمواطنة ، والضجة المألوفة للحملة الوحشية.
وقال عباس "حتى داعش لم تطلق النار على الطاقم الطبي خلال أسوأ قتال، لكن شرطة مكافحة الشغب تقنص المدنيين بقنابل الدخان والمسيلة للدموع". تم إحضار العشرات من المتظاهرين المصابين بإصابات خطيرة إلينا، وداخل اجسامهم علب تنبعث منها الغازات، وهي حاويات صغيرة من الغاز المسيل للدموع من المستوى العسكري، وعادة ما يتم إلقاؤها في ساحة المعركة ولكن في هذه الحالة يتم إطلاقها مباشرة كمقذوفات نحو رؤوس المتظاهرين.
وقال عباس "بعض الإصابات هي من النوع الذي لم أره من قبل". "تخترق العلب الرؤوس وأجزاء الجسم، مسببة جروحًا مروعة، ومن الصعب التعامل معها."
أصيب الطبيب أحمد أيضًا بقنبلة غاز، فشلت لحسن الحظ في اختراق جلده، فضلاً عن إصابته بالعديد من الرصاص المطاطي. قام بفك ذراعه اليسرى لإظهار جرح من علبة الغاز.كان ظهره ممتلئاً بالكدمات. قال: "كنت أصرخ بأنني طَبِيب، لكن الشرطة لم تتوقف عن إطلاق النار باتجاهي".
قُتل أربعة أشخاص آخرين في بغداد خلال الليل، وفِي يوم الخميس أطلقت قوات الأمن النار الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين بالقرب من جسرين رئيسيين. قالت هيومن رايتس ووتش إن حجم الهجمات على الأطباء "يُظهر تجاهلًا تامًا للحاجة الملحة لضمان قيام العاملين في المجال الطبي بعملهم الأساسي".
وقالت منظمة العفو الدولية ايضا "إن عبوات الغاز المسيل للدموع المستخدمة كانت إما صربية أو إيرانية وأثقل بخمسة إلى عشرة أضعاف من القنابل التي تستخدمها عادة شرطة مكافحة الشغب لتدابير مراقبة الحشود".
تم استهداف الأطباء والمسعفين الآخرين أيضًا. كان خليل، 22 عاماً، الذي مثل زملائه لم يكشف عن لقب عائلته، يرتدي سترة واقية تحت معطفه الأبيض، الذي كان به فتحة كبيرة بسبب اشتعال في الظهر. وقال: "أطلقت شرطة مكافحة الشغب قنبلة دخانية على ظهري عندما حاولت مساعدة متظاهر أصيب بالرصاص". "كنت محظوظًا لأنني أرتدي الدرع الواقي للجسد، وبخلاف ذلك فإنها كانت قد تسببت لي إصابة مميتة ".
تم القبض على بعض الأطباء والمسعفين ولم يسمع عنهم منذ ذلك الحين. وقد قيل للآخرين إنهم مطلوبون من قبل الشرطة. قال خليل: "تم اختطاف طالب الطب الذي عمل معنا على جسر السنك في طريق عودته إلى المنزل". "ولم نسمع عنه منذ ذلك الحين."
يعرف عباس وأحمد ما الذي ينتظرهما إذا انتصرت الحكومة. فقد قال عباس: "قام ضباط جهاز الأمن الوطني بزيارة منزلي وأخبروا عائلتي أنني بحاجة لزيارتهم ولديهم مذكرة قبض ضدي". واضاف في تحدي "أخبرني زملائي أنه تم فصلي من الجيش وسأقدم إلى محاكمة عسكرية، لكنني لا أهتم. إذا أرادوا القبض عليَّ يمكنهم القدوم إلى هنا. "
قال احمد وكأنه لم يتفاجأ، "تلقيت مكالمة من رقم مجهول أمس أخبرني أن أعتني بنفسي لأن هناك اشخاص يبحثون عن رأسي". في جميع أنحاء بغداد، تتزايد أعداد الأشخاص الذين يتم اختطافهم او القبض عليهم بهدوء في الشوارع بعد عودتهم الى منازلهم، وهناك مخاوف متزايدة بين المتظاهرين بشأن ما سيحدث لهم، إذا فشلت دعواتهم للتغيير.
قال محامي أحد المختفين : "لقد تم اختطاف موكلي من قبل مجموعة ملثمين، الذين ادعوا انهم ضباط مخابرات في طريق عودته من ساحة التحرير. لقد تعرض للضرب المبرح، بمختلف أدوات التعذيب، ويواجه الآن تهم بالتحريض على العنف ". وقال بصوت منخفض في مقهى ببغداد: "موكلي محتجز في زنزانة مزدحمة وهو في حالة يرثى لها. المحاكم معطلة، لذلك لا يمكنني إخراجه. أصبح التعذيب والإذلال اللفظي معيارًا ضد المحتجين المسالمين.".

رغم إدراكهم لحالات الاختفاء، يعتقد الكثيرون في بغداد أن الزخم لا يزال إلى جانبهم وهم على استعداد لتقديم مساهمات مفتوحة ومستمرة لدعم حركة الاحتجاج والاعتصام.
قام إسماعيل، وهو موظف صيدلي يبلغ من العمر 45 عامًا، يقوم بتوصيل الأدوية يوميًا إلى الفرق الطبية مجانًا أو بسعر مخفض. وقال "لو لم نوفر الاحتياجات الأساسية للأطباء، لكان آلاف المتظاهرين قد فقدوا حياتهم، نحن نقوم فقط بدورنا من أجل الشباب الذين يتعرضون للأذى بالمئات كل يوم بشكل غير عادل."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ديموقراطية بريمر-الرأسمالية هي حمامات دم!
طلال الربيعي ( 2019 / 11 / 23 - 05:13 )
والاخبار الآن تقول ان طبيبا آخر استشهد في جسر الاحرار في بغداد بفعل استخدام الرصاص الحي من قبل ما يسمى قوة مكافحة الشغب وهي في حقيقتها قوة مكافحة الشعب.
https://www.facebook.com/groups/340970756376262/permalink/762476707558996/
كما تذكر الاخبار اعتقال الدكتورة سابينا باسيل .
وعائلة الطبيبة المسعفة (سابينا باسيل) تعلن اختفاء ابنتهم الفتاة الفرنسية الطبيبة ( سابينا) وهي فتاة من أصول عراقية.
كانت سابينا قد توجهت إلى بغداد في فترة المظاهرات السلمية في بغداد حيث شاركت بتقديم المساعدات الإنسانية الطبية للمتظاهرين الجرحى في ساحة التحرير. اعتقلتها عصابة سرية ملثمة منذ 10 أيام حال خروجها من الساحة.
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=2469053990087300&set=a.1463775137281862&type=3&theater
و نحن نطالب السلطات العراقية بإطلاق سراحها فورا وضمان سلامتها والى القبض على المجرمين و محاكمتهم عقابا صارما على فعلهم الدنئ! والدلائل كلها تؤكد ان هذه الاعمال الاجرامية الفاحشة ترتكبها ميلشيات وبموافقة السلطة ورضاها ان لم يكن بايعاز مباشر منها!
يتبع


2 - ديموقراطية بريمر-الرأسمالية هي حمامات دم!
طلال الربيعي ( 2019 / 11 / 23 - 05:22 )
ورئيس حلف الاطلسي في العراق يقول ان عنف السلطة في العراق تراجيديا بشرية بالمطلق.
Violence in protests absolute tragedy: NATO Iraq chief
https://www.france24.com/en/20191117-violence-in-protests-absolute-tragedy-nato-iraq-chief?fbclid=IwAR1K2TKFVF_UAkiNHzdgp-1cY52FsOejfOcezY_HQmQNuUPdHtCy7ehyf10
ونحن نسأل من اتي بهؤلاء من اشباه البشر الى السلطة في العراق غير امريكا وحليفاتها وبمعونة خونة الشعب وعملاء امريكا من العراقيين!
ونحن نسأل ايضا, ان نفع السؤال, ما هي الغاية من وجود قوة عسكرية من حلف الاطلسي في العراق؟ انها موجودة طبعا ليس لحماية العراقيين.

اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة