الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنشودة للإنعتاق .. تغريدة لأفق مفتوح 4 من 10

عبدالحميد برتو
باحث

(Abdul Hamid Barto)

2019 / 12 / 1
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


العمل الطلابي في الوطن والخارج

تدور الرواية في الأساس حول أحداث إستغرقت ستة أعوام. ولكن الكاتب يعود الى ذكرياته. كلما تعسرت عليه لحظة أو إشتد خطب ما. وكثيراً ما يقارن بين أحدث قديمة وراهنة. تشغل أيام الحياة الطلابية في بغداد حيزاً مهماً في سرديته.

ليست هذه المرة الأولى التي ينتظر الكاتبُ فيها بطاقة سفر من أفغانستان أو من غيرها. فالإنتظار في كابُل يذكره بإنتظار سابق مثله، أو أشد منه مضاضة. هنا برزت صورة قديمة، يقول: "نهايةَ عام 1969 كنتُ في دمشق وحيداً، بلا فلوس.. كنتُ مصاباً بشللٍ نصفيٍ في وجهي، بعد إسبوعينِ في المسلخ البشري "قصر النهاية". حينها كنتُ أنتظرُ بطاقةَ سَفَرٍ إلى براغ. أبرقتُ لـ"الثقافة الجديدة" و ر. ماجد عبد الرضا، الذي كانت زوجته ـ لَهيب ـ تعمل في مكتب "الخطوط الجوية الچيكية" ببغداد، أُخبرهم بأنَّ [المُنتَظَرَ لَم يصلْ، والتمرُ نَفَدْ !..] عسى أنْ تُعجّل لهيب بالإستفسار من براغ بشأن بطاقة السفر.".

وبعد كل عسر يسر: "بعدَ ثلاثةِ أو أربعة أيامٍ إتصلَ بي على هاتف الفندق شخصٌ قدَم نفسه على أنه د. كاظم حبيب، قادمٌ من بغداد لحضور مؤتمر (أو إجتماعٍ) للإقتصاديين العرب في فندق "اُميَّة" بالشام. رجاني أَنْ أبقى في الفندق ريثما يصل إليَّ. حاولتُ أَنْ أضعَ الأسمَ على صورة أحد أعرفه، فما أفلحتُ !.. ولما حضَرَ تبيَّن أنه ر. شوقي من قيادة اللجنة، التي تُشرف على العمل الحزبي في بغداد. وقد صادف أَنْ عقدنا في بيته بمنطقة الكرّادَة ـ خارج كونفرنس المنظمة الحزبية الطلابية لإنتخاب ممثل عنها إلى مؤتمر الحزب الثاني، وإنتخبنا ر. غيث (عبد الحميد برتو) ـ كان يومها سكرتيراً لإتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية ـ ليكون إحتياطاً في حال تعذُّر حضور شوقي للمؤتمر. وقد كان ر. باقر إبراهيم (أبو خولة) مشرفاً على الكونفرنس من قبل المكتب السياسي للحزب ..

تعانقنا وأخبرني د. كاظم بأنْ جرى الإتصال ببراغ للأسراع بأرسال بطاقة السفر.. وعليَّ مراجعة مكتب الخطوط الجوية الچيكية في دمشق.. سلَّمني مبلغاً محترماً (45 ديناراً، على ما أتذكّر) دفعتُ ما بذمتي من إيجارٍ متأخر للفندق، وإشتريتُ من سوق الحميدية حقيبة رياضية تسع كل ما لديَّ من حاجيات بسيطة.. وها هو الآن للمرَّة الثانية يُخلّصني من ورطةٍ لا قِبَلَ لي بها. عانقني، وهنأني على سلامتي. قالَ لي " كُنّا نتابع أخبارك، منظمتنا في طهران لديها علمٌ بما جرى لك.. المهم أنكَ بسلامٍ الآن!.. سنغادر اليوم سويةً إلى كابُلْ..". (الرواية ص 383 ـ 384)

إسترجاع الكاتب لحالة سابقة من ماضٍ أبعد، عن التحرق إنتظاراً لبطاقة سفر الى براغ. يعني أو يشي بأن لحظة صعبة يمر بها. تفتح باب الماضي الذي تتشابه فيه حالتين في الماضي والحاضر. وينطوي الإستذكار أحياناً على وجود حالة تحمل نقيضين أيضاً. أحداهما لا تبعث على الإرتياح، والأخرى على النقيض. خلال الإنتظار في أفغانستان تصادف وجود الرفيق كاظم حبيب الذي قدم له مساعدة في دمشق أنقذته من حالة صعبة. هنا إنتعش التفاؤل عنده، بأن الإنقاذ قادم كما حصل سابقاً في العاصمة السورية دمشق.

قبل أن أتناول بعض الشؤون المتعلقة بالحركة الطلابية، وإتحادها ـ إتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية، لابد من التوقف عند الأسماء الواردة في المقتبس أعلاه لإستكمال اللوحة، أقول: إن الرفيق كاظم حبيب ـ أبو سامر كان في تلك الفترة قائداً طلابياً جميلاً ونشطاً الى جانب مهماته الأخرى. وهو الى يومنا هذا لم يفقد تلك الملامح نشاطاً ومساهمات. أرى جازماً أن الإنسان الذي يجهر بمنطلقاته وأفكاره وآرائه يستحق الإحترام، كما يستحق الإختلاف. كان الرفيق عائداً من دراسته في ألمانيا محققاً نجاحاً دراسياً معلوماً. وبكل حماسة إستخدم طاقاته في التنظيم الحزبي والمهني. وبالنسبة للإتحاد عمل بتفان يستحق الإعجاب، مستخدماً تقليداً إتحادياً معترفاً به محلياً وعالمياً. يتيح لعضو الإتحاد وجمعياته في الخارج العمل بعد التخرج لمدة عامين في التنظيم الإتحادي.

تُعَبِرُ النصوصُ عن نفسِها بنفسها، بأحسن ما يكون التعبير. في (رِحلـةُ الضَنى، طهـران ـ مَشهَد). يُبلغك العنوان منفرداً بالمضمون العام الواقع بين دفتيه. هنا يكون الوصف قد إقترب كثيراً من ثقل المعاناة نفسها. وكم هي حالة مريرة حين يُفْرَضُ على السقم الجسدي متطلبات المعافاة. تترك المعاناة بمثل تلك الحالات خدوشاً، ولكنها غائرة روحاً وجسداً. تفرضُ الوحدةُ في ظل ظروف عابسة على الإنسان أن يُجَمِعَ طاقاته الكامنة. ولا تتجمع تلك الطاقات دون حوارات مع الذات. تكون الذات متحفزة. من النوع الذي يفعل فعلين متناقضين في الوقت نفسه. يقوي العزيمة وينخر بعض إحتياطات الجسد.

مَنْ جَرَّبَ إجتيازَ حدودٍ يَستطيعُ إستدعاءَ تلك الحالة أو الحالات، على الأقل ظِلَّها. كيف يموت الخوف أو حساب مخاطر الفشل. هذا الحال يتجلى في النقاط الحرجة من الطريق. لا تتجاوز تلك المسافات في الغالب عشرة كيلومترات. بديهي أنَّ الطريقَ من بدايته الى نهايته مملوء بالمخاطر. ولكن المعضلة الأخطر تكون عند الخط الوهمي والفعلي في ذات الوقت بين دولتين.

بعد مرور نحو عشرة أعوام على المحاولة الأولى لهروبنا الفاشل الذي ورد في الرواية. فرض عليّ الحال المغادرة عبر ذات الطريق. ذهبت مع الصديق رضا الظاهر الى دائرة الجوازات في بغداد مستندين الى كتاب من نقابة الصحفيين العراقيين. قبل معرفة النتيجة عرضت على رضا الإستعداد لأخذه معي في حالة رفض الطلب. لكنه حصل على جواز سفر رسمي. وكان المنع من السفر نصيبي.

معلوم أن جواز السفر لكل عراقي في ظل القمع حلم صعب المنال. حققت العبور الناجح هذه المرة، ومن ذات الطريق السابق يوم 31/1/1979. حملت معي جواز سفري السابق، وهو يحتاج الى تمديد فترتين إثنتين. كي يصبح صالحاً للإستخدام. لا توجد صعوبة في التمديد بإرادة شخصية، وليس بإرادة مديرية الجوازات، أو مَنْ لهم اليد العليا في الأمر والنهي. هذا شرط أن تكون قد تجاوزت حدود الوطن. وهنا لا أحتاج سوى الى عملة معدنية فيها نسر. لأدمغ الطوابع المالية التي جلبتها معي من بغداد، بإعتبارها من عدة السفر اللاحق. أخبرني الصديق الكبير الراحل أبو قاطع ـ شمران الياسري، بأنه دوّن تلك "السفرة" في أحد أعماله. وكنّا مع عدد من الأصدقاء نجلس في مقهى سلافيا الواقعة على نهر الفلتافا ببراغ. وللأسف لم أطلع لحد اليوم عليها، ولا أعرف في أي من أعماله وردت.

وصف الكاتب يحيى علوان محاولتنا الأولى عند مروره بحالة من ذات النوع. وأنا أذكر تفاصيل تلك المحاولة، كأنها بالأمس القريب. وأذكر سطح ذلك المنزل الكريم الذي إستضافنا. والعيون مشدودة الى الحدود الملعونة. ويَمْثِلُ أمامي ذلك الشَّعِيب؛ (واد دارس أتعبه إنحسار الماء). أعرف الى أين يصل. تحاورنا في تلك الأمسية حول التفاصيل يحيى وأنا. كانت الإحتمالات في القائم متعادلة. لا خطر كبير في الوصول الى المدينة الحدودية والعودة إليها ثانية. وربما العبور شرط إتباع بعض التدابير. أما العودة الى بغداد فطريقها سالكة أيضاً. ويُصْبِحُ طريقُ العودة صوب بغداد أقلَّ خطورة، بعد تجاوز كل مدينة بإتجاه بغداد. فعلام المخاطرة. عند الضرورة يمكن تكرار المحاولة والإستفادة من خبرة المحاولة الأولى. والمهمات في الخارج قابلة للإنتظار.

جاء إستذكار الكاتب لتلك المحاولة الأولى. عندما فرضت عليه الحياة مرة أخرى عبوراً من دون وثائق. ولكنه هذه المرة قد غزا الشيب رأسه، والخيارات غير متعادلة إما العبور أو العبور أيضاً، كَتَبَ:

"لم يبقَ أمامي سوى خَلعَ ملابسي وحذائي، اُكوِّرها فوقَ رأسي وأخوّضَ في الماء بعكازتي إلى الضفّةِ الأخرى، فيما كان القمرُ يتراقصُ مُستحمُّاً في النهر، كأنه يغسلُ البثورَ عن وجهه.. تماماً، كما رأيناه، حميد برتو وأنا في خريف 1969، يومَ حاولنا الهربَ بجوازات سَفَرٍ مزورة إلى سوريا.. عن طريق ناحية حصيبه وألبو كمال، حيث إستضافنا إبنُ عمٍ للرفيق عامر عبد الله في دار بناحية حصيبة، ليرتِّبَ عبورنا النهرَ، منتصف الليل إلى ناحية ألبو كمال السورية.".

"كان مسؤولنا الشايب (تحبُّبَا كنا نسمّي ر. صاحب الحكيم، الذي كان يقود التنظيم الحزبي الطلابي في بغداد ومسؤولنا في لجنة تنظيم الجامعة) قد قالَ لنا، حينها، إذا وقعتم بيد شرطة الحدود السورية، قولوا أنكم ضيوف على الحزب الشيوعي السوري.. وسيوصلونكم إلى مكتب المحامي الرفيق موريس صليبي في دمشق، حيث سيتولّى هو بقيةَ الأمر.. لكننا ما أنْ عبرنا النهر إلى الجانب السوري، وقعنا في كمينٍ لشرطة الحدود، وحين قلنا لهم أننا... أشبعونا ضرباً بالخيزران:".

"أبوكم، على أبو بكداش الكِردي ـ بكسر الكاف ـ !.. ترجعوا منين ما جيتُم، وإلاّ نسلمكم للحدود العراقية.."!.. وهكذا عُدنا أدراجنا إلى حصيبه، حيث إنكشفنا من قِبَلِ مفوّض شرطة، تعرّفَ علينا حالما رآنا. كنا قبل أشهرٍ قد أشبعناه ضرباً في حي الحارثية ببغداد، أثناءَ حملة لخطِّ شعارات الحزب على الجدران، وحاول هو إلقاء القبض علينا.. ظلَّ المفوّض يُطاردنا في الشارع الرئيس لحصيبه، حتى أفلتنا منه بالصعود إلى شاحنة (لوري) ملأى بأكياس التمر كانت متجهة إلى الرمادي ومنها إلى بغداد.. نَزلَ حميد في الطريق متوجهاً إلى مدينته هيت، فيما واصلتُ إلى بغداد..." (الرواية ص 258 ـ 260)

كانت اللجنة الطلابية المركزية للحزب الشيوعي العراقي بمسؤولية الرفيق ماجد عبد الرضا، وليس الرفيق صاحب الحكيم. كان ماجد في تلك الفترة عضواً في سكرتارية اللجنة المركزية للحزب. ومن بين أعضاء الطلابية الرفيق صاحب الحكيم وأنا وآخرون. وقد إتخذت هذه اللجنة إسم شهيد الحزب والحركة الطلابية العراقية صاحب المرزا إسماً لها. تتبعها لجنتان أساسيتان: لجنة جامعة بغداد ولجنة ثانويات بغداد. إن حيوية التنظيم في تلك الفترة لم تخلق أسواراً بين الهيئات الحزبية، بل تتواصل جميع الهيئات في فعاليات مشتركة تدعم كل واحدة الأخرى.

أشار الكاتب الى الرفيق صاحب الحكيم الذي كان يلقبه بعض الرفاق تحبباً بالشايب. وهو لقب بادر بإطلاقه أحد أبرز نشطاء طلاب ثانويات بغداد حينذاك الصديق والرفيق سعدي السعيد. والرفيق الحكيم كادر حزبي قديم، كان عضواً في لجنة منطقة الفرات الأوسط عشية إنقلاب 8/شباط/1963. ويتصف هذا الرفيق بروح حزبية تتسم بالحركة الدائبة والجدية والحرص.

أجد نفسي اليوم وسط سردية روائية شيقة ـ "مطارد بين ... والحدود". تناولت أحداثاً فيها الكثير من الفرح والحزن وتموجات الزمن وتعرجات مسيرته. فكم هو جميل أن تهتم قيادة الحزب بالهيئات الحزبية. يأتي عامل نقابي مثل الرفيق آرا خاجادور وسكانيان لتبادل الخبرات النقابية، وأخر من لجنة التنظيم والرقابة المركزية لمتابعة سير التنظيم، وأعضاء إختصاص من منطقة بغداد إضافة الى أعضاء المركزية ومكتبها السياسي.

في محاولتنا الأولى للهرب عبر حصيبة التي تناولتها الرواية، حمَّلنا الحزب رسالة خطية الى الحزب الشقيق في سورية. حملها لي الرفيق أبو دنيا ـ ماجد. وأضاف: إذا تعرضتما لأي خطر من الضروري إتلافها. تحمل الرسالة تحية للأشقاء. وإستفسار عن صحة الرفيق خالد بكداش. وطلب مساعدتنا للوصول الى براغ بمهمات حزبية.

يتم تسليم الرسالة عبر مكتب المحامي الرفيق موريس صليبي في ساحة المرجة بدمشق، التي تعرفُ بساحة الشهداء أيضاً. وهي مركز العاصمة السورية ـ دمشق. كانت الرسالة كالعادة المتبعة في كل هيئات الحزب من الورق الرقيق جداً، الذي يمكن إتلافه بكل بسهولة. موقعة بإسم الرفيق كريم أحمد عضو المكتب السياسي للحزب. وبعد إتخاذنا قرار العودة الى بغداد أتلفت الرسالة.

أوفدني إتحادنا لتولي مهمة نائب رئيس إتحاد الطلاب العالمي. وكذلك الزميل يحيى علوان لتولي مهمة أخرى في ذات الإتجاه. كان د. مهدي الحافظ حينذاك يَشْغَلُ مهمة نائب رئيس إتحاد الطلاب العالمي. قبل ذلك كان إتحادنا يتولى مهمة السكرتير العام للإتحاد العالمي. ومن المعروف أن مهمات السكرتير العام كبيرة الأهمية. مثلنا فيها الأستاذ نوري عبدالرزاق حسين، والأخير أي نوري يملك مهارات واسعة على صعيد العمل في المنظمات الدولية، التي تأخذ في الغالب طبيعة ديبلوماسية. تحويل دور إتحادنا من سكرتير عام الى نائب رئيس فيه بعض التراجع في الموقع. تزامن ذلك التراجع مع تقلص فرص إتحادنا في تولي بعض مهمات شغيلة في إتحاد الطلبة العالمي أيضاً. هذا الوضع مَثَلَّ أو عَكَسَ شيئاً من إهتمام الدول الإشتراكية السابقة بالعلاقات مع البعث بعد إنقلابهم عام 1968 على حكومة عبد الرحمن عارف.

طلب مهدي تمديد بقائه في الإتحاد عاماً آخر على غير المقرر حزبياً وإتحادياً. وفي ذات الوقت تقلص دورنا في مجال المترجمين. فالكاتب تحدث عن المصاعب ومرارت الإنتظار في دمشق والسفر الى براغ. بقيت أشهراً دون أن أعلم بنوايا الرفيق مهدي.

قمت خلالها بزيارات لعدد من جمعيات الطلبة العراقيين في الخارج. والمشاركة في مهرجان روستوك الذي نظمه الإتحاد. وهي الفعالية الأهم في الخارج قبل أن تتجه النية الى إتخاد أسوء قرار في تاريخ الإتحاد والحزب أيضاً، أي الإقدام على تجميد إتحاد الطلبة العام. وهي خطوة فيها من قصر النظر والإنصياع للضغوط، ما لا يتناسب مع تاريخ الحزب والإتحاد. عمل يحيى في مجلة قضايا السلم والإشتراكية مترجماً، بإعتباره خريج كلية اللغات قسم اللغة الإنكليزية. وصل شريكي في محاولة الهروب الأولى الفاشلة الى براغ. أنا كنت في حينها بكورس اللغة التشيكية. وأرسل لاحقاً الى ألمانيا لمواصلة دراسته.

تمت معالجة وضعي على الضد من إختياري. وهو الإلتحاق بالمقاومة الفلسطينية. بدأت دراستي العليا، ولكن ظلت رغبتي بأي مشاركة نضالية أعلى من مجرد مواصلة الدراسة. وتم تحميلي مسؤولية المنظمة الحزبية في تشيكوسلوفاكيا، والتنسيق بين جمعيات الطلبة ـ فروع الإتحاد في الخارج، وعضوية اللجنة الطلابية للتعاون بين الأحزاب الشيوعية العربية في تشيكوسلوفاكيا.

لم أعرف أسباب تحولي الى الدراسة. وتكليف الرفيق يحيى علوان بالترجمة إلا قبل سنوات قليلة. جاء ذلك محض صدفة. إلتقينا في مقهى سلافيا على ضفاف الفلتافا في براغ: آراخاجادور، نعيم الأشعب، مازن الحسيني وأنا. سرد المناضل الفلسطيني البارز مازن الحسيني كيف مدد مهدي بقاءه في براغ. مازن إضافة لدوره السياسي يمتلك قدرات مرموقة في الترجمة الفورية. إستثمرها إتحاد الطلاب العالمي. وترجم مجموعة من الكتب ذات الأهمية الفائقة. ومازال يواصل نشاطه بكل هِمَّةٍ وجدارة.

تفتح الرواية الجيدة والمبدعة أمام القارئ أو الناقد أو المهتم صفحات جديدة وآفاق واسعة. تحوم حول ذات موضوعاتها، الشيقة منها والمؤلمة. وقد تفتح مساحات أخرى ليست في الحسبان على الإطلاق. وهنا، ومن خلال كل ما تقدم، لا نحتاج الى قولٍ للتعليل أو التبرير أو تقديم دليل، حيث تقف الأدلة والشواهد والبراهين مضيئة في كل زوايا ومنعرجات وأحداث وتضاريس رواية "مطاردٌ بين ... والحدود" للكاتب يحيى علوان.

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي