الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حال اليمن العتيد في ذكرى الاستقلال المجيد!

منذر علي

2019 / 12 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


تُرى، ما الذي حل بنا ؟ قبل حوالي ثمانين عاماً ونيَّف، وتحديدًا في مطلع الأربعينيات كان الجهل يطفو على سطح الوعي، كما تطفو المجاري في شوارع عدن اليوم ، و كان الجهالة تحجب عنا الرؤية الحقيقة لواقعنا الوطني ، كما تحجب السحب السوداء الشمس في رابعة النهار.
وعلى الرغم من مظاهر الحداثة الاستهلاكية الزائفة في مستعمرة عدن، إلاَّ أنَّ التخلف كان شديد الوطأة، وكان يتجلى بسيادة الروح القبلية الضيقة والبدائية في التفكير ، و التنكر للهوية الوطنية الشاملة ، و القبول ب "القدر" الاستعماري، والميول الدونية لدي بعض الفئات للقبول بثقافة المُستعمر، فكنا نمقت أهلنا ، و نرى الأخ عدواً غادراً ، والعدو أخاً وفياً، وكنا نتسابق في تملق المستعمِر وإرضائه ، ونتفاخر بالانضواء تحت لوائه ، ولم يكن هدفنا ينصب في تبني قيم الحداثة والتنوير التي كانت تحفل بها الدول الغربية ، ومنها بريطانيا الاستعمارية ، ومن ثم محاربة المُستعمِر بسلاحه ، كما عمل غاندي ونهرو في الهند، أو نكروما ولوممبا في أفريقيا، بل الأدهى من ذلك ، ظهرت في تلك الفترة في عدن ما يسمى بجمعية عدن للعدنيين، التي كانت تدعو لسلخ عدن عن الوطن وغيرها من الجمعيات التي كانت تدعو لتفتيت الوطن المُفتت و طمس الهوية الوطنية اليمنية.

لكن شعبنا تصدى لتلك التوجهات السياسية الاستعمارية الماكرة وأحبطها. واليوم وبعد 52 عاماً على الاستقلال من الحكم الاستعماري البريطاني ، تثير قوى التخلف الجديدة ما كانت تثيره قوى التخلف القديمة ، وهي من الغباء ، بحيث أنها تستخدم نفس القاموس السياسي ، وتلوك ذات المفردات السابقة التي دحضها القائد اليساري عبد الله باذيب في حينه ، وتسعى جاهدة لاستعادة تلك المرحلة المظلمة من تاريخنا بعناوينها القديمة وإن بوسائل حديثة، و لكن الغاية واحدة ، وهي تفتيت الوطن وانتزاع استقلاله ، وتقويض كيانه السياسي ، واستعباد شعبه ، ونهب ثرواته.


والسؤال الذي يبرز أمامنا اليوم ، هو : كيف يمكن تفسير حالة التماهي، Identification ، المشين ، مع المُستعمر القديم ، البريطاني، و مع المُستعمر الجديد: السعودي الإماراتي والإيراني، على هذا النحو الغريب، على الرغم من أنَّ المُستعمِرين ، بشقيهم القديم والجديد، ينظرون بتعالٍ واحتقار شديدين إلى من يَسعى إلى الانصهار معهم ، أو يعمل على تعزيز " الرابطة العاطفية معهم "، بحسب تعبير عالم النفس النمساوي سيجموند فرويد ، Sigmund Freud؟


ربما أن ما قاله المفكر الفرنسي ، من أصول مارتينيكة ، فرانز فانون ، يفسر هذه الظاهرة ، وهو أننا نلبس قناع المُستعمِر الأبيض ، الثري ، بفعل الإحساس بالدونية ، Inferiority ، و نعمل ، دون دراية ،على تعميق احتقار الذات ، Self-contempt ، من خلال الرغبة الجامحة في تمثُّل المُستعمِر ، وبذلك نساهم في مضاعفة عذاب "المعذبين في الأرض." واليوم ها نحن نلبس قناع المُستعمر الأسمر الباذخ الثراء لتخريب الوطن ومضاعفة شقاء الشعب اليمني.


هذه هي الحقيقية، كما تتجلى بأوضح صورها ، ولكن الأوغاد من كل صنف لا يأبهون لمثل هذا التحليل ، ولا تعنيهم مآسي الشعب اليمني التي تتزلزل لها رواسي الجبال، وهم ، جراء انتهازياتهم و خياناتهم و غبائهم لا يرغبون بالاعتراف بواقع الحال ، وهو أن ما يجري اليوم طباخة استعمارية تجري على مهل، و تحت حجج بائرة، لا تختلف عن الحجج القديمة ، للسيطرة على الوطن، كما حدث في الماضي البعيد.


ربما أنَّ الأجيال الجديدة من شعبنا ، المُسحوق بهموم الحياة اليومية ، أو المشغول بالمظاهر الشكلية للحياة المعاصرة ، لا تعلم كثيراً عن التاريخ السياسي للوطن ، ولذلك يسهل خداعها ، وسلب إرادتها ، والتحكم بها ، وجعل بعضها مجرد أداة عمياء بيد أعدائها. ومن هذه الزاوية ، سيكون من المفيد أن نستعرض بعض الظروف التاريخية التي مر بها وطننا.


كانت عدن منفصلة عن الأرياف اليمنية في المناطق الجنوبية والشرقية ، وكانت هذه الأخيرة ،وعلى الرغم من رفضها ومقاومتها للهيمنة الإستعمارية، بوسائل شتى ، منذ اليوم الأول للإحتلال ، عبارة عن قرى متفرقة ، متباعدة، هامدة في معظمها ، تقطنها قبائل منعزلة ومتخاصمة ، يحكمها السلاطين والأمراء والمشايخ، المحميين والمرتبطين، بشكل وثيق مالياً وعسكريًا ، بسلطة المستعمر البريطاني ، سواء عبر مركزها الأقدم في الهند، بين 1839-1937 ، أو عبر المندوب السامي البريطاني من مركزها الأحدث في عدن بين 1937- 1967 .


أما المناطق الشمالية من اليمن ، عقب خروج الأتراك منها عام 1918، فكانت هي الأخرى عبارة عن سلطنة كبيرة، أو مملكة ، أو بالأخرى مقبرة كبيرة ، أشد بؤساً من أخواتها في المناطق الجنوبية ، ولكنها كانت موحدة ، تحت سلطة واحدة ، ومُستقرة نسبيًا ، وإنْ كانت غير هامدة سياسيًا ، وخاصة بعد التسوية المهينة، التي أُجبر الأمام يحيى على إبرامها مع آل سعود ، من جهة الشمال، ومع السلطة البريطانية من جهة الجنوب في مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي. وكانت تلك المملكة تعيش في ظلام دامس ، حيث تمكن الإمام من إحكام سيطرته على المناطق الغربية والوسطى منها، عن طريق استخدام القبائل الشمالية الزيدية المسلحة لإخضاع القبائل الأخرى، الشافعية ، الأقل تسليحًا، جراء انشغال السكان في هذه المناطق أساسًا بالزراعية والرعي والتجارة والصناعات الحرفية. وتحولت المملكة الهاشمية في شمال اليمن إلى سلطة طائفية غاشمة ، حيثُ كانتْ مناطق شمال الشمال مُهيْمنة "حَاكِمة"، وكانت المناطق الوسطى، مُهيْمَن عليها "مَحْكُومة"، أو بتعبير آخر كان هناك ما يُسمى بدولة "الراعي والرعية."


وقد أمْكَنَ لتلك المقابر البائسة المنعزلة عن بعضها ، المتخاصمة في عموم اليمن، بشماله وجنوبه، أن تتنفس عن طريق الهجرة إلى مُستعمرة عدن ، ومن عدن إلى العالم الخارجي، حيث كانت عدن، المنطقة الحضرية الأبرز في اليمن ، التي تشكل المنفذ الوحيد المفتوح على العالم. و كانت الهجرة إلى عدن ، تتم في غالبيتها المطلقة من المناطق الشافعية "المحكومة" من قبل الإمام ، أو من المناطق المحكومة من قبل السلاطين ، الواقعة تحت الحماية البريطانية، وليست من المناطق "الحاكمة" ، أو المناطق الزيدية ، التي ظلتْ منعزلة عن العالم. وبذلك كان للهجرة بُعدها الطائفي والطبقي الواضحين ، حيث كان المهاجرون ، بدرجة أساسية، من الطبقات الفقيرة ومن المناطق الشافعية .


ولقد تكونت لدي المناطق القريبة والمفتوحة على عدن ولدي الفئات المهاجرة إليها وإلى غيرها من مناطق العالم، نوعاً من القابلية الثقافية، Cultural susceptibility، و ظهر لديها الاستعداد على الانفتاح على الأفكار السياسية الحديثة: كالحرية والاستقلال والوحدة العربية والاشتراكية، والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتقدم وغيرها. ذلك أنَّ التباين في نمط العيش ، أو اختلاف نحلة الناس من المعاش ، بين الداخل اليمني المُغلق والخارج المفتوح نسبيًا ، كونَّ رؤى مختلفة لدي الناس ، كما قال ابن خلدون. ولقد ترتب على هذا الأمر ، بمعنى مُعيّن ، بإستعارة تعبير المفكر اليساري المصري سمير أمين ، ظهور التطور السياسي والفكري والاقتصادي غير المتكافئ Unequal political and intellectual development بين المناطق اليمنية، وهو الأمر الذي كان من شأنه أن يعمق الانقسامات على صعيد الوعي ، ويمتد أثرها السياسي إلى المستقبل .


ولقد تجلى هذه "التطور غير المتكافئ" على صعيد الوعي السياسي ، حينئذ في بروز حركة المعارضة من مناطق معينة في اليمن ، مثل عدن ولحج وتعز وحضرموت والحديدة وصنعاء وغيرها من المناطق الحضرية . كما يتجلى اليوم بوضوح بين بعض المناطق الشمالية التي تسعى إلى الهيمنة القبلية والطائفية ، كما تعبر عنه، بشكل واضح، " حركة الحوثيين الطائفية " في الهضبة ، وبين بعض المناطق الوسطى والجنوبية من اليمن التي ترفض في غالبيتها كل صور الهيمنة ، وتتطلع إلى إقامة الدولة المدنية الحديثة.


لقد كان الناس يهاجرون من المناطق الوسطى والجنوبية والشرقية من اليمن ، إلى عدن ويقيمون فيها ، وأحيانًا يهاجرون منها ، ولأغراض شتى إلى دول أخرى ، مثل دول الخليج ، ومصر ، والشام ، والعراق ، والسودان ، والحبشة ، وكينيا ، والصومال وجبوتي ، وتنزانيا وبريطانيا و فرنسا وألمانيا أمريكا و وماليزيا وأندونوسيا والهند وغيرها.


وكان سكان عدن مكونين من العرب اليمنيين ، المسلمين واليهود ، من الشمال والجنوب، و من الهنود والباكستانيين والصوماليين ، الذين كانوا أقل مرتبة من الانجليز في التركيبة الاجتماعية والطبقية للمدينة. غير أنَّ اليمنيين القادمين من المحميات الجنوبية والمناطق الشمالية، كانوا يشغلون أقل المراتب، وكانوا يُعاملون باحتقار شديد، ويُنظر إليهم كأجانب في عدن، مقارنة بغيرهم من الفئات السكانية القادمة من القارة الهندية.


ومع ذلك فحينما زارت ملكة بريطانيا مدينة عدن في 27 أبريل 1954، خرج سكان عدن عن بكرة أبيهم ، وبمختلف خلفياتهم الدينية والعرقية، بما اليمنيين ، إلى الشوارع لرؤية الملكة الشابة المتألقة ، الألزبيث الثانية ، والاحتفاء بها بشكل بهيج ، احتفاءٌ لا يشبهه سوى الاحتفاء بمملكة الخير وإمارات الخير في الآونة الأخيرة. ذلك كان هو حالنا البائس في الأربعينيات و مطلع الخمسينيات، الذي يشبه حالنا الأكثر بؤساً اليوم!


ولكن كيف أمكن لنا أنْ نعشق المُستعمر في الأربعينات و مطلع الخمسينيات، ثم نرفضه و نتحول عنه ونعشق الحرية والاستقلال في مطلع الستينيات؟


لم يكن الانتقال، على صعيد الوعي،من العبودية إلى الحرية سهلاً، أي الانتقال من تمجيد المُستعمِر الظالم إلى تمجيد الثورة دفاعًا عن المظلومين. إذْ لقد بدأ شعبنا ، مع الوقت، يدرك أن ذلك الاستقبال الحافل لتلك الملكة المتألقة ، كان في الواقع تعبيراً عن وعي زائف ، False consciousness، ما لبث أن تجاوزه الشعب الذي أدرك ، مع نمو الوعي الوطني التقدمي ، أنه حينما كان يحتفي بهذا الضيف الأنيق ، المتلألئ بالأنوثة ،( كان عمر الملكة حينما زارت عدن 27 عاما !) إنما كان يمجد المحتل الأجنبي ، دون أن يعلم ، ويمجد أيضًا الذين خانوا الشعب ، و ساندوا المستعمر البريطاني وصوروا له الباطل حقاً ، وساهموا في بقائه في وطننا لأكثر من 128 عاماً.


وهكذا عندما أنحسر الوعي الزائف ، و ترسخ ذلك الإدراك الوطني الجديد ، شرع شعبنا يرفض الواقع الاستعماري ، و يرفض التغريب الاستعماري Colonial Westernisation ، ويرفض "المسيح الذي يتكلم الإنجليزية" بحسب تعبير المناضل الاشتراكي عبد الله باذيب ، كما يرفض الاغتراب alienation الفكري عن حقيقة واقعه السياسي والاجتماعي وهويته الوطنية اليمنية و تطلعاته القومية ، و شمر شعبنا عن ساعده وسعى لطرد المستعمر من أرضه ، وتحويل المجتمع بشكل ثوري ، وبعث الهوية الوطنية اليمنية، المطمورة تحت أنقاض التاريخ.


ولقد أتت المبادرة الأولى من مجموعة رائدة من الوطنيين الكبار الذين تجاوزوا التغريب، واكتشفوا مكر القوى الاستعمارية ، أمثال عبد الله عبد الرزاق باذيب ، وقحطان محمد الشعبي وفيصل عبد اللطيف الشعبي، وعبد الفتاح إسماعيل ، و غالب لبوزة ، وسالم ربيع علي ، وعلي سالم البيض وعلي أحمد ناصر عنتر، وصالح مصلح قاسم ، وعلي شائع هادي ، وعلي ناصر محمد ، وعلي صالح عباد مُقبل وغيرهم من القادة السياسيين والنقابين الأفذاذ ، فضلاً عن الشعراء والكتاب والفنانين ، الذين أشعلوا جذوة الحرية في الوجدان الوطني، وفتحوا نافذة الأمل أمام الشعب ، وتمكينه من التفاعل مع حركة التحرر الوطني العربية والعالمية. إذْ لقد تفاعل شعبنا وطلائعه الثورية مع النهوض التحرري الذي أكتسح العالم العربي، وعبرت عنه ، بدرجة أساسية ، ثورة 23 يوليو 1952 في مصر ، بقيادة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، وثورة التحرير الجزائرية في 1954 ، بقيادة الراحلين العظام: أحمد بن بله ، وحسين آية أحمد ومحمد بوضياف وهواري بومدين وغيرهم.


كما تفاعل شعبنا أيضاً في وقتٍ لا حق مع حركة التحرر العالمية في أفريقيا بقيادة الزعيم الغاني د.كوامي نكروما ، والقائد اليساري والمناضل الكونغولي ، ذو الميول الاشتراكية ، پاتريس لومومبا. و في نفس الفترة الزمنية ، تفاعل شعبنا أيضاً مع الثورة الكوبية الظافرة في أمريكا اللاتينية بقيادة المناضلين الكبيرين فيدل كاسترو وتشي جيفارا .
وهكذا شعر شعبنا إنه جزء من حركة البشرية التقدمية ، الساعية للتحرر من الاستعمار، و من كل صنوف القهر الاجتماعي والسياسي والعوز الاقتصادي ، و من ثم توجه ، بإرادة لا تلين ، نحو التحرر وبناء مجتمع جديد .


وهكذا ، منذ مطلع الستينيات ، بدأ التاريخ يأخذ مساراً مختلفاً في وطننا، وكان لا بد لشعبنا أن يفجر ثورتيه الظافرتين ، ويطرد المُستعمر البريطاني وينال الاستقلال الوطني ، ويتلاحم من أجل إزاحة قوى التخلف من المسرح السياسي وبناء دولة العدل والحرية والتقدم، ولكنه وهو يسعى صوب هذا الهدف العظيم ، وفي غفلة من العقل، تعثر بفعل قياداته والقوى الخارجية الطامعة في أرضه ، وعاد مرة أخرى إلى الظلام ، وأضحت أغلب القوى السياسية اليوم تتوجه مرة أخرى صوب الماضي البغيض ، تمجده و تتناغم مع القوى الاستعمارية ، بشكلها القديم والجديد ، وتتنكر لنضال الحركة الوطنية التقدمية، بشكل انتقامي أقرب إلى البربرية ، وتكبح التطلعات النبيلة للشعب ، و تسير بما يعاكس حركة التاريخ.
وها نحن اليوم ، وعلى الرغم من كل التضحيات المجيدة ، نجد أنفسنا أمام كارثة كبرى : وطن مسلوب وشعب منكوب!


في الأخير، هل أبدو متشائمًا؟ ربما ، ولكنني لست يائسًا. ولذلك أقول للطيبين والصادقين الأحرار من أبناء شعبنا : من حقكم أن تتفاءلوا إنْ أردتم، ولكن ليس من حقكم السقوط في هاوية اليأس، أو الوقوع في مغطس السذاجة السياسية، وعلينا، جميعًا، أن نستنهض الطاقات الوطنية لأبناء شعبنا اليمني من أجل إنقاذ الوطن، عبر ثورة شعبية وطنية على امتداد الوطن اليمني ، مناهضة للطائفية والقبلية والجهوية ، ومتناغمة مع ما يجري اليوم من ثورات تحررية في الجزائر والسودان والعراق ولبنان . نعم ، هذا ما ينبغي أن نعمله قبل أن نختفي في التراب ونترك خلفنا الخراب للأجيال القادمة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة