الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات على اعلان ( مخرجات مؤتمر المسيحيين العرب الأول )

صلاح بدرالدين

2019 / 11 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


انعقد بباريس في أواخر الشهر الجاري اجتماعا تحت عنوان " مؤتمر المسيحيين العرب " وقد تباينت الآراء والمواقف بين المعارضين السوريين حول هذا الحدث كما يحصل عادة في أية مناسبة مماثلة بين رافض وشاجب ومؤيد ولكن لم أجد الأسباب الكافية والدلائل الملموسة على أقلها المقنعة لمجل المواقف المنشورة في وسائل الاعلام ومن وجهة نظري يحق لأية فئة أو مجموعة وفي هذه الظروف بالذات التي تمر بها بلادنا تحت ظل نظام فاقد للشرعية وانعدام مرجعية وطنية ثورية جامعة أن تعقد الاجتماعات وتصدر البيانات خاصة وانني لمست وجود شخصيات وطنية في ذلك المؤتمرقد نختلف مع البعض منها بالرؤا السياسية ولاشك أن الكثير من البنود الواردة في اعلان المخرجات تتسم بالواقعية ومعاداة الاستبداد ولكن لابد من تسجيل الملاحظات التالية :
أولا – شمولية الإعلان وكأن كاتبوه يزعمون أنه يعبر عن موقف كل المسيحيين العرب في حين أنهم كآتباع الديانة المسيحية مثلهم كمثل جميع أتباع الديانات الأخرى في منطقتنا ( الإسلامية والايزيدية واليهودية ) لم يجمعهم موقف واحد لا خلال العهد العثماني ولا في ظل الحكومات السورية المتعاقبة ولا في عهد نظام الأسد الاب والابن فقد أظهرت الثورة السورية خلال التسع سنوات الأخيرة أن الغالبية من المسيحيين خصوصا مرجعياتهم الكنسية لم يكونوا مع الثورة والبعض كان ومازال مع النظام ونجد ذلك أيضا لدى أتباع الديانات الأخرى .
ثانيا – يتجاهل الإعلان وجود تيار واسع ضمن صفوف المسيحيين السوريين لايعتبر نفسه من العرب مثل ( الآشوريين والكلدان وبعض السريان ) بل قومية ودين وينادي بالجامعة الآرامية وقد تابعنا ردود فعل نشطاء هذا التيار على شبكة التواصل الاجتماعي بنبرة شديدة وإدانة ورفض للإعلان .
ثالثا – يتجاهل الإعلان الكلمة القيمة المستندة الى الوقائع التي ألقاها موفد مسيحيي إقليم كردستان العراق في المؤتمر وهو وزير أيضا بحكومة الإقليم والذي طرح بالأرقام والقرائن أوضاع المسيحيين في العراق عامة وكيف تعرضوا للانتهاكات والقمع من جانب تيارات الإسلام السياسي الشيعية والسنية في البصرة وبغداد والموصل ولاقوا الملاذ الآمن في كردستان ويتمتعون بحقوقهم القومية والدينية بما فيها المشاركة في السلطتين التشريعية والتنفيذية كتجربة فريدة بالشرق كله .
رابعا – بالرغم من أن مصطلح ( الأقلية ) يحمل إهانة واستصغار لأديان وأقوام نراه يملأ نصوص الإعلان الى جانب الخلط الواضح بين ( الأقليات ) الدينية والقومية فاذا كان أصحاب البيان يسمون أنفسهم بالمسيحيين العرب يعني أنهم عرب مثل العرب الآخرين أما الأقوام فهي من المكونات المختلفة لغة وتاريخا وثقافة وتطلعات وكل قومية لديها منتمون الى معظم الأديان كما جاء أيضا في كلمة المبعوث المسيحي الكردستاني .
خامسا – اذا كان المقصود ( بالهوية العربية الجامعة بوصفها رابطة ثقافية ... ) تشمل المسلمين والمسيحيين العرب فهذا أمر مقبول ومرحب به ولكن اذا كان يشمل المكونات القومية بسوريا ( الكرد والتركمان والأرمن والكلدو آشور ) فمناف للواقع والمنطق والتاريخ ولايختلف عن منطلقات حزب البعث ودعوات منظره المرحوم ميشيل عفلق .
سادسا – اذا كان المجتمعون يحسبون أنفسهم مسيحييون عرب أي من القومية العربية ويسري عليهم مايسري على العرب الآخرين من المسلمين فلم يكن هناك داع لتنظيم مؤتمر تحت يافطة دينية والانتقال من الحالة القومية كانتماء وهوية الى مادون ذلك خصوصا في ظل الانشطار الديني – المذهبي السائد المدمر للنسيج الوطني السوري والذي يقف وراءه نظام الاستبداد وكذلك جماعات الإسلام السياسي ثم أين سيقود العودة الى الانعزالية الد ينية ؟ هل الى استكمال شروط ظهور وتبلور " المسيحية السياسية " مقابل الإسلام السياسي ؟ وهذا ماينتظره أعداء الشعب السوري بفارغ الصبر .
سابعا – والسؤال الذي يبقى مطروحا على المؤتمرين والداعمين والحكومة الفرنسية هو : اذا كان باستطاعة المشاركين توفير الدعم المادي والغطاء القانوني لعقد مؤتمر في قلب باريس فلماذا لايسعى الجميع الى عقد مؤتمر وطني سوري يشارك فيه على أقل تقدير ممثلون عن ملايين الوطنيين السوريين المنتشرين في البلدان الأوروبية والأمريكيتين وليكونوا عدديا ضعف من اجتمعوا باسم مؤتمر المسيحيين العرب حتى يراجعوا تجربة ثورتهم ويتناقشوا قضايا المصير والمستقبل وأحوال مختلف المكونات القومية والدينية في بلادنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك يشارك في اقتح


.. فلسطين.. اقتحامات للمسجد لأقصى في عيد الفصح اليهودي




.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال صبيحة عي


.. هنية: نرحب بأي قوة عربية أو إسلامية في غزة لتقديم المساعدة ل




.. تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل