الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وسائل الإعلام الفلسطينية والحملات الانتخابية

هشام عبد الرحمن

2019 / 11 / 30
القضية الفلسطينية


تطور دور الإعلام في متابعة وتغطية قضايا الانتخابات ليصبح حرفة ومهنة وفن مستقل بذاته عرفته الدول التي قطعت مشوارًا طويلًا في الممارسة الديمقراطية، بل أصبح الإعلام هو العامل الذي يؤثر بشكل كبير في نتائج الانتخابات إلى حد جعل البعض يُثبت بأن دور الإعلام أصبح يُمثل نصف المعركة الانتخابية، فمن الممكن أن يمنع مرشحا عن الفوز، أو يعزز مرشحًا للفوز .
وقد تجاوزت أجهزة الإعلام، في إطار التقدم العلمي والتكنولوجي، مهمة تقديم المعلومات والأنباء والتعليقات من خلال نشر المعلومات والأخبار الخاصة بالانتخابات وتوفير مجال للحوار والنقاش حول برامج المرشحين، إلى القيام بدور رقابي أثناء العملية الانتخابية، لتصبح إحدى وسائل التحقق والمتابعة التي تحمي استقامة العملية الانتخابية، وتعزز من مشاركة الأحزاب السياسية، والمرشحين والناخبين ومختلف شركاء العملية الانتخابية، فهذه الرقابة تعزز من الالتزام بالإطار القانوني للعملية الانتخابية وتسهم في منع الممارسات غير القانونية.
كما وتعتبر الحملة الانتخابية هي شكل من أشكال الحملة الإعلامية السياسية، لأن لها أهداف محددة تسعى إلى إنجازها، ولها مدى زمني محدد وعادة ما يكون قصيرا وهي مركزة وتتسم بكثافة التغطية وتخضع للتقييم لمعرفة مدى فاعليتها، عادة ليست مقبولة أو شائعة بين جمهور الناخبين، وتهدف إلى تحقيق أغراض ليست خاضعة لجدل مثل التصويت.
وفي ظل تلك الدعوات المتجددة لإجراء الانتخابات العامة الفلسطينية وإعلان الرئيس عباس عن مرسوم قريب للانتخابات ، تتأهب كل القوى والفصائل لخوض المعركة الانتخابية المقبلة وسط تكهنات او قناعات تساور البعض من سيناريو الإلغاء أو التأجيل الذى يزداد ترجيحاً، مما يزيد تخوفات بعض المختصين من وجود عوامل وإشكاليات قد تحول الانتخابات من نعمة إلى نقمة،
وفي حال تحقق ذلك فان على وسائل الإعلام الفلسطينية ان تكون ذات فاعلية أكثر أهمية خلال الانتخابات التشريعية القادمة لما لها من دور أساسي في تشكيل رأي عام صائب حول الموضوع ومساعدة المواطن في انتخاب الأفضل والأكثر قدرة على خدمة القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية في فلسطين.. وضرورة أن تمارس وسائل الإعلام دورها الإعلامي الحقيقي بعيداً عن الدعاية لهذا الحزب أو ذاك المرشح.. كما من المهم تخصيص مساحات إعلامية كافية لعرض يرامح المرشحين والأحزاب بأسلوب يمكن المواطن من الحكم السليم على المرشح وبرنامجه الانتخابي , وأن تكون ممارسة وسائل الإعلام شفافة ونزيهة وذات مصداقية وتعرض الرأي والرأي الآخر بالممارسة لا بالقول.. حيث من الضرورة إعادة تأهيل وسائل الإعلام بشقيها البشري والمادي، من خلال توفير برامج تدريب للإعلاميين، ليستطيعوا فيما بعد من تقديم خدمة مناسبة إعلامية للمواطن العادي من حيث المضمون والشكل..
ويجب على المؤسسات الإعلامية في فلسطين , أن تضع للإعلاميين خططًا ومسارًا لعملهم قبل بدء العمل، وقيام الإعلامي ذاته بالتعرف عن كثب على المنطقة التي سيقوم فيها بتغطية العملية الانتخابية في يوم الاقتراع، ومراعاة العادات والتقاليد السائدة في كل منطقة، على أن يوجد في منطقة عمله قبل الوقت المحدد لبدء عملية الاقتراع وإبلاغ المؤسسة التي ينتمي إليها بكافة تحركاته.
إنَّ تنظيم الانتخابات عمل معقّد جداً. وينبغي على مديري الانتخابات التأكّد من أن جميع المواطنين يتمتّعون بالتسهيلات التي تتيح لهم الاقتراع في الموعد المحدّد من خلال تعليمات واضحة ودقيقة. إضافةً إلى ذلك، عليهم أن يتّخذوا احتياطات حمائية تداركاً لكل ما من شأنه تشويش عملية الاقتراع.، ويعيّنوا العاملين في هذه المكاتب، وينظّموا عمليات التصويت والفرز، ويزوّدوا جميع العاملين تعليمات واضحة ودقيقة. إضافةً إلى ذلك، عليهم أن يتّخذوا احتياطات حمائية تداركاً لكل ما من شأنه تشويش عملية الاقتراع.
وان ينطبق ذلك تماما على الاعلاميين العاملين ضمن نطاق تغطية العملية الانتخابية في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية دون تمييز او استتناء .
مما سبق يمكن القول ان الاتفاق على شكل الانتخابات سيكون عقبة في حال كان موقف حركة حماس مغاير لموقف حركة فتح والرئيس عباس، كون أن الأخير يصر على إجراء الانتخابات بناء على النظام النسبي الكامل بما يخالف وثيقة المصالحة، ولم يعلن عن موقف حركة حماس من هذه المسألة حتى اللحظة.
كما إن سيناريو عدم إجراء الانتخابات وارد جداً، ولكن يمكن أن نشهد في نطاقه إصدار مرسوم رئاسي يحدد موعد إجرائها، ومن ثم التذرع بعدم القدرة على تطبيقه جراء رفض حماس. وما يعزز هذا الاحتمال ما جاء في خطاب الرئيس من تحسب مسبق من عدم التمكن من إجراء الانتخابات بقوله “إن من يعرقل إجراء الانتخابات سيتحمل المسؤولية أمام الله والمجتمع الدولي والتاريخ”
كل ذلك يجعل إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مغامرة غير مضمونة النتائج وطنيا وديمقراطيا حتى وإن خدمت مصالح البعض ، الأمر الذي يتطلب تدخل المحكمة الدستورية أو تدخل الرئيس شخصيا لتأجيل الانتخابات إلى حين ضمان أن تكون الظروف مناسبة لاجراء انتخابات وطنية وديمقراطية تعبر في حقيقتها عن الناخب الفلسطيني وتحقق الاهداف المرجوه منها في انهاء الاتنقسام وانجاز المصالحة الحقيقية وتمكين المؤسسات الفلسطينية من القيام بدورها على اكمل وجه ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل