الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرة الاستعلاء العربية الى اين ؟؟؟؟!!!

فراس حاتم

2019 / 11 / 25
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


في الكتاب المقدس هناك مثل الفريسي و العشار الذي قاله السيد المسيح عن الفريسي لان الفريسي معروف باجهاره لللفروض الدينية الذي وقف في الهيكل و قال:اللهم اني لست مثل باقي الزناة الخاطفين الظالمين انا اصوم مرتين في الاسبوع و اعطي عشر ما اقتني فيما العشار الذي يجبي الضرائب جلس في اخر صف الهيكل يقرع بصدره بهدوء ليقول :الهم ارحمني انا الخاطيء هنا المثل ينطبق علينا الدول العربية في تعاملنا مع شعوب العالم فمثلا عندما تسال عن دول الغرب فنسميها الغرب الكافر , الغرب الذي يطمع فينا و ينهب خيراتنا فيما نتوسل لان يستثمر في متر ارض واحد عندنا او نقف في طوابير سفاراتهم من اجل تاشيرات الدخول الى بلدانهم او ركوب قوارب الموت للوصول الى حدودها غير عن الوصول ياتي التذمر الاختلاف في نوعية الحياة هناك و الطعن فيها في شتى الوسائل و الطرق حتى الخروج عن القانون ليتم ترحيلهم لتكون حجتهم بان هذه الدول عنصرية و لاتحترم الانسان فهذا عن الغرب .
اما في زمن مضى افريقيا كانت رمزا للفقر و الطعن و التندر من خلال الحديث عن التعاسة فيها و بؤس الحياة و التفاخر بالخدم من تلك القارة على اعتبار انها جزء من الفخامة و العز انظر اليوم الى اديس ابابا عاصمة اثيوبيا , كيغالي عاصمة رواندا التي هي الاسرع نموا في القارة و تكاد تكون على مستوى العالم غير عن جنوب افريقيا و تنزانيا يالرغم من تشتتها في الصراعات و الحروب في الماضي لكن اعادت حساباتها و بدات من جديد نحو الافضل بينما افضل عواصمنا العربية تفتقر الى ابسط مقومات ان تواكب العصر فهذه هي افريقيا بلد الخدم في بلاد العرب .
و اما اسيا فهنا الحديث الاكبر فمثلا الهند كل يوم نتندر في اعلامنا و انتاجنا عن العمال الهنود و اظهارهم على انهم الاغبياء الذين لا يفهمون شيئا و فقط خلقوا لخدمتنا و اداء حاجتنا و الحقيقة المغايرة هي ان الارز الذي ناكله في ولائمنا هو الارز البسمتي الهندي و الشاي هو هندي. فيما البرمجيات هي من صناعة الهنود في العالم و الدليل بنغالور التي هي اليوم وادي السليكون في اسيا و التي هي الاكثر تطورا على الصعيد الاقليمي و العالمي و لاتخلو سنة الا و للهند جائزة نوبل سواء بالعلوم ,الاداب و السلام و الاقتصاد هكذا هي الهند . اما بنغلاديش فهي البلد الذي نصوره بلد النكبات و التعاسات و هذا البلد الذي يشتهر بزراعة الارز و النسيج الذي نفخر بملابسنا به غير عن جائزة نوبل في الاقتصاد للبروفسور البنغالي محمد يونس لدوره في ايجاد حلول مشاكل الفقراء و تحسين اوضاغهم غبر العالم من خلال توفير منظومة امن غذائي فهذه هي بلد التعساء بنغلاديش. .
اما الصين التي نتهمها بالكفر و الالحاد و الوثنية اليوم لا يكاد يخلو منزل الا و كانت عبارة صنع في الصين فيما نحن بالاساس نعبد الاصنام و نعطيها قدسية و تدوس هذه الاصنام علينا باقدامها و نقول لها بركاتكم علينا اكثر و نركع امام اقدامها و نسمي تدميرنا انجازات و فسادنا حق علينا طبيعي و لكن من دون الخوض في التفاصيل اليوم الصين اوصلت بسكة حديد من شنغهاي الى لندن بقطار فائق السرعة , علاقات مع اوربا لاحياء طريق الحرير و شق قناة نيكاراغوا رديفة ستكون لقناة بنما من اجل ربط المحيط الاطلسي بالهادي و الاستثمار بافريقيا , بناء مستعمرات في الفضاء و مدن في اعماق البحار و .....الخ و المزيد قادم لهذا البلد و اكثر و نحن نتفرج من دون ساكن .
و الكثير من الامثلة على الدول المتقدمة و الشعوب التي نتندر عليها و نطعن بثقافتها و قيمها هنا السؤال بعد كل هذا و لم نقدم شي الى الحضارة الانسانية الحديثة و ليس القديمة التي كان لها لنا دورا رياديا فيها لا ينسى طبعا و عندما نسال انفسنا مالذي يجعلنا نبقى على نبرة الاستعلاء في مجتمعاتنا العربية و كل العالم يسبقنا في التحضر وبناء حياة افضل فيما العالم يسعى للوصول الى الفضاء نحن في صدد الحديث عن صراعات عمرها الالاف الاعوام و عن النية لحروب قد مضت عليها قرون و دهور ؟ و عندما ينتقدنا الاخرين بوصفنا شعوب استهلاكية لا تنتج شيئا نقول : كنا في ما مضى حضارة هذا لا يعني انكارا لتاريخنا لكن هذا واقع لان اليوم العالم قطار التقدم العالمي لا ينتظر شعوبا مثقلة انفسها بشتى انواع النزاعات القبلية , الدينية , الطائفية و السياسية بل ينتظر من يكون الاكثر عطاءأ الى الانسانية لان حيثما نطعن بدول و شعوب نتعالى عليها لا تكاد تسبقنا في التطور الحضاري و العمراني مئات السنين عاجزين للوصول الى مصافها و السبب العنجهية , الاستعلاء و النظرة الدونية للشعوب الاخرى ليست السبب مادي بل السبب مصالحتها مع نفسها و مغفرة لذاتها و البدء من جديد . بعض الاحيان نقول هذا صعب لان الجديد بالنسبة لنا من اجيال , دماء او افكار جديدة معناه العصيان و الخروج عن الطاعة فيما الجديد هو البحث عن الافضل في ثقافة تلك الشعوب التي ادركت ذلك بعد ان دخلت في عواصف الصراعات و الحروب العبثية التي لا طائل لها لتاخذ عبرة ووقفة مع النفس فقط من اجل الاجيال القادمة . فيما نحن الى اليوم و بالرغم من كل ظروف الوطن العربي الصعبة لازالت فينا لهجة الاستعلاء و الكبرياء كما هي من دون تغيير يذكر التي سببت لنا نتيجتها شتى المعاناة في حياتنا العامة و لنرى الى اين هذه النظرة الدونية لبقية الشعوب بدلا عن التخلي عنها و العمل بروح التواضع و الحكمة التي يجب ان نتحلى بها و نقاسم الانسانية بقيمنا بدلا من التقوقع فيها و جعلها قوالب جامدة لا تصلح الى الاستهلاك البشري .
تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيول دبي.. هل يقف الاحتباس الحراري وراءها؟| المسائية


.. ماذا لو استهدفت إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية؟




.. إسرائيل- حماس: الدوحة تعيد تقييم وساطتها وتندد بإساءة واستغل


.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع العقوبات على إيران بما يشمل الم




.. حماس تعتزم إغلاق جناحها العسكري في حال أُقيمت دولة فلسطينية